رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
اعترافات فتاة
اعترافات فتاة اعترافات فتاة اعترافات فتاة اعترافات فتاة اعترافات فتاةبسم الله الرحمن الرحيم أهدي إليكم .. تلك المجموعة القصصية من مجلدات مجلة حياة وهي احدى الزوايا القائمة في تلك المجلة المباركة ان شاء الله الزاوية تحت مسمى: اعترافات فتاة / بقلم نوف الحزامي أسأل الله تعالى أن يبارك فيه وأن يستفاد منه حق الفائدة. سامحني يا أبي . . كنت أشعر بحاستي . . أن هناك شيء ما سيحصل . . كل ما يدور تلك الأيام كان يدل على ذلك . . أبي ترك المنزل . . وأمي تبكي طوال الوقت . . وهمسات تدور هنا وهناك بين خالاتي . . واتصالات جدية بالهاتف . . ولم يطل الوقت قبل أن أصدم تماماً بما لم أتوقعه أبداً . . طلاق أمي وأبي . .! كانت الخلافات بينهما كثيرة جداً . . وقد تعودت على ذلك منذ طفولتي . . لكن لم أتصور يوماً أن يتم الانفصال بينهما . . لا أستطيع أن أصف شعوري لحظتها.. حين أخبرتني خالتي بذلك.. رغم أني كنت في المرحلة الثانوية.. إلا أني شعرت بأني عدت طفلة صغيرة.. لا تعرف كيف تتصرف ولا كيف تنحكم في مشاعرها.. أغرقتني نوبة طويلة من البكاء.. لم أعرف كيف أوقفها.. وبقيت أبكي طوال ليلتين متواصلتين..لم أكن قادرة على تصور فكرة أن ينفصل أبي وأمي عن بعضهما.. أن يتركنا أبي.. ويعيش بعيداً عنا.. لم أكن قادرة على تخيل مكانه الخالي على سفرة الإفطار كل صباح قبل ذهابنا لمدارسنا.. ولا قادرة على تصور المجلس خالياً منه حين يجلس كل مساء يحتسي ق***ه ويقلبَّ أوراق صحيفته.. كنت لا أعرف لمن أشعر بالرثاء.. لأمي المسكينة التي صبرت كثيراً.. وضحّت.. وتحمَّلت منه الكثير.. ثم تفاجأ الآن بأنه قد تركها وحيدة. أم أشعر بالرثاء لأبي المسكين.. الذي لا أعرف أين سيذهب الآن.. من سيعتني به.. ومن سيصحبه.. لقد تحمَّل أيضاً هو الآخر من أجلنا.. لكن شيئاً ما كان يجعلهما غير قادرين على العيش معاً.. كانا مختلفين تماماً.. في كل شيء.. وكانت حياتهما معاً كمزيج من الزيت والماء.. مهما امتزجا.. فإنهما لا يختلطان معاً.. أبداً.. كنت أشعر أني ضائعة ومشتتة بينهما.. لكن الطلاق.. لم أكن أفكر به أبداً أبداً.. * * وفيما بعد.. بعد أن انفصلا تماماً.. عشنا فترة طويلة ونحن نشعر بفجوة كبيرة في حياتنا.. كنت أشعر بحزن كبير تجاه أمي.. وتعاطف تجاه أبي.. لكني أيضاً.. كنت أكن لوماً وعتباً كبيراً على أبي.. فقد انقطع عنا تماماً.. ولم يحادثنا أو يسأل عنا لمدة شهرين كاملين.. ولكن بعد فترة.. بدأنا نتأقلم شيئاً فشيئاً مع الوضع.. انشغلت أمي في دوامها.. وانشغلنا نحن بدراستنا وهواياتنا.. ورغم أن الجرح كان لا يزال في قلبي.. لكني بدأت أعتاد على لفجوة التي خلَّفها غياب أبي عن البيت. وذات مرة اتصل علينا أبي.. وحادثني.. فلم أستطع أن أتحدث.. كنت مشتاقة له جداً.. وأحبه كثيراً.. لكن.. كنت أيضاً عاتبة عليه.. إذ تركنا هكذا ونسينا ولم يسأل عنا منذ عدة أشهر.. شعرت بشيء يخنقني، فلم أستطع أن أنطق حرفاً واحداً.. وأخذت أبكي وأبكي حتى سقطت السماعة من يدي.. ولم أتذكر من نبرات صوته الدافئ سوى (ربا.. كيف حالك؟.. لقد اشتقت لكم) لم أكن أعرف من ألوم على من ألقي ذنب هذا الطلاق.. ولم أجد سوى ربي لألجأ إليه بالدعاء أن