|
|||||||||||
|
|||||||||||
|
الديوان الأدبي للمواضيع الأدبية المتنوعة المختارة والمنقولة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
تحليل قصيدة لقيط بن يعمر الإيادي
تحليل قصيدة لقيط بن يعمر الإيادي تحليل قصيدة لقيط بن يعمر الإيادي تحليل قصيدة لقيط بن يعمر الإيادي تحليل قصيدة لقيط بن يعمر الإيادي تحليل قصيدة لقيط بن يعمر الإياديلـقـيـط بـن يـعـمر الإيادي شاعر جاهلي مقل ، ولا يعرف له إلا هذه القصيدة، وكانت قـبـيـلـتـه إياد ينزلون سواد العراق، وهي منطقة شمال شرقي الجزيرة العربية الآن، وكان لـقـيـط كاتباً في ديوان كسرى ، ولما علم أن كسرى ينوي غزو قبيلته إياد كتب إليهم بهذه القصيدة يحذرهم ويستنهضهم ، فوقع الكتاب بيد كسرى فقطع لسانه. [POEM="font="Simplified Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]أبـلـغ إيــاداً وخلل (1) فـي ســراتـهــم = إني أرى الرأي -إن لم أعص-قد نصعا يا لهف نفـسي إذا كانت أمـــوركــــــم = شتّى ، وأُحْـكِـمَ أمـر الـنـاس فاجتمـعا ألا تـخـــافــون قــومــاً لا أبــا لــكـــم = أمـسـوْا إليكم كأمثال الــدَّبَى(2) سرعا فـهـم ســـراع إلـيـكــم؛ بـيــن مـلـتقـط = شوكاً، وآخر يجني الصاب والسَّلعا(3) لا الحرث(4) يشغلهم بل لا يرون لهــم = مـن دون بـيـضـتـكم رِيّـاً ولا شــبـــعــا وأنتم تـحــرثــون الأرض عـن ســفــــه =في كـل مـعـتـمـل(5) تــبــغـون مُزْدَرَعا وتلبسون ثياب الأمـــن ضـاحـيـــــةً(6) = لا تـفـزعون وهـذا الـلـيـث قــد جمـعـا مالى أراكم نيامــاً فـي بُلَـهْــنــيــــةٍ(7)= وقد ترون شهاب الحرب قد سطـعــا؟! فاشفوا غليلي برأي(8)مــنـكــم حـصــد= يـصـبـح فـؤادي لـه ريـان قــد نـقــعـا صونوا جيادكم واجـْلَوا(9) سـيـوفـكـم= وجـددوا للـقـسي الـنـبـل والـشِّـرعــــا لاتُثْـمـروا الـمــال لـلأعـــــداء؛ إنـهم =إن يـظـهـروا يحتووكم والتلاد معا(10) هـيـهـات لا مــال من زرع ولا إبل = يرجى لغابركم إن أنفكم جدعا والله ما انفكت الأمـــوال مــــذ أبـــد = لأهـلـهـا (إن أصيبوا مــرة) تـبــــعــــا قوموا قياماً على أمـشـاط أرجـلــكــــم =ثـم افزعوا ، قد ينال الأمــن من فزعـا وقــلِّــدوا أمــركـــم للــــــه دركـــــم =رحـب الـذراع بأمـر الحرب مضـطلعـا لا مـتـرفــاً إن رخــاء العـيش ساعــده = ولا إذا عـضَّ مـكـروه بــه خـشــعــــا ما انفك يحلب هذا الدهر أشطره(11) =يـكـون مـتّبـِعـاً طـــوراً ومـتَّــبَــعــــا حتى استمرت على شَـزْر مريرته(12) = مـسـتـحـكـم الرأي لا قحماً ولا ضـرعا[/POEM] شرح القصيدة : بلِّغ ما سأقول لك قبيلة إياد ، و اخصص أشرافهم ورؤساءهم بهذا التبليغ ، فقد أصبح الأمر واضحاً لا يحتاج إلى انتظار،ما أشد تلهفي وتوجعي