الانتقال للخلف   منتديات بلاد ثمالة > الأقسام الــعــامة > منتدى الاقتصاد والمال

 
منتدى الاقتصاد والمال ما يختص بمتابعة الأسهم والمواضيع الاقتصادية العامة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 10-28-2008
الصورة الرمزية عثمان الثمالي
 
عثمان الثمالي
ثمالي نشيط

  عثمان الثمالي غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 30
تـاريخ التسجيـل : 13-08-2005
الـــــدولـــــــــــة : الطائف
المشاركـــــــات : 35,164
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 30
قوة التـرشيــــح : عثمان الثمالي محترف الابداع
افتراضي أزمة مالية.. أم أزمة إدارة؟!

أزمة مالية.. أم أزمة إدارة؟! أزمة مالية.. أم أزمة إدارة؟! أزمة مالية.. أم أزمة إدارة؟! أزمة مالية.. أم أزمة إدارة؟! أزمة مالية.. أم أزمة إدارة؟!

الاقتصادية السعودية الثلاثاء 28 أكتوبر 2008 7:16 ص

فهد بن عبد الله القاسم

المساهمات العقارية الألعوبة, انهيار شباط (فبراير) 2006, قضايا توظيف الأموال, الإرهاب, التضخم, شح الحديد والأسمنت, انقطاع المياه عن المدن والقرى, انقطاع الكهرباء بشكل متكرر, عدم قدرة الموانئ على استقبال السفن, وأخيرا انهيار النظام المصرفي العالمي والأسواق المحلية.
قائمة مختصرة لما أتذكره فقط من ضربات موجعة لاقتصادنا ولمجتمعنا وللمواطنين، كثير منها تحت الحزام، ومع الأسف عندما تحدث نشعر بغصة الانفصام بين المجتمع والمؤسسات الحكومية المسؤولة .
معظم المؤسسات الحكومية تشعر بمسؤوليتها فقط بعد توجيهات الملك أو مجلس الوزراء بالتوجه لحل المشكلة !! وكأني بأغلب المسؤولين بعد كل أزمة ينتظرون توجيه أولي الأمر, فإن لم يحدث توجيه فالمطلوب منهم التجاهل, أي مسؤولية هذه التي يتحملونها أو يعملون لأجلها؟!
على الرغم من العديد من الأزمات التي واجهتنا في العقدين الأخيرين تحديداً إلا أن ردود أفعالنا - إذا وجدت - فإنها مع الأسف تتسم بالبرود والبطء والعشوائية، على جميع المستويات، التحوط للأزمات ومعرفة المشكلة وتحليل المسببات واتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهتها والتأكد من عدم تكرارها ومعالجة آثارها .. إلخ، كلها مصطلحات موجودة في كل مكان إلا في أجندة المسؤولين.

