الزوامل

[ابن ابي محمد]

الزوامل الزوامل الزوامل الزوامل الزوامل

سبحان مغير ألأحوال ومسير الأكوان ومن كل يوم هو في شأن , ففي أقل من قرن من الزمان تغير كل شيء تقريبا تغيرا حقيقيا ومتسارعا بشكل عجيب وغريب , تغير غير مسبوق البتة على امتداد تاريخ ألأنسانية الطويل وعم كل ركن من اركان المعمورة الا ما شذ وندر والشاذ وأن وجد فلا حكم عليه ..
من ذلكم المتغير الذي لا زالت تحولاته تتفاعل دون توقف وسائل النقل التي حدث في تطورها العجب العجاب من ما لستم بحاجة الى التذكير به , تغيرات لو ترامت الى أسماع أمم خلت من قبلكم لما أستوعبها خيال بشر منهم ولأتهموا راوتها بالجنون ولألصقوا بهم أسوأ الظنون ...
واحدة من وسائل النقل القديمة الخفيفة والقليلة التكلفة كانت هي الزمل (بتشديد وفتح الزاء وتسكين الميم) , وهي قافلة الحمير المحملة , ومفردها زاملة(بفتح الزاء واللام وكسر الميم) وتطلق على المذكر والمؤنث معا , ومثناها زاملتان , وكان مألوفا السماع بمجيء فلان او مغادرة علان على ظهر زاملته ..
من مستلزمات تجهيز الزاملة للركوب او الحمل البردعة التي تثبت على ظهر الدابة بعد شدها بحبلين أحدهما عريض يسمى البطان يمتد من جانبي البردعة من ما يلي مقدمتها او ما يسمى بفدامة البردعه (جزىء أمامي ناتىء منها قليلا للأعلى لمنع الراكب من الأنزلاق الى الأمام) مرورا بصدر الدابة , والثاني هو التبع الذي يمتد من جانبي البردعة الخلفيين مرورا من تحت ذيل الدابه , وللتبع أسم رديف آخر هو الثفر(بفتح الثاء والفاء) .
وتسمي ثمالة البردعة حلسا خصوصا أذا كانت متهالكة لقدم مكوث وطول ملازمة لظهر الدابة , , كما يطلقون الحلس أيضا من باب الذم والتشبيه بأحلاس (برادع) الحمير على كل رجل لا خير فيه لأهله خاصة ولقومه والناس عامة , والأحلاس صفة مذمة كانت تطلق على اولئك الرجال الميالون للبقاء مع نسائهم في البيوت دون مبرر او عذر شرعي وأنما تنصلا من مسئولياتهم وكسلا وتهربا من مواجهة أعباء وتكاليف الحياة ...

ورأي ابن ابي محمد الشخصي الذي لا يلزم به احدا أنه من هكذا أشتقاق وتشبيه يسهل علينا فهم معنى مفردة الحلس الواردة في حديث وكن حلس بيتك , وفهم مفردة ألأحلاس التي وردت في حديث فتنة الأحلاس التي وصفت فيه بأنها فتنة هرب وحرب , وهم من وجهة نظري تلك الأجيال المتتالية آمادا والمتعاقبة ازمانا أثناء الحكم العثماني وما قبله والتي كانت لا تغزو في السرية ولا تكف من ألأذية عن باقي الرعيه حيث لم يكن لهم دور يذكر لا في الفتوحات ولا في الدفاع عن الثغور وأنما كان شأنهم وشغلهم الشاغل التشبث بدورهم والبقاء بديارهم والتكسب من السلب والنهب بالأغارة على جيرانهم واستباحة دماء اخوانهم وسلب ونهب الممتلكات وقطع الطرقات والأفساد في الأرض الى درجة لم تنج معها حتى قوافل الحجيج من أذاهم وشرهم المستطير ..