يكتب لنا كل ما فيه خيرنا.. * * وفي المدرسة كنت أعاني من الداخل.. لم أكن قادرة على التركيز ولا المشاركة في الفصل.. لكن أي معلمة لم تقدّر ظروفي.. لأني لم أجرؤ على مصارحتهن بما حصل.. ولم يسألنني بدورهن عن أية مشاكل قد أواجهها.. ولم أعد أحب أن أجلس مع زميلاتي كثيراً.. بل أصبحت أؤثر الوحدة أو الجلوس بصمت بينهن. كنت أشعر أن في داخلي.. تفكيراً أسود.. يجعلني أحقد أو أغار من كل زميلاتي حين يتحدثن عن آبائهن، وعن نزهاتهن الأسرية. حين تقول إحداهن: (ذهبت مع أبي بالأمس إلى..) كنت أشعر بمس كهربائي يلسعني بقوة في صدري.. وكنت أقول لنفسي كثيراً.. ما هذا يا ربي.. هل أصبحت شريرة لهذه الدرجة؟ أيعقل أن تحقدي عليهن فقط لأن لديهن آباء؟ وكنت أستغفر الله في سري دائماً.. لكن ذلك الشعور كان أقوى مني.. وكنت أشعر دون إرادتي أني أتمنى لو كنت مكان أي واحدة منهن.. أو.. أحياناً.. كنت.. كنت أتمنى لو يتطلّق آباؤهم وأمهاتهم كما حصل لي.. كنت أتمنى أن يذوقوا ما ذقته.. وأن يعيشوا مأساتي.. * * بعد مدة.. اتصل أبي مرة أخرى.. وحاول محادثتي.. لكني رفضت.. كنت أتمنى في سري أن أحادثه وأعرف أخباره.. كنت أحبه كثيراً.. لكن.. كنت عاتبة عليه جداً.. لأنه تركنا هكذا.. بكل سهولة ورحل.. وحاول أبي عدة مرات زيارتي أو محادثتي.. لكني وبلا إرادة مني.. كنت أرفض بشدة.. وازداد تعنتي أكثر وأكثر حين علمت أنه سيتزوج.. شعرت بأنها الطعنة الأخرى التي يوجهها أبي لنا.. شعرت بأنه يفعل أمراً خطأ.. أمراً معيباً له.. كيف يتركنا ويتجاهلنا.. والآن ويذهب لامرأة أخرى؟ كان تفكيري متجمداً تماماً وغير قابل للتغيير بدأت أشعر أن أبي هو سبب ما نعيشه من تشتت.. فصببت جام غضبي عليه.. لكن ذات مرة وبعد زواجه أصر على رؤيتنا وأخذنا معه في زيارة لرؤية زوجته الجديدة.. وحين رفضت هددنا بأخذنا من والدتنا خاصة وأننا بنات.. وانصعت لأمره.. وكان لقاء جامداً.. تجاهلته فيه تماماً.. رغم أنه كان محملاً بالهدايا لنا.. وكان المسكين مشتاقاً جداً لنا.. كنت أشعر أني حانقة عليه بشدة.. شيء لا يمكن وصفه.. أحبه.. ومشتاقة إليه.. لكن عاتبة وغاضبة إلى أبعد حدٍ عليه.. لدرجة أني لا أريد حتى رؤيته أو الجلوس بقربه.. كنت أشعر أنه لي.. أبي.. أبي لنا.. فلماذا يتركنا ويرحل.. نحو امرأة أخرى.. وحين رأيتها ومدت يدها للسلام عليّ.. أدرت وجهي عنها ومددت يدي ببرود.. وملامح وجهي تزدريها بشدة.. حاولت أن تتحدث معنا بطيبة، وأن تستدرجنا في الحديث.. لكني كنت أصوب نظراتي الحادة تجاه أخواتي الصغار حتى لا يتحدثن معها.. وكنت قد هددتهن قبل قدمونا حتى لا يتجاوبن معها ولا مع أبي..شعر أبي بخيبة أمل.. وأعادنا بهدوء بالسيارة دون أن نتبادل حتى كلمة واحدة.. وحين وصلت إلى المنزل.. أسرعت نحو غرفتي.. وأخذت أبكي بحرقة.. كنت أعلم أني أحبه ولا أود أن أعامله هكذا.. ولكن لا أستطيع.. لم أعرف لماذا كنت أبكي بالضبط.. لكني شعرت بحرقة في صدري.. وددت لو أصرخ بشدة حينها.. تمنيت لو أفتح عيني فأجد نفسي قد استيقظت من حلمٍ مرعب.. ويعود أبي إلينا.. هنا.. كما كان من قبل.. أبي الذي نحبه ويحبنا.. ولا يحب أحداً غيرنا.. لكن.. هيهات.. * * وذات مرة.. سمعته.. كان شريطاً رائعاً.. عن بر الوالدين.. كنت عائدة من المدرسة.. وسمعته في سيارة خالي.. شعرت بأنه هزني من الأعماق وأيقظني.. وفجأة أحسست بأني حقيرة.. وصغيرة جداً.. وأتفه من أي مخلوق على الأرض.. أيعقل ما قمت به؟ فقط لأن الله لم يكتب لوالديَّ أن يعيشا معاً.. أقرر مقاطعة أبي ونسيان كل أفضاله عليّ؟.. هل لمجرد كونه انسحب بهدوء من حياتنا فإنني أشن عليه حرباً شعواء..؟ إنه لم يسيء إلينا بأي شكل.. لم يقصر في حقوقنا.. ولا تربيتنا ولم يبخل علينا يوماً بأي شيء نحتاجه – حتى بعد أن تركنا.. بل إنه يحاول أن يرانا وأن يأخذنا لزيارته.. بينما أنا أرفض؟!! هل هذا عدل؟.. كم أنا غبية ومتعجرفة.. إنه السبب بعد الله في ظهوري لهذه الحياة.. وهو من سهر وقلق على راحتي حين مرضت وهو من حرص على تدريسي ورعايتي في الصغر.. وبعد كل هذه الأفضال.. أعاقبه لمجرد كونه اضطر لأسباب قاهرة أن ينفصل عن أمي؟! بدأت أعيد حساباتي وأفكر من جديد.. وشعرت بحنين كبير لوالدي.. وخفت أن يقبض الله روحي قبل أن أرضيه عني.. نعم لابد أنه لا يزال متضايقاً لما واجهته به من جفاء.. وما أن وصلت إلى المنزل.. حتى أسرعت ورفعت سماعة الهاتف واتصلت عليه.. - أبي.. أبي.. أنا آسفة.. أرجوك سامحني.. - ربا.. ماذا هناك.. ما بال صوتك هكذا.. هل حصل شيء؟ - أبي.. أنا أحبك.. أقسم بالله أني أحبك.. لكن.. لا أعرف لماذا.. وانقطع صوتي لأني لم أعد أعرف ماذا أقول وشهقات البكاء تخنقني.. فصمت قليلاً ثم قال..وأنا أيضاً أحبك يا ابنتي.. وأعرف تماماً لماذا كنت تتصرفين هكذا.. أعرف أن الأمر شديدٌ عليكن.. ولكن هذا قدر الله.. ماذا أفعل.. أنا أحبكن يا ابنتي وسأظل أحبكن.. ثقي بذلك.. - هل أنت راض عني إذاً.. - نعم بارك الله فيك.. بعد ذلك.. تغيَّرت أشياء كثيرة في داخلي.. ولم أعد أشعر بذلك الحزن وتأنيب الضمير الذي كان يخنقني.. أصبحت حياتي أكثر إشراقاً وراحة.. أصبحت أحرص على بَّر أبي وصلة رحمه وأحاول إرضاءه عني بكل الوسائل.. * قبل شهر أنجبت زوجة أبي طفلاً.. شعرت لوهلة بشيء من الغيرة لأنها أنجبت ولداً بينما نحن كلنا بنات.. لكن أبي قال لنا بالحرف الواحد وأمام زوجته.. - ثقي يا ربا.. أن أحمد لن يكون أغلى من أي واحدة منكن.. ووالله أني لن أفضله بأي شيء عليكن، فكلكم أبنائي ولا فرق بينكم.. فشعرت بارتياح جميل.. وكانت زوجة أبي طيبة جزاها الله خيراً حين سمحت لي بأن أضعه في حضني وأحمله بكل ثقة.. لأبدأ مرحلة جديدة من حياتي وصفحة بيضاء صافية.. لا مكان فيها للحقد والكره إن شاء الله ** مجلة حياة |
04-22-2008 | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||
ذهبي مشارك
|
رد : اعترافات فتاة
[GRADE="00008B FF6347 008000 4B0082"]اختيار موفق , جزاك الله خيرا , ونفع بجهودك . [/GRADE]
|
||
04-24-2008 | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||
ذهبي نشيط
|
رد : اعترافات فتاة
مشكورين
|
||
04-24-2008 | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||
مشرفة القسم الاجتماعي
|
رد : اعترافات فتاة
جزاكم الله خيرا على الكلمات الطيبة
نفع الله بكم . |
||
04-24-2008 | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||
مشرفة القسم الاجتماعي
|
رد : اعترافات فتاة
من المخطئ..؟ لظروف مبهمة تطلقت أمي من أبي.. وعشت مع أمي إلى أن تزوجت..
