|
|||||||||||
|
|||||||||||
|
الــمـنـتـدى الـتـعلـيـمـي جميع ما يخص الجانب التعليمي لجميع المواد... والإرشاد والأسئلة والاختبارات لجميع المراحل الدراسية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
مقالات تربوية لمشرفي الطائف
مقالات تربوية لمشرفي الطائف مقالات تربوية لمشرفي الطائف مقالات تربوية لمشرفي الطائف مقالات تربوية لمشرفي الطائف مقالات تربوية لمشرفي الطائفالعلم وأخلاق أهله أ/ عبدالعزيز الثبيتي05-19-1432 06:06 الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله وخيرته من خلقه، وأمينه على وحيه نبينا وإمامنا محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه ومن سلك سبيله إلى يوم الدين، أما بعد: فلقد سمعنا من قارئنا آيات مباركات فيها العظة والذكرى، وبيان أن الله عز وجل يخلق ما يشاء ويختار، وأنه العالم بأحوال العباد وما تكنه صدورهم وما يعلنون، وأنه المحمود جل وعلا في الأولى والأخرى سبحانه وتعالى، وأن المرجع إليه والمصير إليه، وأنه المتفضل بالليل والنهار في مصالح العباد، وأن ذلك من رحمته عز وجل. فما أولانا بتدبر كتابه الكريم، تدبر من يريد العلم، ومن هو مؤمن بهذا الكتاب العظيم، وأنه كلام الله حقاً، منزل غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود، ما أولى أهل العلم بأن يتدبروا هذا الكتاب العظيم، وأن يعنوا به غاية العناية، قاصدين معرفة مراد ربهم عز وجل، والعمل بذلك، عملاً بقوله عز وجل: كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ[1]، وبقوله سبحانه: أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا[2]، مستشعرين قوله عز وجل: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ[3]، قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ[4]. فوصيتي قبل كلمتي: العناية بهذا الكتاب العظيم تدبراً وتعقلاً، وإكثاراً من تلاوته، وعملاً بالمعنى. فهو أنزل ليعمل به، لا لمجرد التلاوة، فأسأل الله للجميع التوفيق. أما كلمتي هذه الليلة فأرجو أن تكون موجزة، وهي كما قال المقدم: "العلم وأخلاق أهله" العلم معلوم لدى الجميع فضله، وأن أشرف شيء يطلبه الطالبون، ويسعى في تحصيله الراغبون هو: العلم الشرعي، فإن العلم يطلق على أشياء كثيرة، ولكن عند علماء الإسلام المراد بالعلم هو: العلم الشرعي، وهو المراد في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم عند الإطلاق، وهو العلم بالله وبأسمائه وصفاته، والعلم بحقه على عباده، وبما شرعه لهم سبحانه وتعالى. والعلم بالطريق والصراط الموصل إليه وتفاصيله، والعلم بالغاية والنهاية التي ينتهي إليها العباد في الدار الأخرى. هذا العلم الشرعي هو أفضل العلوم وهو الجدير بالطلب والحرص على تحصيله؛ لأنه به يعرف الله سبحانه وتعالى وبه يعبد، وبهذا العلم يعرف ما أحل الله وما حرم وما يرضيه وما يسخطه. وبهذا العلم يعرف المصير إليه والنهاية من هذه الحياة، وأن قسماً من هؤلاء المكلفين ينتهون إلى الجنة والسعادة، وأن الآخرين وهم الأكثرون ينتهون إلى دار الهوان والشقاء، وقد نبه أهل العلم على هذا وبينوا أن العلم ينحصر في هذا المعنى، وممن نبه عليه القاضي ابن أبي العز شارح الطحاوية في أول شرحه، ونبه عليه غيره كابن القيم وشيخ الإسلام ابن تيمية وجماعة آخرين. وهو واضح ويتفاوت في الفضل بحسب متعلقاته، فأفضله وأعظمه وأشرفه ما يتعلق بالله وأسمائه وصفاته، وهو علم العقيدة، فإن الله جل وعلا له المثل الأعلى سبحانه وتعالى، وهو الوصف الأعلى من جميع الوجوه في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله. ثم يلي ذلك ما يتعلق بحقه على عباده، وما شرعه من الأحكام، وما ينتهي إليه العاملون، ثم ما يتبع ذلك مما يعين عليه، ويوصل إليه من علم قواعد العربية، والمصطلحات الإسلامية في أصول الفقه، ومصطلح الحديث، وفي غير ذلك مما يتعلق بذلك العلم ويعين عليه، وعلى فهمه، والكمال فيه. ويلتحق بذلك علم السيرة النبوية، والتاريخ الإسلامي، وتراجم رجال الحديث وأئمة الإسلام، ويلتحق بذلك كل ما له صلة بهذا العلم. وقد شرف الله أهل هذا العلم، ونوه بهم وعظم شأنهم سبحانه، واستشهدهم على توحيده، والإخلاص له، حيث قال عز وجل: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ[5]، فاستشهد أهل العلم على وحدانيته مع الملائكة، فالملائكة عليهم السلام وأولو العلم الشرعي هم الشهداء على توحيد الله والإخلاص له، وأنه رب العالمين، وأنه الإله الحق، وأن العبادة لغيره باطلة، وكفى بها شرفاً لأهل العلم، حيث استشهدهم على وحدانيته واستحقاقه في العبادة سبحانه وتعالى، وبين جل وعلا أنهم لا يستوون مع غيرهم بقوله سبحانه وتعالى: قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ[6]، ويقول عز وجل: أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ[7]. فلا يستوي هؤلاء وهؤلاء، لا يستوي من يعلم أن ما أنزل الله هو الحق وهو الهدى، وهو