تكدس الطلاب وتوصيل المعلومة .. أين الحل ؟!
تكدس الطلاب وتوصيل المعلومة .. أين الحل ؟! تكدس الطلاب وتوصيل المعلومة .. أين الحل ؟! تكدس الطلاب وتوصيل المعلومة .. أين الحل ؟! تكدس الطلاب وتوصيل المعلومة .. أين الحل ؟! تكدس الطلاب وتوصيل المعلومة .. أين الحل ؟!
تظل كثافة الطلاب والطالبات في الفصول في المراحل التعليمية المختلفة هاجسا يؤرق العاملين في الميدان التربوي، ويزيد من قلق أولياء الأمور على مستقبل أبنائهم وبناتهم التعليمي والتربوي، فمع مطلع العام الجديد وفي ظل الميزانيات المالية الكبيرة للتعليم، ومع توافر الأعداد الكبيرة من المعلمين والمعلمات العاطلين عن العمل ممن يحملون مؤهلات عالية ويتسابقون على أبواب المدارس الأهلية لعلهم ينالون رضاها ليفوزوا بورقة تزكية ( خبرة ) في نهاية العام لترفق مع أخواتها في ملف طلب الوظيفة الذي اعتادوا على تقديمه في كل عام إلا أن مدارسنا لا تزال تعيش مشكلة ازدحام الطلاب والطالبات كما تعاني في الوقت نفسه نقصا في أعداد المعلمين والمعلمات.
وتبقى مشكلة تكدس الفصول بالطلاب والطالبات من الأسباب الرئيسة في تقهقر العملية التربوية في المدن الكبيرة، وتبدو الكثافة كمعوق مهم يحول دون تمكين المعلمين والمعلمات من أداء الأدوار المناطة بهم كمعلمين ومربين، ولعل هذا التكدس نتاج لضعف استقراء المستقبل، وضعـف التخطيط والتنسيق بين أجهزة الوزارة وحتى على مستوى مدارس الحي الواحد، إلى جانب سوء التوزيع الجغرافي لقبول الطلاب والطالبات، وعشوائية الحلول المتكررة من قبل مراكز الإشراف التربوي، وغيرها من العوامل الأخرى.
ونتاج ذلك كله أصبح لزاما علينا كمجتمع أن نرى بين طلابنا متعلمين جهلاء ؛ بسبب ضعف توصيل المعلومة الصحيحة للطلاب، وعدم قدرة المعلم على التقييم الجيد داخل الفصل أو حتى متابعة الواجبات اليومية، ناهيك عن تدريب الطلاب على اكتساب المهارات العملية سواء كانت كتابية أو لغوية أو رياضية أو هندسية أو غيرها من العلوم والمهارات والمعارف التي ينبغي على الطالب تعلمها في جميع المراحل التعليمية وخاصة في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة .
ولاشك أننا الآن أمام معضلة رئيسة، ففي الوقت الذي نسمع ونرى فيه بعض النسب الإحصائية المغلوطة وعديدا من الشعارات أو حتى الدعوات إلى خفض أعداد الطلاب في الفصول من قبل بعض المسؤولين في جهاز الوزارة وإحصاءات وزارة التخطيط نرى أيضا وفي الوقت نفسه تناقضا رسميا في الممارسة الميدانية والواقع المر الذي تعيشه المدارس، ففي نهاية العام الدراسي الماضي طالعتنا إدارة شؤون المعلمين في تعليم الرياض بتوزيع جديد اعتمدته للرفع من أعداد الطلاب في الفصول وزيادة الكثافة الطلابية في المراحل التعليمية المختلفة بحيث لا يقل عدد الطلاب في الفصل عن 37 طالبا، على الرغم من أن المقام السامي قد حدد أعداد الطلاب في كل فصل بحد أعلى 30 طالبا للمباني الحكومية و20 طالبا في المباني المستأجرة، وخصصت الميزانيات اللازمة لعلاج ظاهرة تكدس الطلاب في المدارس الكبيرة والأحياء المكتظة بالسكان.
وقد لا يختلف واقع الحال بين مدارس الجنسين هذا العام من حيث تكدس الطلاب والطالبات في الفصول، فمشكلات مدارس البنات لا تقل عن مثيلاتها في مدارس البنين، إلا أن مدارس البنات أبدت تفوقا وأرقاما جديدة حق لها أن تسجلها ضمن الأرقام القياسية العالمية، فقد وصل أعداد الطالبات في إحدى المتوسطات في غرب مدينة الرياض إلى 61 طالبة في الفصل الواحد ناهيك عن النقص العددي للمعلمات في المدرسة نفسها التي تقع ضمن نطاق سكاني محدود.
لعل من المفيد هنا أن نقول إنه يجب على المسؤولين في وزارة التربية والتعليم أن يحثوا الخطا إلى إيجاد الحلول المناسبة والعاجلة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من خلال التركيز على توفير المباني المدرسية الحكومية الحديثة بدلا من المستأجرة، وإيجاد الفصول الإضافية للمباني القائمة، والاستفادة من المعلمين والمعلمات الذين يطرقون أبواب المدارس الأهلية والتعاقد معهم برواتب موازية لما ينشدونه في المدارس الأهلية، واعتبار كل سنة دراسية سنة خبرة تعطيهم الأولوية في التوظيف في الأعوام المقبلة، وبهذا نكون قد أوجدنا حلا جزئيا لمشكلة تكدس الطلاب والطالبات في الفصول، وأوجدنا قناة أخرى لتوظيف العاطلين عن العمل من خريجي وخريجات الجامعات والكليات التربوية في الوقت الذي ضمنا فيه الجودة التربوية في شهادات الخبرات التعليمية المعطاة لهم من خلال الإشراف التربوي المباشر على أدائهم من قبل المشرفين التربويين ومديري المدارس الحكومية داخل البيئة المدرسية التي سيعمل فيها المعلم بعد تعيينه .
|
11-01-2008
المواضيع المتشابهه
العرض العادي