بعدها اصطحبني أبي إلى قريته لأعيش مع زوجته وإخوتي الذين أراهم لأول مرة.. في البداية كان أبي فرحاً جداً بي لدرجة أنه أحضر كل ما تتمناه نفسي.. لكن.. هي أيام معدودة.. و.. مرت لحظات السعادة سريعاً دون أن أشعر بها.. - منار.. منار.. - نعم أمي.. عفواً.. عمتي.. - اسمعي يا منار أنتِ قد كبرت ويجب عليك أن تعتمدي على نفسك! - لكن.. لكن.. - لكن ماذا؟ إذاً ماذا كانت تعمل أمك طيلة التسع سنين الماضية؟ اسمعي.. أنا لدي أولاد ولن أستطيع تحمل مسؤوليتك ومسؤوليتهم.. أتفهمين؟ استنتجت من أول حوار لي مع زوجة أبي أني لن أعيش كغيري من الأطفال.. شعرت أني بحاجة إلى أمي.. طلبت من أبي أن أكلمها عبر الهاتف.. نهرني بقوة وقال.. (أمك.. أمك ماتت!) التفت إلى زوجة أبي ملتمسة عطفاً منها أو حناناً.. لكنها رسمت كل ذلك في ابتسامة تحمل من الحقد معانٍ استطعت فهمها وأنا طفلة لا تتجاوز التاسعة.. علمتني أمي أن الابتسامة تعني الجمال والمحبة والصفاء.. هي باختصار معنى لكل شيء جميل.. لكن هذه الابتسامة مختلفة تماماً.. لا أعرف لماذا.. كل ما أعرفه أني لم أحبها ونفرت منها.. أين أنت يا أمي؟ لماذا لم تحكي لي أن هناك ابتسامة حقد وكراهية..؟ اتجهت حينها إلى مخدتي التي أصبحت أنيسة وحدتي.. لم أسأل لم كل هذه القسوة.. كل ما فعلته أني قبعت في ركن من الأسى يدعى الصمت.. وفي يوم النتائج.. أو يوم الشهادات – كما يحلو لطالبات الابتدائية أن يسمينه استلمت نتيجتي..ناااااااجحة!.. يا للفرحة.. لكن.. كيف لي أن أخبر أمي؟؟ مدت إليّ معلمتي هاتفها النقال قائلة: (خذي يا منار.. أخبري والدتك بنجاحك.. ستفرح كثيراً)وببراءة طفولتي ضممت معلمتي وأنا أبكي.. - شـ.. كـ.. ر.... اً .. لم تكد أمي تفهم كلماتي المتقطعة.. فهي لم تكن تسمع سوى شهقاتي المتتالية.. أخذت معلمتي الهاتف وأخبرت والدتي بنجاحي.. وانتهى يومي بذلك.. اشتقت لأمي ولن تكفي هذه الكلمة لأعبر عما بداخلي.. اشتقت لأمي.. فسحبت هاتف بيتنا إلى إحدى زوايا الصالة.. واتصلت بها واشتكيت لها تعامل أبي وزوجته وإخوتي معي.. ولم أكن أعلم أن أبي قد وضع جهاز تسجيل على هاتف المنزل. وفي ذلك المساء الذي لن أنساه ما حييت.. جاء أبي والشرر يتطاير من عينيه.. - مع من تكلمت اليوم؟ لذت بالصمت.. وارتفعت يده بالعصا ليضربني.. وضعت يدي على وجهي لأقيه من الضربات التي انهالت عليّ وكأنها قذائف من نار.. بمن أحتمي؟ وإلى من أهرب؟ صعدت إلى غرفتي ثم ركضت نحو دار تحفيظ القرآن التي أداوم بها.. ذهبت قبل بداية الدوام ولم يكن هناك أحد سواي.. جلست أبكي بدموع تمنيت معها أن تنطفئ حرقة الأسى والحرمان التي تحرق قلبي.. أبي.. برغم كل القسوة التي ما زلت تعاملني بها.. لم أسألك يوماً ما هو خطأي؟ بقلم/ مي المفرج – تمير |
||
04-24-2008 | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||
مشرفة القسم الاجتماعي
|
رد : اعترافات فتاة
لن أيأس يا أمي ..
