رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
الصوم وأحكامه الشرعية
الصوم وأحكامه الشرعية الصوم وأحكامه الشرعية الصوم وأحكامه الشرعية الصوم وأحكامه الشرعية الصوم وأحكامه الشرعيةبسم الله الرحمن الرحيم
هناك سؤالان مهمان على المسلم أن يسألهما لنفسه وهو يستعد لاستقبال شهر رمضان , شهر البر والإيمان , شهر الخير والإحسان , شهر الصفح والغفران. فالسؤال الأول هو : كيف أستعد استعدادا حقيقيا لاستقبال شهر رمضان ؟ . لكي يستعد المسلم لاستقبال شهر رمضان فإن عليه أن يعلم أن شهر رمضان يحتاج منه إلى استقبال خاص , فعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعوا ببلوغه رمضان. فإذا دخل شهر رجب قال: \"اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان\". وقال معلى بن الفضل : كانوا (السلف) يدعون الله تعالى ستة أشهر أن يُبلغهم رمضان, ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبل منهم. وقال يحيى بن أبي كثير : كان من دعائهم : اللهم سَلِمني إلى رمضان, وسلم لي رمضان, وتَسَلمه مني متقبلاً. وهذا الاستقبال الخاص يتضمن من المسلم عدة أمور منها : 1- التوبة والإنابة من جميع الذنوب: فالتوبة تتجدد في رمضان حتى يتعرض المؤمن لنفحات الله ورحماته , قال تعالى : \" فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ (61) سورة هود , وقال : \" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (8) سورة التحريم . عَنْ أَبِي مُوسَى عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: \" إِنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النهارِ، وًيبْسُطُ يَدَهُ بِالنهارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا\" .أخرجه أحمد 4/395 ومسلم 8/99 . وعَنِ ابْنِ عُمَرَ , قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:تُوبُوا إِلَى رَبِّكُمْ , فَإِنِّى أَتُوبُ إِلَيْهِ في الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ.أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (447). قال الشاعر : فَتُب لله حقاً ثُمَّ أقبِل * * * بُعيد التّوب والدّمع المسالِ ستلقى الله توّاباً رحيماً * * * مجيباً للدعاءِ وللسؤالِ فيا ربّي أنَبْتُ إليك طَوعاً * * * تقبّل تَوبتي وألطف بحالي 2- التحلل من جميع المظالم : على المسلم وهو يستقبل شهر رمضان أن يستقبله ويستعد له بالتحلل من جميع الظالم سواء كانت في حق الله أم في حق العباد , فالمظالم التي في حق الله تحتاج إلى أن يرد تلك المظالم إلى أصحابها وأن يطلب منهم المسامحة والصفح , فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ:مَنْ كَانََتْ عِنْدَهُ مَظْلَمَةٌ مِنْ أَخِيهِ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ مَالِهِ فَلْيَتَحَلَّلْهُ الْيَوْمَ ، قَبْلَ أَنْ يُؤْخَذَ حِينَ لاَ يَكُونُ دِينَارٌ وَلاَ دِرْهَمٌ ، وَإِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَجُعَلَتْ عَلَيْهِ. - وفي رواية : رَحِمَ اللهُ عَبْدًا كَانَتْ لأَخِيهِ عِنْدَهُ مَظْلَمَةٌ فِي عِرْضٍ أَوْ مَالٍ ، فَجَاءَهُ فَاسْتَحَلَّهُ قَبْلَ أَنْ يُؤْخَذَ وَلَيْسَ ثَمَّ دِينَارٌ وَلاَ دِرْهَمٌ ، فَإِنْ كَانَتْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ حَسَنَاتِهِ ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ حَمَّلُوا عَلَيْهِ مِنْ سَيِّئَاتِهِمْ. أخرجه أحمد 2/435(9613) . قال الشاعر : إلهي لا تعذبني فإني * * * مقر بالذي قد كان منى فكم من زلة لي في البرايا * * * وأنت علي ذو فضل ومنِّ يظن الناس بي خيراً وإني * * * لشر الناس إن لم تعفو عني 3- تصفية القلب من علائق الدنيا: وفي استقبال رمضان يصفي المسلم قلبه من علائق الدنيا ويقبل على عبادة الله تعالى بحب وإخبات حتى يشرح الله صدره للإسلام والإيمان , قال تعالى : : أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} (22) سورة الزمر . ومن تصفية القلب الصدق مع النفس ومع النفس ومع الناس وحب الخير للجميع , والبعد عن أمراض القلوب من غل وحقد وحسد وكبر وغيبة ونميمة وغش وغيرها , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما ، قَالَ : قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: كُلّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ، صَدُوقِ اللِّسَانِ . قَالُوا: صَدُوقُ اللِّسَانِ ، نَعْرِفُهُ. فَمَا مَخْمُومُ الْقَلْبِ ؟ قَالَ: هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ. لاَ إِثْمَ فِيهِ وَلاَ بَغْيَ وَلاَ غِلَّ وَلاَ حَسَدَ رواه ابن ماجه (4307) . قال الشاعر : أنا إن بكيت فلن ألام على البكا * * * فلطالما استغرقت في العصيان ِ يا رب إن لم ترضى إلا ذا تُقى * * * من للمسيء المذنب الحيرانِ 4- الحرص على مجاهدة النفس في العبادة: وكذا في استقبال رمضان يستعد المسلم لمجاهدة نفسه من الشيطان والهوى والشهوات والشبهات , ويقبل بجد واجتهاد وإخلاص وإتقان على الصوم والصلاة وقيام الليل والصدقة ,وليعلم أن عزه وشرفه في تلك المجاهدة, فعن سهل بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : \" أتاني جبريل ، فقال : يا محمد عش ما شئت فإنك ميت وأحبب من شئت ، فإنك مفارقه و اعمل ما شئت فإنك مجزي به ، و اعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل و عزه استغناؤه عن الناس \" .أخرجه الطبراني في \" الأوسط \" ( 1 / 61 / 2 ) الألباني في \"السلسلة الصحيحة\" 2 / 505. قال الشاعر : رمضانُ أقبل قم بنا يا صاح *** هذا أوان تبتل وصـــلاح واغنم ثواب صيامه وقيامه *** تسعد بخير دائم وفلاح والسؤال الثاني هو : ما هو برنامجي الإيماني في شهر رمضان ؟ . رمضان فرصة من أعظم الفرص للإقبال على العبادة والتعرض لنفحات الرحمات والخيرات من الله تعالى ,فعَن أَنَسٍ ، قال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : اطلُبُوا الخَيرَ وتَعَرَّضُوا لِنَفَحاتِ الله ، فَإِنَّ لِلَّهِ نَفَحاتٌ مِن رَحمَتِهِ يُصِيبُ بِها مَن يَشاءُ ، واسأَلُوا الله أَن يَستُرَ عَوَراتِكُم وأَن يُؤَمِّنَ رَوعاتِكُم. رواه الطبراني في \" الكبير \" (720 )الألباني في \" السلسلة الصحيحة \" 4 / 511 . ولن ينال المؤمن تقوى الله إلا بالإقبال على تلك العبادات , فهو شهر يتربى فيه على التقوى , قال تعالى : \" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) سورة البقرة . قال المناوي: \"أجزي به صاحبه جزاء كثيراً، وأتولى الجزاء عليه بنفسي فلا أكله إلى ملك مقرب ولا غيره لأنه سرّ بيني وبين عبدي، لأنه لما كف نفسه عن شهواتها جوزي بتولي الله سبحانه إحسانه\". \"فيض القدير\" (4/250). قال الشاعر : شهر يفوق على الشهور بليلة *** من ألف شهر فضلت تفضـيلاً طوبى لعبد صح فيه صيامه *** ودعا المهيمن بكرة وأصيــلا وبليلة قــد قام يختم ورده *** متبتـــلاً لإلهــه تبتــيلا وعلى المسلم الحقيقي أن يكون من أهل التميز في رمضان فيضع لنفسه برنامجا من بداية الشهر يتميز فيه على غيره وهذا البرنامج يتضمن : 1- الإقبال على كتاب الله تعالى تلاوة وتدبراً وحفظاً , فلا يدع الشهر يمر دون أن يختم القرآن الكريم على الأقل ختمتين . 2- المحافظة على جميع الصلوات في جماعة وصلاة التراويح في المسجد ويفضل المسجد الذي يختم القرآن . 3-حضور مجالس العلم في المساجد وغيرها والحرص على الاستفادة منها وسؤال العلماء . 4- قيام الثلث الأخير من الليل . 5- الإكثار من الذكر والدعاء وبخاصة عن الإفطار وفي الصلوات. 6- الإكثار من التصدق وإفطار الصائم وزكاة الفطر. 7- صلة الرحم والتواصل مع الناس الصالحين . 8- عمل ايجابي نافع كل يوم يستغل فيه كل دقيقة من أوقات الشهر , ولا يضيع وقته أمام الفضائيات وفي متابعة الأفلام والمسلسلات . 9- يجعل بيته بيتاً ربانياً يشعر فيه أهل بيته بقيمة الشهر فيجمعهم على القرآن فيختمونه معاً ويعمل لوحات بفضائل الشهر يعلقها داخل المنزل ويعقد الدروس العلمية لأهل بيته ويصطحبهم إلى المسجد للصلاة ودروس العلم. 10 – لو تيسر له عمل عمرة في رمضان فليسارع بها فإنها تعدل حجة . قال الشاعر : جاء الصيام فجاء الخير أجمعه * * * ترتيل ذكر وتحميد وتسبيح فالنفس تدأب في قول وفي عمل * * * صوم النهار وبالليل التراويح اللهم تقبل منا الصيام والقيام وصالح الأعمال |
07-12-2012 | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||
مشرف الأقسام التعليمية
|
رد: الصوم وأحكامه الشرعية
الصوم وأحكامه الشرعية
