أفراد أسرة أوباما

[صقر قريش]

أفراد أسرة أوباما أفراد أسرة أوباما أفراد أسرة أوباما أفراد أسرة أوباما أفراد أسرة أوباما

في خطابه أول من أمس وعد الرئيس الاميركي المنتخب باراك أوباما ابنتيه مالي و ساشا بأنه سيشتري لهما كلبا صغيرا ليكون مرافقهما الاليف في البيت الابيض. ورغم ان عائلة أوباما قد تكون هي أول عائلة سوداء في البيت الابيض إلا ان المقر الرئاسي شهد أطفالا كثيرين كان آخرهم آمي كارتر ابنة الرئيس السابق جيمي كارتر التي كانت في التاسعة (عمر ماليا ابنة أوباما) عند تولي والدها منصب الرئاسة.

ولا ينسى التاريخ صور جون كينيدي الصغير وهو يلعب مع والده الرئيس السابق جون كينيدي في المكتب البيضاوي، وايضا تشيلسي كلينتون التي واجهت تركيزا اعلاميا عليها في سنوات المراهقة.

ومن التأكيد ان الاهتمام الاعلامي سيكون مكثفا حول ماليا و ساشا وستحفل الصحف بالقصص حول ملابسهما واصدقائهما وايضا حول المدرسة التي ستدرسان فيها.

ولكن الهم الاكبر بالنسبة للرئيس ورجاله ستكون حماية الاسرة الصغيرة من الخطر. ويقول دوغ ويد مؤلف كتاب «كل أطفال الرئيس» ان جاكي كينيدي كانت قلقة بشأن سلامة ابنائها لدرجة انها أنشأت دار حضانة لابنتها كارولين داخل البيت الابيض. وعندما سمح جون كينيدي بنشر صور كارولين وجون الصغير كان ذلك ضد رغبة زوجته.

عندما اتصلت فيرنا ويليامز لتهنئة ميشيل أوباما في صباح يوم الأربعاء، كانت تمزح تقريبا عندما عرضت عليها أن تتوقف عن مناداة زميلتها القديمة في كلية الحقوق بـ«ميش»، وأن تبدأ في مناداتها باسم أكثر تبجيلا.

وبعد يوم واحد من الانتخابات الرئاسية، تبدأ أسرة أوباما التي تقطن في حي هايد بارك في شيكاغو في معرفة كيف ستكون الأسرة الأولى في الولايات المتحدة.

وستصبح الأسرة، بوصفها أول أسرة أميركية من أصول أفريقية تصل إلى هذا المركز، صورة حية للتقدم العنصري، ويقول الأصدقاء إنهم يدركون تماما أن كل شيء يقولونه ويفعلونه، وما يرتدونه، والمدرسة التي تذهب إليها ماليا (10 أعوام) وساشا (7 أعوام)، وحتى نوع الجرو الذي يربونه، له قيمة رمزية.

تعني مغادرة شيكاغو للرئيس المنتخب باراك أوباما وأسرته الخروج من الشرنقة التي بنوها حولهم.

طوال الحملة الانتخابية، كانت ماليا وساشا، اللتان ستصبحان أصغر سكان البيت الأبيض منذ عقود، تقضيان العديد من الساعات في شقة جدتهما الصغيرة في ساوث سايد، في نفس المبنى الذي نشأت فيه والدتهما. ويحيط بمدرستهما الخاصة في جامعة شيكاغو الجيران والمؤيدون ليراقبوا الفتاتين في يقظة عطوفة.

وعندما كانت الفتاتان ووالدتهما يرغبن في الفرار من المراقبة، كان يمكنهن الذهاب إلى الفناء الخلفي في منازل أصدقائهن القدامى، حيث كن يقفزن بالحبل أو يرفعن صوت أجهزة الآيبود ويرقصن بلا قيود على أغاني سولجا بوي وبيونسيه نولز. وكانت زوجة أوباما، وهي امرأة من ساوث سايد، لا تتخلى عن عاداتها الروتينية، وتمضي كل أيام السبت على مدار العشرة أعوام الماضية مع ذات الصديقتين وأبنائهما وحتى وقت قريب في مطعم كاليفورنيا «بيتزا كتشن» المحلي. ولكن الآن، يجب أن يتغير كل ذلك.

بعد ظهيرة يوم الأربعاء، تحدثت زوجة أوباما مع السيدة الأولى، لورا بوش، التي دعتها وابنتيها لزيارة البيت الأبيض قريبا. وقد أخبرت السيدة أوباما بعض الأصدقاء أن البحث عن مدرسة جديدة بدأ منذ هذه اللحظة. وفي هايد بارك، كانت تشتهر بكونها أما شديدة الاهتمام بابنتيها، حيث كانت تشاهد عن قرب طريقة لعب ابنتها ماليا في مباريات كرة القدم، بينما كان أولياء أمور آخرون ينشغلون في الحديث مع احتساء القهوة. ويقول الأصدقاء إن السيدة أوباما ستتبع الدقة الشديدة نفسها في انتقال ابنتيها إلى واشنطن.