طريق السعادة، مع الذين قد عموا عن هذا الطريق، وعن هذا العلم، فرق عظيم بين هؤلاء وهؤلاء، فرق بين من عرف الحق واستضاء بنوره، وسار على هداه إلى أن لقي ربه، وفاز بالكرامة والسعادة، وبين من عمي عن هذا الطريق واتبع هواه، وسار في طريق الشيطان والهوى. لا يستوي هؤلاء وهؤلاء. وقد بين الله سبحانه أنه يرفع درجات أهل العلم؛ وما ذلك إلا لعظيم آثارهم في الناس، ونفعهم لهم. ولهذا قال أهل العلم: (ما أحسن أثرهم على الناس، وما أقبح آثار الناس عليهم)، فآثارهم بتوجيه الناس إلى الخير، وإرشادهم إلى الحق، وتوصيلهم للهدى، وهي آثار عظيمة شكرها الله لهم، وشكرها المؤمنون، وعلى رأسهم الرسل عليهم الصلاة والسلام، فهم الهداة والدعاة، وهم أعلم الناس بالله وبشريعته، وأفضل الناس بعد الرسل وأتبعهم لهم، وأعلمهم بما جاؤوا به، وأكملهم دعوة إليه، وصبراً عليه، وإرشاداً إليه، قال جل وعلا: يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ[8]، وقال سبحانه وتعالى: وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ[9]. وبين عز وجل أن أهل العلم هم الذين يخشونه على الحقيقة والكمال، وإن كانت الخشية موجودة من المؤمنين عموماً ومن بعض الآخرين، ولكن خشية الله على الكمال والحقيقة للعلماء، وعلى رأسهم الرسل عليهم الصلاة والسلام: إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ[10] يعني الخشية الكاملة. والعلماء هم العارفون بالله وبأسمائه وبصفاته، وبشريعته التي بعث بها رسله، ولهذا قال نبينا محمد عليه الصلاة والسلام لما قال له بعض الناس مستثقلاً العلم الذي أرشده إليه: لسنا مثلك يا رسول الله! قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال: ((أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له)). فالعلماء بالله وبدينه وبأسمائه وصفاته هم أخشى الناس لله، وأقوى الناس في الحق على حسب علمهم به، وعلى حسب درجاتهم في ذلك، وأعلاهم في هذا وأكملهم فيه هم الرسل عليهم الصلاة والسلام، فهم أخشى الناس لله، وأتقاهم له، وقد جاءت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيان فضل العلم، وتكاثرت في ذلك. فمن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: ((من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة)) خرجه مسلم في صحيحه رحمه الله، فهذا يدلنا على أن طلاب العلم على خير عظيم، وأنهم على طريق نجاة وسعادة لمن أصلح الله نيته في طلب العلم، وابتغى به وجه الله عز وجل، وقصد العلم لنفس العلم وللعمل، لا لأجل الرياء والسمعة، أو لأجل مقاصد أخرى من المقاصد العاجلة، وإنما يتعلمه لمعرفة دينه، والبصيرة بما أوجب الله عليه، وليسعى في إخراج الناس من الظلمات إلى النور، فيعلم ويعمل، ويعلم غيره من المقاصد الحسنة التي أمر المسلم بها، فكل طريق يسلكه في طلب العلم فهو طريق إلى الجنة، ويعم ذلك جميع الطرق الحسية والمعنوية، فسفره من بلاد إلى بلاد أخرى، وانتقاله له من حلقة إلى حلقة، ومن مسجد إلى مسجد بقصد طلب العلم، فهذا كله من الطرق لتحصيل العلم، وهكذا المذاكرة في كتب العلم والمطالعة والكتابة كلها من الطرق أيضاً. فجدير بالطالب أن يعنى بجميع الطرق الموصلة إلى العلم، وأن يحرص عليها قاصداً وجه ربه عز وجل، يريد الله والدار الآخرة، يريد أن يتفقه في دينه وأن يتبصر به، يريد أن يعرف ما أوجب الله عليه وما حرم عليه، يريد أن يعرف ربه على بصيرة وبينة ثم يعمل بذلك، يريد أن ينقذ الناس، ويكون من دعاة الهدى، وأنصار الحق، ومرشداً إلى الله على علم وهدى، فهو حيثما تصرف على خير عظيم بهذه النية الصالحة حتى نومه من طرق الجنة، إذا نام ليتقوى على طلب العلم، وأداء الدرس كما ينبغي، ليتقوى على حفظ كتاب في العلم؛ ليتقوى على السفر في طلب العلم، فنومه عبادة، وسفره عبادة، وتصرفاته الأخرى بهذه النية عبادة، بخلاف من ساءت نيته فهو على خطر عظيم، جاء في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من تعلم علماً مما يبتغى به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضاً من الدنيا لم يجد عرف الجنة)) رواه أبو داود رحمه الله بإسناد جيد. وهذا وعيد عظيم لمن ساءت نيته، وروي عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: ((من تعلم العلم ليباهي به العلماء أو ليماري به السفهاء أو ليصرف به وجوه الناس إليه فالنار النار)). وتعلم العلم يكون بمعرفته والعمل به لله، لأن الله أمر بذلك، وجعله وسيلة لمعرفة الحق، وجاء في الحديث الصحيح: ((أن أول من تسعر بهم النار ثلاثة: منهم الذي طلب العلم وقرأ القرآن لغير الله ليقال: هو عالم، وليقال له: قارئ)) ولا حول ولا قوة إلا بالله. فعليك يا عبد الله، أيها الطالب للعلم: عليك بإخلاص العبادة والنية لله وحده، وعليك بالجد والنشاط في سلوك طرق العلم والصبر عليها، ثم العمل بمقتضى العلم، فإن المقصود هو العمل، وليس المقصود هو أن تكون عالماً، أو تعطى شهادة راقية في