رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||
|
|||||||
الكفيفة المبصرة
الكفيفة المبصرة الكفيفة المبصرة الكفيفة المبصرة الكفيفة المبصرة الكفيفة المبصرةبسم الله الرحمن الرحيم
الكفيفة المبصرة دخلت المدرسة الجديدة،فإذا هي أمامي امرأة في الخمسين من عمرها،مهتمة بهندامها،تلبس نظارة سوداء،استغربت لرؤية النظارة! وصافحت المعلمات وعندما وصلت إليها مددت يدي نحوها،ومدت يدها في ناحية أخرى،ألجمتني المفاجآة فإذا معلمة تشير لي أنها كفيفة،ياالله لأول مرة أشاهد امرأة كفيفة فقدت بصرها من الصغر،فقد فقدت بصرها في سن العاشرة0 أربعون عاما تعيش في ظلام دامس،أربعون عاما وهي تنتقل من مدينة إلى أخرى،ومن مدرسةلأخرى ،لاتعرف مديرة ولا معلمة أو بالأصح لاتستطيع وصف وجوههن،لكنها بفضل من الله تفرق بين المعلمات بأصواتهن،بل حتى بين الطالبات فقد وهبها الله ذاكرة قوية،ما أثار إعجابي بها عدم تحدثها عن عاهتها،أو ما تعانيه،بل على العكس فهي مرحة في حديثها تتحدث مع المعلمات عن كل شيء عن المطاعم،المحلات،آخر مانزل في الأسواق،عن زوجها العربي الذي تزوجته مؤخرا وسافرت معه إلى بلده ،تصف لك كل شيء كأنها تبصر0 لم تمنعها عاهتها من العمل،ثلاثون عاما وهي تدرس ,تدخل من فصل لآخر تدرس المواد الدينية،لم تمنعها عاهتها من الاختلاط والخروج،تذكرتها وتذكرت شبابا يجلسون على الرصيف بلا هدف ولا غاية ولا عمل،وهم بكامل صحتهم وعافيتهم،قارنت بينها وبين المريضة نفسيا التي تملك الصحة والبصر لكن الشيطان أرغمها على العزلة لأوهام تعشعش في رأسها0 هنيئا لك ياعزيزتي هذه الروح الطيبة،ونرجو من الله أن يعوضك خيرا على فقد بصرك فمن صبر فله الأجر العظيم 0 ودعتنا بابتسامتها المعهودة وهي تلملم أوراقها وحاجاتها فلقد وصلت سن التقاعد،وأبلغوها إداريا بذلك،لم تنس وهي خارجة أن توصينا أن نعطي الطالبات المتميزات عندها هدايا جلبتها من المدينة،عندها مازحتها وطلبت منها هدية لابنتي أعطتني وهي باسمة وقالت تذكروني،انحدرت دمعات ساخنة على خدي قائلة لن ننساك ياعزيزتي فقد كنت لنا مدرسة تعلمنا الإيمان بالقضاء والقدر والصبر عليه0 |
مواقع النشر |
|
|