شجيرة الرمث .

[الحاج سلام]

شجيرة الرمث . شجيرة الرمث . شجيرة الرمث . شجيرة الرمث . شجيرة الرمث .

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

شجيرة الرمث واحدة من الشجيرات المنتشرة في شبه الجزيرة العربية حيث تنتشر في الاراضي الرملية والسهول والحزوم وتمتد منابتها شمالا الى العراق وشرقا الى ايران وغربا الى الاردن وفلسطين .


وهي شجيرة مهمة جدا للرعي حيث تعشقها الابل وتعتبر واحدة من اهم شجيرات الحمض الذي لا تستغني عنها الماشية .
وتتعدى اهمية هذه الشجيرة كونها مرعى غنيا للماشية


وقد كانت تمثل الوقود المتوفر باستمرار لسكان المناطق التي تتواجد فيها حتى اضحى دخانها عشقا يتغنى به شعراؤهم .
قال الاطباء ما يشفيك فقلت لهم ** دخان رمث من التسرير يشفيني .



ولم يكن هذا الشاعر بعيدا عن الحقيقة فقد ذكر ان دخان نبات الرمث يشفي من الزكام ولعل الشاعر كان يشكو من هذه العلة , مع انني ارجح ان علته كانت الغربة والبعد عن التسرير ودخان رمثه .

وللعلم فالتسرير يقع في قلب الجزيرة العربية حيث افضل مواقع منابت شجيرات الرمث .
والرمث في احتلاله اهمية في الوقود لابناء المناطق التي يكثر فيها يذكرني بالمكانة ذاتها التي يحتلها الطباق في المناطق الجبلية في سالف الزمان .


ونبات الرمث مثل نبات الطباق ينبت في مجموعات حتى ترى شجيراته تكسو السهوب الممتدة بعضها بجوار بعض ويكون مأوى جيدا للكثير من الزواحف .

وفي فصل الربيع وعند نزول الامطار تخرج الذآنيين ذلكم الفطر المتطفل ان صح التعبير على نبات الرمث والذي لا يخرج الاحيث ينبت الرمث فترى منتشرة حول الشجيرات في منظر بديع , ومن هنا جاء المثل العربي ( ذآنيين لا رمث لها ) عند حدوث امر مستغرب او في غير محله .

وشجيرة الرمث صغيرة لا يتجاوز ارتفاعها المتر في الغالب وتنمو من جذمور وتدي تخرج منه السيقان وتتفرع منها الاغصان الصغيرة والدقيقة نسبيا بكثافة ولون شجيرة الرمث اغبر واوراقها اهداب صغيرة والازهار سنيبلات . وتشبه الشجيرة شجيرة العراد في اللون والحجم الا انها انعم من العراد وليس للرمث اية اشواك .

وشجيرة الرمث معمرة تعيش لسنوات وهي صبورة على العطش متحملة للملوحة تحفيها الماشية فتعود الى افضل حالاتها اول ما يصيبها القطر.
كما ان الرمث مشتهر باستخدامه في صناعة الصابون قديما مثل الاشنان الذي يفضله .
ومما اشتهر به نبات الرمث المن الذي يخرج من اغصانه ويسمى المغافير وهو سائل لزج حلو مثل العسل يجمع ويؤكل و شجر العرفط مثل الرمث في انتاج المغافير الا ان مغافير العرفط لها رائحة غير مستحبة , وقصة اكل النبي صلى الله عليه وسلم للمغافير وما تحدث به بعض نسائه مشهورة في السيرة النبوية .

وكما ذكرت فان شجيرة الرمث تداخلت مع العرب في حياتهم فدخلت من اوسع الابواب الى اشعارهم وامثالهم وحكاياتهم .
وسنقتصر على ما جاء في لسان العرب عن هذه الشجيرة حيث يقول ابن منظور :