إذا واجهتم التهديد والخطر بالفرقة، واجتماع الناس عليكم بالتفرق والتشتت .! القوم (الفرس) قد احتشدوا لكم عن آخرهم ينوون غزوكم ، وهم مثل الجراد في كثرتهم ، ألا تخشون عاقبة غزوهم لكم؟! هاهم يسارعون إليكم ، كل منهم يتجهز ويعد العدة لا ستئصالكم. ولم تشغلهم عنكم دنيا من زراعة وتجارة ، بل تركوا كل أعمالهم وشواغلهم وتفرغوا لاستباحة ساحتكم وقهركم، هذا وأنتم مع كل هذه الأخطار المحدقة بكم لا زلتم من ضعف عقولكم مشغولين بزراعتكم حريصين على عمل هنا وعمل هناك ، آمنين حين يخاف الناس ، مستكينين حيث ينظر الناس للخطر المحدق ، لا تحركون ساكناً مع أن الخطر على مرأى البصر منكم قد تجهز واستعد لإبادتكم. ما هذا الأمن والدعة والخمول الذي أراكم نائمين فيه ، في وقت تدق حولكم أجراس الخطر وتشتعل حولكم النيران ، وقد أذنت ساعة الحرب التي لا مرد لها؟! فأجمعوا أمركم على رأي قوي واحد يشفي الفؤاد المتحرق الذي طال انتظاره للنصر. استعدوا بكل أنواع الاستعداد وتعبَّئُوا بكل أشكال التعبئة؛ من الاعتناء بالخيل وتدريبها؛ وتجهيز عدة الحرب من سيوف وقسي ، واتركوا صرف الوقت في تثمير المال جانباً الآن ، لأن الأعداء إن يتغلبوا عليكم فلن تنفعكم هذه الأموال التي ستكونون معها ملكاً للمتغلب. وأي نفع للزرع والإبل الذي تصرفون إليه همكم الآن إن ضربت عليكم الذلة والمسكنة؟ المال تبع لأصحابه فمن يقهر الناس يسخرهم ومالهم لمنفعته. هيا هبوا هبة رجل واحد فالأمر لا يحتمل التأجيل أو التقاعس ، ففن لا يحس بالفزع لن يعرف الأمن. واجتمعوا على قائد مقدام بصير بالحرب قادر على حمل تبعاتها ، لا شخصاً قتل رجولته الرخاء ، واعتاد خفض العيش ، واستنام إلى الدنيا وملذاتها ، وليس رجلاً ضعيف النفس ، ينهار لأول مكروه يعترضه. أسندوا أمركم لرجل عرك الأمور ، وحنكته التجارب ، وتقلبت عليه الأيام بحلوها ومرها حتى اشتد أسره، واستحكمت إرادته، لا هرماً ولا ضعيفاً،ولا يشتغل بتثمير المال وحيازته وتكديسه، ولا يـهـتـم بـأولاده يـبـحث لهم عن تأمين المستقبل المادي ويترك الاهتمام بأمر الرعية. هذا نصحي قدمته لكم مخلصاً ، فأفيقوا من غفلتكم ولا تكتفوا بسماع هذه النصيحة أو حفظها دون العمل بها ، فإنه لا خير في علم لاينتفع به. على هامش القصيدة : هذه القصيدة خطبة حماسية ، تعلو نبراتها وتهبط وتتراحب موجاتها وتنقبض بقدر ما يسمح بذلك "البحر البسيط" ، جملها مباشرة وواضحة ، وعناصر الإثارة فيها نابعة من النظر إلى مشفFلة وجود الجماعة برمتها ، وهذا أبلغ في التأثير. وبما أنها من الوضوح بما لا يجعلنا بحاجة إلى الوقوف كثيراً عند التحليل والشرح؛ فإن من المناسب إلى أن نشير على هامـشـهـا بإشارات عدة تلقي الضوء على دلالتها المطلقة من عقال الحادثة التاريخية المحدودة. 