التعليم بين حشو العقول وحشو الفصول !!
التعليم بين حشو العقول وحشو الفصول
في الاعوام الماضية كان المعلمون وأولياء الأمور يتذمرون من الحشو الموجود في المناهج، بالاضافة الى كثرة الموضوعات (مفردات المنهج في كتاب الطالب) فنادى مناديهم بالتغيير تارة ونادى الآخرون منهم يطلبون التخفيف تارة أخرى، فهبت الوزارة متثاقلة في تلبية المطالب بعد الالحاح المتواصل من المنادين بالتغيير.ثم جاء فريق آخر ينادي بالتجديد ويقول ان مناهج الامس لم تعد تتماشى مع روح العصر، فالتكنولوجيا اصبحت ضرورة من ضروريات التعليم ولابد من ادخالها فيه، فاستنهضت الوزارة ممها وقواها مرة أخرى فشرعت في التجديد والتنظيم وابدعت في تلوين العناوين وابرازها بأشكال جميلة وجذابة ولم تنس غلاف الكتاب فقد كان له نصيب الاسد من هذا التجديد، ولكن المناهج ما زالت تعتمد في طريقتها على طرق الحفظ والتلقين وتبتعد كل البعد عن طرق التفكير والابداع والاستنباط والفهم، وليس هذا حال مناهجنا فقط بل هو حال مناهج كثير من البلدان العربية الى يومنا الحاضر وهو ما جعلنا نسبق الركب. واليوم ندخل منعطفا جديدا وخطيرا هو حشو الفصول بالطلاب فما تكأد المباني المدرسية المنشأة حديثا ان تشرف على الانتهاء الا وينتظرها اعداد هائلة من الطلاب حتى انه قد يصل عدد الطلاب والطالبات في بعض المدارس الى خمسة واربعين طالباً وطالبة في الفصل الواحد.. وتصوروا كيف سيكون حال التعليم والمعلم مع هذه الاعداد الهائلة داخل حجرة الصف، علما بأن بعض الاباء بات يبحث لابنه عن مدرسة مستأجرة ابتعاداً عنالاختناقات داخل فصول المباني الجديدة، فهل فطنت الوزارة لهذا الأمر.