ومن مستلزمات الزاملة أيضا الرشمة التي جاء على ذكرها ابن همام في أحدى حلقاته , وهي الحبال المترابطه بحيث تجمع رأس الدابة من الأعلا والجوانب والأسفل والمؤخرة وتتصل في نهايتها من ألأمام بحبل يسهل أقتيادها او ربطها بجذع شجرة او بخلاص(بضم الخاء وفتح وتشديد اللام وهو الفتحة المغلقة نتيجة التقاء طرفي حجرين في واجهة جدار) , ولا تطلق ثمالة على هذا الحبل خطاما لأن الخطام والعقال عندهم خاصان بالأبل دون غيرها من الدواب ...
ومن مفردات أهل الزمل أيضا قياد الزاملة , وهو حبل قصير يربط من طرفيه بنهاية قائمتين من قوائم الدابة لأعاقتها عن السير ويقابله في الوظيفة عند أصحاب الأبل (الجماله) عقال الجمل الذي يربط عادة على ساق وفخذ أحدى قائمتي البعير ألأماميتين وهما ملتصقتان معا بعد ثنيهما , ويمكن تقيد البعير بربط قائمتين من قوائمه بحبل يعيقه عن السير كما يعمل مع الزامله, ولكن العقال خاص بالأبل دون الزمل وبقية المواشي...
عامل التزين لم يكم غائبا عن ثقافة القوم , فللبردعة وشيها وحشوها المجمل لها , ولرقاب الزوامل من الدنادش والجلاجل ما يزينها ويلفت بالصوت انتباه من كان على مقربة من طرق مرورها ..
هذا ما أسعفتني به الذاكرة , ولعلي قبل أن أختتم اروي لكم شيئا من الطرائف لعلها تقلل من جفاف هذه المقالة , من ذلك أن بعضا من قاطني مدن الطائف ومكة وجدة كانوا يستخدمون الزوامل أثناء تنقلاتهم داخل البلد ويسمون الزاملة بالبهيم ويبالغون في العناية بها وتزينها وتلوينها ..
والأطرف من ذلك ما سمعته من بعض الرواه من أن أهل مكة كان بينهم من ينشق البهيم (الحمار) دخان سقائر الحشيش لكي يطوي المسافات وهو يهد مسرعا في غاية النشوة والنشاط ..
وهناك من روى لي أن هذا السلوك وصلت عدواه يوما ما الى بعض أصحاب الزمل من سكان الهده الذين كانوا ينشقون حميرهم دخان الحشيش فتردى بسبب ذلك بعضها أثناء نزولها مع عقبة جبل كرى , لذلك عدل أصحابها المكان واصبحوا لا ينشقونها سقائر الجنز(نوع من الحشيش) الا بعد أن تنزل من كرى وتستقر في أسفل الكر , وكان الجمالة واهل الزمل يعجبون من حالها عندما تتجاوزهم وهي تغذ مسرعة في السير دون وعي منها فيصل بها أصحابها الى سوق مكة مبكرين قبل وصول أقرانهم الذين كانوا معهم في الطريق...

[الحاج سلام]

اطلعت على الموضوع واشكر الكاتب ولي عودة بأذن الله .

[الحاج سلام]

اطلعت على الموضوع واشكر الكاتب ولي عودة بأذن الله .

[أبو عبدالرحمن]

سلمك الله أخي ابن أبي محمد

تعريف ظريف لوسيلة نقل
ومازال الاهتمام بتجميل وتزيين الحمار له سوق

جائزة أجمل حمار

[صقر قريش]

يعطيك العافية

*****
على طاري الحمير

اليوم أصبحت نادرة ومتوحشة وقيل لي انها تهاجم كل من يحاول ترويضها

[الحاج سلام]

اكرر الشكر لاخي ابن ابي محمد على هذا الموضوع الطريف وقد احاط باطرافه ولم يترك لي ما اضيف الا انني وجت بعض النقاط حرية بالتعليق من باب المشاركة وحسب .
واقر اولا انني لست متبحرا في مصطلحات هذا الباب ولكنني سوف اضع ما اعتقده وللقاريء الكريم اخذ ما شاء من رأيي وترك ما شاء.

: كنت اعرف ان الحمار الذي يستخدم للركوب وحمل الاثقال يقال له زاملة والجمع زوامل وكأني بكلمة زمل تطلق على ابل الاحمال والركوب ولا تطلق على الحمير .