ويعتقد الوالدان، أوباما وزوجته، في أهمية منح ابنتيهما الفرصة بشكل أو بآخر عند اتخاذ القرارات التي تؤثر عليهما. ولذلك تحل اختيارات ماليا وساشا محل اعتبار كبير. (وعلى الرغم من أن الزوجين قد يرسلان ابنتيهما إلى إحدى المدارس الحكومية في العاصمة، التي تخضع لفحص دقيق، إلا أن الكثير من سكان واشنطن يتوقعون أن تذهب الابنتان إلى مدرسة جورج تاون داي، أو سيدويل فريندز، التي كانت تذهب إليها تشيلسي كلينتون).

وبينما يستقبل البيت الأبيض، عندما يسكن فيه أوباما، الزيارات المعتادة لأصحاب المقام الرفيع في واشنطن ورؤساء الدول الأجنبية، إلا أن أهم الزائرين سيكونوا أصدقاء الفتاتين. وتقول ويليامز: «ربما نرى حفلات نوم في البيت الأبيض، حيث تأتي مجموعة من الفتيات صديقات ساشا وماليا بحقائبهن للنوم».

وبدلاً من محاولة إقامة عالم اجتماعي جديد تماما في واشنطن، يتوقع الأصدقاء أن تنقل أسرة أوباما بدلا من ذلك بعضا من عالم هايد بارك إلى العاصمة. وفي مسيرة الحملة، كانت تصاحب الأسرة مجموعة من الأقارب والأصدقاء: شقيق زوجة أوباما كريغ روبنسون، ومارتن نسبيت المسؤول المالي عن الحملة، وإيريك وايتاكر، مدير مستشفى، وآخرون، وذلك أتاح إلى حد ما للفتاتين أن تجدا رفاقا مألوفين للعب، وكان الجميع يحضرون أسرهم معهم أيضا. تقول إيفون دافيلا، وهي والدة اثنتين من أفضل صديقات ابنتي أوباما: «لن نترك هذه الأسرة».

ستأتي أسرة أوباما إلى واشنطن ومعها فرد خامس في العائلة، ظل بعيدا عن الضوء حتى الآن. إنها ماريان روبنسون، والدة ميشيل أوباما، وهي أرملة وسكرتيرة متقاعدة في أحد البنوك، كانت مسؤولة عن رعاية الابنتين أثناء فترات غياب والدتهما المتكررة. ويقول المساعدون إنهم لا يعرفون حتى الآن ما إذا كانت السيدة روبنسون ستنتقل إلى البيت الأبيض رسميا، ولكن من المؤكد أن جدة ماليا وساشا ستكون قريبة ويمكن الوصول إليها عندما يكون على الوالدين السفر.

تقول السيدة ماثيو: «إنهما قريبتان من جدتهما إلى درجة كبيرة. ولذا استطاعت ميشيل أن تتركهما في هدوء وراحة بال».

بمجرد أن تستقر السيدة أوباما على ما يخص الفتاتين، ستنتقل إلى الطراز الذي ترغب أن تكون عليه كسيدة أولى.

وعلى الرغم من أنها ترتدي ملابس توليها عناية غير عادية، في التصميم والموديلات الموجودة في المحلات، إلا أن أصدقاءها يقولون إن لديها صبرا محدودا للفنون المنزلية. فهي من نوع «قم بها بفاعلية» مثل راشيل راي، وليست من نوع مارثا ستيوارت.

ولكن من ناحية أخرى، ستصبح حياة أسرة أوباما أكثر سهولة الآن. فمنذ عام 1996، عندما انتخب في مجلس الشيوخ في ولاية إيلينوي، كان أوباما يمضي فترات طويلة بعيدا عن المنزل، وباعترافه الشخصي، كان والداً لبعض الوقت. وكانت الأعوام الستة السابقة على وجه التحديد من أصعب الأعوام، حيث كان يخوض الانتخابات على مقعد في مجلس الشيوخ الأميركي، ثم يمضي أيام الأسبوع في واشنطن، ثم بدأ في الانتقال في سباق حملته الرئاسية طوال عامين طويلين.

وسيساعد انتخابه على تحقيق الحلم الثمين الذي كان يراود الأسرة منذ فترة بعيدة، وهو أن أفراد أسرة أوباما، على مدار الأعوام الأربعة المقبلة، سيتناولون العشاء معا