الملف الصحفي للتربية الاحد 21/6

[صقر قريش]

عكاظ : الأحد 21-06-1430هـ العدد : 2919
ازدواجية التربية .. قتل بطيء
يغيب قانون التحفيز في بعض المنازل والمدارس، لذا تجد كثيرا من المخرجات المنتظرة رتيبة، غير قادرة على العطاء مستقبلا. واجبات وأوامر تلو الأوامر، وبعدها، ركود، وعتمة لا تدعوان إلى المزيد من الجهد. في أحد الفصول الدراسية، شاهدت ثلة من التلاميذ حائرين، متخبطين في مستوياتهم، حاولت فتح حوار معهم فوجدتهم يعانون من إحباط شديد نتيجة لعدم تحفيزهم، وتشجيعهم، فمعلمهم السابق كان يقوم بدور الملقّن، بيده عصا لا تبقي ولاتذر، سياسته التنفيذ أولا، والسير في خط واحد، حتى لوكانت به الكثير من العثرات، والمهم هو الوصول إلى الهدف بكل رتابة، فالمنازل التي تتخذ التحفيز شعارا لها هي منازل عامرة بالحب، والتميز والتوازن والعقلانية.. وعلى ذلك يجب أن تعتمد المدارس والعملية التربوية برمتها، وحذار من ازدواجية التربية بين المنزل والمدرسة ففيها إعلان حقيقي لتدمير الطالب ليس على مستوى التعليم والتحصيل الدراسي فحسب وإنما على مستوى وجوده وإنسانيته.
حمد جويبر ـ جدة
المدينة : الأحد 21-06-1430هـ العدد : 16853
تدخين، سلاح، طالبات ابتدائية!
د.فهد العبري
‏حسب ما تناقلته بعض صحفنا الورقية والالكترونية فان إحدى شركات النقل المدرسي قد فاجأت أولياء أمور ‏طالبات إحدى المدارس الابتدائية في (البصر) بمنطقة القصيم، وذلك بتكليف سائق بديل بدلاً من السائق ‏الرسمي للحافلة التي تقل الطالبات. ولم تكن المفاجأة في وضع سائق بديل وإنما بالوضع (غير الطبيعي) الذي ‏كان عليه السائق؛ حيث قام السائق البديل بعرض التدخين على الطالبات وأخذ يهددهن بمسدس كان بحوزته. ‏ولقد قامت الطالبات فور وصولهن المدرسة بإبلاغ المديرة التي انتظرت عودته ظهراً لتتفاجأ هي الأخرى ‏بالوضع عندما سألته ووجدته مرتبكاً مما حدا ببعض أولياء أمور الطالبات بتقديم شكوى في اليوم نفسه ‏مطالبين بكشف الأمور الصحيحة. ‏ وهنا يتبادر إلى الذهن الكثير من الأسئلة التي بحاجة إلى أجوبة مقنعة
• كيف يمكن لنا وصف هذا السائق البديل الذي أقدم على عرض التدخين على الطالبات ومن ثم ‏تهديدهن بالسلاح؟ هل يخرج وصفه عن كونه مختلاً عقلياً أو مخموراً!‏
• من المسؤول عن الاستهتار بأرواح هؤلاء الأطفال الأبرياء؟ هل هي الشركة القائمة بالنقل المدرسي ‏أم إدارة التربية والتعليم للبنات بمنطقة القصيم أم السائقين؟
• كيف يمكن لهؤلاء السائقين الاتفاق على تغطية أحدهما عن الآخر والقيام بعمله دون علم الشركة ولا ‏الإدارة؟
• هل يعقل أن يكون السائق البديل الذي أقدم على هذا السلوك المشين بنغالياً!‏
• ماذا لو فقدت بعض الطالبات الصغيرات في حالة الذعر التي جعلت الكثير منهن حسب ما ورد في ‏الصحف ينزلن في أماكن متفرقة وليس عند منازلهن؟
• من الجهة التي ستلزم بتعويض هؤلاء الطالبات وأهلهن عن الأذى النفسي الذي لحق بهن. فلكم أن ‏تتخيلوا طالبات مرحلة ابتدائية يعرض عليهن التدخين، ومن ثم يتم تهديدهن بالسلاح!‏
• لماذا يوجد لدى مؤسساتنا قصور فاضح في إيصال الحقيقة للمواطن. فلماذا لم تتحدث إدارة التربية ‏والتعليم للبنات بمنطقة القصيم عن هذه الحادثة مبينة تفاصيلها وواعدة بالعلاج؟ فإن كان الخلل من ‏الشركة تعاقبها الإدارة، وإن كان من الإدارة يحاسب المسؤول. وإن كان هذا الحدث مفبركاً كما تدعي ‏بعض المنتديات تقوم الوزارة بنفيه. ‏
• متى توجد لدينا ثقافة الاعتراف بالخطأ؟ فبمثل هذه الثقافة نقضي على الكثير من الأمور السلبية في ‏مؤسساتنا. ولا يتوقع المسؤولون في هذه المؤسسات أن الاعتراف بالخطأ والتقصير سيقلل من ‏شأنهم. بل على العكس تماماً سيكبر هؤلاء المعترفون بأخطائهم في عيون الناس. لأن الاعتراف ‏بالخطأ هو قمة الشجاعة.‏
• أليس من حق أولياء أمور هؤلاء الطالبات معرفة ما حدث؟ ولماذا حدث؟ وكيف يمكن تجنب ما حدث ‏في المستقبل؟ كل هذه الأسئلة أطرحها على إدارة التربية والتعليم للبنات بمنطقة القصيم والقائمين عليها والذين أعلم ‏حرصهم وتفانيهم في عملهم آملا وضع أجوبة مناسبة تريح أولياء الأمور والغيورين على هذا الوطن.‏