العلم، فإن المقصود من وراء ذلك كله هو أن تعمل بعلمك، وأن توجه الناس إلى الخير، وأن تكون من خلفاء الرسل عليهم الصلاة والسلام في الدعوة إلى الحق، وقد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: ((من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين)) متفق على صحته. فهذا يدل على فضل العلم، وأن من علامات الخير والسعادة؛ ومن علامات التوفيق؛ وأن الله أراد بالعبد خيراً أن يفقهه في دينه، وأن يتبصر في ذلك، حتى يعرف الحق من الباطل، والهدى من الضلال، وحتى يعرف ربه بأسمائه وصفاته، وعظيم حقه، وحتى يعرف النهاية لأولياء الله ولأعدائه. فالنهاية لأولياء الله الجنة والسعادة بجوار الرب الكريم، والنظر إلى وجهه سبحانه وتعالى، في دار الكرامة. والنهاية لأعداء الله دار النكال والعذاب والهوان، والحجاب عن الله عز وجل. وبهذا نعلم عظم العلم وشرفه، وأنه أفضل شيء وأشرفه لمن أصلح الله نيته؛ لأنه يتوصل به إلى معرفة أفضل واجب، وأعظم واجب، وهو توحيد الله والإخلاص له، ويتوصل به أيضاً إلى معرفة أحكام الله، وما أوجب على عباده، فهو واجب عظيم يوصل إلى أداء واجبات عظيمة، لا سعادة للعبد، ولا نجاة لهم، إلا بالله ثم بالعلم بها، والتمسك بها والاستقامة عليها. والعلماء الذين أظهروا العلم هم خيرة الناس، وأفضلهم على وجه الأرض، وعلى رأسهم أئمتهم الرسل عليهم الصلاة والسلام، والأنبياء، فهم القدوة والأساس في الدعوة والعلم والفضل، ويليهم أهل العلم على طبقات، فكل من كان أعلم بالله وبأسمائه وصفاته، وأكمل في العمل والدعوة كان أقرب الناس من الرسل، ومن درجاتهم ومنازلهم في الجنة فأهل العلم هم أئمة هذه الأرض ونورها وسرجها، وهم أولى بها من غيرهم، يرشدون الناس إلى طريق السعادة، ويهدونهم إلى أسباب النجاة، ويقودونهم إلى ما فيه رضا الله جل وعلا، والوصول إلى كرامته والبعد عن أسباب غضبه وعذابه. فالعلماء هم ورثة الأنبياء، وهم أئمة الناس بعد الأنبياء يهدون إلى الله، ويرشدون إليه، ويعلمون الناس دينهم، فأخلاقهم عظيمة، وصفاتهم حميدة، علماء الحق، علماء الهدى، هم خلفاء الرسل، الذين يخشون الله ويراقبونه ويعظمون أمره، وهو من تعظيمه سبحانه. هؤلاء أخلاقهم أرفع الأخلاق وأسماها؛ لأنهم سلكوا مسلك الرسل، وساروا على نهجهم وطريقهم في الدعوة إلى الله على بصيرة، والتحذير من أسباب غضبه، والمسارعة إلى ما عرفوا من الخير قولاً وعملاً، والابتعاد عما عرفوا من الشر قولاً وعملاً، فهم القدوة والأسوة بعد الأنبياء في أخلاقهم العظيمة، وصفاتهم الحميدة، وأعمالهم الجليلة، وهم يعملون ويعلمون، ويوجهون طلابهم إلى أسمى الأخلاق وخير السبل. وسبق أن العلم قال الله قال رسوله، هذا هو العلم الشرعي، هو العلم بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما يعين على ذلك. فالواجب على أهل العلم، أن يتمسكوا بهذا الأساس العظيم، وأن يدعوا الناس إليه وأن يوجهوا طلابهم إليه، وأن يكون الهدف دائماً العلم بما قال الله وقال رسوله، والعمل بذلك، وتوجيه الناس وإرشادهم إلى ذلك. ولا يجوز التفرق والاختلاف ولا الدعوة إلى حزب فلان وحزب فلان، ورأي فلان، وقول علان، وإنما الواجب أن تكون الدعوة واحدة إلى الله ورسوله، إلى كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، لا إلى مذهب فلان، أو دعوة علان، ولا إلى الحزب الفلاني، والرأي الفلاني، يجب على المسلمين أن تكون طريقتهم واحدة، وهدفهم واحداً، وهو اتباع كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام. وأما ما جرى من الاختلاف بين أهل العلم في المذاهب الأربعة وغيرها، فالواجب أن يؤخذ منه ما هو أقرب إلى الصواب، وهو القول الذي هو أقرب إلى ما قاله الله ورسوله نصاً أو بمقتضى قواعد الشريعة. فإن الأئمة المجتهدون إنما هدفهم ذلك، وقبلهم الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم، وهم الأئمة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم، فهم أعلم الناس بالله وأفضلهم وأكملهم علماً وخلقاً. فقد كانوا يختلفون في بعض المسائل ولكن دعوتهم واحدة، وطريقهم واحد، يدعون إلى كتاب الله وسنة الرسول عليه الصلاة والسلام، وهكذا من بعدهم من التابعين، وأتباع التابعين كالإمام مالك، وأبي حنيفة، والشافعي، وأحمد، وغيرهم من أئمة الهدى: كالأوزاعي والثوري وابن عيينة وإسحاق بن راهويه، وأشباههم من أهل العلم والإيمان، دعوتهم واحدة، وهي الدعوة إلى كتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكانوا ينهون أتباعهم عن تقليدهم ويقولون: (خذوا من حيث أخذنا) يعنون من الكتاب والسنة. ومن جهل الحق وجب عليه أن يسأل أهل العلم المعروفين بالعلم والفضل، وحسن العقيدة والسيرة، ويتبصر في ذلك مع تقدير العلماء، ومعرفة فضلهم، والدعاء لهم بمزيد من التوفيق وعظيم الأجر؛ لأنهم سبقوا إلى الخير العظيم، وعلموا وأرشدوا، وأوضحوا الطريق، فرحمة الله عليهم، فلهم فضل السبق، وفضل علمهم ودعوتهم إلى الله من