لا أعرف ولم أسمع عن أي حالة تمت فيها محاسبة أي مسؤول عما يحدث في جهازه من تقصير أو أخطاء أو فساد, كما لا أعرف و لم أسمع أيضاً عن أي مسؤول تمت مكافأته نتيجة أداء جهازه المتميز.
استشراف المستقبل مصطلح مشتق من عصر الديناصورات، وأبعد من يكون عنه المسؤولون الحكوميون، ولا أعرف فيما أعرف أي جهة حكومية سبق أن أصدرت تصريحاً أو تقريراً يعطي توقعات مستقبلية أو احتمالات متوقعة الحدوث أو الاستعداد لأزمة قد تنشب فيما عدا جهود وزارة التخطيط بحكم عملها الذي يفرض عليها ذلك, فالتخطيط يكون للمستقبل وليس للماضي.
لما عصفت بنا تسونامي المالية وجدنا أنفسنا كمن يسبح في وسط شلال أو يطير في وسط عاصفة .. الشركات العالمية تعلن إفلاسها, والمصارف تهدد بإشهار الإفلاس والحكومة الأمريكية تترنح تحت ضغط الأسواق، والدولار الأمريكي أصابه الذهول .. كل ذلك يجري تحت سمع ونظر الجهات المسؤولة . . ولا أستثني أحدا .. ومع ذلك لم يظهر علينا مسؤول واحد يتحمل مسؤولية ما سيقول.
في آخر رمضان وصلت الأزمة ذروتها ورحمنا الله بالعيد .. فنسينا الأسواق لعدة ساعات .. استطعنا فيها التقاط الأنفاس .. ولم نر أحدا من المسؤولين وكذلك لم نسمع من أحد في حين كانت الصحف ووسائل الإعلام ملتهبة والتغذية السلبية في ذروتها، وقد قربت الفضائيات البعيد، والإنترنت جعل من العالم قرية صغيرة .. فما حدث في نيويورك على بعد آلاف الأميال حرك الأحجار والتراب والماء في العالم أجمع، لم يتحرك المسؤولون إلا بعد احتراق مالطة .. ومع الأسف لم تكن هناك رؤية للأزمة ولكنها اجتهادات متناثرة يميناً وشمالا لم تشف الغليل ولم تداو السقيم.
كنت أتوقع على الأقل منذ بداية الأزمة خلال شهر رمضان المبارك أن تصدر بعض التصريحات المطمئنة من المسؤولين .. كنت أتوقع اتخاذ إجراءات وقائية سريعة لطمأنة المواطنين .. كنت أتوقع أن تعقد اجتماعات متوالية على المستويين المحلي والإقليمي لدراسة أثر الأزمة المالية في اقتصاداتنا المحلية .. وأخيرا وليس آخرا كنت أتوقع أن تشكل غرفة عمليات (من القطاعين العام والخاص وأولي الخبرة) مهمتها متابعة الأزمة وطمأنة المواطنين واستشراف الآثار المباشرة وغير المباشرة في اقتصاداتنا واتخاذ الإجراءات اللازمة لحمايتنا من الآثار التي من المتوقع أن تعصف بكثير .. وما زلت أنتظر تشكيل غرفة العمليات هذه قبل أن يدخل اقتصادنا العناية المركزة!
كم بيتا في المملكة توجد فيه طفاية حريق؟ كم شخصا يعرف كيف يشغل هذه الطفاية؟ كم بيتا من بيوتنا توجد فيه إسعافات أولية؟ كم مواطنا سعوديا مدربا على الإسعافات الأولية؟ كم شركة وإدارة حكومية لديها خطة إخلاء للطوارئ؟ كم من مستخدم لجهاز الحاسب الآلي لديه نسخة معلوماتية احتياطية؟ كم مواطنا ومقيما يحفظ أرقام هواتف المرور والحوادث والطوارئ والهلال الأحمر؟ كم .. وكم .. وكم .. أسئلة حائرة تتيه في كم كثير من القصور في ثقافة التحوط للأزمات فضلا عن خطط الطوارئ لمواجهتها، وإذا كانت هذه موجودة على مستوى الفرد فيجب ألا نتوقع أن يكون المجتمع والجهات الحكومية مختلفة عنها.
لدينا مشكلة إدارة في وقت الرخاء .. ولدينا مشكلة مماثلة في الظروف العادية .. فكيف بنا وقت الأزمات .. هل تلجأ الدولة إلى استحداث مجلس أعلى لإدارة الأزمات؟ أم تقوم باستحداث وزارة لهذا الغرض؟ أم نشكل لجنة مخصصة لتزويدنا بالخيارات والحلول وقت الأزمات؟ أم .. أم، حقيقة الأمر أننا لم ندرب أنفسنا كمواطنين ومسؤولين ومؤسسات على العمل والتصرف إبان الأزمات، والأسوأ من ذلك أننا لا نعلم أننا لا نعلم أو نتجاهل أننا لا نعلم, وهذه مصيبة، والمصيبة الكبرى ألا نتعلم من هذا الدرس الأليم.
إن الاستثمار الحقيقي الذي لن يتبخر مع أي أزمة أو مشكلة هو الاستثمار في الإنسان، وصنع الثقافة والبيئة الإيجابية المحيطة التي تجعل من كل مواطن سعودي مصدر إشعاع، ومصنع إبداع، وقيادة متحركة بتوجيه ذاتي. إذا بنينا الإنسان الملتزم المثقف الواعي المنضبط المجتهد القوي الأمين، فنحن نكون المجتمع القوي المتماسك، وبالتالي ستنتج الحضارة التي تحمي الأمة في الأزمات وفي سائر الأزمان.
قاعدة السلامة إذا عملت واجتهدت وأخطأت فلن يرحمك المجتمع والإعلام والمسؤولون .. الأسوأ من ذلك أنك عندما لا تعمل شيئا فلن يحاسبك أحد.
توقيع » عثمان الثمالي
رد مع اقتباس
قديم 10-28-2008   رقم المشاركة : ( 2 )
عثمان الثمالي
ثمالي نشيط