1 - أول ما يحذر منه الشاعر، ويعبر عنه تخوفه وقلقه الشديد منه هو داء الفرقة ، وهذا الداء الذي ينجم عنه تقديم المصلحة الفردية على المصلحة الجماعية، ويكون الباعث على تجاهل آثاره المدمرة هو قصر النظر وعدم التفكير في العواقب. 2 - الاشتغال بالكسب واستغراقه للجهود مجتمعة - دون تفكير بجانب الوقاية من المخا%8ر المتوقعة ، وحماية هذه المكاسب من العدو الطامع المتربص بها -أخذ من الشاعر جهداً غير قليل في التحذير منه .. 3 - القضية الثالثة قضية القيادة والريادة ومواصفاتها. فقد أبرز الشاعر الصفات العامة للقائد المطلوب بأن يكون : أ - واسع الأفق كريم النفس. ب - خبير بأمور الحرب. ج - بعيد عن الترف. د - صبور قوي الإرادة عند الملمات. هـ - عنده خبرة وتجربة ولم يقفز إلى القيادة قفزاً. و- غير هرم ولا ضعيف الشخصية. ز- لا يسخر منصبه لمصلحته الخاصة ومصلحة عائلته. هذه القضايا الثلاث ، بل هذه الأمراض الثلاثة: الفرقة ، وتقديم الأقل أهمية على المهم (الخلل في ترتيب الأولويات أو إهمال بعضها) ، واستغلال المناصب العامة من أجل الأغراض الخاصة ؛ لم تزل أمراضاً قديمة - حديثة ، عميقة الجذور بين المجتمعات البشرية ، وعلى الرغم أن كثيراً من الأمم قد وجدت الحلول التي تحد من أخطار هذه الأمراض (ولا نقول : اقتلعتها من جذورها) إلا أننا - نحن العرب من بين الأمم - لم نهتد إلى حل يجنبنا الويلات التي عانيناها من الفرقة والجهل والطغيان والاستبداد. إن قبيلة إياد التي يستنهضها الشاعر بقصيدته تشكل في عرف تلك الأيام الدولة بالنسبة للفرد ، وهذه الدولة الصغيرة التي كان وجودها مهدداً بتسلط كسرى وجبروته استطاعت أن تثبت في وجهه وتهزمه عندما تنبهت إلى عوامل القوة الكامنة ، وفزعت إلى قوتها الذاتية وطاقاتها المذخورة. ولا أريد أن أستغل حرب "ذي قار" التي كانت جواباً عملياً على التحذير في هذه القصيدة من أجل الإشادة بالنعرة القومية والعصبية العنصرية التي لجأ إليها في يوم من الأيام أصحاب الفكر القومي الذي قدم مقابل الفكر الإسلامي؛ بل الغرض هو المقارنة بين حالتين تاريخيتين واستخلاص الدرس والعبرة من أولاهما للثانية لوجود تشابه بينهما.. فـ "إياد" كانت مهددة بقوة خارجية ، والعرب الآن مهددون بقوى خارجية ، وإياد كانت أثناء ذلك التهديد غافلة عما يحاك لها. ونحن فينا غفلة شديدة عما يحاك ويدبر لنا ، وكان لقيط بن يعمر هو المحذر من ذلك الأمر المنذر بالخطر ، وأهل العلم والمفكرون هم اليوم الذين يقومون بهذه المهمة. واستهلاك الجهود في الزراعة والتجارة وتثمير الأموال هو ما يجب أن يوضع في مكانه الصحيح وأن يضاف إليه جهد آخر هو جهد الدفاع الصحيح والحماية لهذه الجهود والأموال التي يحتال علينا العدو في اقتناصها بشتى الخدع والأساليب ، فالأموال التي تبقى