الاخبار الاقتصادية ليوم الاثنين18جماد الاول 1428هـ الموافق 4/6/2007م

[عثمان الثمالي]

المقال
فخار يكسر بعضه..؟!



د. صنهات بدر العتيبي
يبدو للوهلة الأولى أن السوق يعشق النفق المظلم الذي تربى فيه لمدة تزيد عن السنة لذلك يعود هذه الأيام إلى حالة الملل والضيق والانحدار البطيء خاصة مع توقع اكتتابات جديدة وبروز أحداث ساخنة في لبنان والخليج تنبئ عن تشكل نوع من القلق والتوتر في المحيط العربي المحترق. ويلاحظ وجود حالات توافق مابين الاكتتابات والأحداث السياسية ومواعيد حظر تداول أعضاء مجالس الإدارة وغيرها ما يجعل السوق يتحرك بشكل شبه ثابت ومتكرر كل ثلاثة أشهر (مع نهاية الربع السنوي وبداية إعلان النتائج). لقد أصبحت هناك اسطوانة مملة تدور كل ربع سنة تتوالى بصعود ومضاربة ثم هبوط عنيف يعقبه هبوط متدرج إلى موعد إعلان نتائج سابك فيأخذ السوق مسارا مختلفا حسب النتيجة. الغريب أن الأحداث السياسية والاقتصادية في العالم المحيط تشجع على هذا السيناريو المحدد، وكأن هناك اتفاقاً مسبقاً لترتيب حركة السوق!!.
ومما يزيد الحيرة أن سوقنا يبدو وكأنه يسير (أو يُسير) وفق نظرية شبه ثابتة زادها "الفارس الملثم" غموضا وهو يركب سامبا تارة وسابك تارة أخرى والاتصالات والراجحي بعض المرات ثم (يعفس) بمؤشرات السوق عفساً وكأنه يلعب في مباراة (ركبي)!! وسوقنا "سوق مفاجآت" من العيار الثقيل حطم كل المقاييس المعروفة عالميا لقياس الخطر والتعامل معه.. وفي بعض الأحيان هو "سوق رعب" وقد تتحول صالات التداول قريبا إلى صالات أفلام هتشكوك (لا تنسوا الفشار)!! لقد تكرر كثيرا أن تسير الأمور بشكل جيد ويعم التفاؤل وتتحرك السيولة.. ثم يخرج تصريح من هنا أو إعلان من هناك فجأه (بدون أحم ولا دستور) فتنقلب الأمور رأسا على عقب وتعم (الفوضى الخلاقة) وتكشر التعاسة عن أنيابها ويتكشف "سلوك القطيع" في الهروب غير المنظم وتزداد الخسائر والتعليقات.. والعكس صحيح فقد تفتح الحاسب الآلي ظهيرة يوم عبوس فتجد المؤشر أخضر وأسهم الخشاش تعطي نسباً صعودية ولسان حال مضاربها يقول (لا توقف)!!
ثم نأتي إلى عملية مراعاة "حساسية" السوق التي يجب أن تحدث آليا بدون صراخ المتخصصين ومقالاتهم ولكن هيهات!! الذي يحدث في سوقنا وبعد تجارب عديدة ومؤلمة آخرها هذا الأسبوع المنصرم انه تحدث أحداث مؤثرة على السوق بشكل يثير البلبلة والحيرة وتخرج تصريحات غير منظمة وتفتقر لأبسط شروط الشفافية فلا يأتي بعدها إلا التساؤلات والغموض والخوف الذي يفطر المحافظ فتسيل كسيل عرم ويسقط المؤشر على أم رأسه ولا أحد يسمي عليه!!.
هناك رؤية مخيفة عن السوق من الجهات المهتمة (وليست المتهمة) نكاد نلتقط حروفها وكأنها تقول "يجب أن تتم بعض الأمور وتتحقق بعض المصالح مهما يقولون مهما صار مهما تم..!! أما بالنسبة للسوق والمتداولين خاصة الصغار منهم فيقال عنهم "فخار يكسر بعضه"!! الذي ينجو يذهب إلى هوامير العقار ل "ينتفوا" جيوبه والذي لا ينجو ينتظر الفرج"!!
ولكن الصورة يا سادة ليست سيئة إلى هذا الحد فقد اقتنعت أخيرا انه ليس لدينا "بيروقراطية" ولا "روتين" وذلك عند ملاحظة سرعة وسلاسة وليونة إجراءات طرح أسهم شركة الأنابيب الفخارية العالمية للتداول فقد مرت عملية الإعلان والتهيئة والاكتتاب والإدراج بسرعة الضوء في سوق مظلم!! من ضمن العشرات من العثرات قد تأتي عملية واحدة سريعة و(جزلة).. ومن هذا الكم الهائل من الأسهم المتهالكة رغم نتائجها وعوائدها ومسمياتها ب (العوائد)!! ها نحن نشاهد الفخارية الموقرة تكاد تلامس المائتي ريال، ورجب اقترب وقديما قيل (عش رجب ترى العجب)!!
sunotaibi@alriyadh.com