صحيفة اليوم:الاربعاء 07 جمادى الأول 1431هـ العدد:13459
الوزير ولقاء المعلمين والمعلمات . . خطط ورؤى وتطلعات
عزيزي رئيس التحرير
اللقاء بالقادة وصناع القرار حلم يراود الكثيرين منا, تختلف الدوافع في ذلك ففئة تراه فرصة لإيصال صوت المعاناة, أخرى ترى فيه سبيلا لطرح المتطلبات واخرى تنشد فيه الطمأنينة وراحة البال عندما تتأكد أن مايشغل بالها محط اهتمام القيادة وفئة اخرى ملهمة تتفوق على الجميع فتراه تعزيزا ودافعا للمضي قدما في طريق تحقيق الذات وصناعة النجاح . تلك هي أمنيات اللقاء بالقيادة لكن ماذا لو كانت القيادة هي التي تطمح للقاء مرؤوسيها وتدعوهم لأرض خصبة تربتها الحوار ونتاجها الشفافية والوضوح والصراحة وطلعها الوعي بثقافة الحق ثم الواجب . ثم انها تهيئ كافة الإمكانات ليصل هذا اللقاء لهدفه ويحقق غاياته ومقاصده . كل ذلك شعرت به وانا حاضرة اللقاء الأول للمعلمين والمعلمات بوزيرهم بعد مضى سنة على تولية قيادة وزارة التربية والتعليم استطاع خلالها أن يحقق تقدما ملموسا . وزير "وزارة الوطن" كما أطلق عليها وقد قرن أولوياتها والسعي لبنائها والرقي بها بصدق البذل لأجل الوطن . كان اليوم الأول للقاء . . لقاء بين المعلمين من جميع إدارات التربية والتعليم في مناقشة مستفيضة وطرح لجميع المحاور التي تخص قضاياهم صاحبه تدوين لأفضل المقترحات والحلول . اما اليوم الثاني فكان لقاء للمعلمين والمعلمات مع مسئولي الوزارة ونواب الوزير وفيه عرض للرؤى والتطلعات والهموم والمعوقات . ثم كان مسك الختام لقاء وزير وزارة الوطن صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله آل سعود مع المعلمين والمعلمات ومسئولي الوزارة في يوم اللقاء الاخير . استهل اللقاء بآية عظيمة: "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا* يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما" والآية تنبه لأمر عظيم هو أننا في التعاطي مع مجمل القضايا بحاجة للقول السديد وهو القول الصادر من استشعار تقوى الله لتظهر قيمة صلاح العمل على أرض الواقع . انتهى ذلك اللقاء وترك انطباعاً جميلا بجمال غاياته ورائعا بروعة أجوائه وثمينا بقيمة ما طرح فيه من رؤى وخطط وتطلعات . انتهى وبقي التفكير في أمور تحتاج من منسوبي التربية والتعليم إلى وقفة صادقة مع أنفسهم لترجمة ما سطر هنالك . وكم هناك من عبر لا تغفل في خضم هذا السعي للتميز . ان تحقيق الرضا الكامل من الجميع غاية لا تدرك بل تكاد تكون مستحيلة فعليا ويعود السبب في ذلك إلى اختلاف الأفهام والعقول والنفوس وتفاوت الأهواء والمصالح, لذا فإن الصواب هو السعي في رضى الله عز وجل وإحقاق الحق ثم الحرص والتلطف والإحسان في المعاملة وذلك هو ميزان الحق الذي نزن به السلوك والعمل . قد يكون من المجحف أحيانا عدم إدراكنا للنقص الذي فطر عليه البشر فالكمال لله تعالى وحده, وليس الخطأ أن يخطئ الفرد أو يقصر غير متعمد مادام مجتهدا لا يألو جهدا في بذل جميع الأسباب المتاحة, لكن الخطأ أن ننظر للآخرين وكأنهم الملائكة المعصومون من الخطأ والمنزهون عن التقصير . متطلبات