بعد استهلاك الكثير منها في الفسق والفجور والكماليات والمشاريع الديكورية ، والمظاهر الخادعة وفي غير ذلك مما لا فائدة منه على المدى الطويل؛ تستهلك عن طريق دعم مصانع الأسلحة الغربية التي تصنع آلات الدمار والفناء للبشرية المعذبة بسيطرة مفاهيم هذه الحضارة الأوربية المتغطرسة. يبدو أننا أنزلقنا من حيث لا نشعر إلى الحديث عن السياسة ، ونحن لا نريد ذلك ، ولكن إيحاءات هذه القصيدة دفعتنا إلى هذا الاستطراد الوبيل دفعاً. وكلمة أخيرة : إذا نحن جردنا تاريخنا من كل ما له علاقة بالإسلام منذ موقعة"ذي قار" إلى اليوم ، واستبعدنا كل اللمعات المضيئة من ذلك التاريخ فماذا يبقى من أشياء صالحة للاعتزاز بها؟! سوف نرى أن أحوالنا ما زالت في تراجع منذ ذلك الوقت إلى الآن حيث أحيطت كل مجموعة من القبائل والأوزاع بسياج قرئت عليه طلاسم خرافية سموها "القانون الدولي" وحفظت في أقبية لندن وباريس ومبنى عصبة الأمم ومن بعدها هيئة الأمم! ورضينا نحن بهذه الخطوط الوهمية المقروءة عليها تلك التهاويل الخرافية! وهاهي دول الغرب الصليبي ، (والاتحاد السوفييتي الصديق وبلدان المنظومة الاشتراكيةكلها )تشارك في تجديد العهد على إغاظتنا وإنزال الآلام في قلوبنا - بمشاركتها في جلب موجات من اليهود الجدد إلى فلسطين بعد كل مساهماتها الماضية - على الرغم من تغزلنا بأسمائها ، وتمطقنا بذكرها في الحقبة السوداء الماضية؛ فلا ندري ماذا نفعل ، ولا نقف وقفة صحيحة لا كالمسلمين الذين يأبى عليهم دينهم قبول الضيم ، والرضا بنتائج الكيد والخداع؛ بل ولا كعرب الجاهلية الذين استنهضوا فنهضوا ، واستفزعوا ففزعوا !! فهل إلى خروج من سبيل؟! نرجو ذلك. الهوامش : 1 - خلل في سراتهم : خص أشرافهم بالتبليغ والتحذير . نصع الرأى: بان ووضح. 2 - الدَّبى : صغار الجراد. 3 - يجنى الصاب والسلعا: الصاب والسلع : نوعان من الشجر ويجني الصاب والسلعا كناية عن إضمار الشر وإعداد السلاح . 4 - الحرث : الزراعة . بيضتكم : أرضكم وأصلكم. 5 - المعتمل : موضع العمل . المزدرع : موضع الزرع. 6 - ضاحية: ظاهرة . لا تفزعون : لا تنفرون ، ولا تتهيئون. 7 - البلهنية : رخاء العيش ولينه. 8 - الرأي الحصد والمستحصد: الرأي المبرم القوي. 9 - واجلوا سيوفكم : اشحذوها وأعدوا للقتال. 10-جدع الأنف : قطعه ، وهو كناية عن الذل والخضوع. 11- حلب الدهر أشطره : جرّب الدهر وعركته الأيام. 12 - استمرت مريرته : اشتدت قوته . الشزر: شدة الفتل . القحم : الشيخ. الضرع : الضعيف. 13 - الرِّفع : جمع رفعة. 14-بلا دخل : بلا غش ، بل نصحت لكم مخلصاً في النصح. http://www.moeforum.net/vb1/showthread.php?t=88737&page القصيدة مازالت بحاجة إلى التحليل الفني البلاغي , وسأحاول أن أقف على شيء من ذلك لاحقا بإذن الله تعالى .