الصوم لغةً: الإمساك .. وشرعاً: الإمساك عن الأكل والشرب والجماع وسائر المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس بنيَّة خالصة لله تبارك وتعالى وفُرض في المدينة المنورة لليلتين خلتا من شهر شعبان من السنة الثانية للهجرة المباركة وذلك في قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}وهنا بشَّر رسول الله أصحابه بفرضية الصيام منوِّهاً بفضائل رمضان حيث قال {أَتَاكُمْ رَمَضَانُ شَهْرُ بَرَكَةٍ فِيهِ خَيْرٌ يُغَشِّيكُمُ اللَّهُ فِيهِ فَتَنْزِلُ الرَّحْمَةَ وَتُحَطُّ الْخَطَايَا وَيُسْتَجَابُ فِيهِ الدُّعَاءُ فَيَنْظُرُ اللَّهُ إِلَى تَنَافُسِكُمْ وَيُبَاهِي بِكُمْ مَلائِكَتَهُ فَأَرُوا اللَّهَ مِنْ أَنْفُسِكُمْ خَيْرًا فَإِنَّ الشَّقِيَّ مِنْ حُرِمَ فِيهِ رَحْمَةَ اللَّهِ }[1] لذلك نصَّ العلماء على استحباب التهنئة بالنعم الدينية إذا تجددت قال الحافظ العراقي الشافعي {تستحب المبادرة لتبشير من تجدَّدت له نعمة ظاهرةأو اندفعت عنه بلية ظاهرة}وقال ابن حجر الهيثمي { إنها مشروعة } ثم قال {ويحتج لعموم التهنئة لما يحدث من نعمة أو يندفع من نقمة بمشروعية سجود الشكر والتعزية وبما في الصحيحين عن كعب بن مالك في قصة توبته لمـَّا تخلَّف عن غزوة تبوك أنه لما بُشِّر بقبول توبته ومضى إلى النبي قام إليه طلحة بن عبيد الله فهنَّــأه} وكذلك نقل القليوبي عن ابن حجر أن التهنئة بالأعياد والشهور والأعوام مندوبة ويثبت دخول شهر رمضان برؤية الهلال ولو برؤية الشخص الواحد له عند جمهور العلماء فإن تعذرت الرؤية أكمل المسلمون عدة شعبان ثلاثين يوماً وأما هلال شهر شوال فيثبت بإكمال عدة رمضان ثلاثين يوماً ولا تقبل فيه شهادة العدل الواحد – عند جمهور العلماء – بل لا بد من أن يشهد على رؤيته اثنان معروفان بأمانتهما وبعدلهما والاعتماد على الرؤية البصرية هو الأساس مع الاستئناس بالحساب الفلكي لإفادته القطع واليقين في مثل تلك الأمور المحسوسة فقد أخرج الشيخان (البخاري ومسلم) وغيرهما عن أبي هريرة أن رسول الله قال {صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلاثِين} وذهب جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والحنابلة وهو قول للشافعية إلى عدم اعتبار اختلاف المطالع في إثبات شهر رمضان فإذا ثبتت رؤية هلال رمضان في بلد لزم الصوم جميع المسلمين في جميع البلاد لقول النبي في الحديث المذكور {صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ} ويرى الشافعية في الأصح اعتبار اختلاف المطالع أي أنه يعتبر لأهل كل بلد رؤيتهم ولا يلزمهم رؤية غيرهم ما داموا بعيدين عنهم ومن أدلتهم ما رواه مسلم والترمذي وأحمد عن كُرَيب مولى ابن عباس :{أنَّ أُمَّ الفَضْلِ بِنْتَ الحَارِثِ بَعَثَتْهُ إلى مُعَاوِيَةَ بالشَّامِ قال : فَقَدِمْتُ الشَّامَ فَقَضَيْتُ حَاجتَها واستُهِل عَليَّ هِلاَلُ رَمَضَانَ وأنا بالشَّامِ فرأَيْنَا الهِلاَلَ لَيْلَةَ الجُمُعَةِ ثمَّ قَدِمْتُ المَدِينَةَ في آخرِ الشهْرِ فَسَأَلَنِي ابنُ عبَّاسٍ ثُمَّ ذكَرَ الهِلاَلَ فقالَ متَى رأَيْتُمْ الهِلاَلَ؟ فقُلْتُ: رَأَيْنَاهُ لَيْلَةَ الجُمُعَةِ فقال: أنْتَ رَأَيْتَهُ لَيْلَةَ الجُمُعَةِ؟ فَقُلْتُ: رَآهُ النَّاسُ فَصَامُوا وصَام مُعَاويِةُ فقَالَ: لكنْ رأَيْنَاهُ لَيْلَةَ السَّبْتِ فلا نَزَالُ نَصُوُمُ حتى نُكْمِلَ ثلاثينَ يَوْماً أو نَرَاهُ فَقُلْتُ ألا تَكْتَفِي بِرُؤيَةِ مُعَاوِيَةَ وصِيَامِهِ؟ قال:لا هكَذَا أَمَرَنا رسولُ الله} وورد في فضل الصوم وثوابه كثير من الأحاديث النبوية و من ذلك ما ورد في بيان حصول الفرح والسعادة للإنسان في الدنيا والآخرة وذلك بقول النبي{لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ}[2] وورد أن الصوم يبعد عن النار بكل يوم سبعين سنة قال النبي{ مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بَاعَدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا }[3] وورد أن الصوم يشرف الإنسان في الآخرة بدخول الجنة من باب يسمى الريان وهو باب خاص بالصائمين قال الحبيب{إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ: الرَّيَّانُ يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ}[4] وورد أن الصوم يُرضي الله تعالى عن الصائم وعن رائحة فمه- رغم كراهة الناس لها – قال النبي{وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ}[5] وورد أن الصوم له ثواب ومزية على سائر الأعمال قال النبي{ كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ قَالَ اللَّهُ إِلا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي}[6] ومعنى قوله {إِلا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي} أي: خالص لي لا يقصد به غيري لأنه عبادة لا يقع عليها حواس العباد فلا يعلمه إلا الله والصائم فصار الصوم عبادة بين العبد والرب فلذلك أضافه إلى نفسه وجعل ثوابه بغير حساب لأنه لا يتأدى إلا بالصبر وقد قال الله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ} فلما