مع حلول أذان العصر .. بدأت أمي تحزم أمتعتها للسفر.. وكنت صغيرة لم أفهم ما تفعل.. كنت أخاطبها.. - أمي أين تذهبين؟ لماذا تحملين حقائبك؟ أمي لا ترحلي.. كان عمري آنذاك ثمان سنوات.. وقبيل أذان المغرب.. أخذت أصرخ وأبكي.. أمي.. أرجوك.. لا تتركيني..! لكن أمي لم ترد.. قبلتني واحتضنتني.. ثم وضعت حقائبها في السيارة، وذهب بها أخي إلى المطار.. جلست في حديقتنا أعاني بعد أمي.. وفي ذلك الوقت.. بدأت أشعر بالمسؤولية.. أخذت أبكي.. وأفكر كيف سأعيش في هذه الحياة القاسية.. كيف سأنام وحدي بعد أن تعودت أن أنام بجانب أمي وفي حضنها الدافئ؟ نظرت إلى الشمس وهي تغرب وتختفي.. كما اختفت أمي عن عيني.. ولم أنم في تلك الليلة حتى آذان الفجر.. تذكرت أمي.. وتذكرت كلماتها.. (هيا إلى الصلاة) فالله يحب الصلاة.. عندها.. قمت وتوضأت وصليت.. ودعوت الله أن تعود أمي كما عادت الشمس وأشرقت.. أريد أن أنام.. ولكن لم أستطع.. لم أتعود النوم وحدي.. وما زلت أدعو الله أن تعود أمي.. وأملي بالله كبير.. حاولت النوم مرة أخرى لكن لم أستطع.. وبقيت يقظة حتى موعد الذهاب إلى المدرسة.. قمت وجهزت نفسي.. كان أول يوم أجهز فيه نفسي بمفردي كان البرد قارساً.. أخذت معطفي، ولبست حذائي.. ومشطت شعري.. ثم نهض أبي من نومه ليذهب بي إلى المدرسة.. لاحظت زميلاتي حزني.. فأين تلك الطالبة المجتهدة التي كانت تملأ حياتها حباً ونشاطاً وحيوية؟؟ أقبلت زميلاتي عليَّ ليسألنني .. ما بك يا (جيهان)؟ .. لم أجب.. ثم قلت.. مجرد إرهاق بسيط.. فقلن لي.. تعالي والعبي معنا، فقلت لا.. فأنا متعبة.. لاحظت صديقتي المخلصة أنني أكذب ولأول مرة.. فقالت: - ما بك يا (جيهان)؟ أنت لست متعبة.. أجيبي بصراحة .. وجهك شاحب وعيناك حمراوان، ثم ما هذا الذي ترتدينه؟ فالبرد قارس وعادة ما تلبسك أمك ما يدفئك... فعاودت البكاء ثانية، فقالت: ألم أقل لك أنك تحملين هماً بداخلك.. ماذا يحزنك؟ حكيت لها الحكاية.. وخففت من همي وحزني.. ثم قالت لي.. لا داعي للبكاء فلن يفيدك في شيء.. وأخذت تشغلني لأنسى الأمر.. ولكن من الصعب ذلك.. عدت للبيت.. دخلت المطبخ أبحث عن أمي.. أتخيلها وهي تجهز طعامي.. واستمرت حياتي على هذا الحال.. وعانيت بعدها سنيناً وأياماً.. خلالها تدني مستواي الدراسي عن السابق ولكن ليس تماماً فقد كانت أمي مهتمة بي كثيراً خاصة وأني أصغر إخوتي.. بعد ذلك.. تزوجت أختاي.. وعشت بعدهم وحيدة في المنزل مع أبي.. وحيدة أصبحت.. فلا أجد من أشكو إليه همي أو أتحدث إليه.. لكني إلى الآن لم أفقد الأمل ولله الحمد فما زلت أدعو الله أن تعود أمي وتعود الحياة جميلة.. فأعود للفرح.. أعود الطفلة التي كانت تملأ البيت سعادة بصراخها ولعبها.. أريد أن أذكر كلمة (أمي) مرة أخرى.. (أمي) أنا جــائعــة! أمي لدينا حفل في المدرسة.. (أمي) ما أجمل هذه الكلمة التي تتمتع بها كل فتاة في مثل عمري.. وما زلت أدعو الله من كل قلبي وبكل الشوق أن تعود أمي إليَّ.. وأملي بالله كبير.. جيهان 13 سنة ** مجلة حياة |
||
04-29-2008 | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||
مذهلِـہ رٍغم بسّآطتِيًـے
|
رد : اعترافات فتاة
[grade="800080 Deb887 800080 Deb887"]••.•´¯`•.•• (يسلمووا ياقمر مجهودك) ••.•´¯`•.•• [/grade]
