مقلع طمية

[صقر قريش]

مقلع طمية مقلع طمية مقلع طمية مقلع طمية مقلع طمية

يقع أقصى الشمال الشرقي لمحافظة الطائف وفي منطقة (حفر كشب )

مقلع طمية) وهي عبارة عن حفرة عميقة في الأرض يصل عمقها حوالى 380 مترا، وقطرها الدائري حوالى 3 كيلومترات، ويوجد في أطرافها الجانبية مساحة خضراء من النباتات البرية وعدد من أشجار النخيل وشجر الدوم، وفي أسفل الفوهة يوجد شلال صغير تشكل من هطول الأمطار بالمنطقة، ويكسو وسط الفوهة طبقة ملحية بيضاء اللون، ويعتقد أن سبب تكونها يرجع إلى أن مياه الأمطار تتجمع في قاع الفوهة مكونة بحيرة صغيرة ضحلة لا تتسرب إلى باطن الأرض ويعود ذلك لطبيعة تكونها.
حكاية عشق
رغم وجود أكثر من تفسير علمي لهذه الفوهة، إلا أن الكثيرين مازالوا يرددون أسطورة الأجداد حول الفوهة، حتى انهم رددوا عنها الأشعار، وتنافسوا في وصفها بعبارات اشتملت على الأسطورة.
أما ما توارثه الأجداد من أساطير فتشير إلى أسطورة جبل طمية الأنثى بمنطقة (حفر كشب)، وحسب الأسطورة يقول نايف بن ذعار من أعيان المنطقة, أن (طمية) عشقت جبل (قطان) الضارب لونه للبياض وأنها من شدة عشقها انقلعت من مكانها ويسمى موقع قلعها (بمقلع طمية) وطارت متجهة إليه شمال شرق القصيم، وفي طريقها إليه كان يسقط حجارة إلى أن وصلت إلى المنطقة التي بها جبل (قطان)، وأثناء ذلك رآها جبل آخر اسمه (عكاش)، وبسبب غيرته من جبل قطان أرسل عليها رمحه فتمكن من إسقاطها على الأرض قبل أن تصل إلى قطان فأحدثت تلك الحفرة.
ولذلك يمثل (مقلع طمية) موقعاً سياحياً يجمع بين الغرابة والجمال وتحفة الأساطير والخيالات التي تتناقلها الأجيال جيلاً بعد جيل.
نباتات متشابهة
وحول هذه الأسطورة تعجب نايف بن وبصان لما رآه من أن النباتات التي تنبت في حرة كشب هي نفس الموجودة في جبل طمية الحالي وهي نباتات لا تنبت في منطقة نجد، وهذا السبب الذي جعل البعض يصدق هذه الأسطورة.
بركان خامد
لم تكن هذه الفوهة العملاقة في تكوينها بعيدة عن الأساطير التي يتداولها الناس فيما يتعلق بسبب وطريقة تكونها، وقد قيل عنها الكثير من القصص والأساطير فهناك من يقول بأن الحفرة تكونت بسبب ارتطام نيزك في مكان الحفرة أدى إلى تكونها، إلا أن علم الجيولوجيا التركيبية يكشف انه لابد من توفر شروط معينة في منطقة الارتطام، وان هذه الشروط لم تكتشف في منطقة الوعبة، وهذا يضعف القول الأول ومنهم من يقول أنها تكونت بسبب وقوع بركان كبير وقع قبل مئات السنين.
والحقيقة أن الروايات التي نسجت حول تلك الفجوة كثيرة، حيث يشير بعضها إلى أنها فوهة بركان خامد منذ مئات السنين، وتعد هذه الفوهة من مخلفات براكين حرة (حفر كشب) المشهورة بوسط شرق الدرع العربي المتكونة بالعصر الكامبري الذي يعتبر من أقدم العصور التاريخية، بينما تعود الحرات المتكونة في تلك المنطقة لنتاج مقذوفات البراكين عبر مئات السنين.
نيازك قديمة
ورغم وجود رواية البراكين.. إلا أن الأستاذ بجامعة أم القرى الدكتور سلطان الحارثي يرى أن الرواية الأقرب لهذا العمق الهائل الذي يطلق عليه (مقلع طمية)، بسبب نيازك سقطت على هذا المكان منذ سنوات طويلة، مستبعداً فرضية البراكين والعشق الذي يتحدث عنه الأهالي في تلك المنطقة.
ويبرر الحارثي ذلك بقوله أن الحفرة عميقة جداً مما يؤكد السقوط من مسافات بعيدة مما احدث هبوطاً في الأرض, وفيما لو افترضنا أنها بُركان لكانت المقذوفات إلى الخارج, ولوجدنا فوهة كبيرة ومقذوفات سوداء في أطراف المنطقة ولكن هذه الحفرة منخفضة لمسافات كبيرة تصل إلى 300 متر وهذا يعني أن ذلك حدث بفعل النيازك التي سقطت منذ آلاف السنين.
كالديرا بركانية
ويتفق عدد من الخبراء على أن الفوهة ناتجة عن نيزك سماوي كبير ضرب المنطقة قبل ملايين السنين، فيما يستبعد خبراء الجيولوجيا هذا التفسير نظراً لعدم توافر بعض الشروط المعينة بالموقع.
أما التفسير العلمي الأكثر شيوعا، هو أن الحفرة عبارة عن كالديرا، وهي نوع من انواع البراكين تمثل منخفضات حوضية الشكل ذات نشأة بركانية تمثل معالم تقويضية أو هابطة تشكلت بعد القذف العنيف لأحجام كبيرة من الصهارة المنبعثة من حجرة على بعد عدة كيلومترات تحت سطح الأرض، ويتم تشكيل الكالديرا (الحفرة) عندما لا يوجد أي تدعيم لسقف حجرة الصهير بعد تفريغ الصهارة منها ومن ثم تنهار البنية البركانية الواقعة فوق الحجرة بشكل كارثي، تاركة منخفضاً شديد الانحدار وأرضية مسطحة ويتراوح قطر سعتها من عدة كيلومترات إلى خمسين كيلو متراً أو أكثر في بعض الأوقات.
وبعد مئات آلاف السنين تظهر صهارة جديدة في حجرة الصهير المنهارة وتعيد انتفاخها دافعة أرضية الكالديرات إلى أعلى مشكلة قبة, وربما تتكرر دورة الثوران والهبوط والانبثاق والطفح.. الخ, مشكلة بذلك ما يعرف بالكالديرات المنبثقة الضخمة وتعتبر هذه من بين أعظم الكوارث الطبيعية الهدامة على سطح الأرض وبما أن موقع الوعبة في بيئة بركانية يجعل هذا القول الأرجح.
كوكب المريخ
وهناك العديد من هذه الحفر منتشرة مثل كالديرا فالس, في الولايات المتحدة الأمريكية, كما ان هناك بعضاً من الكالديرا التي لا تزال نشطة مثل كالديرات بحيرة كريتر في ولاية اوريجن بأمريكا, وكالديرا كراكاتو في اندونيسيا، وربما تكون كالديرا اوليمبوس مونس على كوكب المريخ الأكبر مما اكتشف حتى الآن، وهي تشابه إلى حد ماء كالديرا مقلع طمية.

[مدهش]

يعطيك العافية صقر قريش على تواصلك
وللموضوع تقرير على الرابط التالي للفائدة