الاقتصادية - عبدالله العجلان 13/01/2008
إعلان هيئة سوق المال عن طرح كل من شركة الاتصالان المتنقلة السعودية بتاريخ 9 شباط (فبراير) عام 2008م وطرح مصرف الإنماء بتاريخ 7 نيسان (أبريل) 2008م يعزز الشفافية التي يطالب بها المتعاملون في السوق كما أنه يريح السوق من عمليات التصحيح القوية التي تحدث نتيجة ضعف السيولة لدى المستثمرين الذين يرغبون في الاكتتاب في غالبية الشركات باعتبارها فرصا لا تتكرر لكن في الحقيقة يجب أن نوضح بأنه لابد من أخذ مقدار الطرح في عين الاعتبار عند تحديد المدة بين طرح وآخر ليتمكن الغالبية الكبرى من المواطنين في المشاركة ورفع مستوى دخولهم لمواجهة الأعباء المالية والتضخم الحالي.
لذا فان هيئة سوق المال باعتبارها الممثل للدولة يجب أن تنصف الصغار من الكبار ذلك لإنها القوة التي باستطاعتها أن تفرض شروطها ومصرف الإنماء وغيره لم يكن ليطرح بهذه النسبة العالية إلا بعد تدخل الدولة وغيرها والكثير من الشركات لكن حتى يمكن أن نصل إلى المغزى الحقيقي لتوزيع الثروة وأن يستفيد منها الصغار قبل الكبار لابد من تعديل طرق التخصيص وحصص الصناديق بما فيها صناديق التقاعد والتأمينات وغيرها.
أرى أن يتم التخصيص بالتساوي حسب طلب كل شخص وأن تلغى كلمة التخصيص بنسبة ما طلب ويستعاض عنها بكلمة التوزيع بالتساوي حسب طلب المكتتب وقد طبق هذا في طرح كيان لذا لن نرى المليارات تكتتب إنما سيتحرى المكتتبون الحد المعقول للتوزيع وسيقومون بالاكتتاب فيه فمثلاً قي اكتتاب المتنقلة سيكتتب بما يقارب مائتي سهم للفرد باعتبار أنه ربما يحصل عليها وفي الإنماء ربما اكتتب بما يعادل الـ 700 سهم كذلك لكبر الطرح.
في الحقيقة خطوة الهيئة في الإعلان عن الطرح تشكر عليها ولو أنها متأخرة بالنسبة لمصرف الإنماء, لكن كما يقول الإنجليز never too late أي لا شيء متأخر ولكن يجب أن يتم جدولة الاكتتابات الأخرى بمعنى أن لا نفاجأ بشركات تطرح قبل نيسان (أبريل) وأن أي شركة مهما صغرت لابد أن تجدول بعد هذا التاريخ فالمتعاملون في سوق الأسهم قد يرتبون أوضاعهم على هذا التاريخ والتواريخ الأخرى فيفاجأ المتعاملون بإعلانات والتبرير دائما بأنها شركات صغيرة علماً بأن الشركات الصغيرة هي الأفضل لتحقيق عوائد مجزية من الاكتتاب والتخصيص. هيئة سوق المال أعباؤها جسيمة ولكنها تستفيد من مقترحات المواطنين, وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة تعزز من أهمية تواصل الأجهزة الحكومية مع المواطنين وخدمتهم.