|
05-01-2008 | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||
شاعر
|
رد : تحليل قصيدة لقيط بن يعمر الإيادي
يعطيك العافية
جهد تشكر علية |
||
05-01-2008 | رقم المشاركة : ( 3 ) | |
موقوف
|
رد : تحليل قصيدة لقيط بن يعمر الإيادي
ماشاء الله تبارك الله
لا حرمكم الله الأجر |
|
05-02-2008 | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||
ذهبي مشارك
|
رد : تحليل قصيدة لقيط بن يعمر الإيادي
جزاكما الله خيرا
|
||
05-02-2008 | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||
ذهبي مشارك
|
رد : تحليل قصيدة لقيط بن يعمر الإيادي
دراسة القصيدة للدكتور صبري أبو حسين ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تعد عينية لقيط بن يعمر الإيادي رسالة شعرية قيلت في زمان معين وظرف خاص, لكنها تجاوزت الزمان والمكان، جمع فيها لقيط أطراف ملَكته وتخيَّر مفتاح التعبير في الوزن والقافية, ومدَّ بنات فكرة إلى شتى قطوف المعاني, صاعدًا بالنفس الخطابي إلى مراقٍ من الإفصاح الرحب المدى, المستمر الخالد خلودًا غريبًا عجيبًا دفعنا: مبدعين ومتلقين, دفعًا إلى استدعائها, استدعاءً متنوعًا في ميادين الكلمة الشاعرة وقاعات الدرس الأولي التربوي والأكاديمي, إذ المطالع لها, والمتفحص فيها يجد أنه منذ ما يقرب من سبعة عشر قرنًا بعث هذا الشاعر رسالة إلى قبيلته, يخبرهم بأن كسرى الفرس يخطط لاستئصالهم ويعد العدة لذلك الهدف، وينصحهم باتخاذ السبل العملية لمواجهة هذا المخطط العدائي الحاقد. مبرزا قوة العدو وتهاوي القبيلة أو أدوائها ومقدمًا الرؤية المثالية لما ينبغي أن يكونوا عليه. كأني به فيلسوف من أبناء هذا الزمن, يخاطب الأمة وسط هذه الأحداث المخزية والمآسي المبكية التي نمر بها على مستوى القاع والقمة. وإليك بعض معالم هذه الرؤية العصرية للعينية من خلال نماذج منها: ففي المقدمة الغزلية انصراف خاطف وانتقال مفاجئ من الموضوع الغزلي التقليدي غير الملائم إلى الموضوع الجدي المقصود؛ حيث يبدأ في بيان المرسل إليه مخاطبا سائق القافلة الراحلة: [POEM="font="Simplified Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]أبلغْ إيادًا وخلِّلْ في سَراتِهمُ =إني أرى الرأيَ إن لم أُعصَ قد نَصَعا[/POEM] فرسالته موجهة إلى القبيلة عامة والكبراء ذوي السلطة والقيادة خاصة، ثم يوضح المفارقة البارزة بين حالى الفريسة/ القبيلة قديمًا/ الأمة آنيًا, والحيوان المفترس/ الفرس قديمًا/ العدو الحاقد آنيًا, قائلًا: [POEM="font="Simplified Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]يا لهفَ نفسيَ إن كانتْ أمورُكمُ =شتَّـى وأُحكمَ أمرُ الناسِ فاجتمعا ألا تخـافونَ قـومًا لا أبا لَكُمُ =أمـسَوْا إليكم كأمثال الدَّبا سُرُعا[/POEM] ويظل يعدد قوة الفرس/ العدو, إلى أن ينتقل إلى مظاهر ضعف القبيلة/ الأمة، قائلا : [POEM="font="Simplified Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]وأنتم