|
||
04-29-2008 | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||
مشرفة القسم الاجتماعي
|
رد : اعترافات فتاة
الأخت الفاضلة بنت الأصايل
أشكرك على حضورك وجزاك الله خيرا |
||
04-29-2008 | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||
مشرفة القسم الاجتماعي
|
رد : اعترافات فتاة
حين قالت .. أنتِ بلا مخ! حين كانت أستاذة منيرة تكتب درسها الممل على السبورة كنت أول من يقوم بقذف الطائرات في اتجاهها . . وكان هذا العمل يعد بطولياً بالنظر إلى عصبية أبله منيرة وحدتها . . لذا كانت الطالبات يحاولن كتم ضحكاتهن التي لا تحتمل حين تضرب إحدى طائراتي الهدف مباشرة! كانت تشتعل غضباً وصراخاً باحثة عمن قام بهذا لكنها عبثاً لا تملك أي دليل عليّ فقد كنت ممثلة ماهرة جداً . . لذا كانت تصب جام غضبها على الطائرات فتقطعها إرباً وهي تتوعدنا بنقص الدرجات التي كانت آخر ما يهمنا.. أو يهمني أنا شخصياً.. كنت الطالبة المهملة المثالية في تلك المدرسة الابتدائية.. وكان بالإمكان تقليدي وسام (أكسل) طالبة في المدرسة.. كل المدرسات كن يمقتنني وينفرن من تصرفاتي الهوجاء وإهمالي الدراسي.. كما أن أمي لم تكن تعتني بنظافتي وترتيبي كثيراً فاكتملت المأساة.. وفي كل مرة كانت المشرفة الاجتماعية تعطيني ورقة لأمي كنت أمزقها وأرميها في طريق عودتي للبيت.. أمي لم تكن تقرأ وحتى لو كانت تقرأ فهي لا تهتم أصلاً بهذه الأمور.. وذات يوم في حصة الرياضيات قالت لي أبله سلمى: (أنت لا تفهمين لأنك لا تملكين مخاً أصلاً مثل باقي البشر!!) كانت كلمتها قاسية جداً وجرحتني، لكني أبديت اللامبالاة ووقفت في صمت خلف باب الفصل لأكمل عقابي لعدم حل الواجب وأيضاً بسبب إضحاكي لزميلاتي طوال الوقت.. كنت مقتنعة تماماً أني لا أصلح لشيء.. وأن هذه المدرسة ليست لي ولا لأمثالي.. إنها للفتيات اللاتي يعشن مع أسرة طبيعية ويخرجن للنزهات مع أهاليهن.. إنها للفتيات المرفهات وليس المعذبات والمهمَلات أمثالي.. لذا لم أكن أهتم بأي شيء.. ورسبت للعام الثالث على التوالي في الصف السادس.. وفي السنة الأخيرة زاد شغبي وإهمالي حتى قررت المدرسة فصلي تماماً من المدرسة.. وعدت إلى البيت لأخبر أمي بأني يجب أن أذهب لمدرسة أخرى.. وبالطبع لم يكن لأمي أي تعليق حول ذلك.. فقد كان في مجلسها عدد من النساء وكانت مشغولة بالحديث والضحك معهن.. لذا طلبت من ابنة عمي المتزوجة أن تأتي معي لأسجل في مدرسة أخرى.. وذهبت معي وحاولنا.. لكن المديرة رفضت فقد كان سجلي حافلاً ولا يشجع على القبول بي في أي مدرسة.. ثم حاولنا في مدرسة أخرى وتم الرفض أيضاً.. ولم يكن أمامي سوى أن أعرض على والدي تسجيلي في مدرسة أهلية، لكنه رفض تماماً.. فقد كان مشغولاً بتكاليف زواجه المقبل.. ولم يكن يستطيع تحمل مصاريف جديدة.. عندها أيقنت أني يجب أن أجلس في البيت حتى يقضي الله أمره.. وبقيت في المنزل عامين كاملين.. لم أشعر خلالهما بأي شيء.. كنت أزور بنات عمي ويزرنني بدورهن أحياناً.. وفي الربيع كنا نخرج للبر.. ولم يكن هناك أشياء جديدة.. طوال تلك المدة كان هناك جرح يؤلمني رغم محاولتي لتجاهله.. إنه تيقني التام.. أني إنسانة فاشلة.. ولا فائدة لها في الحياة.. كانت كلمة أبلة