الرِّمْثُ، واحدتُه رِمْثةٌ: شجرة من الحَمْضِ.
وفي المحكم: شجرٌ يُشْبِه الغَضا، لا يَطُولُ، ولكنه ينبسط ورقُه، وهو شبيه بالأُشْنانِ، والإِبل تُحَمِّضُ بها إِذا شَبِعَتْ من الخُلَّة، ومَلَّتْها.
الجوهري: الرِّمْثُ، بالكسر، مَرْعًى من مَراعي الإِبل، وهو من الحَمْض.
قال أَبو حنيفة: وله هُدْبٌ طُوالٌ دُقاقٌ، وهو مع ذلك كله كَلأٌ تَعِيشُ فيه الإِبل والغنم، وإِن لم يكن معها غيره، وربما خرج فيه عسلٌ أَبيضٌ، كأَنه الجُمان، وهو شديد الحلاوة، وله حَطَبٌ وخَشَبٌ، ووَقُودُه حارٌّ، ويُنْتَفَعُ بدُخانه من الزُّكام.

وقال مرة قال بعضُ البصريين: يكون الرِّمْثُ مع قِعْدةِ الرَّجُل، يَنْبُتُ نَباتَ الشيح، قال: وأَخبرني بعضُ بني أَسَد أَن الرِّمْثَ يرْتَفِعُ دونَ القامة( اقول : ربما بالغ هذا الاسدي ) فيُحْتَطَبُ، واحدتُه: رِمْثةٌ، وبها سمي الرجلُ رِمْثَةُ، وكُني أَبا رِمْثةَ، بالكسر.

والرَّمَثُ أَن تأْكلَ الإِبلُ الرِّمْثَ، فَتشْتكي منه.
ورَمِثَتِ الإِبلُ، بالكسر، تَرْمَثُ رَمَثاً، فهي رَمِثَةٌ ورَمْثى، وإِبلٌ رَماثَى: أَكَلَتِ الرِّمْثَ، فاشْتَكَتْ بطونَها.

وقال أَبو حنيفة: هو سُلاحٌ يأْخذها إِذا أَكلتِ الرِّمْثَ، وهي جائعة، فيُخاف عليها حينئذ.
الأَزهري : الرِّمْثُ والغَضَا، إِذا باحَتَتْها الإِبلُ، ولم يكن لها عُقْبة من غيرها، يقال: رَمِثَتْ وغَضِيَتْ، فهي رَمِثَة وغَضِيَة، ذكر ذلك في ترجمة طَلَح.
وأَرضُ مَرْميَثة: تُنْبِتُ الرِّمْثَ.
والعرب تقول: ما شجرةٌ أَعْلَمَ لِجَبلٍ، ولا أَضْيَعَ لسابلة، ولا أَبْدَن ولا أَرْتَعَ، من الرِّمْثةِ.
قال أَبو منصور: وذلك أَن الإِبل إِذا مَلَّتِ الخُلَّة، اشْتَهَتِ الحَمْضَ، فإِن أَصابتْ طَيِّبَ المَرْعَى مثل الرُّغْلِ والرِّمْثِ، مَشَقَتْ منها حاجَتَها، ثم عادت إِلى الخُلَّة، فَحَسُنَ رَتْعُها، واسْتَمْرَأَتْ رَعْيَها، فإِن فَقَدَتِ الحَمْضَ، ساءَ رَعْيُها وهُزِلَتْ. (انتهى كلام ابن منظور )
قلت : وقد حدثني ثقات ان لحوم الاغنام والابل والبانها تطيب اذا داومت على اكل نبات الرمث .
ونبات الرمث من النباتات التي يستطب بها وقد فصل غير واحد من المختصين في ذلك فوائدها وادناها ما ذكرناه اعلاه من فائدة دخانها في علاج الزكام .
ويسمى الرمث علميا :
Hammad Elegans
ولعله اسم مأخوذ من العربية ولا ادري من هو حماد هذا الذي سمي الرمث باسمه و نبات الرمث من الفصيلة الرمرامية : Chenopodiaceae

والسلام عليكم ورحمة الله .