الصحابة ومن بعدهم من أهل العلم والإيمان. فيعرف لهم قدرهم وفضلهم، ويترحم عليهم ويتأسى بهم في النشاط في العلم والدعوة إلى الله، وتقديم ما قاله الله ورسوله على غيره، والصبر على ذلك، والمسارعة إلى العمل الصالح، يتأسى بهم في هذه الفضائل العظيمة، ويترحم عليهم، ولكن لا يجوز أبداً أن يتعصب لواحد منهم مطلقاً، وأن يقال قوله هو الصواب مطلقاً، بل يقال كل واحد قد يخطئ ويصيب، والصواب فيما وافق ما قاله الله ورسوله، وما دل عليه شرع الله من طريق الكتاب والسنة وإجماع أهل العلم، فإذا اختلفوا وجب الرد إلى الله ورسوله، كما قال سبحانه وتعالى: فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ[11]، وقال عز وجل: وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ[12] هكذا قال أهل العلم قديماً وحديثاً. ولا يجوز أبداً التعصب لزيد أو عمرو، ولا لرأي فلان أو علان، ولا لحزب فلان أو الطريقة الفلانية، أو الجماعة الفلانية، كل هذا من الأخطاء الجديدة، التي وقع فيها كثير من الناس. فيجب أن يكون المسلمون هدفهم واحد، وهو اتباع كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام في جميع الأحوال، في الشدة والرخاء، في العسر واليسر، في السفر والإقامة، وفي جميع الأحوال، وعند اختلاف أهل العلم ينظر في أقوالهم، ويؤيد منها ما وافق الدليل من دون تعصب لأحد من الناس. أما العامة وأشباه العامة فيسألون أهل العلم، ويتحرون في أهل العلم من هو أقرب إلى الخير وأقرب إلى السداد والاستقامة، يسألونه عن شرع الله، وهو يعلمهم بذلك ويرشدهم إلى الحق حسب ما جاء في الكتاب والسنة، وأجمع عليه أهل العلم. والعالم يعرف بصبره وتقواه لله، وخشيته له سبحانه وتعالى، ومسارعته إلى ما أوجب الله ورسوله، وابتعاده عما حرم الله ورسوله. هكذا يكون العالم سواء كان مدرساً أو قاضياً أو داعياً إلى الله، أو في أي عمل، فواجبه أن يكون قدوة في الخير، وأن يكون أسوة في الصالحات، يعمل بعلمه ويتق الله أين ما كان، ويرشد الناس إلى الخير؛ حتى يكون قدوة صالحة لطلابه، ولأهل بيته ولجيرانه ولغيرهم ممن عرفه، يتأسون به بأقواله وأعماله الموافقة لشرع الله عز وجل. وعلى طالب العلم أن يحذر غاية الحذر من التساهل فيما أوجب الله، أو الوقوع فيما حرم الله، فإنه يُتأسى به في ذلك، فإذا تساهل تساهل غيره، وهكذا في السنة والمكروهات، ينبغي له أن يحرص على تحري السنن، وإن كانت غير واجبة ليعتادها وليتأسى الناس به فيها، وأن يبتعد عن المكروهات والمشتبهات حتى لا يتأسى به الناس فيها. فطالب العلم له شأن عظيم، وأهل العلم هم الخلاصة في هذا الوجود، فعليهم من الواجبات والرعاية ما ليس على غيرهم، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته)). فأهل العلم رعاة وهداة، فعليهم أن يعنوا برعيتهم، الشعوب رعية لهم فعليهم أن يعنوا بهذه الرعية، وأن يخلفوا الله فيها، وأن يرشدوها إلى أسباب النجاة، ويحذروها من أسباب الهلاك، وأن يغرسوا فيما بينهم حب الله ورسوله، والاستقامة على دين الله، والشوق إلى الله وإلى جنته وكرامته، والحذر من النار، فالنار بئس المصير. يجب الحذر منها، والتحذير منها، وأولى الناس بهذا الأمر هم العلماء، وطلاب العلم، هكذا يكون حالهم أبداً، وهكذا تكون أخلاقهم أبداً، مسارعة إلى مرضاة الله، وابتعاد عن معاصي الله، ودعوة إلى الله، وإرشاد إليه، ووقوف عند حدوده، وأخذ بالأحوط دائماً، وبُعد عما حرم الله وعما كرهه الله، حتى يتأسى بهم إخوانهم من المؤمنين، وحتى يتأثر بهم المسلمون أينما كانوا. وأسأل الله عز وجل بأسمائه الحسنى، وصفاته العلى أن يوفقنا وإياكم إلى ما يرضيه، وأن يصلح قلوبنا وأعمالنا جميعاً، وأن يجعلنا وإياكم هداة مهتدين، وصالحين مصلحين، كما أسأله سبحانه أن ينصر دينه، ويعلي كلمته، ويوفق ولاة أمر المسلمين لكل ما فيه رضاه، وصلاح العباد والبلاد، وأن يصلح لهم البطانة، وأن يمن عليهم بتحكيم شريعة الله بين عباده والتحاكم إليها، ونبذ ما خالفها. أما العلوم الأخرى فلها شأن آخر من استخراج المعادن، وشئون الزراعة والفلاحة وسائر أنواع الصناعات النافعة، وقد يجب منها ما يحتاجه المسلمون، ويكون فرض كفاية، ولولي الأمر فيها أن يأمر بما يحتاجه المسلمون، ويساعد أهلها في ذلك، أي بما يعينهم على نفع المسلمين، والإعداد لعدوهم. وعلى حسب نية العبد تكون أعماله عبادة لله عز وجل، متى صلحت النية وخلصت لله، وإذا فعلها بدون نية كانت من المباحات، أعني أنواع الصناعات المباحة، واستخراج المعادن والزراعة والفلاحة وغير ذلك. وكلها أمور مطلوبة ومع صلاح النية تكون عبادة، ومع خلوها من ذلك تكون أموراً مباحة، وقد تكون فرض كفاية في بعض الأحيان، إذا دعت الحاجة إليها، ووجب على ولي الأمر أن يلزم بذلك من هو أهل لها، فهي أمور لها شأنها، ولها أحوالها الداعية إليها، وتختلف بحسب النية، وبحسب الحاجة. أما علم الشرع فلابد منه، والله خلق الثقلين؛ ليعبدوه وليتقوه، ولا سبيل إلى هذا