الصورة الرمزية عثمان الثمالي

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 30
تـاريخ التسجيـل : 13-08-2005
الـــــدولـــــــــــة : الطائف
المشاركـــــــات : 35,164
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 30
قوة التـرشيــــح : عثمان الثمالي محترف الابداع


عثمان الثمالي غير متواجد حالياً

افتراضي رد: أزمة مالية.. أم أزمة إدارة؟!

في ظلال الأزمة .. وقفه أخرى مع البنوك
الاقتصادية السعودية الثلاثاء 28 أكتوبر 2008 7:15 ص




عبد المحسن بن إبراهيم البدر

منذ بداية الأزمة المالية العالمية أوائل هذا العام، أصبحت المؤسسات المالية العالمية محط أنظار الجميع، أما تأسفا على مصيرها كليمان براذرز وغيرها أو تحسبا لمصيرها ككل المؤسسات المالية العالمية، وتحدث الكثير عن الدور السلبي الذي تبنته المؤسسات المصرفية العالمية في هذه الأزمة التي تهدد بكساد اقتصادي عالمي، بسبب جشع ملاكها ومديريها على حساب مصلحة الاقتصاد الكلي و البناء الاجتماعي.

ونحن في المملكة كجزء من المنظومة العالمية نضع مؤسساتنا المالية تحت المجهر لما تحمله عملياتها من آثار في مشهد الاقتصاد المحلي بالسلب أو الإيجاب، لذلك فإن الأنظار كانت وما زالت تراقب التحركات المحلية للمصارف على قدر كبير من الترقب والحذر. وكجزء من التسليط على البنوك المحلية، فإنه يجدر بنا استعراض تلك البنوك على مدة أطول من الفترة الحالية، خصوصا أننا قد تحدثنا كثيرا في السابق عن الدور المفقود للبنوك السعودية في النقلة الكمية والنوعية التي شهدتها المملكة خلال السنوات الخمس الماضية على المستوى الاقتصادي، وتحدثنا كثيرا عن الدور المفقود، الذي يجدر بأقوى الصناعات الخدمية أن تأخذ زمام المبادرة فيه, نجدها مع الأسف مدعومة بقوة الاحتكار فترة طويلة تخلت عن أخذ قدر بسيط من المسؤولية في بناء المجتمع بالشكل الذي يتناسب مع حجمها الاقتصادي والربحي.

وخلال استعراض بسيط لتاريخ البنوك المحلية الطويل، فإننا نجد الكثير من التشريعات والقوانين والإجراءات التي تم سنها أو استنانها لدعم العمل المصرفي بشكل عام ولتكون البنوك هي المستفيد الأول والدائم لكل ما يجري على الأرض، وهي أبعد ما تكون عن عين الرقيب أو سوط الجلاد. وما زلنا نجهل السبب الحقيقي وراء الدلال الدائم للجشع الرأسمالي على حساب الخطط الوطنية الحقيقية لمستقبل الأجيال.

وخلال النظرة السريعة للقطاع خلال السنوات القليلة الماضية فإننا بلا شك سنتذكر بشكل جلي غياب البنوك في النمو الاقتصادي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وهي عامود فقري لأي اقتصاد، فالمؤسسات الصغيرة لا تجد أي طرق تمويلية لأفكارها ومشاريعها من البنوك المحلية. إن القيود الكبيرة والعراقيل التي تضعها البنوك لتمويل القطاع الخاص تمثل حجر عثرة كبير في طريق اتساع رقعة الشركات المتوسطة ونموها، وذلك بسبب الشروط الكثيرة التي لا يستطيع تلبيتها إلا كبريات الشركات التي تملك أصولا ثابتة بقيمة سوقية عالية تقنع البنوك برهنها (مجازاً) أو المشاركة فيها بشكل يجعل نسبة المخاطرة لدى البنك المقرض في أضيق حدودها، لنجد أن الشركات الكبيرة تكبر وباقي الشركات تنكمش وتضمحل مع مرور الوقت. حتى وإن كانت البنوك تنفذ عملية تجارية يحكمها الربح والخسارة وتضع الكثير للتحوط للمخاطر التي يحملها التمويل بصفة عامة وتمويل الشركات بصفه خاصة، إلا أن هذا لا يلغي أن شروط البنوك المحلية في التمويل تمثل عائقا أمام اتساع الطبقة الوسطى من الاقتصاد، وأن البنوك التي تجني أرباحها من هذا الاقتصاد فإنها تتحمل جزءا من المسؤولية في بنائه.

