07-31-2009 | رقم المشاركة : ( 21 ) | ||
مشرف الأقسام التعليمية
|
رد: لـــحـــن الــقـــــــــــــول
بِالْكادْ..!!
الجمعة, 31 يوليو 2009 د. عبدالعزيز الحربي مما شاع على الألسنة في هذا العصر من قبيح اللحن قولهم : (بالكاد) يقولون: بالكاد استطعت أن أكلّمه، وبالكاد استطاع أن يمشي، ونحو هذا، يريدون: بصعوبة قدر أن يمشي، ومثل هذا اللحن مما يغار له الغيارى على الفصحى؛ لمخالفته لقواعدها، ولركاكته، وشبهه باللسان الأعجمي، ذلك بأن (ال) لا تدخل على الأفعال، ولم يتكلم عربي قط بفعل ماض معه لام التعريف، وأما قول الشاعر: ما أنت بالحكَم التُّرضى حكومتُه ولا الأصيلِ ولا ذِي الرأيِ والجدَلِ فشاذّ محفوظ لا يقاس عليه لدى المحققين، ثم إنِّ (ال) –هنا– موصولية بمعنى الذي، أي: الذي ترضى حكومته، ثم إن الفعل الذي دخلت عليه –هنا– فعل مضارع، والمضارع معْربٌ، ضارَع الاسم، أي : شابهه في الإعراب، فله من المنزلة ما لغيره، وفي هذا يقول ابن مالك في ألفيته في النحو: وصفةٌ صريحةٌ صلةُ ال وكونها بمعرب الأفعالِ قَلّْ وأما (كاد) ففعل ماضٍ وهو مبني لا معرب.. فإن قيل: فما البديل مكان هذه اللفظة، قلنا: العربية واسعة وأساليبها لا تنضب، وفي جَعبتها (بفتح الجيم ولا يجوز الضم) ألفاظ كثيرة تقوم مقام هذا الأسلوب، فلو قال القائل: فعَل فلان هذا الأمر بصعوبة، أو: بعسر، أو: فعله ولم يكد، أولم يفعله إلا بعد لَأْي، أو: بمشقة، أو: بعد جهد، أو جهِد في فعل هذا.. ونظيره في القرآن: (وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُواْ بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ) ولو قيل لأصحاب (الكاد): كيف يعبِّرون عن معنى هذه الآية: لقالوا على رؤوس الأشهاد: لم تكونوا بالغيه إلا بالكاد، هكذا بغيا على لغة الضاد، الملطوعةِ عينها في واد وهم في واد، تندب حظَّها وتشكو من ظلم العباد. |
||
|
|||
07-31-2009 | رقم المشاركة : ( 22 ) | ||
ثمالي نشيط
|
رد: لـــحـــن الــقـــــــــــــول
يعطيك العافيه
|
||
08-13-2009 | رقم المشاركة : ( 23 ) | ||
مشرف الأقسام التعليمية
|
رد: لـــحـــن الــقـــــــــــــول
بلكن ...!
الجمعة, 7 أغسطس 2009 د. عبد العزيز الحربي كتب إليَّ الطالب بجامعة طيبة، عبدالعزيز الجهني، يقول بعد ثناء وشكر، أحييه بمثله: كثرت في مجالسنا ألفاظ غريبة لا يعرفها القاموس العربي مثل كلمة (بلكن)، بمعنى احتمال وقوع الشيء... إلخ. قال أبو محمد: لستُ بمستيقن من أصل هذه الكلمة، فإن كانت عربية، فأكبر ظني أنها كلمتان أدخلت إحداهما في الأخرى، وحُذف بعض حروفها، والكلمتان هما (بلى) و(لكن)، والمعنى الذي ذكرته قريب يصح إسقاطه عليه، لكن هذا الحذف والإدماج لم نسمعه عن العرب في هذه اللفظة، ولا ورد في كلام أحد ممّن يلتزم بالفصحى من الأولين والآخرين، ولا يدخله باب القياس على ألفاظ مشبهة، تصرفت فيها العرب بالحذف أو بالنحت، كقولهم: أيش، يريدون: أيّ شيء؟ وقولهم : ويْلُمِّهِ، أي: ويلُ أمِّه، وقولهم: لا تُبَلْ، أي: لا تبالِ، وقولهم في لا أَبَ لشانيك: لا بشانيك، وقولهم في يا صاحبي: يا صاحِ، وقولهم: عم صباحًا، وأصله: انعم صباحًا، وكما قالوا -وهو من قبيل النحت-: عبقسي، وعَبْشَمِيّ، في عبد القيس، وعبد شمس، وقالوا: طلبقه الله ودمعزه، أي: أطال بقاءه، وأدام عزه، واشتهر بين العلماء تسمية من انتسب إلى المذاهب الأربعة وتقلَّب فيها: بـ(حَنفشي)، ولهم أن يقولوا: (حفشظي) إن أرادوا إدراج مذهب أهل الظاهر، كما قالوا للمتخرج في دار العلوم: درْعمِي، كأزهري، وسمَّيتُ أنا من تخرج في (دار الحديث): دَرْحَثيًّا، والدارس في (دار الأرقم): درقميًّا، ومعهد الحرم المكي: حَرمكيّا، واللهجات المعاصرة في كل بلد يكثر فيها الحذف، وكذلك النحت، فمن قال: أيش بك؟ أراد: أيّ شيء بك، ومن قال: أيش بدّك؟ أراد: أي شيء بودّك؟ ومن قال: إيوه، أراد: إي والله، ويقول أهل الشام: وْلاَك، يريدون : ويلٌ لك، وفي بعض قبائل اليمانيين يقولون : كَنِّيبك، والتامِسْ، يريدون: كأني بك، وليلة أمس، وهو كثير في جميع لهجات العالم، وتأمّل في لهجات جهنية تجد عندها الخبر اليقين. |
||
08-13-2009 | رقم المشاركة : ( 24 ) | |
ثمالي نشيط
|
رد: لـــحـــن الــقـــــــــــــول
دمت بالف خير
|
|
08-13-2009 | رقم المشاركة : ( 25 ) | ||
مشرف الأقسام التعليمية
|
رد: لـــحـــن الــقـــــــــــــول
|
||
08-13-2009 | رقم المشاركة : ( 26 ) | ||
ذهبي مشارك
|
رد: لـــحـــن الــقـــــــــــــول
بارك الله فيك
|
||
08-13-2009 | رقم المشاركة : ( 27 ) | ||
ثمالي نشيط
|
رد: لـــحـــن الــقـــــــــــــول
يسلمووووووو
|
||
08-14-2009 | رقم المشاركة : ( 28 ) | ||
مشرف الأقسام التعليمية
|
رد: لـــحـــن الــقـــــــــــــول
بين سؤال.. واعتراض!!
الجمعة, 14 أغسطس 2009 د. عبدالعزيز الحربي وردني سؤال من محمد الأنصاري قال فيه: هل يُقال: (بالرغم من ذلك) بفتح الراء، أم بضمها، أم الوجهان صحيحان؟ والجواب: قول الناس: فعلتُ كذا بالرغم منّي، أو على الرغم مني معناه على كره مني، والرغم: الكره، كما نصّ على ذلك أهل اللغة.. وقالوا: إنّ الراء فيه مثلثة، فيها الفتح والكسر والضم، والمسموع عن العرب في هذا اللفظ: برغم كذا، وعلى رغمه، ولم يُسمع: رغمًا عنه مجرّدًا من (الباء)، أو (على)، وأجازه مجمع اللغة العربية بالقاهرة، كما قالوا في (بالطبع): طبعًا. وممّا ورد في ذلك من شعر العرب قول زهير: فردّ علينا العَيرَ من دون إِلفه على رغمه يدمى نساه وفائلُه وفعل (الرَّغم): رغِم، يُقال: رغم أنفه، بفتح العين وكسرها وضمها، والرّغام هو التراب، والمادة تدور حول هذا المعنى. وأمّا الاعتراض فهو من فائز الجهني: قرأ مقالتي السابقة فما وعاها، ولا رعاها حق رعايتها، وجمع بين إساءة الفهم والظنّ والخطاب، فكتب ردًّا لا يحسن ذِكره؛ لأنه عورة، وستر العورة واجب، ولا أريد الإجابة هنا، وأكتفي بأن أرشدك يا أخي فائز -عفا الله عنك- إلى عرض ما قلته على مَن يفهم، وسوف تجد أن المقال ثناء على جهينة، وأصالة لهجتها وسلامتها، (وربَّ مبلّغ أوعى من سامع). |
||
08-21-2009 | رقم المشاركة : ( 29 ) | ||
مشرف الأقسام التعليمية
|
رد: لـــحـــن الــقـــــــــــــول
ديك ما له عرف !!