إلا بعلم الشرع، علم الكتاب والسنة كما تقدم. وأنتم معشر الطلبة بحمد الله هنا في الجامعة الإسلامية، جئتم من أقطار كثيرة، ومن أجناس متنوعة للتفقه في الدين، وتعلم أحكام الله والتبصر في ذلك، ولمعرفة العقيدة السلفية الصحيحة التي سار عليها الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم وسار عليها أتباعهم بإحسان، وهي الإيمان بالله ورسوله، والإيمان بأسماء الله وصفاته، وإمرارها كما جاءت على الوجه الذي يليق بالله سبحانه وتعالى، من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل ولا زيادة ولا نقصان. هكذا درج أهل العلم على الطريقة التي درج عليها الرسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، ودرج عليها أصحابهم وأتباعهم بإحسان. فنسأل الله أن يمنحكم التوفيق، وأن يعينكم على كل ما فيه رضاه، وأن يردكم إلى بلادكم في غاية من التوفيق والتقوى والعلم والإيمان، وأن يهدي بكم العباد، ويصلح بكم الأحوال، إنه جل وعلا على كل شيء قدير، وصلى الله وسلم على نبينا محمد عبد الله ورسوله، وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان. ________________________________________ [1] سورة ص الآية 29. [2] سورة محمد الآية 24. [3] سورة الإسراء الآية 9. [4] سورة فصلت الآية 44. [5] سورة آل عمران الآية 18. [6] سورة الزمر الآية 9. [7] سورة الرعد الآية 19. [8] سورة الجادلة الآية 11. [9] سورة الأنعام الآية 83. [10] سورة فاطر الآية 28. [11] سورة النساء الآية 59. [12] سورة الشورى الآية 10. |
06-04-2011 | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||
مشرف الأقسام التعليمية
|
رد: مقالات تربوية لمشرفي الطائف
أشكال التقصير الدراسي 05-19-1432 06:04 عند استعراض نماذج مختلفة من الأطفال المقصرين،ومحاولة استقراء الأشكال المختلفة لتقصيرهم لاستطعنا أن نلحظ الأشكال التالية: 1-التقصير الجزئي:هناك أطفال يجدون صعوبة في فهم أجزاء من المادة الدراسية،حيث يجدون صعوبة أحياناً في استيعاب بعض دروس الرياضيات المتعلقة بمادة الجبر مثلاً،بينما لا يجد هؤلاء مثل هذه الصعوبة في فهم مادة الهندسة، أو قد يجد هؤلاء صعوبة في فهم بعض دروس الجبر دون بعضها الآخر. وهناك بعض الأطفال يجد صعوبة في فهم بعض المواد دون بعضها الآخر، فهذا يفهم دروس اللغة العربية بينما لا يفهم دروس العلوم، أو الرياضيات ويعزف عنها لصعوبتها عنده. 2-التقصير العام:هناك آخرون من الأطفال يعانون من صعوبة في فهم كل المواد الدراسية،فقد يجد هؤلاء صعوبة في فهم أي مادة من مواد المنهاج الدراسي المقرر بشكل عام،لذلك يلاحظ الأهل بأن أحد أطفالهم قد ينصرف إلى مشاهدة التلفاز وممارسة الألعاب الرياضية بدلاً من قراءة دروسه ومراجعتها،وأداء واجباته المدرسية. أسباب التقصير الدراسي يمكن أن نرد أسباب التقصير الدراسي عند الأطفال إلى عدة أسباب،منها: 1-كره المادة الدراسية لصعوبتها أو لسوء معاملة المعلم له. 2-أسلوب المعلم في تقديم المعلومات للطفل،فإذا كان هذا الأسلوب مشوقاً،فإن الطفل يقبل على التعلم بسبب حبه لمعلمه، أما إذا كان الأسلوب خالياً من التشويق فإن الطفل ينفر من التعلم، ويهمل دروسه. 3-عدم انسجام الطفل مع البيئة المدرسية نتيجة الفشل الذي يعاني منه. 4-تأثير زملائه الذين يكرهون المدرسة،وينصرفون عن أداء واجباتهم إلى ممارسة الألعاب الرياضية. 5-صعوبة لتركيز الذهني عند الطفل. 6-تخلف النمو العقلي عند الطفل بسبب الأمراض، أو بسبب نموه الجسدي المتسارع. 7-الأمراض المزمنة التي تصيب الطفل في سن مبكرة فتؤثر عليه وتجعله يلتفت إلى الاهتمام بنفسه وصحته بدلاً من الاهتمام بدروسه. كيف نشجع الطفل على تجاوز التقصير؟ إن الطفل بحاجة إلى بث روح التشجيع في نفسه باستمرار للتغلب على الصعوبات التي يجدها في طريقه،ومن هنا لابد من بعض الخطوات في هذا الجانب حتى نستطيع أن نساعد الطفل المقصر على تجاوز تقصيره،منها: 1-لابد أولاً من تحديد نوع التقصير الذي يشكو منه الطفل،هل هو تقصير جزئي في مادة أو أكثر،أم أنه تقصير عام يشمل كل المواد الدراسية؟ ويتم تحديد ذلك بالتعاون بين الأسرة وبين معلمي المدرسة أو إدارتها. 2-محاولة معرفة أسباب هذا التقصير حتى يمكن معالجتها، هل هي أسباب مرضية،أم أنها تعود إلى علاقته بزملائه أو بمعلمه، أم أنها أسباب نفسية خاصة. 3-مكن بعد معرفة هذه الأسباب محاولة معالجتها بتأن وصبر،فإذا كانت الأسباب مرضية،يمكن التعرف عليها بإجراء فحوصات طبية وجسدية ونفسية للطفل لتحديد نوع المرض الذي يشكو منه، ومعرفة هل هو مرض طارئ، أم أنه مرض ممن؟ثم العمل على علاجه،خاصة تلك الأمراض المزمنة التي تؤثر بشكل سلبي وكبير على تعلم الطفل. 