كذلك فإننا نتذكر بجلاء الدور السلبي للبنوك ومؤسساتها المصرفية في سوق الأسهم سواء على مستوى التسهيلات البنكية التي فاقمت أزمة انهيار سوق الأسهم عام 2006، التي كثر الحديث حينها عن تجاوزات قامت بها البنوك بتقديم تسهيلات بنكية للمضاربة في سوق الأسهم الذي كان حينها يشهد ارتفاعات كبيرة، وكانت النتيجة أن قامت البنوك بتسييل الكثير من المحافظ الاستثمارية عند الهبوط الأولي للسوق، ما أسهم في زيادة سرعة الانهيار الكبير. كذلك فإن الشق الآخر الذي يتعلق بالأسهم كان على مستوى خدمات التداول، حيث إن الأعطال التي حصلت بشكل متكرر في أنظمة تداول، التي خسر السوق بسببها دقائق تحسب بالمال وتقاس بالاستثمار، وما صاحب ذلك من تعطل وتعليق حسابات التداول لعدد من البنوك السعودية هي قضية تستحق التوقف وأمر يستحق الكثير من الضوء.

أتمنى أن تتجاوز بنوكنا واقتصادنا هذه الأزمة بأقل الخسائر، وأتمنى أكثر أن نكون جميعنا قد تعلمنا من الدروس السابقة بما يخدم مصلحة الوطن بجميع أطيافه.
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 10-28-2008   رقم المشاركة : ( 3 )
عثمان الثمالي
ثمالي نشيط

الصورة الرمزية عثمان الثمالي

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 30
تـاريخ التسجيـل : 13-08-2005
الـــــدولـــــــــــة : الطائف
المشاركـــــــات : 35,164
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 30
قوة التـرشيــــح : عثمان الثمالي محترف الابداع


عثمان الثمالي غير متواجد حالياً

افتراضي رد: أزمة مالية.. أم أزمة إدارة؟!

سبب الأزمة المالية .. أنتم!
الاقتصادية السعودية الثلاثاء 28 أكتوبر 2008 7:14 ص




د. أنس بن فيصل الحجي


تبيّن في المقالات السابقة أن السبب الرئيس للأزمة هو التدخل الحكومي، وأن الأزمة لا علاقة لها بالرأسمالية أو حرية الأسواق. كما تبيّن في المقال الماضي أن صحيفة "نيويورك تايمز" نشرت مقالا منذ نحو تسع سنوات تنبأت فيه بالأزمة بسبب "التدخل الحكومي" في ذلك الوقت، الذي أجبر البنوك على إقراض من لا يمكن إقراضه.

أعيش في وسط معمعة الأزمة المالية بحكم عملي في شركة استثمارية في الولايات المتحدة، ورغم دهشتي من تسارع الأحداث في الأسابيع الأخيرة، والانخفاض المريع في أسعار النفط، إلا أن دهشتي من ردة فعل آلاف الأئمة والخطباء والكتّاب في عالمنا الإسلامي كانت أكبر. فرغم عجز عباقرة أسواق المال عن إيجاد حلول للأزمة، اكتشفنا أن لدينا في عالمنا العربي آلاف الخبراء.