كتبه لكم الحاج سلام الثمالي

[منقاش]

صح لسانك , وكثر الله من أمثالك يا عميد مندى الحياه الفطريه , ومشكور على هالدرر اللي طالما أتحفتنا وأمتعتنا بها ..
والرمث شجر كنت أسمع عنه ولا أعرفه , مثل يوم أسمع بشجر الغضا وأجهله , لكن الغضا يعزه ويهيم في حبه ابو نقشه , على عكس الرمث اللي يجفاه ويجفا ذكره بالرغم من جهله بالشجرتين .
وهذا الحب للغضا واهل الغضا تسرب للنفس من القصيده الجميله والحزينه اللي قالها شاعر من شعرانا, أن جاك ضني فهو ثمالي (من أهل علو الديره), القصيده اللي يقول في مطلعها :
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلــــة **** بجنب الغضا أزجي القلاص النواجيا
فليت الغضا لم يقطع الركبُ عرضه *** وليت الغضا ماشى الركاب ليالـيـا
لقد كان في أهل الغضا لو دنا الغضا *** مزار ولـكـن الغضا ليس دانـيــا
عشق للغضا اللي ما شافته العين في أي يوم من أيامها , لكن ألأذن تعشق قبل العين أحيانا .
وجفا للرمث والعين ما شافته واليد ما لامسته في أي زمن من أزمانها , جفا سببه علوق الرمث في الذاكره بفعل كان من مفردات كلامنا واليوم أختفى عن أسماعنا , وانقرض مع ما أنقرض من مفردات كثيره أختفت للأسف من على ألسنة أجيالنا.
والفعل هو يرمث (بكسر الياء والميم وتسكين الراء) , لأن الناس في ديارنا , كانوا أذا شكو في علوم المتحدث , ولاحظوا تناقضها ودخلهم فيها الريبه والشكوك , قالوا , فلان علومه ترمث ...

[المقداد]

ماشاء الله عليك اخي الحاج دائماً شافي وافي وموضوعك طيب بطيب رائحته , ومثل ماقال منقاش العرب لاشافت الواحد علومه الله بالخير قالوا علومه ترمث , واخذ ذلك من ان حطب الرمث هش واعواده صغيره ترمد بسرعة وتصبح كالبودرة ..

شكراً لجهودك الطيبة .
المقداد

[أبو عبدالرحمن]

شكر الله لك يا كاتبنا المبدع ـ الحاج سلام ـ على هذا الموضوع

وقد استفدت مما ذكر في الموضوع..

أماكن انتشار الرمث صعْب عليِّ تصويرها!وكذلك كنت أتمنى عمل براد الشاي بحطب الرمث!

[منقاش]

ما عند ابو نقشه ما يستوجب تكرار المشاركه , لكني أحبيت أرفع الموضوع بعد أعتلاه موضوع من المواضيع القديمه التابعه لسماحتنا ..



[IMG]ttp://www.alsirhan.com/Plants_s/images/Haloxylon_salicornicum_15.jpg[/IMG]

[الحاج سلام]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منقاش

صح لسانك , وكثر الله من أمثالك يا عميد مندى الحياه الفطريه , ومشكور على هالدرر اللي طالما أتحفتنا وأمتعتنا بها ..
والرمث شجر كنت أسمع عنه ولا أعرفه , مثل يوم أسمع بشجر الغضا وأجهله , لكن الغضا يعزه ويهيم في حبه ابو نقشه , على عكس الرمث اللي يجفاه ويجفا ذكره بالرغم من جهله بالشجرتين .
وهذا الحب للغضا واهل الغضا تسرب للنفس من القصيده الجميله والحزينه اللي قالها شاعر من شعرانا, أن جاك ضني فهو ثمالي (من أهل علو الديره), القصيده اللي يقول في مطلعها :
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلــــة **** بجنب الغضا أزجي القلاص النواجيا
فليت الغضا لم يقطع الركبُ عرضه *** وليت الغضا ماشى الركاب ليالـيـا
لقد كان في أهل الغضا لو دنا الغضا *** مزار ولـكـن الغضا ليس دانـيــا
عشق للغضا اللي ما شافته العين في أي يوم من أيامها , لكن ألأذن تعشق قبل العين أحيانا .
وجفا للرمث والعين ما شافته واليد ما لامسته في أي زمن من أزمانها , جفا سببه علوق الرمث في الذاكره بفعل كان من مفردات كلامنا واليوم أختفى عن أسماعنا , وانقرض مع ما أنقرض من مفردات كثيره أختفت للأسف من على ألسنة أجيالنا.
والفعل هو يرمث (بكسر الياء والميم وتسكين الراء) , لأن الناس في ديارنا , كانوا أذا شكو في علوم المتحدث , ولاحظوا تناقضها ودخلهم فيها الريبه والشكوك , قالوا , فلان علومه ترمث ...