4-إذا كان التقصير بسبب كره الطفل للمدرسة لسوء علاقته بزملائه أو بالمعلم،فيجب الأخذ بيده عن طريق تشجيعه على حب المدرسة،ويتم هذا التشجيع بالتعاون بين المعلم والأهل،ويتم ذلك بأن يلجأ المعلم إلى شرح الدروس وتقديم المعلومات للطفل بشكل أكثر سهولة،والتركيز على النقاط الهامة،والاهتمام الفردي بالطفل المقصر،وتكليفه بواجبات مدرسية منزلية خاصة غير تلك التي يكلف بها بقية زملائه،وعلى الأهل مساعدة هذا الطفل في تنفيذ هذه الواجبات عن طريق شرح مضمونها له ليفهم ما المطلوب منها،وكيف يمكن له أن ينفذها،وشرح بعض النقاط التي ما زالت غامضة عنده. 5-العمل على خلق جو مريح من العلاقة بين المعلم والطفل الذي يقوم بتعليمه،والابتعاد عن الأسلوب القمعي في عملية التعلم،واستبداله بأسلوب المكافأة مهما كانت هذه المكافأة بسيطة لأنها أقدر على خلق جو الثقة والشعوب بالمكانة المتميزة بين زملائه،بدلاً من الشعور بالخوف الدائم من العقاب بسبب التقصير،وهذا يحتاج من المعلم إلى الصبر والتأني،حيث أن لعلاقة الطفل مع معلمه أكبر الأثر في نجاح عملية التعلم عنده، فالموقف الإيجابي الذي يظهره المعلم نحو الطفل يدفعه إلى حب المادة التي يقوم هذا المعلم بتدريسها بسبب حبه لمعلمه،وهذا يسهل عليه فهمها واستيعابها،والمشاركة في النشاطات الصفية وغيرها من أشكال النشاط المدرسي التي يكلفه بها المعلم،كما أن الموقف السلبي نحو الطفل من قبل معلمه يجعله يكره المادة الدراسية التي يعلمها بسبب سوء المعاملة التي يلقاها من المعلم،ويدفعه ذلك إلى الانصراف عن التعلم وعن أي واجب أو نشاط يكلف به. 6-محاولة إبعاد الطفل عن زملائه المقصرين إذا كانوا يدفعونه إلى إهمال دروسه وواجباته في جوّهم ومجموعتهم التي تهمل واجباتها ودروسها،وتنصرف إلى اللعب والتسلية،وقد يكون لنقل هذا الطفل إلى فصل آخر أثر واضح في تغير سلوكه نحو المادة الدراسية. 7-تقسيم الحصة الدرسية إلى أجزاء وفقرات تعطى فيها المعلومات يتخللها فواصل قصيرة،وهذا يخفف من ضعف القدرة على التركيز ومتابعة شرح المعلم،فقدرة الطفل على التركيز تضعف كثيراً بعد مرور خمس عشرة دقيقة،وقد أثبتت هذه الطريقة فاعليتها خاصة إذا تابع الأهل التعامل مع طفلهم بنفس الأسلوب في البيت. يجب أن لا يدخل اليأس إلى نفوس الأهل،فكثير من الأطفال المقصرين تجاوزوا جوانب التقصير عندهم عن طريق التعاون بين الأسرة والمدرسة في معالجة هذا التقصير،فهذه مجموعة من الأطفال في الصف الثالث الابتدائي أثارت انتباه معظم معلمي ذلك الفصل لإهمالها دروسها،وعدم فهم المعلومات التي تعطى لهم على الرغم من المحاولات الكثيرة لشد انتباهها إلى الدروس،وقد عمد المشرف الاجتماعي في المدرسة إلى إعادة توزيعها على فصول المدرسة الخمسة،بحيث وجد كل منهم نفسه في وضع جديد وبيئة فصلية جديدة فانصرف إلى الاهتمام بدروسه أكثر من الالتفات إلى زملائه خلال الحصة الدرسية،وقد أفادت هذه الطريقة في تحسين مستوى أكثر من 50% من أفراد هذه المجموعة. وهذا طفل يشكو من مشكلة صحية،عرفنا بعد عرضه على طبيب المدرسة أنه يشكو من داء السكر،وهو مرض مزمن يؤدي إلى مشاكل صحية ينشغل بها المريض،لذلك عمد معلمو الصف إلى توجيه اهتمامهم الفردي إليه،ومحاولة تجزئة فقرات الدرس وتبسيطها له،ومن ثم تكليفه بواجبات مدرسية خاصة تتناسب مع نوعية المرض الذي يشكو منه،وهذه الطريقة في التعامل مع هذا الطفل لم تؤدّ إلى اهتمامه بدروسه فحسب بل أصبح من المتفوقين في صفه على الرغم من المرض الذي يعاني منه،خاصة بعد أن ساعده معلمو الصف على التعامل مع المرض بشكل إيجابي. ويجب على الأهل أن يتذكروا بأن الأسرة تلعب دوراً أساسياً في مستقبل الطفل،لأنه البيئة التي نشأ فيها الطفل لذلك يقع على عاتقهم الدور الرئيس والفعال في توجيه الطفل كاتب المقال: عبد اللطيف السعيد
|
||
06-04-2011 | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||
مشرف الأقسام التعليمية
|
رد: مقالات تربوية لمشرفي الطائف
فن تنمية الذكاء عبدالعزيز بن عوض الثبيتي هناك نقاط ارتأيت أن أعرضها لتكون نقاط انطلاق في مسألة تنمية الذكاء: 1 - أكدت دراسات النمو المعرفي على أن أصل الذكاء الإنساني يكمن فيما يقوم به الطفل من أنشطة حسية حركية خلال المرحلة المبكرة من عمره -وهي المرحلة التي يمر بها طفلك- بما يعني ضرورة استثارة حواسه الخمسة (السمع – البصر – اللمس – الشم – التذوق)، إضافة لضرورة ممارسة الأنشطة الحركية . 2 - الذكاء الإنساني ومهارات التفكير أمور يمكن تعلمها وتطويرها وللبيئة دور هام في تعديل البناء التشريحي للمخ. والسنوات الأولى من حياة الطفل لها أثر بالغ، حيث تتفاعل العوامل الوراثية مع العوامل البيئية لتحدد كفاءة عمل الدماغ. * فالقاعدة الأساسية لخلية الدماغ هي الاستخدام أو الموت. وكلما زادت شبكات الاتصال وكثافة الغصون في المخ كلما زاد.......... كفاءة عمل المخ، وتزيد هذه الكثافة تبعًا للخبرات البيئية وظروف الاستثارة التي يتعرض لها الطفل عبر حواسه. * العقل ينشطه الأمن ويحجمه التوتر؛ ولذا تتضح أهمية الدعم المعنوي للطفل بالتشجيع والحب، واقرأ بهذا المقال مزيدًا من التفاصيل عن هذا الأمر: -خرافة المخ الصغير -الذكاء الوجداني.. نظرية قديمة حديثة: * تؤكد نظيرات الذكاء الحديثة على تعدد الذكاء وأهمها نظرية الذكاء المتعددة "لهاورد جاردنر"، أي أن الذكاء ليس أحاديًّا، والفرق بين الأفراد ليس في درجة أو مقدار ما يملكون من ذكاء وإنما في نوعية الذكاء. وهذه الذكاءات جميعًا يمكن تنميتها من خلال وسائط بيئية، وهذه الذكاءات هي: الذكاء اللغوي – الذكاء الموسيقي – الذكاء المنطقي الرياضي – الذكاء المكاني – الذكاء الجسمي الحركي – الذكاء الشخصي – الذكاء الاجتماعي. وقد لا تتساوى لدى الفرد كل هذه الأنواع، إلا أنه بالإمكان تقوية نقاط الضعف من خلال التدريب. - فإذا ما كنت لاحظت مهارة ابنك في الألعاب الذهنية فقد يعني هذا أن علوًّا في كونه الذكاء المنطقي الرياضي، ولكن بجانب رعاية هذا النوع من الذكاء عليك بعدم إغفال الذكاءات الأخرى. ومما قدمه آرثر كوستا دراسة عن السلوك الذكي، وشملت عمليات وجدانية ومعرفية، وهي: * المثابرة. * مقاومة الاندفاع. * الاستماع بتفهم وتعاطف. * التساؤل. * مرونة التفكير. * التفكير في التفكير. * السعي نحو الدقة. * الاستفادة من الخبرات. * التعبير بدقة ووضوح التفكير. * استخدام الحواس. * الإبداع والخيال. * الحماس والمبادأة. * المرح. * المخاطرة المحسوبة. * التفكير مع الآخرين. وقد أردت ذكر هذه النقطة ليكن في ذهنك وأنت تنشئ -ابن الثالثة- السلوك الذكي، فربما وجدت مواقف حياتية كثيرة تمر بك وولدك فيمكنك أن تنتهز حينها الفرصة لتنمي سلوكًا أو أكثر في هذا الموقف أو تلك. - تنمية ذكاء الطفل جزء من التنشئة الشاملة المتكاملة للطفل، وتتم عبر مراحل حياته، وإن كانت أكثر أثرًا وتركيزًا في الطفولة المبكرة. والآن ماذا عسانا نفعل؟ - توفير بيئة هادئة آمنة لينمو فيها الطفل. - الاهتمام بالذكاء في إطار منظومة، وأعني بذلك عدم إغفال نواحي النمو الأخرى؛ لأنها لدى الطفل تتشابك وتصب في قناة واحدة وهي قناة الأداء المتميز. - ضع نصب عينيك إمتاع ابنك ومرحه؛ لأن هذه هي بوابة التعلم الحقيقية، فالاستمتاع بما يقوم به الطفل في كل لحظات حياته يحمل في طياته تعلمًا وتنمية. - يعتبر اللعب من أهم مجالات النمو للطفل، فاللعبة المركبة تمثل أمرًا مثيرًا للتفكير. - أفسح له مجال اللعب التخيلي، وشاركه ذلك إن رغب أو دعه يمارس لعبة التخيل مع رفقاء خياله بمفرده، فمن يتمتع باللعب التخيلي يصبح لديه درجة عالية من الذكاء، والقدرة اللغوية، وحسن التوافق الاجتماعي. والقدرة اللغوية إنما تأتيه من استخدام مفردات كثيرة خلال هذا النوع من اللعب، أما التوافق الاجتماعي فلأنه خلال لعبه يضع مواقف من صنعه، ويضع لها حلولاً كثيرة وبدائل، وهو ما يؤهله للتعامل الأكفأ في حيِّز الواقع. - اللغة تساعد الطفل كثيرًا؛ ولذا حاول تنميتها عن طريق الحديث الكثير مع طفلك، الكتب المصورة، المشاهدات اليومية لمفردات كثيرة على أن تحكي لابنك ما يرى وكيف يعمل. كذلك حفظ القرآن الكريم على قدر طاقته، ، قراءة القصص، وحكي الحكايات. و كذلك الاستماع للأناشيد الإسلامية الملحّنة ينمي لديه الذكاء المنطقي الرياضي. - إشباع حب الاستطلاع لديه بالإجابة عن جميع تساؤلاته، بل وتحفيزه على التساؤل وعدم إعطائه إجابات ذات نهاية مغلقة، بل إجابة تحفز لمزيد من التساؤل، كذلك عودة التفكير في كل صغيرة وكبيرة. - دربه على الملاحظة والانتباه للتفاصيل. - وفّر له الألوان والورق والصلصال وغيره مما تحتاجه الأنشطة الفنية، فهذه الأنشطة يرافقها مرح وشعور بالإنجاز، وهو ما يزيد من كفاءة الدماغ وقدرته على التفسير والتحليل والتنظيم؛ فبالخطوط والألوان يمكن أن نصنع طفلاُ ذكيًّا وفنانًا سأنهي حديثي معك من حيث بدأت: الذكاء في هذه السن يعتمد على الحواس والحركة. وإليك بعض التدريبات الخاصة بكل حاسة: * السمع: بتعريض الطفل لأصوات مختلفة وتمييزه لها (الحيوانات – الماء – الأرز والبقول في علبة – تحديد اتجاه الصوت – تقليد الأصوات المختلفة – أداء تعبيرات صوتية مختلفة كالفرح – الخوف – تمييز أصوات معينة وغيره من الألعاب التي تحفز حاسة السمع ) * البصر وينشط لدى طفل عبر الألوان والضوء. فعرّض طفلك للوحات الفنية الطبيعة، واجعله يميز تعدد الألوان والدرجات للون الواحد -اعرض عليه صورًا للأشياء- ساعده ليتعرف الاتفاق والاختلاف بين الصور وبين الأشياء. * الشم: وفِّر لطفلك فرصة شم الأشياء المختلفة (في المطبخ، في الحديقة( * اللمس: دعه يميز (الناعم – الخشن)، (ساخن – بارد)، يتعرف على الملامس المختلفة لكل ما يمر به من أشياء. * التذوق: ساعده ليتذوق الأشياء المختلفة (ملح – سكر( - أما في المجال الحركي فهناك الألعاب الارتجالية وفق صوت. أو الحركة المقيدة كأن ينتشر في الفراغ عند سماعه صوتًا معينًا أو رجوعه عن توقف الصوت، وهناك حركة عند إشارة لونية أو ضوئية، وهكذا... استخدام حركة الجسم في التعلم (فوق – تحت – يمين – شمال – قريبًا من – بعيدًا عن – أمام – خلف ) - أداء بعض الحركات الرياضية البسيطة بمرافقتك أثناء أدائك تمريناتك المعتادة.