: لقد عرفت معاجم اللغة الحلس بالكساء الذي يوضع على ظهر الدابة تحت البرذعة فان اطلق الاسم على البرذعة فهو من باب اطلاق الجزء على الكل .
وان كان اهلونا ينطقونها بالدال فهي تنطق بالذال جاء في اللسان :البَرْذَعةُ: الحِلس الذي يُلقى تحت الرحل، والجمع البَراذِع، وخص بعضهم به الحِمار، وقال شمر:هي البرذعة والبردعة، بالذال والدال .

:يطلق على البرذعة وملحقاتها الوٍثْر وكأني بهذا الاسم يطلق عليها وهي ليست على ظهر الحمار فيقال هات الوثر وانظر الوثر اما على الحمار فهي البردعة . وان اخذنا الاسم الاول فمن يصنعة يسمى البراذعي وان اخذنا الثاني فصانعه البرادعي .

:علق اخي ابن ابي محمد على ما سبق ان كتبه الاخ ابن همام في باب تقول ثمالة وأخذ عليه عدم ضبط الحركات على الحروف وانا الاحظ على ابن ابي محمد الامر نفسه فكلمات مثل الحٍلْس التًبَع والثٍفْر والخُلاًص تحتاج الى تشكيل .
ختاما اكرر الشكر للكاتب واتمنى ان يجود علينا دائما بمثل هذا الموضوع التراثي الهادف .

[سهيل2012]

ما تحتاج شكرا يا أبن أبي محمد لا من سهيل ولا من غيره ...

فكلمة شكرا أظنها تقال لكويتب جديد مبتدئ لا زال في ( سنه أولى ) كتابه ..

ولكن كاتب في حجم قامتك أظن كلمة شكرا تنزل من قـَدْره ( بفتح القاف ) !!!


موضوع الزمل والزامله ليس جديدا على اخيكم سهيل .. فقد ألفتها وألفتني منذ نعومة أظفاري

وقد تشرفت الزامله بحمل سهيل من ...... إلى مدرسة ...... في أول يوم دراسي عندما أخذني

والدي ( رحمه الله ) وأركبني على ظهرها ذهابا إلى المدرسة !!!


ولكن صراحة ما لفت نظري في وموضوعك يا ابن أبي محمد هو قولك :

ينشق البهيم (الحمار) دخان سقائر الحشيش لكي يطوي المسافات وهو يهد مسرعا في غاية النشوة والنشاط ..

يا لها من جرأة غير مسبوقة ولا أظن سبقك إليها إلا الشيخ منقاش رحمه الله !

وقد تذكرت قصة مماثلة لصاحب الزامله والذي كان يحمل على ظهرها ( الفلفل الحار ) من المخواة صعودا إلى الباحة ...

وعندما خارت قوى الدابة من العقبه ووهنت .. أشار عليه أحد أصدقائه(الخبثاء) العابرين مع العقبه بأن ينشق الزامله ( قرنين فلفل ) ولكن ليس من أنفها !!

وبقية القصة معروفة يا ابن ابي محمد ولو كنت أمتلك جرأة الشيخ منقاش لادرجتها كاملة !!

ولمن لا يعرف تمامها يراسلني على الخاص ولن أتردد في إرسالها !!

[ابن ابي محمد]