ورغم إيماني بأن الإسلام، الدين الشامل والكامل، هو الحل، ورغم إيماني الكامل بأن الربا بجميع أشكاله حرام، وأن جميع البيوع التي تتحايل على الربا حرام، إلا أنني لا أستطيع أن أخفي دهشتي من المقالات التي نعت الرأسمالية والعولمة وحرية الأسواق، والمقالات والتعليقات التي يقصر فيها كتابها سبب الأزمة على الربا، موحين بأنه لو حرّمت أمريكا الربا لما حصلت الكارثة. طبعا لم أفاجأ بهذه المقالات، ولكن فاجأني منطقها. مثلا، ماذا سيكون موقف هؤلاء الخطباء والكتّاب والمعلقين لو تجاوز الاقتصاد الأمريكي هذه الأزمة وبدأ بالنمو من جديد؟ وماذا لو حصل هذا النمو والازدهار في فترة انخفضت فيها أسعار النفط وبدأت دول الخليج بتحقيق عجز في موازناتها وبدأت بالاستدانة من الدول التي يشمت بعضهم فيها الآن؟ والأنكى من ذلك، ماذا لو بدأت هذه الدول بالاستدانة من البنوك نفسها التي يشمت بعضهم فيها الآن؟ هل ما أقوله ضرب من الخيال، أم أنه يمكن أن يتحقق بين عشية وضحاها؟


الأزمة بين العاطفة والمنطق

لقد قام كثيرون بإقحام الإسلام في وسط الأزمة، كما أقحموا عديداً من الآيات القرآنية، متناسين أن الحلول الإسلامية لا تكون لمشكلات أنظمة أخرى. فالإسلام نظام يمكن أن يحل مكان نظام آخر، ولكن لا يتوقع لقوانين نظام ما أن تحل مشكلات نظام آخر. السؤال الذي يجب أن يجيب عنه من أقحم الإسلام في الأزمة هو: لو كان هناك إنسان غير مسلم يقرأ ما تكتبوه، أو يسمع ما تقولوه، وأن الله "محق" أموال الأمريكيين بسبب الربا، ثم نما الاقتصاد الأمريكي وحققت البنوك الأمريكية أرباحا ضخمة، ماذا سيقول؟ من المخطئ، الإسلام، أم هؤلاء الذين أقحموا الإسلام والآيات القرآنية في الأزمة؟ ماذا سيقول هذا الشخص غير المسلم إذا رأى أنه في الفترة نفسها التي نمت فيها أرباح البنوك الأمريكية، تبخرت أموال دول الخليج، وتدهور اقتصادها بسبب انخفاض أسعار النفط؟ والأنكى من ذلك كله، ماذا سيقول هذا الشخص الأمريكي غير المسلم إذا ربطنا الموضوع بالإسلام، ورأى معاملة المسلمين لزوجاتهم وإخوانهم؟ أو قيادتهم للسيارات في شوارع المدن الإسلامية؟ وماذا يقول هذا الشخص غير المسلم الذي وقف في الطابور أمام الجوازات أو خطوط الطيران في المطار ليرى الأشخاص أنفسهم الذي ينادون بـ "أسلمة" الأنظمة الأمريكية يتجاوزون الطابور وكأن بقية الناس لا قيمة لهم؟ وماذا سيقول عن الشخص الذي يصر على أن الربا سبب الأزمة، ولكنه لم يعط العمال في شركته أجورهم منذ شهور؟ وماذا سيقول عندما يرى إشارة ممنوع التدخين، وأحد المسؤولين يدخن تحتها؟

وماذا سيقول هذا الشخص عندما يسمع بعضهم يقول إن السبب هو الربا، وأمامه شخصان اشتريا بيتين متماثلين، واستدانا المبلغ نفسه من البنك نفسه، وبمعدلات الفائدة "الربا" نفسها، أحدهما راتبه ألفي دولار وخسر بيته لعدم قدرته على الدفع، والآخر بقي في بيته لأن راتبه ثلاثة آلاف دولار وقادر على الدفع؟ إن الذين يقصرون الأمر على الربا يقعون في مأزق كبير: هل "المَحق" يقتصر على الفقراء فقط؟ لماذا خسر غير القادر على الدفع بيته، وبقي القادر على الدفع في بيته؟

والمدهش في الأمر أيضاً أن الأشخاص الشامتين بأمريكا وأوروبا، والذين يرون أن الحل في تطبيق الاقتصاد الإسلامي، يستشهدون بما كتبه ديفيد وجون وتوماس ضد آراء محمد وعبد الله وأنس! لماذا؟ هل لأن تلك الكتابات تتفق مع أهوائهم، بغض النظر عن مؤهلات جون وديفيد وتوماس؟ يبدو أنه يكفي لدى بعضهم أن يكون الاسم "فرنجيا" ليعطي مصداقية لفكرة "إسلامية"! وما أذهلني أن بعض الشامتين مستعدون لبيع الغالي والنفيس للعيش في أمريكا، وسيكون لهذا الموضوع مقال آخر.

