منوعات واخبار السبت 15-2

[صقر قريش]

جحا محتار بين التعليم والرياضة


سامي بن عبد الله الغنيم
لا أعتقد أن أحداً لا يعرف جحا وقصصه التي لا تنتهي ولا نكل ولا نمل منها برغم كثرة خرافاتها وفكاهتها، إلا أن وقتنا هذا بزغ لنا عالم جحا الجديد وهو الرياضة وعالمها من المشرق إلى المغرب وليس المغرب العربي فبدأنا نسمع ونشاهد أضحوكات وغرائب الرياضيين وقصصهم التي لا تنتهي حتى أصبح العالم كله يحسب الدقائق والثواني لمشاهدة هذا النجم أو النجمة رغم غيابنا عن هذا الجانب أقصد النسوي ولم يقتصر على ذلك بل تدفع الأموال للنيل من شهرتهم أو تسويقهم أو مشاهدتهم في الملاعب أو في الوسائل الأخرى والتقاط الصور لهم وتصدرهم عناوين الصحف والمجلات.
ولم تقف عند ذلك الحد بل القنوات والأقمار تحجز لهم والطيران مشغول بهم والفنادق تتباهى بسكناهم كل هذا غيض من فيض فلم يعد للعالم كله شغل شاغل غير الرياضيين، هذا ما دعا جحا وقتنا الحالي إلى أن يبحث بلهفة عن الرياضيين وترك العلم والمتعلمين حتى الجهلة والفقراء والمستضعفين نسوا بفعل الرياضة، فسأل جحا نفسه أين أنا؟
ومن أكون؟
وكيف سأكون بعد عمر طويل إذا ما واصلت التعليم حتى آخر درجاته؟ هل ستتم متابعتي من قبل الجماهير أو التلفاز أو على أقل تقدير من صحيفة؟
لا أعتقد إنما السؤال الصحيح: هل سأجد عملاً ولو في غير تخصصي؟ وكم سأتقاضى؟
هل سيتم التعاقد معي بالدولار أم باليورو أم بحفنة من الريالات التي لا تسد رمقي أنا وأسرتي التي لم تنشأ بعد؟
وكيف سيكون لي أسرة وعش آوي إليه بهذه الحفنة؟!
فالأفضل أن أستبعد هذه الفكرة على الأقل مؤقتاً، وبدأ جحا في تفكير عميق يقارن بين الجانبين إلى أن توصل إلى حل، يا ترى ما الحل؟
نعم توصل إلى حل دائم ومقنع لأنه جحا، أن يكمل تعليمه ويواصل تمارينه فربما حالفه الحظ بالملايين والشهرة الرياضية وإذا كان عكس ذلك فلم يخسر إلا الوقت ويمكن أن يلتحق بالرياضة من خلال إداراتها بحكم أنه متعلم وهاو ومتابع لها. صدق جحا ما تفوته.