سلمت يا شيخ منقاش وسلمت اناملك :

والغضا كفانا الله حر ناره مشهور بانه من افضل ما اشعلت به النار حرارة وجمرا وهو مضرب المثل في ذلك .
ومن افضل ما يحضرني قول بديوي الوقداني شاعر الطائف الموسوعة :

أحمامة الوادي بشرقي الغضـا مالـي أراك حزينـة لا تهجـعِي.

حزني كحزنك لا يزال صبابـة أن كنت مسعفة الكئيب فرجـعِي.
انا تقاسمنا الغضا فغصونه في راحتيك وناره في اضلعي.

اما الرمث يا شيخ منقاش فشجرة طيبة مثلها مثل شجرة الشث والطباق في ديارك .
والرماثة لم تأت من هذه الشجيرة وليست منسوبة لها .
وانما الرماثة التي تذكرها جاءت من كلمة الرمث وهو الحبل القديم المنتقض .
ويسمى ايضا الرمة وهو بقية حبل قديم ومنه المثل القديم (خذه برمته)
وبه سمي ذي الرمة الشاعر الفحل المعروف .
والقول بان علم فلان رمث المقصود انه ضعيف لا يوصل الى غايته.
وغالبا تنسب الرماثة لمن لا يوثق الامور لان ذلك الحبل لا يوثق ما يربط به .
فلا تنسب الرماثة لشجيرتنا بارك الله فيك .

[الحاج سلام]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المقداد

ماشاء الله عليك اخي الحاج دائماً شافي وافي وموضوعك طيب بطيب رائحته , ومثل ماقال منقاش العرب لاشافت الواحد علومه الله بالخير قالوا علومه ترمث , واخذ ذلك من ان حطب الرمث هش واعواده صغيره ترمد بسرعة وتصبح كالبودرة ..

شكراً لجهودك الطيبة .
المقداد

سلمك الله يا المقداد :
وبشر عسى مشروع الاستخراج يسير حسب الجدول الزمني .

اما الرماثه فلا تمت لشجرتنا بصلة بل هي مأخوذة من الرمث وهو الحبل القديم التالف .

وقد فصلت للشيخ منقاش اعلاه .
واني اربأ بك يالمقداد ان تنساق وراء الشائعات فتصيب قوما بجهالة فشجرة الرمث بريئة من الرماثة براءة المقداد من اخفاء حجر القردة .

[الحاج سلام]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبدالرحمن

شكر الله لك يا كاتبنا المبدع ـ الحاج سلام ـ على هذا الموضوع

وقد استفدت مما ذكر في الموضوع..

أماكن انتشار الرمث صعْب عليِّ تصويرها!وكذلك كنت أتمنى عمل براد الشاي بحطب الرمث!

بارك الله فيك اخي ابو عبدالرحمن :
وبحول الله ليس هناك ما يصعب عليك .

وان بلغت منابت الرمث و (حكرت )براد الشاهي عليه فلا تنس الدعاء لنا .
وكذلك لا تنس ان تصطحب معك وانت عائدا (هرفيا) من تلك التي ترعى في منابت الرمث .

[الحاج سلام]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منقاش

ما عند ابو نقشه ما يستوجب تكرار المشاركه , لكني أحبيت أرفع الموضوع بعد أعتلاه موضوع من المواضيع القديمه التابعه لسماحتنا ..

مشكور يا شيخ منقاش :
وارى انك اضفت جديدا وهو ما اعتقد انه المن المتجمع على اغصان الشجيرات في الصورة والمسمى المغافير .
فلك الشكر مكررا .

[الحارث بن همام]

حياك الله يا حاج سلام
وموضوع جديد مكتمل العناصر .

لا جديد لدي في شجرة لا اعرفها حولي في تهامة ، ولا اظن السرويين يعرفونها ايضا .

ويظهر ان دخان الرمث يثير الدمع كثيرا ، وقد اعجبني قول الشاعر المعاصر علي بن مساعد :

أولّع الرمث وابكي له
من شان لا تشمت العدوان
وان قيل دمعتك وشهي له
باقول من سبّة الدخان