الرياضيات لا تزال ترن في ذهني.. أنت لا تملكين مخاً مثل باقي البشر.. أنت لا تملكين مخاً..! لذا برمجت حياتي كلها على هذا الأساس.. وهو أني انسانة بلا مخ.. بلا عقل.. همها فقط الضحك واللعب والحديث.. وكنت أعرف منذ طفولتي أني محجوزة لابن عمي مساعد.. صديق طفولتي.. والشاب العاقل الوسيم الذي تتمناه كل فتيات أسرتنا.. لكن لسببٍ لا أعرفه لم يتم الحديث حول هذا الموضوع أبداً رغم أني أصبحت أبلغ من العمر 17عاماً وهو عمر مناسب للزواج في نطاقنا العائلي.. وذات مرة سمعت همسات بين أمي وزوجة عمي، وبدت أمي غاضبة بعض الشيء.. ثم جاء دور أبي الذي ظهر غضبه جلياً.. وسمعت صراخاً بينه وبين عمي في المجلس.. لكن دون أن أعرف حول ماذا.. وبعد يومين.. عرفت الحقيقة من ابنة عمي.. لقد كانت المسألة كلها حولي أنا.. ومساعد.. فمساعد الذي بنيت أحلامي عليه.. لا يريدني.. مساعد الذي تخرج الآن من الكلية الأمنية لا يريد فتاة محدودة الأفق والتفكير مثلي.. إنه لا يريد فتاة ناقصة.. أو بلا مخ كما أخبرتني معلمة الرياضيات..! وكانت هذه قاصمة الظهر بالنسبة لي.. لقد أصبت هذه المرة بشدة.. وفي صميم كبريائي.. استطعت تحمل الصدمة.. وتجاوزت الموضوع رغم الانقطاع الكبير الذي حدث بين أهلي وبين بيت عمي.. لكني أيقنت حينها أني يجب أن أتغير.. يجب أن أفعل شيئاً لنفسي.. واتخذت قراري بإكمال تعليمي عن طريق المنازل.. كان القرار صعباً في البداية.. وكنت مشتتة لأني أعود للدراسة بعد ثلاثة أعوام من نسيانها.. لكن عزيمتي كانت أقوى من أي صعوبات.. توكلت على الله.. وعزمت على التفوق وليس النجاح فقط في دراستي.. وبالفعل استطعت سنة بعد سنة اجتياز الصف الأول ثانوي وبتقدير جيد جداً.. وهو ما لم أحلم به في حياتي.. وبعد ذلك شعرت أني بحاجة لشيء يشغل وقت فراغي طوال العام.. فقررت الالتحاق بدار التحفيظ الجديدة التي فتحت قرب بيتنا.. وبالفعل التحقت بها وانسجمت مع المدرسات والطالبات وشعرت أني بدأت حياة جديدة.. فقد كان الجو ودوداً جداً.. وتحمست جداً لحفظ القرآن الكريم.. وذات مرة.. أشادت بي المعلمة وقالت أن لي حافظة قوية.. فطأطأت رأسي وقلت لها بخجل.. (أنت تجاملينني فأنا طوال عمري كسولة ولا أملك قدرات عقلية مثل غيري..) نظرت إلي أبله هناء باستغراب وقالت.. (ومن قال لك ذلك؟) قلت لها: (معلمة الرياضيات قبل ثمان سنوات) عندها قالت لي وهي تبتسم : (على العكس تماماً أنت إنسانة ذكية ونبيهة جداً.. ربما كانت فقط ظروفك هي المؤثرة سلباً عليك، وحينما كبرت واستطعت تجاوز هذه الظروف؛ ظهرت قدراتك العقلية التي كانت خافية بسبب الإهمال وبسبب الظروف القاسية). لم أستطع حبس دمعة ساخنة في عيني.. فطوال عمري لم أشكو لأحد معاناتي الحقيقية التي كنت أحاول اعتبارها أمراً عادياً.. لذا لم أشعر بنفسي إلا وأنا أسرد لمعلمتي شريط حياتي بكل آلامه.. حكيت لها عن قسوة أمي وعدم اهتمامها بي ولا بنظافتي ولا تعليمي وتربيتي منذ الطفولة، وحكيت عن أبي الذي لا نراه إلا نادراً بسبب انشغاله بزوجته الجديدة ثم طلاقه وزواجه من جديد.. حكيت لها عن تقتير أبي علينا وحرماننا من أبسط احتياجاتنا.. وعن أسرتنا حيث المشاعر لا أهمية لها ولا مكان سوى للقسوة والحدة في التعامل.. وحكيت كيف شاهدت أمي تضرب