تحرثون الأرض عن سفـه = فـي كل معتمل تبـغون مزدرعا وتلقحـون حـِيالَ الشوْل آونةً = وتُـنْتِـجونَ بـدارِ القُلْعة الرُّبُعا وتَلبسون ثيـابَ الأمـنِ ضاحِيَةً = لا تجمـعونَ وهذا الليثُ قد جمعا[/POEM] أنـتم فريقان: هذا لا يـقوم له هصر اللـيوث وهذا هالكٌ صُقُعا فاللهو بالحرث والضعف والفرقة مرفوضة من القبيلة/ الأمة في هذا الظرف الصعب؛ حيث الناس/ العدو يجتمعون ويجدون ويحكمون أمورهم. وهذه الحالة العجيبة التي عليها العدو والضحية تستدعي قلق ذلكم الشاعر ذي النزعة القبلية المخلصة، ورغبته ـ أو دعوته ـ في أن تكون كلمة قبيلته/ أمته واحدة ومن ثم أخذ لقيط في تعديد وسائل خلاص القبيلة/ الأمة، قائلا: [POEM="font="Simplified Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]مـا لي أراكـم نِـيامًا فـي بُلَـهْنِيَةٍ = وقَـدْ تروْنَ شِهابَ الحرْب قد سطعا صــونوا جِيـادَكمُ واجلـوا سُيُوفَكمُ= وجــدِّدوا للـقِـسِيِّ النَّبْل والشِّرَعا أُذكُوا العيونَ وراءَ السرْح واحترسوا =حتـى تُرى الخيـلُ مـن تَعْدائِها رُجُعا لا تـُثمـروا المـالَ للأعـداءِ إنَّهـمُ = إن يـظفروا يَحـتووكُمْ و الـتِّلادَ معا يا قوم لا تأمـنوا إن كـنتـمُ غُيُـرًا = عـلى نســائكمُ كسـرى ومـا جَمَعا هـو الفـناءُ الـذي يجتثُّ أصلَكـمُ = فـمَنْ رأى مثـلَ ذا رأيًا ومـَن سـمعا[/POEM] فالتسليح الجيد والكامل وعدم الانشغال بالمال أو الماضي والاستنفار العام والتأهب التام والوعي الناضج، من أهم وسائل المواجهة الحقة لمؤامرة العدو في نظر الشاعر الجاهلي زمنا، وفكرا!!! وقد أضاف ديننا الحنيف إلى هذه الوسائل وسيلة الإيمان بالله والتوكل عليه ـ عز وجل حق التوكل ـ وجعلها قبل ذلك كله. ومن ثم تعيش القبيلة/ الأمة في أمن وسلام للأرض والعرض أو تموت بشرف وعزة. ولا ينبغي أن نخدع بمعسول الكلام؛ لأننا أمام حقيقة سافرة واضحة، وهي أن العدو المتربص لا يريد لنا- ولا يفعل بنا- إلا الفناء ومحاولة اجتثاث أصولنا وتطهير الأرض منا, ألا ساء ما يريدون ويدبرون ويفعلون. فمن يرى مثل هذا الرأي الحكيم ومن يسمع به سماعا حقيقا فعليا واقعيا لا خطابيا أو سياسيا للاستهلاك الإعلامي فقط!!! ويخص لقيط قضية "القيادة الصالحة" جل اهتمامه وتفكيره فيقول: [POEM="font="Simplified Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]قوموا قيامًا على أمشاطِ أرجُلِكمْ = ثم افزعوا قد ينالُ الأمنَ مَنْ فَزِعَا وقلِّـدوا أمـركـُم لله درُّكـمُ = رحبَ الذِّراعِ بأمرِ الحربِ مُضطلعَا لا مُتْرفًا إنْ رخاءُ العيشِ ساعَدَهُ = ولا إذا عـضَّ مكروهٌ به خشـعَا لا يطعمُ النَّـومَ إلاَّ ريثَ يبعثُهُ =همٌّ يكادُ شَبَـاهُ يَقْصـِمُ الضِّلعَـا مسهَّد النَّومِ تعنـيهِ ثغـورُكُمُ =يرومُ منـها إلى الأعـداءِ مُطَّلعَا ما زالَ يحلبُ درَّ الدَّهرِ أشطرهُ = يكونُ متّـَبـعًا يـومًا ومـتَّبـعَا وليسَ يشغلهُ مالٌ يُثَمِّرهُ = عنكم