كان في الصوم هذه المعاني خصه الله تعالى بذاته ولم يكله إلى الملائكة بل تولى جزاءه بنفسه فأعطى الصائم أجراً من عنده ليس له حد ولا عدد فقال: {وَأَنَا أَجْزِي بِهِ} يعني: أكون له عن صومه على كرم الربوبية لا على استحقاق العبودية و:معنى قوله {وَأَنَا أَجْزِي بِهِ } أي {كل طاعة ثوابها الجنة والصوم جزاءه لقائي أنظر إليه وينظر إلىَّ ويُكلمني وأكلمه بلا رسول ولا ترجمان}[7] [1] رواه ابن النجار عن ابن عمر والطبراني وابن النجار عن عبادة بن الصامت [2] أخرجه البخاري ومسلم [3] أخرجه مسلم والنسائي [4] أخرجه البخاري ومسلم [5] أخرجه البخاري ومسلم [6] أخرجه البخاري ومسلم |
||
07-12-2012 | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||
مشرف الأقسام التعليمية
|
رد: الصوم وأحكامه الشرعية
فضائل شهر رمضان
.. لفظ (رمضان) مشتق من الرمض وهو شدة وقع الشمس على الرمل وغيره والاسم: الرمضاء وإنما اشتقت كلمة (رمضان) من هذا المعنى لأنهم لما نقلوا أسماء الشهور عن اللغة القديمة سموها بالأزمنة التي هي فيها فوافق رمضان أيام رمض الحر وقيل رمضان مشتق من (رمض الصائم) أي اشتد حرُّ جوفه أو لأنه يحرق الذنوب وقد اختص الله هذا الشهر الكريم بكثير من الفضائل والخيرات والبركات منها: أولاً: اختصاصه بفرضية الصيام فيه والصيام ركن من أركان الإسلام التي لا يكمل إسلام العبد إلا بالقيام بها قال النبي {بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ } ذكر منها {وَصَوْمِ رَمَضَانَ}[1] ولما تميَّز الصوم عن غيره من العبادات بكونه ركناً في الإسلام وتميَّز عنها بفضائل كثيرة اختار الله تعالى أفضل الأوقات ليكون محلاً لأداء هذه العبادة الشريفة والركن الأساسي وهو شهر رمضان إذ اختصه الله بعظيم الفضائل الكونية والربانية العميمة وجعله سيداً للشهور كلها، قال النبي{ سَيِّدُ الشُّهُورِ شَهْرُ رَمَضَانَ }[2] ثانياً: نزول القرآن فيه اختص الله شهر رمضان من بين الشهور بإنزال القرآن فيه قال تعالى في محكم الكتاب {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} قال ابن عباس {أُنزل القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ في ليلة القدر من شهر رمضان فوُضع في بيت العزة في سماء الدنيا ثم نزل به جبريل على محمد منجَّماً - أي مفرقاً – بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة}[3] وكما اختار الله تعالى هذا الشهر لإنزال القرآن الكريم فيه اختاره أيضاً لإنزال غيره من الكتب المقدسة السابقة عليه فقد ورد عن رسول الله {أُنْزِلَتْ صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلام فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ وَأُنْزِلَتْ التَّوْرَاةُ لِسِتٍّ مَضَيْنَ مِنْ رَمَضَانَ والإِنْجِيلُ لِثَلاثَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَ الْفُرْقَانُ لأرْبَعٍ وَعِشْرِينَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ}[4] وفي هذا إشارة ربانية إلى تفضيل شهر رمضان وتمييزه على غيره من الأوقات ثالثاً: احتفاء الكون له وكثرة الخير فيه ففي شهر رمضان تُفتَّح أبواب الخير وتُغلَّق أبواب الشر وهو ما فُسِّر به قول النبي{ إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ}[5] واختص الله ليالي شهر رمضان كلها بكثرة الصِلات الربانية، والنفحات الإلهية ومن ذلك ما ورد من قول النبي{ إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فُتِحَتْ أَبْوَابُ الْجِنَانِ كُلُّهَا لا يُغْلَقُ مِنْهَا بَابٌ وَاحِدٌ الشَّهْرَ كُلَّهُ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ وَاحِدٌ وَغُلَّتْ عُتَاةُ الشَّيَاطِينِ وَنَادَى مُنَادٍ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى انْفِجَارِ الصُّبْحِ يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ هَلُمَّ يَا بَاغِيَ الشَّرِّ انْتَهِ هَلْ مَنْ مُسْتَغْفِرٍ فَيُغْفَرَ لَهُ هَلْ مِنْ تَائِبٍ فَيُتَابَ عَلَيْهِ هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَيُعْطَى سُؤْلَهُ هَلْ مِنْ دَاعٍ فَيُسْتَجَابَ لَهُ وَلِلَّهِ عِنْدَ وَقْتِ فِطْرِ كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ عُتَقَاءُ يَعْتِقُونَ مِنَ النَّارِ }[6] رابعاً: اختصاصه بليلة القدر فضَّل الله شهر رمضان بليلة القدر بأن جعلها إحدى ليالي هذا الشهر الكريم وهي الليلة التي أنزل الله فيها القرآن على النبي وميَّزها عن سائر الليالي كافة فصرَّح