هى عجوز.. تعدت الستين من عمرها تقيم فى حجرة فقيرة وبها أثاث بالٍ.. كل ما تملكه من حطام الدنيا قرط ذهبى وخاتم احتفظت بهما لشراء كفنها.. ولكن شاء قدرها أن تقتل على يد ابن جارتها.. صديقة عمرها لم تعرفه.. ولكن شاهدها بالصدفة.. وخاصة بعد زواجه الثانى.. ومع ظروفه المادية الصعبة تخيل أن ثمن القرط والخاتم سيحل له جميع مشاكله مع زوجته الجديدة. ولكن قاده الى السجن وربما الى حبل المشنقة. هذه الجريمة ارتكبها شاب يعانى من عجز فى الساقين. ويحصل بسبب اعاقته على معاش الضمان الاجتماعى لا يزيد على 71 جنيهاً.. ويعمل كهربائى توصيلات منزلية.. هذا الشاب تجمعت فى ذهنه مبررات الجريمة من وجهة نظره.. فقد تزوج مرتين ولديه طفلان من زوجته الأولى.. وكان يرغب فى توفير أسباب الحياة المرفهة لزوجته الجديدة من ثلاجة وغسالة وبوتاجاز وأخيراً »الدش« حتى تستمتع بمشاهدة أغانى الفيديو كليب على القنوات الفضائية!! مع رغبته فى نفس الوقت فى عدم حرمان زوجته الأولى وأم أولاده!! فتراكمت عليه الديون وأصبح مطارداً من مستحقيها وهكذا أصبح مهيأ لفعل أى شئ للحصول على النقود التى تتيح له تسديد ديونه وبالتالى تلبية احتياجات جديدة لزوجته الثانية!! وأثناء تردده على....
والدته التى تقيم بقرية دماط التابعة لمركز قطور بمحافظة الغربية لصرف معاش الضمان الاجتماعى.. لمح جارة والدته المسنة التى تقيم فى حجرة فى نفس المنزل مع والدته.. شاهدها ترتدى قرطاً ذهبياً وخاتم بمحبس!! وعلى الفور بيت النية لسرقة الحلق والخاتم وعاد فى نفس اليوم الى قريته فى مركز قلين بكفر الشيخ وأشاع لجميع المحيطين به بأنه سيسافر الى كفر الشيخ.. وكأنه يحضر لنفسه »حجة غياب« تبرئه من التهمة التى قد تلصق به بعد ذلك!! وفى المساء عاد الى قرية والدته وتسلل الى داخل المنزل دون أن يراه أحد.. ولأنه كهربائى قام بقطع توصيلة الكهرباء على حجرة ضحيته والتى استيقظت لسوء حظه ليجدها وجهاً لوجه أمامه تسأله من أنت؟! وليجد نفسه أيضاً مضطراً الى التخلص منها فضربها على رأسها وسقطت على الأرض فحملها الى سريرها وحتى يتأكد من وفاتها قام بكتم أنفاسها وعندما انتهى منها قطع حلقها من أذنيها بواسطة.. قصافة الكهرباء التى سبق وقطع بها توصيلة الكهرباء عن الحجرة.. ثم خلع من يدها الخاتم والمحبس.. وعاد الى قرية زوجتيه!! وعندما استيقظت والدته.. طرقت الباب على صديقتها التى لم تخرج من حجرتها حتى الظهر وتجمع جيران المنزل ودخلوا الحجرة ليجدوها جثة هامدة. وكان أول اخطار يصل الى مساعد وزير الداخلية لأمن الغربية يفيد بالعثور على جثة زكية محمد عطا »68 سنة« فى حجرتها التى تقيم فيها بمفردها بقرية دماط. وعلى الفور تقرر تشكيل فريق بحث قاده مدير ادارة البحث الجنائى وضم رئيس المباحث ومفتش مباحث المديرية لكشف غموض الحادث. وكان رئيس مباحث قطور على موعد مع المتهم فى ساحة الجريمة فى صباح اليوم الثانى لارتكابها. فقد أثبتت المعاينة ان توصيلة الكهرباء تم قطعها بطريقة فنية وكذلك القرط الذهبى ولأن المتهم رمزى النجار »30 سنة« كهربائى يتردد على والدته المقيمة فى نفس المنزل ولأن جهود البحث التى باشرها النقيبان محمود مبروك ووليد غنيم قد كشفت ان هذا الكهربائى يعانى من تراكم الديون عليه. فقد تجمعت كل الدلائل لتشير اليه بأصابع الاتهام!!. وكان المتهم قد عاد فى صباح اليوم الثانى لجريمته ليتأكد من وفاة المجنى عليها.. ليجد نفسه أمام ضابط الشرطة الذى بادره بالسؤال عن سبب جريمته؟!! ووقتها لم يتمكن المتهم من اخفاء ارتباكه ولكنه ماطل فى البداية ونفى ارتكابه للجريمة البشعة!! ولكن رجال المباحث تمكنوا من جمع الأدلة والشواهد التى تشير الى أنه ارتكب الجريمة ولم يجد المتهم فى النهاية الا الاعتراف ليتخلص من هذا الهم الذى أثقل صدره وجعله عاجزاً عن النوم! فشبح المجنى عليها لا يريد أن يغيب عن ذهنه ويطارده فى كل لحظة!! واعترف المتهم تفصيلياً بأنه ارتكب جريمته لتسديد ديونه التى تراكمت عليه بعد زواجه الثانى رغبة فى شراء »دش« لزوجته الجديدة. ولم يجد وكيل نيابة قطور فى أوراق التحقيق التى حملها المتهم لحظة مثوله امامه الا الفقر والجهل فالمجنى عليها لا تملك من الحياة سوى هذا القرط الذى ارتدته ليكون طريقها الى الآخرة بعد ان أوصت بأن يكفن بثمنه الذى لا يتعدى »400« جنيه. ولكنها لم تكن تدرى بأنها ستموت من أجل هذا القرط البسيط وقد دفع شاب فى مقتبل عمره وزوج الاثنتين حياته ثمناً لهذا القرط أيضاً. (الوفد)
01-14-2010
عجوز قيمت حياتها 400 جنيه
المواضيع المتشابهه
العرض العادي