ولا ولـدٌ يبغي لـه الرِّفـعَا[/POEM] فلا بد من إعداد العدة لتغيير القيادة التي تترأس القبيلة/ الأمة، عند مواجهتها للعدو حتى تكون مالكه آلات النجاح في تلك المهمة الخطيرة. وقد تمثلت في شمول الرؤية وسعة الصدر والقوة والجد والخبرة العسكرية والحذر واليقظة الدائمة والقدرة على قراءة أحداث الماضي وفقه الحاضر، والإيمان بالشورى "الديمقراطية" حيث الرأي والرأي الآخر، وعدم اللهو بالمال أو العيال الذين يريد لهم أن يرثوا منصبه الرفيع . تلك كانت صيحة لقيط وصرخته. فهل يوجد ذلك القائد ـ الذي يصوره ذلكم الجاهلي ـ في إحدى بقاع الأرض الآن؟!! أترك الإجابة ـ كما تركها لقيط ـ تركا دالا، يقوم به العقلاء في كل عصر ومصر، تعبيرًا عن حيرتهم ودهشتهم، من المفارقة الماثلة دائما بين ما يراه العقل، ويحدث في الواقع!!! يقول الدكتور عبدالعزيز الفيصل: وإذا كانت رسالة لقيط بن يعمر موجهة إلى عرب إياد في آخر العصر الجاهلي، فإن مادتها لا تزال حية متجددة فكأنه يوجهها من جديد إلى عرب اليوم، الذين يجتمعون لتدارس أمورهم، وحماية أنفسهم، ومقدساتهم من كيد الأعداء الذين يملكون القوة والسلاح، إننا نطلب من العرب الاجتماع وعدم التفرق، ففي الاجتماع القوة وفي التفرق الضعف، فإجماعهم على أمر هو الذي سيوصلهم إلى نتيجة مشرفة، واستمرار الخلاف سيفرقهم، وعاقبة الفرقة التشرذم . إن رسالة لقيط الجاهلي بمثابة نذير مدو ونداء عميق صادع في أرجاء أمتنا لكي يواجهوا من ثَمَّ أعداء الأمس واليوم وغدًا، مواجهة حقيقية بلا تزييف أو تسويف أو غرور أو خنوع؛ فالأمة – في ظل هذه الهجمة الشرسة- لا تجد إلا الفقر و الفرقة و الذلة والهلاك في الأرض والعرض، بل والدين!! إن رسالة لقيط الجاهلي تحتاج منا سرعة التطبيق الصادق والمخلص حتى نعود خير أمة ونعمر الكون بالسلام والإيمان والرخاء، بدلا من هذه الجاهلية والهمجية في ظل قطب عالمي أوحد، له أذناب لا يعرفون في الإسلام والمسلمين إلا ولا ذمة... هكذا عاش لقيط موضوعه ولم يقف بالتعبير عنه عند حد الرؤية المحدودة المقيدة بظروف تجربته مكانيًّا وزمانيًّا بل قدم عطاء فنيًّا متغورًا في أعماقها البعيدة، مقدمًا نتاجًا إنسانيًّا رائعًا خالدًا يكاد يُستَدعى اليوم بقوة في حالة العرب والمسلمين الآن وغدًا، وما تلك القراءة إلا دليل ذلك. د/صبري أبوحسين http://www.abdallah-y.com/modules/ne...p?post_id=3507 |
||
مواقع النشر |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
تحليل قصيدة ناصر الفراعنة الأخيره | فاعل خير | الديوان الأدبي | 6 | 03-01-2008 05:40 PM |
ما يعمر فالديار إلا حصاها | عوض بن سلمان | واحة شعراء المنتدى | 16 | 01-24-2008 06:25 PM |
تحليل لبعض الأسهم حسب الشارتات __ تحليل قوي لشركات سوف تعطي يوم السبت يا | عثمان الثمالي | منتدى الاقتصاد والمال | 30 | 02-02-2007 09:40 PM |
تحميل ملف | أبو عبدالرحمن | منتدى تجارب الكتابة | 2 | 09-07-2005 03:24 AM |