بذكرها في القرآن الكريم ووصفها بأنها مباركة وبأنها خير من ألف شهر قال تعالى{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ} وقال أيضاً {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ} والمعنى أن العمل الصالح فيها خير من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر وإنما كان كذلك لما يريد الله فيها من المنافع والأرزاق وأنواع الخير والبركة. خامساً: اختصاصه بكثير من المستحبات يتأكد فعلها فيه ومن هذه المستحبات التي يتأكد فعلها في رمضان ويعظم أجرها فيه أكثر مما لو أديت في غيره 1-مدارسة القرآن وكثرة تلاوته: خاصة في الليل كما جاء في الحديث {أَشْرَافُ أُمَّتِي حَمَلَةُ الْقُرْآنِ وَأَصْحَابُ اللَّيْلِ}[7] وفي الحديث { أن جبريل كان يلقى النَبِي فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ }[8] 2- ختم القرآن: فقد كان من هدى السلف الحرص على ختم القرآن في رمضان تأسياً بالنبي حيث كان من شأنه ذلك فقد ورد عن ابن عباس أنه قال{ إنَّ رَسُولَ اللَّهِ كَانَ يُعْرَضُ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً وَإِنَّهُ عُرِضَ عَلَيْهِ الْعَامَ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ مَرَّتَيْنِ}[9] وسُئل النبي {أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ قَالَ: الْحَالُّ الْمُرْتَحِلُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْحَالُّ الْمُرْتَحِلُ؟ قَالَ: فَتْحَ الْقُرْآنَ وَخَتَمَهُ مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِرِهِ وَمِنْ آخِرِهِ إِلَى أَوَّلِهِ كُلَّمَا حَلَّ ارْتَحَلَ }[10] 3-الصدقة: وهي من أعظم الأعمال التي يثاب المسلم عليها قال النبي{مَنْ تَصَدَّقَ بِعَدْلِ تَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ وَلَا يَقْبَلُ اللَّهُ إِلَّا الطَّيِّبَ وَإِنَّ اللَّهَ يَتَقَبَّلُهَا بِيَمِينِهِ ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهِ كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الْجَبَلِ }[11] والفلو: هو المهر أي الصغير من أولاد الفَرَس والصدقة عظيمة البركة على صاحبها وعلى كل من ساهم فيها بوجه ما فيعمهم الثواب والخير وإن قلَّت أياديهم فيها كما ورد في الحديث الشريف عن النبي أنه قال{إنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَيُدْخِلُ بِلُقْمَةِ الْخُبْزِ وَقَبْضَةِ التَّمْرِ وَمِثْلِهِ مِمَّا يَنْفَعُ الْمِسْكِينَ ثَلاثَةً الْجَنَّةَ:الآمِرُ بِهِ وَالزَّوْجَةُ الْمُصْلِحَةُ، وَالْخَادِمُ الَّذِي يُنَاوِلُ الْمِسْكِينَ }[12] ومع عظيم فضل الصدقة بشكل عام فإن الصدقة في رمضان أفضل من غيره من الشهور فقد رُوي عن أنس{سُئل رسول الله أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: صَدَقَةٌ فِي رَمَضَانَ}[13] ولذا كان المصطفى أجود ما يكون في رمضان قال ابن عباس {كَانَ النَّبِيُّ أَجْوَدَ النَّاسِ بِالْخَيْرِ وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ وَكَانَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام يَلْقَاهُ كُلَّ لَيْلَةٍ فِي رَمَضَانَ حَتَّى يَنْسَلِخَ يَعْرِضُ عَلَيْهِ النَّبِيُّ الْقُرْآنَ فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ أَجْوَدَ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ}[14] 4-صلاة التراويح: وهي سُنَّة نبوية في أصلها وعُمرية في كيفيتها قال رسول الله {مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ }[15] وروى الحاكم عن النعمان بن بشير أنه قال {قُمْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ لَيْلَةَ ثَلاثٍ وَعِشْرِينَ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ ثُمَّ قُمْنَا مَعَهُ لَيْلَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ ثُمَّ قُمْنَا مَعَهُ لَيْلَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنْ لا نُدْرِكَ الْفَلاحَ وَكُنَّا نُسَمِّيهَا الْفَلاحَ وَأَنْتُمْ تُسَمُّونَ السَّحُورَ} قال الحاكم (فيه الدليل الواضح أن صلاة التراويح في مساجد المسلمين سُنَّة مسنونة وقد كان عليّ بن أبي طالب يحث عمر على إقامة هذه السُنَّة إلى أن أقامها)[16] 5-تفطير الصائم: قال رسول الله{مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئاً}[17] ولا يشترط أن يتكلف المسلم فوق طاقته لتفطير أخيه بل إن ثواب تفطير الصائم يحصل بأقل القليل تعويداً للناس على التآلف