من سارة الموسى إلى نورة الفائز

[صقر قريش]

من سارة الموسى إلى نورة الفائز من سارة الموسى إلى نورة الفائز من سارة الموسى إلى نورة الفائز من سارة الموسى إلى نورة الفائز من سارة الموسى إلى نورة الفائز

الوطن :الاثنين 27 ربيع الآخر 1431هـ العدد 3482
من سارة الموسى إلى نورة الفائز
علي سعد الموسى
ستكون صاحبة المعالي، نورة الفائز، صاحبة أعلى لقب نسائي إداري في التاريخ كما أظن يصل إلى عسير. لم تصل إلينا من قبل، لا كونداليزا رايس، ولم تصل إلينا، مارتينا نوهرر وزيرة شؤون المرأة في الحكومة الألمانية. واجهت صعوبة لذيذة وأنا أحاول تعويد لسان صغيرتي – سارة – لتنطق لقب – صاحبة المعالي – الرسمي، وهي التي اختيرت لتكون ضمن طاقم استقبال صاحبة المعالي، نورة الفائز - في مدرستها المتوسطة الثالثة. تذهب – سارتي – هذا العام لفصلها المتوسط الأول في مدرسة اختيرت لتكون ضمن منظمة برنامج الملك عبدالله لتطوير التعليم في العلوم والرياضيات. وبالمناسبة، أشعر بكل صدق وحياد أن السنوات الثلاث الأخيرة لابنتي في مدرستين، ابتدائية ومتوسطة، تحمل في ثناياها مرحلة مختلفة. وللإنصاف فإن الحراك الحقيقي في بنية تعليم البنات بعسير في الفترة الأخيرة هو ما أثمر عن مئات المدارس الحكومية. وفي أقل من عقد، تناقص عدد المباني المستأجرة من المئات إلى ما يقل اليوم عن خمسين مدرسة في منطقة إدارية شاسعة يزيد قطرها بين الأطراف الجهوية الأربع عن 400 كيلومتر، وفي ظروف جغرافية قاسية. وبفضل الحماس نحو العمل الوطني العام، لا تشكو إدارة تعليم بنات عسير من مشكلة في وفرة الأراضي لبناء المدارس، وللمفارقة، كانت من أقل الإدارات الحكومية في الشكوى من تباطؤ تنفيذ المشاريع، وكل هذه البيئة الواعدة خلقت مناخاً جيداً للتدريب والتطوير وللعمل اللامنهجي في الأنشطة الميدانية والإدارية سواء للطالبة أو للمعلمة. وبالطبع، ستستمع صاحبة المعالي إلى عشرات القصص بالسالب والموجب وهو حراك طبيعي في مكان لم يصل إليه، فيما أتذكر، مسؤول في وزارة التربية والتعليم، ومن كبارها في السنوات الثلاث الأخيرة. وكل من سيرفع إليها معروضاً، فهو بكل تأكيد يمتلك كامل الحق لأنهم يعرفون، بالخبرة، ربما أن المسؤول الذي يليها في زيارة المكان سينتظر ثلاث سنوات جديدة على أطلال زيارة صاحبة المعالي التاريخية، لا في اللقب فحسب بل في الفكرة. وإذا كانت – سارة – محظوظة في التوقيت أو الجوار أو الحي، أو كما يقول البعض في نفوذ الأب، فإن الأمنية من صاحبة المعالي أن تتحول كل فتاة سعودية إلى درس نموذجي ومدرسة مطورة وأن تحظى كل – سارة – سعودية بهذا الحظ من التعليم والمعلومات اللواتي جعلن – سارة – كل صباح في حفلة وهي تذهب سعيدة للمدرسة أن تصبح كل – سارة – سعودية بمستقبل نورة الفائز.