10-22-2007 | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||
مشرفة القسم الاجتماعي
|
رد : مقالات د عبدالعزيز المقبل
حقاً إنه صديق مخلص! كل فتاة بحاجة إلى زميلة، زميلة من نوع خاص، تسمع ما يواجه حياتها.. مشاعرها تجاه الناس وهذا بيت القصيد إذ إنه من الصعب أن تجدي صديقة كتومة فعلاً، فالصديقة غالباً ترى أن أسرارك ساذجة لا تستحق الكتمان أصلاً، لكن لو التفتّ حولكِ لوجدتِ أن هناك صديقاً مخلصاً باستطاعة كل فتاة أن تلتقيه، ميزته التي يتميز بها هي الكتمان التام.
أتوقع أن طيفه بدأ يتجسد في ذهنك، أترين جسمه الرشيق ومظهره الأنيق أترين طريبيشه الأحمر؟ القلم... القلم هو ذاك الصديق، أمسكي به فقط، ثم اسحبي ورقة بيضاء ودعيه يقف فوقها، سيبدأ بالدخول إلى أعماقك، ويصل كل المشاعر التي تكنينها.. لا تخجلي اتركي ليدك الحرية أن تحركه، اجعليها تسير به يمنة ويسرة، اجعليها تترجم مشاعرك إلى حروف. قد تتساءلين ما فائدة كل هذا الهراء..؟؟ حسناً دعيني أخبرك أن فوائد القلم نفسه لا يمكن حصرها في هذه الزاوية، لكن سأخبرك بفائدة تتماشى مع كلامنا السابق.. لو لاحظت ستجدين في دماغك زاوية كبيرة فيها صناديق كثيرة أكثرها قد امتلأ، ولو لاحظت أكثر ستجدين فوقها لوحة كتب عليها (مشاعري تجاه الناس)، إن تلك المشاعر منها ما هو سام، بقاؤه في جسدك يؤذيك، إنها مشاعرك السلبية تجاه البعض؛ تجاه كلمة قالها، تجاه تصرف فعله.. ستجدين نفسك حين ترين ذلك الشخص تتضايقين لأن ذاك الصندوق الحاوي على تلك المشاعر قد انفتح وخرجت منه الكلمة، وبدأت تتحرك في دماغك وتضربك في كل زاوية تجدها أمامها.. لذا من الأفضل طرد تلك الكلمة حتى تستشعري الراحة في حياتك مع الناس كافة.. حسنا القلم يعينك على ذلك.. اكتبي ذلك الموقف، ثم اكتبي كل ما شعرت به حينئذ، بل اكتبي كل ما تشعرين به تجاه ذلك الشخص، ثم مزقي الورقة وألقيها في القمامة أمر سهل لكن أثره عظيم، فبعد أن طرد القلم تلك المشاعر السلبية من دماغك ستقوم المحبة بتطهير المكان، ثم ستبدأ آثارها بالظهور لتعم من حولك! د. عبد العزيز المقبل ** مجلة حياة العدد (73) جمادى الأولى 1427هـ |
||
|
|||
11-10-2007 | رقم المشاركة : ( 12 ) | ||
مشرفة القسم الاجتماعي
|
رد : مقالات د عبدالعزيز المقبل
أنا
تائهة!! قالت – بنبرة حزينة - : أشعر أني تائهة.. أدركني يا دكتور! قلت لها: هذا إحساس رائع! دهشتْ.. أنا منذ عشر سنوات، ومركب حياتي لم يرس على شاطئ.. أعيش قلقاً يحاصرني، يكاد يخنق أنفاسي، وتقول لي: إنه إحساس رائع؟! قلت لها: كثيرون جداً يتيهون، ففي رحلة الحياة تضيع المعالم أحياناً، ويساعد على هذا الضياع ابتعاد الأهل، أو ابتعاد الشخص عنهم، ومن هنا يفاجأ الإنسان بنفسه تائهاً.. يظل مركبه يعوم وسط (يمّ) الحياة.. تخلب نظره بعض الشطآن، فيحس بفرح غامر، ولكن قبل أن يلقي مرساته تبدو له مناظر مزعجة، أو يرى في (لغة) أهل الشاطئ ما يدعوه إلى عدم الشعور بالأمان، فيرفع مرساته ويبحر من جديد، ليتكرر المشهد ربما مرات.. بل ربما وقع الشخص في أسر (عصابات) بعض الشواطئ، وناله (أذى) قبل أن يفلت منها بصعوبة! إن من الرائع أن يدرك الإنسان أنه (تائه).. إنها لحظة (اليقظة) الحقيقية من (نوم) البلادة الممتد.. إن هناك من هم غارقون في (بحار) التيه إلى الآذان، وربما عرف ذلك كل من رآهم، ويبقى الواحد منهم هو الشخص (الوحيد) الذي لا يدري أنه (تائه)!! إن من يعرف أنه تائه سيحس بقلق (إيجابي) يدفعه للبحث عن (بوصلة) يستطيع من خلالها معرفة أو تحديد (الاتجاه) الصحيح. إن هناك ثورة داخلية يعلن عن ولادتها داخل الشخص أحياناً لتدل أن الحياة لا تزال تدبّ فيه، وإن بدت بعض أطرافه (ميتة)! إن بداية شعوره (الحاد) بأنه (تائه) هي التي تمثل –غالباً- شعوره (الحقيقي) بالنضج؛ إذ هي (رفض) حاد لواقع (مرّ)، وتوق جارف إلى (تغييره)!! د. عبد العزيز المقبل ** مجلة حياة العدد (74) جمادى الآخر 1427هـ |
||
11-10-2007 | رقم المشاركة : ( 13 ) | ||
ذهبي نشيط
|
رد : مقالات د عبدالعزيز المقبل
مشكور ويعطيك العافية
|
||
مواقع النشر |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
خطبة عمر بن عبدالعزيز | بن وافي | الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي | 4 | 08-06-2007 11:07 AM |
د. التويجري الى دافوس لعقد لقاءات مالية على هامش المنتدى | عثمان الثمالي | منتدى الاقتصاد والمال | 0 | 01-23-2007 11:35 AM |
الشيخ عبدالعزيز بن باز | مهاجر | الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي | 6 | 12-18-2006 06:01 AM |