|
||
06-04-2011 | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||
مشرف الأقسام التعليمية
|
رد: مقالات تربوية لمشرفي الطائف
33 خطوة لتدريس ناجح عبدالرحمن الثقفي خطوات تقود بإذن الله إلى تدريس ناجح يؤتي ثمارة كما ينبغي ويحقق الأهداف 1ـ اعرف عملية التدريس
2ـ اعرف أهداف التدريس .. الأهداف العامة/ الأهداف الخاصة 3ـ اعرف تلاميذك مستواهم /خصائصهم العمرية/ أفكارهم. 4ـ اعدَّ دروسك جيدا 5ـ استخدم طريقة التدريس المناسبة 6ـ كن مبدعا وابتعد عن الروتين 7ـ اجعل درسك ممتعا 8ـ استثر دافعية التلاميذ 9ـ "إنما بعثت معلما ولم أبعث معنفا!" 10ـ اجعل اتجاهك جيدا نحو التلاميذ 11ـ حافظ على نموك العلمي والتربوي والمهني 12ـ كن قدوة في علو الهمة والأمانة والجد 13ـ انتبه إلى ما بين سطور التدريس! 14ـ قل: لا أعلم! 15ـ استخدم وسائلك التعليمية بفعالية 16ـ السبورة .. صديقك الدائم فأحسن استخدامها! 17ـ "لا تغضب..!" 18ـ أحسن التعامل مع مثيري المشاكل من الطلاب لا نكن مثاليين 19ـ خطط ونفد وقيم و شاور تلاميذك وأشركهم في شيء من التخطيط 20ـ اعمل اختباراتك بشكل جيد بحيث تكون تقييما لك أيضا! 21ـ "يسروا ولا تعسروا..!" 22ـ كن معلما مربيا.. لا ملقنا! 23ـ انتبه إلى مواهب تلاميذك وقم بتنميتها، ولا تكن جامدا على مقررك 24ـ راع الفروق الفردية 25ـ استخدم الواجبات المنزلية بفعالية 26- أدِر فصلك بفعالية! 27ـ حافظ على وقت الدرس 28ـ علم الطلاب كيف يتعلمون 29ـ علم الطلاب الرجوع إلى مصادر المعلومات 30ـ علم الطلاب كيف يفكرون! 31ـ حافظ على علاقات جيدة مع كل تلاميذك 32ـ لا تسأل هذا السؤال 33ـ استعن بالله وابدأ . |
||
06-04-2011 | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||
مشرف الأقسام التعليمية
|
رد: مقالات تربوية لمشرفي الطائف
يوسف بن طلق العصيمي أفكار تربوية في معطيات الجفاف السلوكي عندما تبحث عن السلوك الجاف ومعطياته الحقيقية فإنك لا تجد مبررات مقنعه تمسح آثاره السلبية إلا مبررات في ضعف المنبت والأصل
وهناك من يقابل إحسانك بالإساءة ، والنصيحة بالجحود ، والمودة بالعدواة ، والحب بالجفاء ، وحق الجوار بالجحود والاستهتار ، والزمالة بالهمالة ، فبدلاً من أن يشارك بشعائر عظم الدين وضخامة الإسار الذي طوق عنقه من الأخوة في الله ، فصارت الإساءة طبعه . وسيطرت على فكره النوازع الأنانية والفشخرة ويدعس في تجاهل كل القيم الأخلاقية العظيمة والتي من شأنها تأصيل سلوك الفرد ويقابله بمزيد من الامتنان والشعور بالخجل وردع النفس عن التصرف بشكل جارح وغير لائق لمن صنعوه فإنه لايتورع عن المضي في تصرفاته اللاأخلاقيه دون رقيب أو حسيب أو حتى إحساس بالخطأ مجرد إحساس يحدث هذا كثيراً في حياتنا اليومية .... ومع أناس كثيرين .... مع أشخاص وضعتهم الأقدار في طريقك دون تخطيط مسبق ...... ولكنه قد يحدث في البيت الواحد بين الزوج وزجته بين الأب وابنه بين الأخ وشقيقه وذلك هو ما يؤلم ... فقد لا يؤلمنا أن نواجه جحود الدنيا ، من أناس عبروا حياتنا أو اقتحموها في وقت من الأوقات ، لكن أن يتجسد الجحود في العلاقة بين الزملاء في عمل واحد ، وبين أصحاب البيت الواحد والمصير الواحد والتكوين الواحد ..فإن ذلك الأمر يدمي القلب ، ويعطل الوجدان عن الإحساس بجمال الأشياء ... بمعنى القيم ، بعظمة الروابط الإنسانية الرفيعة ، فأنت يمكن أن تتوقع الإساءة ممن لايد لك في تربيتهم أو تشكيل سلوكهم أو بناء شخصياتهم لكن أن تقع الإساءة ممن صنعتهم بدمك ، بعاطفتك ، بعقلك ، بكفاحك ، بتطلعاتك فإن ذلك مؤلم مؤلم مؤلم . والألم الذي نتحدث عنه لا يمكن أن يتوقف نزفه لا بالاعتذار ولا بالردع ولا بالدهشة وإنما يجب إيقافه بمعالجة أخطائنا بالتعرف على الأسباب الحقيقية في انفجار البسطاء في وجوه من يصنعون غدهم دون حياء فربما كان الحب والمبالغة في الحب والتمادي في تلبية كل الرغبات سبباً في فقدان الإحساس لدى الآخر بقيمة عواطفنا فعلينا أن نتحمل المسئولية كل المسئولية لما بدر منهم |
||
مواقع النشر |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
(بيت لا تمر فيه جياع أهله) | الدانه | الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي | 5 | 05-28-2011 07:23 AM |
للتسجيل في وزارة العمل ــ اعانة العاطلين عن العمل | @ بن سلمان @ | منتدى الأعمال والوظائف | 2 | 03-05-2011 09:53 AM |
اخباااار مهمه | بنت الجنوب | أخبار العالم وأحداثه الجارية | 6 | 11-06-2009 10:59 PM |
أإله مع الله | المنتصر | الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي | 2 | 09-19-2009 05:59 AM |