ابتعاد المستثمرين عن التعاملات ذات المخاطر

[عثمان الثمالي]

ابتعاد المستثمرين عن التعاملات ذات المخاطر ابتعاد المستثمرين عن التعاملات ذات المخاطر ابتعاد المستثمرين عن التعاملات ذات المخاطر ابتعاد المستثمرين عن التعاملات ذات المخاطر ابتعاد المستثمرين عن التعاملات ذات المخاطر

الخليج الاقتصادي الإماراتية الاثنين 15 ديسمبر 2008 4:55 ص

جاء في تقرير بنك اتش اس بي سي أن الأسبوع تميز بفشل حصول مشروع خطة انقاذ شركات صناعة السيارات الأمريكية الثلاث الكبيرة على موافقة مجلس الشيوخ الأمريكي مما أدى الى زيادة مستوى ابتعاد المستثمرين عن التعاملات ذات المخاطر التي كانت قد وصلت الى أعلى مستوياتها بالفعل في أسواق العملات . وأشارت الحكومة الأمريكية الى أنها قد تقوم الآن باستخدام ما يقدر بنحو 700 مليار دولار أمريكي من القيمة الاجمالية لمشروع خطة انقاذ شركات صناعة السيارات العملاقة والتي تعاني أزمة مالية حادة .

ويتركز اهتمام الأسواق في الوقت الحالي على البيانات الاقتصادية المتوقع صدورها في الأسبوع المقبل ومن ضمنها نتائج تقرير تانكان الياباني للربع الرابع وكذلك قرار اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في الولايات المتحدة بشأن أسعار الفائدة بالاضافة الى تقرير معهد ايفو الألماني للدراسات والأبحاث الاقتصادية حول توجهات شركات الأعمال وقراري بنك انجلترا المركزي وبنك اليابان المركزي بشأن أسعار الفائدة .

ارتفاع عائدات اليورو

استهل اليورو الأسبوع ببداية قوية ليحقق أعلى مستوى أرباح يومية له خلال أسبوعين وذلك في يوم الاثنين بعد اعلان الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما عن خطة كبيرة للانفاق على مشاريع البنى التحتية مما أدى الى زيادة نشاط أسواق الأسهم المالية العالمية واندفاع المستثمرين نحو خفض حجم مدخراتهم من الدولار الأمريكي باعتباره ملجأ آمناً وزيادة اقبالهم نحو التعامل بالعملات ذات المخاطر . كذلك كان لاتمام مشروع خطة انقاذ شركات صناعة السيارات الأمريكية أثر في زيادة اقبال المستثمرين على التعاملات ذات المخاطر مما أدى بدوره الى ارتفاع العملات ذات العوائد العالية مثل اليورو على حساب الدولار الأمريكي .

كما تراجع اليورو في وقت لاحق من الأسبوع حيث ركزت الأسواق اهتمامها على التوجهات الاقتصادية في ألمانيا، وهي الاقتصاد الأكبر في منطقة اليورو . فقد أظهر تقرير معهد زد اي دبليو الألماني نتائج الاستطلاع الذي قام به عدد من الخبراء الاقتصاديين حول التوجهات الاقتصادية للظروف الحالية التي ازدادت سوءاً بالمقارنة بنتائج الاستطلاع للشهر الماضي . وعلى الرغم من ذلك، تراجع اليورو مقابل الدولار الأمريكي حيث تلقت الأسواق أنباء أفادت بتوصل كل من صُناع السياسة الأمريكيين الديمقراطيين والحكومة الى اتفاقية مبدئية تهدف الى تمديد القروض الطارئة لانقاذ شركات صناعة السيارات الأمريكية المتأزمة لمساعدتها على اعادة هيكلتها لتفادي التعرض الى الافلاس، مما ساعد على تخفيف حدة مخاوف وقلق المستثمرين .

ومع الاقتراب من نهاية الأسبوع، فشل مشروع خطة انقاذ شركات صناعة السيارات في الحصول على موافقة مجلس الشيوخ الأمريكي مما أدى الى انخفاض الدولار الأمريكي الى أدنى مستوياته لمدة 13 سنة مقابل الين الياباني، على الرغم من استعادة الدولار الأمريكي لمركزه القوي بعد تصريحات البيت الأبيض بأنه سيأخذ بالاعتبار موضوع استخدام 700 مليار دولار أمريكي من القيمة الاجمالية لمشروع خطة الانقاذ للبنوك لمنح قروض طارئة لشركات صناعة السيارات الأمريكية . وبقي الدولار الأمريكي دون مستواه الطبيعي حتى نهاية الأسبوع ليسجل بذلك أكبر انخفاض أسبوعي له مقابل سلة من العملات الرئيسية الأخرى منذ عام 1995 .

وكان الدولار الأمريكي قد ارتفع، خلال الأشهر الأخيرة، مقابل معظم العملات الرئيسية في ماعدا الين الياباني حيث قام المستثمرون بتصفية أصولهم في الخارج لشراء الدولار الأمريكي وذلك لاستثمارها في السندات المالية الحكومية الأمريكية قليلة المخاطر .

