قال إن المصيبة أن يحتاج الإنسان إلى الأكل ولا يجده
القرضاوي: من يعمل على ارتفاع الأسعار جزاؤه النار
: أكد الشيخ يوسف القرضاوي أن من يعمل على ارتفاع الأسعار على الناس جزاؤه النار يوم القيامة، مبيناً رؤية الإسلام لقضية الأمن الغذائي وخطرها، شارحاً أصول الأمن الغذائي في القرآن المجيد والسنة النبوية المطهرة. وجاء رأي القرضاوي في إحدى حلقات برنامج "الشريعة والحياة" التي أذيعت على قناة الجزيرة في 16 مارس 2008م، وقد أعاد موقع الشيخ القرضاوي نشر رأيه هذا الأسبوع مع ارتفاع أسعار الخضراوات والفاكهة والسلع الغذائية وغير الغذائية.
وعندما سئل فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي عن بعض التجار وبعض المستثمرين الذين يستغلون حاجة الناس إلى السكن، أو حاجة الناس إلى بعض المواد الغذائية، أسوأ استغلال، قال القرضاوي: "هؤلاء أقول لهم لكي يبارك الله لكم اعملوا على إرخاص الأشياء لأن الذي يعمل على إغلاء الأسعار على المسلمين جزاؤه النار يوم القيامة، كما جاء في بعض الأحاديث. الإنسان عليه أن يحاول بقدر الإمكان أن يساهم في رخص الأسعار على عباد الله، هناك أناس ضعفاء، هناك المرأة الأرملة، هناك الصبي اليتيم، لكي يبارك الله لك كن دائماً عامل خير، كن عامل رحمة لعباد الله".
وعندما سئل عن رؤية الدولة الإسلامية للأمن الغذائي، قال: "الغذاء أساس يجب أن يتوافر للإنسان، لأن الله خلق الإنسان وجعل حاجته إلى الغذاء حاجة غريزية، والإسلام يحرص على الأمن، الأمن يعد نعمة عظيمة، هو من نعم الجنة من خصائص الجنة إنه ليس فيها خوف {..ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ آمِنِينَ..}[الحجر:46]، فهناك أمن صحي يأمن على نفسه أنه إذا احتاج إلى العلاج يعالج، هناك أمن سياسي على حقوقه وحريته، هناك أمن غذائي يكون عارف أنه إذا احتاج إلى الأكل يأكل.
إنما المصيبة أن يحتاج الإنسان إلى الأكل ولا يجد الأكل وتكون المصيبة أكثر حينما لا يجد هو الأكل ويجد آخرين يرمون في القمامات ما لا يمكن أن يوصف، هذه هي المصيبة حينما يكون يعني عدم وجود الأكل من سوء توزيع الثروة، من التظالم الاجتماعي، الفوارق الفاحشة بين الناس هذه هي التي يقف الإسلام ضدها، ويكلف الإسلام دولته ويكلف المجتمع المدني مش بس الدولة لوحدها إنما الأغنياء يقوموا بحق الفقراء، يجب أن يتوافر لكل جائع خبز، ولكل عاطل عمل، ولكل مريض دواء، تتوافر هذه الأشياء التي لا بد منها في حياة المجتمع حتى يستحق أن يكون إنساناً مكرماً".