والتكافل والاجتماع في هذه الساعة فهي ساعة ذكر وإجابة دعاء وفرحة بالفطر قال رسول الله{ مَنْ فَطَّرَ فِيهِ صَائِمًا كَانَ لَهُ مَغْفِرَةً لِذُنُوبِهِ وَعَتَقَ رَقَبَتِهِ مِنَ النَّارِ وَكَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُنْتَقَصَ مِنْ أَجْرِهِ شَيْءٌ قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَيْسَ كُلُّنَا يَجِدُ مَا يُفْطِرُ الصَّائِمِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: يُعْطِي اللَّهُ هَذَا الثَّوَابَ مِنْ فَطَّرَ صَائِمًا عَلَى مُذْقَةِ لَبَنٍ أَوْ تَمْرَةٍ أَوْ شَرْبَةٍ مِنْ مَاءٍ، وَمَنْ أَشْبَعَ صَائِمًا سَقَاهُ اللَّهُ مِنْ حَوْضِي شَرْبَةً لا يَظْمَأُ حَتَّى يَدْخُلَ الْجَنَّةَ }[18] 6-العمرة: وهي تعدل حجة في الثواب إذا أديت في رمضان – لا أنها تقوم مقامها في إسقاط الفرض – قال رسول الله {عُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ تَعْدِلُ حَجَّةً}[19] وفي رواية {حَجَّة مَعِي} قال ابن العربي { حديث العمرة هذا صحيح وهو فضل من الله ونعمة فقد أدركت العمرة منزلة الحج بانضمام رمضان إليها فثواب الأعمال يزيد بزيادة شرف الوقت أو خلوص القصد أو حضور قلب العامل }[20] 7-إحياء ليلة القدر: قال النبي {مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ }[21] كما نبَّه على عظم خسارة من لم يغتنم فضل هذه الليلة فقال {إِنَّ هَذَا الشَّهْرَ قَدْ حَضَرَكُمْ وَفِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ مَنْ حُرِمَهَا فَقَدْ حُرِمَ الْخَيْرَ كُلَّهُ، وَلَا يُحْرَمُ خَيْرَهَا إِلا مَحْرُومٌ }[22] 8-الإكثار من فعل النوافل:فإن الطاعة في شهر رمضان لها مزية وثوابها فيه مضاعف قال النبي{مَنْ تَقَرَّبَ فِيهِ بِخَصْلَةٍ مِنَ الْخَيْرِ كَانَ كَمَنْ أَدَّى فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ وَمَنْ أَدَّى فِيهِ فَرِيضَةً، كَانَ كَمَنْ أَدَّى سَبْعِينَ فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ }[23] ومن النوافل كثرة الذكر فإنه ينير القلب والجوارح قال الزهري { تسبيحه في رمضان أفضل من ألف تسبيحه في غيره }[24] 9-الاعتكاف:وخاصة في العشر الأواخر من رمضان فإن الاعتكاف فيها سُنَّة مؤكدة كان يفعلها رسول الله ففي الصحيحين{ أَنَّ النَّبِيَّ كَانَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الأوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ ثُمَّ اعْتَكَفَ أَزْوَاجُهُ مِنْ بَعْدِهِ }[25] [1] أخرجه البخاري ومسلم[2] أخرجه الطبراني في المعجم الكبير، والبيهقي في شعب الإيمان[3] تفسير ابن كثير [4] أخرجه الإمام أحمد في مسنده[5] أخرجه مسلم والنسائي وأحمد في مسنده[6] أخرجه ابن شاهين في فضائل شهر رمضان[7] أخرجه الطبراني في المعجم الكبير والبيهقي في شعب الإيمان[8] أخرجه البخاري ومسلم[9] أخرجه البخاري[10] أخرجه الدارمي في سننه[11] أخرجه البخاري ومسلم[12] أخرجه الطبراني في الأوسط والحاكم في المستدرك[13] أخرجه الترمذي[14] أخرجه البخاري ومسلم[15] أخرجه البخاري ومسلم[16] المستدرك على الصحيحين[17] أخرجه الترمذي في سننه وأحمد في مسنده[18] أخرجه ابن خزيمة في صحيحه[19] أخرجه البخاري والترمذي[20] فتح الباري لابن حجر[21] أخرجه البخاري ومسلم والترمذي[22] أخرجه ابن ماجة في سننه[23] أخرجه ابن خزيمة في صحيحه[24] أخرجه الترمذي في سننه، وابن أبي شيبة في مصنفه[25] أخرجه البخاري ومسلم |
||
07-12-2012 | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||
مشرف الأقسام التعليمية
|
رد: الصوم وأحكامه الشرعية
مُسْتَحَبَّات الصوم
1-التَّسَـحُّر لقوله صلى الله عليه وسلم : { تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً } [1] ويحصل السحور بكثير الطعام وقليله ووقته بدخول نصف الليل. 2-تأخير السحور لما رُوي عن زيد بن ثابت قال: { تَسَحَّرْنَا مَعَ النَّبِيِّ ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلاةِ، قُلْتُ: كَمْ كَانَ بَيْنَ الأَذَانِ وَالسَّحُورِ؟ قَالَ: قَدْرُ خَمْسِينَ آيَةً } [2] 3-تعجيل الفطر لقوله صلى الله عليه وسلم : { لا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ } [3] 4-أن يفطر الصائم على رطب أو تمر أو ماء وأن يكون وتراً لحديث أنس قال {كَانَ رَسُولُ اللَّهِ يُفْطِرُ عَلَى رُطَبَاتٍ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ رُطَبَاتٌ فَعَلَى تَمَرَاتٍ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ حَسَا حَسَوَاتٍ مِنْ مَاءٍ}[4] 5-الدعاء عند الفطر لقوله صلى الله عليه وسلم : { ثَلاثَةٌ لا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ وذكر منهم: وَالصَّائِمُ حِينَ يُفْطِر } [5] وكان يدعو عقب الإفطار فيقول: { اللَّهُمَّ لَكَ صُمْتُ وَعَلَى رِزْقِكَ أَفْطَرْتُ وبِكَ آمَنْتُ ولَكَ أسْلَمْتُ ذَهَبَ الظَّمَأُ وَابْتَلَّتِ الْعُرُوقُ وَثَبَتَ الأَجْرُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ } [6] وكان ابن عمر– إذا أفطر – يقول: { اللهم برحمتك التي وسعت كل شيء اغفر لي } 6-الكفُّ عما يتنافى مع الصيام وروحانيته كالكذب والغيبة والنميمة وقول الزور وكسب الحرام والتشوق إلى الطعام أو الجماع والشتم والسب والقذف والعراك والشجار والغش وبالجملة كل المحظورات التي حرَّمتها الشريعة وجرَّمت فاعلها بالإثم والعصيان فعن أبي هريرة أن النبي قال: { مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ } [7] وقال { إِذَا أَصْبَحَ أَحَدُكُمْ يَوْمًا صَائِمًا فَلا يَرْفُثْ وَلا يَجْهَلْ فَإِنِ امْرُؤٌ شَاتَمَهُ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ إِنِّي صَائِمٌ } [8] 7-الإكثار من تلاوة القرآن والأكمل أن تكون التلاوة مع المدارسة والتدبر والتمعُّن ففي الحديث الشريف: { كَانَ رَسُولُ اللَّهِ أَجْوَدَ النَّاسِ وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ } [9] 8-الإكثار من الصدقة ففي الحديث الشريف: { وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ } [10] 9-الاغتسال من الجنابة قبل الفجر إن تيسَّر ليكون الصائم على طهارة من أول صومه. 10-إعانة الصائمين والقائمين والمتعبدين على طاعتهم لحديث { مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ } [11] [1] أخرجه البخاري ومسلم [2] أخرجه البخاري ومسلم [3] أخرجه البخاري ومسلم [4] أخرجه أبو داود والترمذي [5] أخرجه الترمذي وابن ماجة وأحمد في مسنده [6] أخرجه أبو داود [7] أخرجه البخاري [8] أخرجه البخاري ومسلم [9] أخرجه البخاري [10] أخرجه الترمذي وابن ماجة وأحمد في مسنده [11] رواه الشافعي وأحمد والترمذي |
||
07-12-2012 | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||
مشرف الأقسام التعليمية
|
رد: الصوم وأحكامه الشرعية
منزلة الصدقة في رمضان
الشيخ صالح بن فوزان الفوزان السؤال: ما هي منزلة الصدقة في رمضان؟ الإجابة: الصدقة في رمضان أفضل من الصدقة في غيره؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم سماه شهر المواساة. وكان صلى الله عليه وسلم أجود ما يكون في شهر رمضان حين يلقاه جبريل في رمضان، كان أجود بالخير من الريح المرسلة. وقال عليه الصلاة والسلام: "من فطر فيه صائمًا؛ كان كفارة لذنوبه، وعتق رقبته من النار، وكان له من الأجل مثل أجر الصائم من غير أن ينقص من أجره شيئًا" [انظر: سنن الترمذي]. فهذا دليل على فضل الصدقة في شهر رمضان، لا سيما وأنه شهر الصيام، ويحصل للمحتاجين فيه جوع وعطش، مع قلة ما بأيديهم؛ فإذا جاد عليهم المحسنون في هذا الشهر؛ كان في ذلك إعانة لهم على طاعة الله سبحانه وتعالى في هذا الشهر. إضافة إلى أن الطاعات عمومًا تضاعف في الزمان الفاضل والمكان الفاضل، فتضاعف الأعمال لشرف الزمان؛ كما أن الأعمال تضاعف لشرف المكان؛ كما في مسجدي مكة والمدينة؛ فإن الصلاة في مسجد مكة عن مئة ألف صلاة فيما سواه، والصلاة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة عن ألف صلاة فيما سواه، وذلك لشرف المكان، وكذلك شرف الزمان؛ تضاعف فيه الحسنات، وأعظم ذلك شهر رمضان الذي جعله الله موسمًا للخيرات وفعل الطاعات ورفعة الدرجات. |
||
07-12-2012 | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||
مشرف الأقسام التعليمية
|
رد: الصوم وأحكامه الشرعية
آداب الصوم في رمضان