عدة مرات من قبل أبي.. وكيف سجن أخي عدة مرات بسبب العصابة الفاسدة التي يصاحبها، وعن الديون التي أغرقت كاهل أبي ودفعته لخلافات كثيرة مع إخوته.. حكيت لها كل ما كان يعتمر قلبي ويكبت أنفاسي منذ سنوات.. ثم حكيت لها عن قصة مساعد وكيف رفضني بسبب كسلي وغبائي.. وشعرت بالحرج.. كيف أخبرتها عن كل ذلك.. لكنها ابتسمت لي ربتت على كتفي وقالت.. (عزيزتي نفلة.. الإنسان هو ما يطمح أن يكون.. مهما كانت ظروفه.. أنت الآن على أعتاب طريقك الصحيح فاستمري به وسوف تصلين بإذن الله وتصبحين الإنسانة المحترمة التي تطمحين لأن تكوني إياها.. ثم.. انظري دائماً للجانب الأفضل.. أنت رغم كل تلك الظروف كنت وما زلت نفلة الطيبة المحبوبة التي يحبها الجميع لطيبتها ومرحها.. كما كنت نفلة الخلوقة الصالحة التي لم تنسق وراء المغريات أو تنحرف كما تعلل الكثيرات أسباب انحرافهن بظروف الأسرة.. أنت استطعت مقاومة كل ذلك.. وبالإضافة إليه طورت نفسك وشققت طريقك نحو النجاح في الدنيا والآخرة.. لقد نجحت في الدراسة ونجحت في حفظ نصف القرآن في سنة واحدة وهذا إنجاز كبير جداً ورائع يا نفلة.. أنت إنسانة رائعة وموهوبة ما شاء الله) نظرت إلي مرة أخرى ثم قالت وهي تبتسم: (وسيعوضك الله من هو خير من مساعد فلا تقنطي من رحمة الله واستمري في طريقك). انسابت كلمات معلمتي كالماء الزلال على الأرض العطشى المتشققة فتشربتها بعطش وارتاحت لها نفسي وشعرت أني أعطيت دافعاً قوياً للسير نحو النجاح.. والحمد لله بعد عام آخر تخرجت من الثانوية بتقدير لم يتوقعه أحد، كما أتممت ختم كتاب الله في نفس السنة. وفي نفس السنة أيضاً.. تقدم لخطبتي أحد أقاربنا الذي لم أتوقع يوماً أن يخطبني.. لقد كان مهندساً وقادماً للتو من الخارج بعد إكمال دراسته وكان يبحث عن فتاة صالحة.. لقد شعرت لوهلة أن هذا كثيرٌ عليّ.. بعد هذه السنوات كنت أتوقع أن أحظى بأقل من هذا بكثير.. لكن الحمد لله الذي وسعت رحمته كل شيء.. وتزوجت وعشت في سعادة ولله الحمد.. وشجعني زوجي على إكمال دراستي الجامعية بالانتساب.. وفي حفل تخريج الخاتمات لكتاب الله.. كنت أتهادى في سيري وأنا حامل في شهري الأخير.. وقد اجتزت السنة الجامعية الأولى في كلية الدعوة وبتقدير امتياز.. وفي لحظة تسلمي للشهادة شعرت بدموعي الساخنة تترقرق في عيني، وتمنيت لو ألتفت فأرى معلمتي في الرياضيات هنا بين صفوف الحاضرات.. **
مجلة حياة |
||
04-29-2008 | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||
فعال
|
رد : اعترافات فتاة
مشكوره اختي الدانه
دائما اختيارك مميز يعطيك العافيه |
||
مواقع النشر |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
إلى دعاة تحرير المرأة .. اعترافات : أريد أن أرجع إلى أنوثتي .. | الصياد | الأسرة و الـتربـيـة | 2 | 02-28-2008 05:53 PM |
اعترافات ايمريكيه بفضل القران الكريم... | بَنتْ الأصَآيلْ | الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي | 3 | 06-17-2007 06:47 AM |
صرة فتاة سقطت على المرحاض | أبوخالد | الــمـنـتـدى الـعـام | 5 | 03-03-2006 02:40 PM |
اعترافات سيجاره | ABO TURKI | الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي | 4 | 08-31-2005 02:06 AM |