وطموحات منسوبي التربية والتعليم حق لهم ومعوقات العمل يسعون في تذليلها وليسع معهم الجميع أملا في ضمان جودة المخرجات لكن يجب أن ترشد تلك المتطلبات بحيث لا تغدو حجر عثرة في طريق النجاح إن هي لم تتحقق بالكلية فهذه هي الحياة فلا نستطيع الحصول على كل ما نرغب لكننا نحصل على ما نتوقع . ليتطلع منسوبو التربية والتعليم دوما للجانب المشرق من العمل وليتمتعوا بالنعم التي حباهم الله إياها وليستثمروها لتحقيق الأهداف التي آمنوا بها وليكن تميزهم عن غيرهم من أولئك الذين لا يستطيعون تحقيق شيء لأنفسهم ولا للآخرين وكل ما يستطيعون فعله هو التثبيط والتحبيط . فالدافع الذاتي للنجاح هو وحده الذي يفجر الطاقات ويسخر الإمكانات لتحقيق واقع مشرف بإذن الله . أما التطوير الايجابي فنطالب به في حقل التربية والتعليم وغيره ونحن شركاء في المسؤولية وما أجمل أن نسعى له إيمانا منا بأهميته وضرورته الملحة التي فرضها علينا تسارع العصر التقني والمعرفي ومن تأخر وبقي ينتظر أن يأتيه التطور على طبق من ذهب فسيسبقه الركب ولن يقدم شيئا لنموه المهني ولوظيفته ولوطنه وأمته . إن مهنة التربية والتعليم من أشق المهن وتبعاتها من أثقل التبعات لأنها المعنية بالتعامل مع تنوير العقول وتهذيب النفوس وبناء جيل المستقبل كما ان ثقل المهام وسيلة لكثرة الإنجازات فإن مهنة التربية والتعليم تكسب المهارات وتقوي النفس على تحمل ضغوط العمل والتكيف معها . وفي الميدان نماذج مشرفة يشار إليها بالبنان تقدم المبادرات وتثري بالإنجازات وترى لها في كل زاوية بصمة وفي كل مكان أثرًا . انهم من نطلق عليهم وبفخر صناع النجاح . ربما يكون غيرهم أقل منهم أعباء وخلدوا للراحة واكتفوا بعمل أقل المطلوب وفي أضيق الحدود ليبقوا في زوايا خفية لا ذكر يعلو ولا أثر تحمد عقباه لانها النفوس حيث الهمم من تسعى في نجاحها او خمولها . رائع ذلك اللقاء الأول لقاء المعلمين والمعلمات من جميع إدارات التربية والتعليم بوزير وزارة الوطن وهو اللقاء الفريد من نوعه والمفعم بلغة الحوار الراقية في إطار من الشفافية والوضوح ومن ثماره: ارتقاء الأفكار, تبادل الخبرات, إبداع الحلول بما يحمله من تقدير للذات ونظرة تفــاؤلية للآتي . شكراً وافراً للجميع . . شكرا وارفاً لمبادرة وزير التربية والتعليم صاحب السمو الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد للقاء بشركاء العمل . شكراً وافراً لجهود اللجنة المنظمة والمنسقة والمشرفة على اللقاء لانها عملت بجد وبمهنية . شكراً وافراً لإدارة التربية والتعليم للبنات بالمنطقة الشرقية ولمكتب التربية والتعليم بمحافظة القطيف لان افكارهم ورؤاهم كانت حاضرة معي وانا هناك .
من القلب للنخب التربوية التي حظيت بشرف هذا اللقاء:
الوطن لن يكون في يوم من الأيام عبورا لمن يحاول القفز عليه لأن سوره عال بكم وبأمثالكم من النخب التي أعطت . الوطن ليس معينا عذب ننهل منه وعند الشدائد نجفوه فاسعوا للنجاح في مزيج من التطوير الايجابي والاخلاص في العمل وعلو الهمه وسمو المقصد .
فاطمة بنت مسفر الجعيد ـ مرشحة المنطقة الشرقية "فئة مديرات"