الشيخ سلام سلمه الله وأبقاه ..
أشكرك على هذا الرد ألأيجابي الذي أثريت به الموضوع وصححت به الخطأ الغير مقصود, ويا ليت الأخوة الأعضاء عند تعليقهم يحرصون على مثل هذا النهج الذي به تتحقق الفوائد المرجوة والغرض من الكتابه ..
وقد أتصلت بالجوال قبل قليل على أحد مراجعنا العظام (الشيخ عباد) وعرضت عليه نقاط الأختلاف معكم وطلبت منه الوقوف الى جانبي ولكنه خانني وخان الزاد والملح الذي بيننا وكان تعليقه كالآتي :
اولا , الزمل كما ذكرت في تعليقك تطلق على الأبل ولا تطلق على الزوامل ، لذلك نود من المشرفين التكرم بتغير العنوان من الزمل الى الزوامل تصحيحا لهذا الخطأ ..
ويضيف المرجع أن الزمل هي القافلة الصغيرة من الأبل التي لا تتجاوز في عددها بضعة جمال , وأذا زادت عن التسع سميت ذودا , فأذا زادت عن الذود سميت قافلة ...
ثانيا , بخصوص البردعة ذكر المرجع أن ثمالة تطلق على البردعة ثلاثة أسماء (اليردعة والحلس والوثر) وكلها مترادفات لمسمى واحد حسب ما صرح به المرجع ...
ثالثا , بخصوص ملاحظتنا على ابن همام التي لاحظتموها تتكرر مع ابن ابي محمد فهي ملاحظة في محلها ظاهريا , أما في الباطن فأننا على حق وغيرنا على باطل , لأنه ينطبق علينا في هذا الشأن ما ينطبق على بعض أقطاب الصوفية الذين يطلبون من مريديهم قبول ما يقولونه بصرف النظر عن ما يفعلونه على أعتبار أنهم أناس قد رفعت عنهم التكاليف ويرون من ستر خفي ما لا يرى مريدوهم ..
وكما لا يخفى على لبيب مثلكم فأن العلم بحر بل بحار متلاطمة لا شواطىء لها وانتم أناس على قدر حالكم فها أنتم قد غرقتم في شبر من بحر الزوامل والبرادع فما بالكم بالبحار الأخرى التي تتلاطم امواجها وتتلمض حيتانها لأبتلاع فرائسها من كل ذي روح يتحرك نسأل الله لنا ولكم العفو والعافية والسلامة الدائمة من فتنة الأحلاس التي بدأت بسببكم تطل علينا برأسها بعد أن ظنناها مضت وانقضت, وكما يقولون , من خاف سلم , والله أعلم ..

[ابن ابي محمد]

مشرفنا العام ابو عبدالرحمن حفظه الله : وأنت سالم وغانم أن شاء الله , ومشكور على ما جاء في ردك , وليت واحدا منكم يا مشرفيننا الأعزاء يعدل العنوان كما طلبت في ردي على الشيخ سلام ....


مشرفنا الكريم صقر قريش وفقه الله : أشكرك على التعليق والصورة المتحركة ألأذنين , والحمير وأن تركت سائبة ألا أنها أصبحت في خطر بسبب مافيا تهريبها الى أسرائيل لأستخدام بعض مشتقات جلودها في صناعة العقاقير الطبيه , فأذا سمعتم بمن ينصب لها الشراك خصوصا من العمالة الباكستانية فلا تتركوهم هم او غيرهم يتمادون في ذلك .
أما الذين قالوا لكم أن الحمير أصبحت عدوانية وتهاجم الناس فأولئك هم أعداء الحمير والعملاء المأجورون الخونة ومروجوا الشائعات لصالح مافيا التهريب فلا تلقوا لهم بالا ...

[ابن ابي محمد]

شاعرنا ومشرفنا النجم سهيل اليماني حفظه الله : أشكرك على أطرائك لأخيك وعلى مشاعرك الفياضة بالطيب والأمر العجيب , وهذه شهادة أعتز بها أذا كانت صادرة من رجل في قامة سهيل وعلو هامته ..
أما ما أعتبرته جرأة من أخيك في التطرق لموضوع تحشيش الحمير فهذه حقيقة تاريخية لا بد أن أكثركم قد سمع بها , ولا أخفيك سرا أنني كنت أشاهد أحيانا أناسا من حشاشين البدو واهل الديرة الذين يغدون صباجا الى الجبال وبطائنهم خماصا ثم يروحون بها مساءا وبطائنهم بطان على ظهورهم تترع بالحشيش من أفمامها ..
أما بخصوص تكتمك على علوم وتجارب حمار عقبة المخواه المفلفل , فهذا سلوك لا يليق بطلبة العلم فما بالك بأساتذة العلم من أمثالك , فلا تبخل يا أبا أحمد على قرائنا بما فتحه الله عليك من المعرفة سيما وأنه لا حياء في العلم , فقد يجد أحد اخوانك من أعضاء وقراء هذا المنتدى الطاهر وقد أعياه المسير في عقبة كأداء ليس بينه وبين أجتيازها سوى قرن واحد او قرنين من الفلفل الحار , ولك في عدم كتم العلم ونشر المعرفة أسوة حسنة بصاحبك الباب العالي ....