وتراوحت حركة البيع في الأسبوع الماضي بين 2716 .1 - 3415 .1 دولار أمريكي لليورو(أي ما يعادل 6706 .4 - 9273 .4 درهم) .

وتراوحت حركة البيع لهذا الأسبوع بين 2950 .1 - 3450 .1 دولار أمريكي لليورو(أي ما يعادل 7565 .4 - 9402 .4 درهم) .

الين الياباني يحقق مكاسب



كانت بداية الأسبوع ضعيفة بالنسبة للين الياباني حيث تراجع مقابل الدولار الأمريكي بعد أن تراجعت حدة ابتعاد المستثمرين عن التعاملات ذات المخاطر على أثر خطط الانفاق الكبيرة على مشاريع البنية التحتية التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي باراك أوباما . ومن ناحية أخرى، فان تراجع حدة ابتعاد المستثمرين عن التعاملات ذات المخاطر يمكن أن يؤدي الى تراجع الطلب على الين الياباني الذي يرتفع حين يأخذ اقبال المستثمرين على المخاطرة بالتراجع ويبدؤون بتصفية تعاملاتهم ومراكزهم .

وعلى الرغم من ذلك، فقد حقق الين الياباني بعض المكاسب على أثر زيادة ابتعاد المستثمرين عن التعاملات ذات المخاطر وذلك بعد صدور مجموعة من البيانات الاقتصادية اليابانية أظهرت تراجع الاقتصاد الياباني بنسبة 5 .0 في المائة في الفترة ما بين يوليو الى سبتمبر واعلان شركة سوني اليابانية عن خفض اليد العاملة فيها بنسبة 5 في المائة ضمن اطار جهودها لاعادة الهيكلة، لتتعزز بذلك المخاوف من تعرض ثاني أكبر اقتصاد في العالم الى التراجع والانكماش . ومن جهة أخرى، فقد كان للقلق من التدخل المتوقع لبنك الياباني المركزي لدعم ارتفاع الين الياباني أثر في تراجع العملة اليابانية بعد أن صرح حاكم مصرف اليابان المركزي ماساكي شيراكاوا بالقول بأنه كان يتابع حركات صرف العملات باهتمام بالغ .

ومع الاقتراب من نهاية الأسبوع، كان لفشل مشروع خطة انقاذ شركات صناعة السيارات الأمريكية أثر في دفع الين الياباني للارتفاع مقابل الدولار الأمريكي الى أعلى مستوياته لمدة 13 سنة قبل أن يستعيد الدولار الأمريكي مركزه الطبيعي . وتحاول اليابان منذ فترة طويلة اتباع سياسة مالية تهدف للسيطرة على قوة الين الياباني من خلال التدخل بالأسواق على الرغم من بقائها على الحياد منذ عام 2004 . فارتفاع الين الياباني سيؤدي الى ارتفاع قيمة وتكلفة الصادرات اليابانية في الأسواق الخارجية وعندها سوف تفقد صفة المنافسة . وتراوحت حركة البيع في الأسبوع الماضي بين 34 .88 - 91 .93 ين للدولار الأمريكي(أي ما يعادل 03911 .0 - 04158 .0 درهم) . وتراوحت حركة البيع لهذا الأسبوع بين 50 .88 - 50 .93 ين للدولار الأمريكي(أي ما يعادل 03928 .0 - 04150 .0 درهم) .

الاسترليني في أدنى مستوى



كانت بداية الأسبوع قويةً بالنسبة للجنيه الاسترليني، على غرار اليورو، حيث ارتفع مقابل الدولار الأمريكي على أثر ابتعاد المستثمرين عن التعامل بالأصول ذات المخاطر العالية . وعلى الرغم من ذلك، فقد تعرضت العملة البريطانية الى الضغوط على أثر صدور مجموعة من البيانات الاقتصادية الضعيفة من المملكة المتحدة حيث أشار المحللون الاقتصاديون الى قيام مصرف انجلترا المركزي بالمزيد من الخفض في أسعار الفائدة . ومع الاقتراب من نهاية أسبوع، انخفض الجنيه الاستيرليني مسجلاً بذلك أدنى مستوى قياسي له مقابل اليورو وسلة من العملات الرئيسية الأخرى على أثر زيادة ابتعاد المستثمرين عن التعامل بالأصول ذات المخاطر في أسواق العملات .

وقد قام مصرف انجلترا المركزي بخفض أسعار الفائدة الرئيسية بنحو ثلاث نقاط مئوية منذ أكتوبر لمكافحة الكساد الاقتصادي . ويتوقع المحللون الاقتصاديون انخفاض أسعار الفائدة بنحو نقطة مئوية واحدة الى 1 في المائة بحلول شهر مارس .

وتراوحت حركة البيع في الأسبوع الماضي بين 4675 .1 - 5117 .1 دولار للجنيه الاسترليني(أي ما يعادل 3901 .5 - 5525 .5 درهم) . وتراوحت حركة البيع لهذا الأسبوع بين 4750 .1 - 5250 .1 دولار للجنيه الاسترليني(أي ما يعادل 4177 .5 - 6013 .5 درهم)

[صقر قريش]

بارك الله فيك

[@ بن سلمان @]

يعطيك العافية يا بو سعود