أما الذين توقعوا أن هذه الأزمة ستؤدي إلى سقوط الولايات المتحدة، فقد تناسوا أمورا كثيرة، منها أن الأمريكيين أكثر تطبيقا للمبادئ الإسلامية في حياتهم اليومية من شعوب الدول الإسلامية، وأن أمريكا تجدد دمها باستمرار عن طريق تجنيس مئات الألوف من شتى أنحاء الأرض كل عام، وأنه حتى لو أخطأ زعماء الولايات المتحدة أخطاء فادحة، فإن النظام يصحح نفسه بسرعة عن طريق انتخابات الكونغرس كل سنتين، وانتخابات الرئاسة كل أربع سنوات، وانتخابات مجلس الشيوخ كل ست سنوات.

أقول لكل من شمت بالأزمة، ولكل من تنبأ بسقوط الرأسمالية بسبب هذه الأزمة بالذات، ولكل من نظر إليها بسطحية وربطها بالربا، الأفضل أن تجهزوا أجوبتكم من الآن، لأن النمو قادم! وكنت قد حضرت نقاشا بين شباب مسلمين وأمريكيين، واحتد أحد الشباب المسلمين مشيرا إلى تحريم الربا، ثم استشهد بالآيات، فصعقه جواب أحد الأمريكيين "لا أؤمن بكتابك ولا برسولك، فكيف لي أن أقتنع بأدلتك القرآنية؟" الدرس كان بليغا: إذا كانت مهمة المسلم هي الدعوة إلى الله، فالشماتة ليست الطريق الذي يحقق هذا الهدف، وموضوع الربا ليس الطريق الصحيح لطرح الإسلام على غير المسلمين. خبرة المغتربين أثبتت أن "الدعوة الصامتة" متمثلة في السلوك الحسن هي أفضل طريق لقلوب الآخرين.

نحن لسنا بحاجة إلى من يتشدق بأمجاد الإسلام، ومنجزات الإسلام التاريخية، وبقدرة الاقتصاد الإسلامي على حل المشكلات الاقتصادية. نحن بحاجة إلى أن يكون الشخص أفضل أخ، وأفضل ابن، وأفضل أب، وأفضل زوج، وأفضل صديق، وأفضل طالب، وأفضل مدرس، وأفضل موظف، وأفضل سائق، وأفضل مسافر، وأفضل مالك، وأفضل مستأجر، وأفضل مدير، وأفضل باحث، وأفضل طبيب وأفضل مهندس، وأفضل صحافي، وأفضل...وأفضل. عندها لن يكون هناك أزمات مالية! هل عرفتم سبب الأزمة الآن؟
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 10-28-2008   رقم المشاركة : ( 4 )
فاعل خير
أبو عبدالله

الصورة الرمزية فاعل خير

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 566
تـاريخ التسجيـل : 26-07-2006
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 13,279
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 339
قوة التـرشيــــح : فاعل خير تميز فوق العادةفاعل خير تميز فوق العادةفاعل خير تميز فوق العادةفاعل خير تميز فوق العادة


فاعل خير غير متواجد حالياً

افتراضي رد: أزمة مالية.. أم أزمة إدارة؟!

مشكور ع المتابعة
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
مصدر في هيئة السوق لـ « عكاظ » : هبوط الأسهم السعودية سببه أزمة نفسية لا مالية عثمان الثمالي منتدى الاقتصاد والمال 0 10-11-2008 03:26 PM
أزمة الفهم مناهل الــمـنـتـدى الـعـام 4 05-08-2008 11:57 AM
المعجل: أزمة الحديد في المملكة أزمة سعر وليست أزمة كميات عثمان الثمالي منتدى الاقتصاد والمال 0 02-25-2008 02:52 PM
5 عروض للخروج من أزمة الشركة عثمان الثمالي منتدى الاقتصاد والمال 0 01-23-2007 11:30 AM
أزمة حوار حسن عابد الــمـنـتـدى الـعـام 11 04-22-2006 12:23 PM


الساعة الآن 02:19 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by