الجمعة, 21 أغسطس 2009 د. عبدالعزيز الحربي وردني سؤالان من عمار أحمد ، قال في الأول : نسمع بكلمة (إنسان) وتطلق على المذكر والمؤنث ؛ لأنها اسم جنس ، ولكن هل يصح لنا أن نقول: (إنسانة) للمؤنث؟ وقال في الثاني: هل يصح أن نقول: ديك ما له عرف؛ لأن بعضهم قال: إن الصواب: ما له من عرف؟ والجواب : أما سؤالك الأول فقد أجبت عن مثله بكلام مفصل في حلقة سابقة ، وستراها في كتابي (لحن القول) الذي سيصدر قريبا بإذن الله ، وقد ذكرت أن بعض اللغويين يرى أن المرأة لا يقال لها : ( إنسانة ) بل يقال لها: (إنسان ) كما يقال للرجل ، وأنها لفظة مولدة ؛ لأن العرب لم يسمع منها ( إنسانة). وأما سؤالك عن قولهم : ( ديك ما له عرف) فعبارة صحيحة لا شيء فيها ، ومن قال : الصواب ( ما له من عرف) فليس بمصيب إلا إذا كان المقصود النفي المؤكد المبالغ فيه ، فهذا يوجب ( مِن ) وأمثلة القرآن الكريم التي وردت بهذا الأسلوب كقوله سبحانه : (مَا لَكُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ ) وقوله : (مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ ) وقوله : ( مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ) وغير ذلك من الآيات هي من النوع المؤكد .. ولا أتذكر الآن آية وردت فيها( ما ) النافية في هذا السياق إلا وهي مؤكدة بـ ( مِن )، وفي كلام العرب النثري والشعري جمل لا تحصى كثرة وردت عارية من حرف ( مِن )كقولهم : ما به بأس ، وقولهم : ما له زرع ولا ضرع ، وكقولهم : ما به قلبة .. وهذا لا يعني أن الكلام بدونها كلام مخالف لقانون العربية ؛ لأن الأمر يعود إلى مراد المتكلم ، والجمهور يجعلون ( مِن ) هذه زائدة ، وكذلك ما جاء في نحو قوله تعالى : ( مَا جَاءنَا مِن بَشِيرٍ وَلاَ نَذِيرٍ ) والحق أنها ابتدائية لا زائدة، كما أنها بعد الإيجاب في قوله تعالى : ( يَغْفِرْ لَكُم مِن ذُنُوبِكُمْ ) وقوله تعالى : ( وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ ) ليست زائدة بل تبعيضية ؛ لأن من السيئات ما هو متعلق بظلم العباد ، وقيل (مِن ) في هذه الآيات ابتدائية ، ومن العلماء من قال بزيادتها في الإيجاب كالأخفش الأوسط وآخرين ، والجمهور على تغليظ من قال ذلك ومنهم شيخه سيبويه. |
||
08-28-2009 | رقم المشاركة : ( 30 ) | ||
مشرف الأقسام التعليمية
|
رد: لـــحـــن الــقـــــــــــــول
هل يقال: جاء رمضان؟! الجمعة, 28 أغسطس 2009 د. عبدالعزيز الحربي قالت طائفة من أهل العلم: لا يُقال: رمضان وحده، بل يُقال: شهر رمضان، كما جاء في القرآن: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ)، ويعزى هذا المنع لبعض المالكيين، ومن حجتهم في المنع أن (رمضان) من أسماء الله، فلا يجوز حذف المضاف؛ لأنه بمنزلة (بيت الله)، و(ناقة الله) لا يجوز في ذلك، ونحوه حذف المضاف. وقالت طائفة: يجوز حذف لفظ (شهر) إذا وجدت القرينة الدالة على المحذوف، كأن يُقال: صمنا رمضان، ورمضان قبل شوال، وبعد شعبان، ويُكره حين لا توجد قرينة. ومن جهة أخرى يقول بعض اللغويين: لا يجوز إضافة شهر إلى اسم شهر إلاَّ لشهر رمضان وشهري ربيع، وفصّلت القول في هذه المسألة في مقالة منذ أعوام عنوانها: (هل يُقال: شهر شعبان؟)، وذكرت أن سيبويه أجاز ذلك مطلقًا. والحق في هذه المسألة الجواز المطلق، فإنه لا دليل على الكراهة التي لا تثبت إلاَّ بشرع، وأبعد من ذلك التحريم لتركيبه على دليل فاسد، وهو أن (رمضان) من أسماء الله، وما هو من أسماء الله، ولا ثبت بذلك أثر صحيح، بل ما ورد في ذلك ضعيف لا يعوّل عليه، ومن فساد اعتباره؛ لأنه قد ثبت في أحاديث صحاح ذِكر (رمضان) مجرّدًا دون لفظ (شهر)، ومنه: قوله عليه الصلاة والسلام: (إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة...)، وفي رواية أخرى: (إذا دخل رمضان)، وفي ثالثة: (إذا كان رمضان). وقد ترجم النسائي في ذلك، وصرح بالجواز فقال: (باب الرخصة في أن يُقال لشهر رمضان: رمضان). قال النووي: (مذهب البخاري والمحققين الجواز بقرينة، وبلا قرينة دون كراهة). والخلاصة.. قل: جاء رمضان، وصمت رمضان، وسافرت في رمضان.. ولا حرج. |
||
مواقع النشر |
|
|