مضغ اللبان .. علاج أم (قلة أدب)؟! مضغ اللبان .. علاج أم (قلة أدب)؟! مضغ اللبان .. علاج أم (قلة أدب)؟! مضغ اللبان .. علاج أم (قلة أدب)؟! مضغ اللبان .. علاج أم (قلة أدب)؟!
مضغ اللبان .. علاج أم (قلة أدب)؟!
د. هيا إبراهيم الجوهر
الكثير منا تعرض للطرد من الصف الدراسي في الصغر يوما ما، نتيجة مضغه اللبان في وجود المعلم/ المعلمة أو بلعه لا إراديا لنفس السبب، والكثير تأذى من طريقة التخلص من اللبان بطريقة غير حضارية وذلك بإلصاقه في أقرب مكان (تحت الطاولات أو الكراسي) أو رميه مباشرة على الأرض، ولعل هذا السبب الذي جعل سنغافورة (وهي البلد المشهورة بنظافتها) تمنع استيراد العلك من عام 1992 وحتى 2004 عندما اضطرت لإدخاله نتيجة لانضمامها إلى منطقة التجارة العالمية، وعادة مضغ اللبان تعتبر من العادات غير المستحبة وخصوصا في حضرة الكبار أو في المناسبات، وهي عادة ارتبطت بالنساء أكثر من الرجال حتى في المجتمعات الغربية، ولكن ما كان غير مستحب بالأمس ينصح باستخدامه اليوم، وخصوصا لطلبة المدارس وقبل دخول قاعات الامتحان، حيث أثبتت دراسات حديثة أجريت في أمريكا والصين أن مضغ اللبان يزيد التركيز وينشط الذاكرة، حيث تزيد عملية المضغ من اندفاع الأكسجين إلى الدماغ، ولذلك قامت مجموعة من المدارس في الغرب بتوزيع اللبان على الطلبة قبل الدخول إلى قاعات الامتحان لتخفيف التوتر وزيادة التركيز.
ولا تتوقف فائدة مضغ اللبان عند هذا الحد بل يسهم بشكل كبير في تخفيف الوزن، حيث وجد أن تناول اللبان بين الوجبات يقلل من الإحساس بالجوع عكس ما كنا نعتقد، وخصوصا الرغبة في تناول الحلويات والوجبات الخفيفة (السناك)، وحسب دراسة عن باحثين في (مايوكلنيك) يساعد مضغ اللبان لمدة ساعة على حرق 11 سعرة حرارية دون القيام بأي نشاط، ونتيجة لانتشار السمنة في بريطانيا بشكل لافت طور العلماء طريقة تشبه عمل الجسم لسد الشهية وذلك بإضافة هرمون الصفراء pancreatic polypeptide إلى اللبان، ولكن من عيوب هذه الطريقة أن هذا الهرمون يتكسر بمجرد دخوله إلى الدم، ويسعى العلماء لمنع تكسره ومن ثم استخدامه تجاريا.
وإضافة الأدوية إلى اللبان تعتبر طريقة جديدة لإفراز الدواء وبذلك نحسن من أداء بعض الأدوية ونقلل من الآثار الجانبية للبعض الآخر، وأكثر العلاجات نجاحا علكة النيكوتين (1980)، التي فتحت الطريق لاستخدام اللبان كنظام لإفراز المادة الفعالة في الأدوية واعتمدت هذه الطريقة من قبل دستور الأدوية وتتميز بسهولة الاستخدام وملاءمتها للأطفال، ومن أشهر المضافات مضادات البكتيريا والفيتامينات والمعادن والكافيين الذي يستخدمه الجيش الأمريكي لجنوده لزيادة يقظتهم، حيث تحتوي كل قطعة على 100 مجم من الكافيين أي ما يعادل فنجان قهوة، وانتشر استخدام اللبان العادي لدى الجنود (يصرف لهم من قبل الجيش) من بعد الحرب العالمية الأولى لتقليل التوتر.
وفوائد مضغ اللبان كثيرة ولكن من أكثرها أهمية مساعدته في علاج جفاف الفم الناتج عن بعض الأمراض أو الأدوية بزيادته إنتاج اللعاب عشرة أضعاف المعدل الطبيعي وإسراعه لعملية النقاهة والشفاء بعد عملية استئصال جزء من القولون، حيث يسرع حركة الأمعاء بتحفيزه الأعصاب في الجهاز الهضمي دون تناول الطعام، وهذه طريقة سهلة وآمنة حسب دراسة يابانية أيدتها دراسة أمريكية في مستشفى كوتيج.
وهذه العادة منتشرة لدى الكثير من الشعوب، حيث يمضغون الراتنجات المستخرجة من الأشجار أو يمضغون الأعشاب والحبوب أو الصمغ والشمع. تعلم الأمريكان هذه العادة من الشعوب الأخرى فعندما هزم الجنرال المكسيكي ونفي إلى نيويورك كان معتادا أن يمضغ الشيكل، وفي أحد الأيام اطلع المخترع توماس أديسون على هذه المادة وأخذها لاستخدامها في صناعة الألعاب والأقنعة وقوارب المطر بدلا من المطاط، ولكن كل تجاربه باءت بالفشل، حيث جلس في ورشته متعبا ومحبطا وأخذ قطعة من الشيكل ووضعها في فمه، وفي عام 1870 فتح أول مصنع في العالم لإنتاج العلك وسمي (ادم نيويورك رقم 1)، وأول علكة تجارية وزعت في الأسواق كانت تدعى (بلاك جاك) واليوم تنتشر المصانع في كل أنحاء العالم وأكثر المنتجين له في تركيا.
ولا تخلو هذه العادة من المضار وخصوصا عند الإفراط في مزاولتها، فقد تؤدي إلى تضخم وشد عضلات الفك وإصدار صوت فرقعة عند تناولها وكذلك تغير شكل الوجه، فالاعتدال مطلوب في جميع مناحي الحياة حتى في مضغ اللبان. أخيرا أتمنى أن تتم مراجعة استخدام اللبان في المدارس وعدم التشدد في معاقبة مستخدميه!