الإكثار من العبادة: كان من هدية صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان الإكثار من أنواع العبادات فكان جبريل عليه الصلاة والسلام يدارسه القرآن في رمضان، وكان إذا لقيه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة، وكان أجود الناس، وأجود ما يكون في رمضان، يكثر فيه من الصدقة والإحسان، وتلاوة القرآن، والصلاة، والذكر، والاعتكاف. وكان يخص رمضان من العبادة بما لا يخص غيره من الشهور، حتى إنه كان ليواصل فيه أحياناً ليوفر ساعات ليله ونهاره على العبادة، وكان ينهى أصحابه عن الوصال . قال ابن رجب: "وكان جوده صلى الله عليه وسلم يتضاعف في شهر رمضان على غيره من الشهور، كما أن جود ربه يتضاعف فيه أيضاً، فإن الله جبله على ما يحبه من الأخلاق الكريمة، وكان على ذلك قبل البعثة" . وقال أيضاً: "وفي تضاعف جوده صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان بخصوصه فوائد كثيرة منها: شرف الزمان، ومضاعفة أجر العمل فيه. ومنها: إعانة الصائمين والقائمين والذاكرين على طاعاتهم، فيستوجب المعين لهم مثل أجرهم، كما أن من جهز غازياً فقد غزا، ومن خلفه في أهله فقد غزا. ومنها: أن شهر رمضان شهر يجود الله فيه على عباده بالرحمة والمغفرة والعتق من النار، لا سيما في ليلة القدر" . وقال القسطلاني: "ولما كان شهر رمضان موسم الخيرات ومنبع الجود والبركات ؛ لأن نعم الله فيه تزيد على غيره من الشهور، وكان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر فيه من العبادات وأنواع القربات الجامعة لوجوه السعادات، من الصدقة والإحسان، والصلاة، والذكر، والاعتكاف، ويخص به من العبادات ما لا يخص به غيره من الشهور، كما أن جود ربه تعالى يتضاعف فيه أيضاً، فإن الله تعالى جبله على ما يحبه من الأخلاق الكريمة" . وإليك بعض العبادات التي لها مزيّة في رمضان: • الجود، ومدارسة القرآن: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة) . قال النووي: "وفي هذا الحديث فوائد منها: بيان عظم جوده عليه الصلاة والسلام، ومنها: استحباب إكثار الجود في رمضان. ومنها: زيادة الخير عند ملاقاة الصالحين وعقب فراقهم للتأثر بلقائهم، ومنها: استحباب مدارسة القرآن" . • القيــام: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) . قال أبو الوليد الباجي: "... ثم بين الترغيب بقوله: (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له، ما تقدم من ذنبه)، وهذا من أعظم الترغيب وأولى ما يجب أن يسارع إليه إذا كان فيه تكفير السيئات التي تقدمت له" . وقال النووي: "معنى (إيمان) تصديقاً بأنه حق مقتصد فضيلته، ومعنى (احتساب) أن يراد الله تعالى وحده ولا يقصد رؤية الناس، ولا غير ذلك مما يخالف الإخلاص، والمراد بقيام رمضان صلاة التراويح، واتفق العلماء على استحبابها" . • العمـرة: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لامرأة من الأنصار: (ما منعك أن تحج معن) قالت: لم يكن لنا إلا ناضحان فحج أبو ولدها وابنها على ناضح وترك لنا ناضحاً ننضح عليه، قال: (فإذا جاء رمضان فاعتمري فإن عمرة فيه تعدل حجة) . قال النووي: "أي: تقوم مقامها في الثواب، لا أنها تعدلها في كل شيء". منقوول من موقع المنبر جزاهم الله خير لاتنسوني من صالح دعائكم |
||
07-12-2012 | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||
مشرف الأقسام التعليمية
|
رد: الصوم وأحكامه الشرعية
المباح للصائم
يجوز للصائم فعل أشياء وصومه صحيح أهمُّها: 1-الاغتسال ولو للتبرُّد فقد صحَّ أن رسول الله { كان يَصُبُّ عَلَى رَأْسِهِ الْمَاءَ وَهُوَ صَائِمٌ مِنَ الْعَطَشِ أَوْ مِنَ الْحَرِّ }[1] 2-دهن الجسم أي الجلد أثناء الصوم بزيت أو كريم ونحوهما. 3-استعمال السواك قبل الظهر وكذا فرشاة الأسنان دون معجون أو به شريطة عدم وصول شيء منه إلى الحلق وأن يكون قبل الظهر محافظة على {وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ }[2] 4-النوم ولو استغرق جميع النهار بشرط ألا يتعمَّد تضييع الصلوات فإن ذلك حرام. 5-بلع ما يتعذر تجنُّبه كغبار الطريق أو دخان وعوادم السيارات أو روائح يعسر تجنُّبها. 6-التداوي الظاهري من وضع دواء على جروح وقروح وعلاج كسور ووضع قطرة في أذن وعين لكونهما ليستا منفذين لداخل الجوف. 7-الحُقَن عن طريق الجلد بكافة أنواعها تداوي أو غذاء لأن العضل والوريد ليسا منفذين مفتوحين كالفم والأنف الحقنة الشرجيَّة: اختلف أهل العلم في الحقنة الشرجية من الدبر فيرى الجمهور عدا المالكية أنها مفطره ويرى المالكية والظاهرية وابن تيمية الكراهة دون إفساد الصوم وهو الراجح خاصة في الضرورة الطبية ويقاس عليها وصول ماء من وسائل قضاء الحاجة من شطافات المياه لظاهر الدبر وآخره من المنتهى أسفل. 8-الاكتحال وما في معناه من وسائل تجميل الرموش والأجفان وورد أن سيدنا رسول الله كان يكتحل في نهار رمضان. 9-أخذ دم من الوريد للتبرع أو لعمل تحاليل. 10-خلع الأسنان شريطة عدم تعمد بلع دم أو سوائل علاجية ولا يضر التخدير الموضعي. 11-بلع اللعاب والبلغم وما أشبه. 12-استعمال الغرغرة والمضمضة شريطة عدم وصول شيء للحلق. 13-استعمال اللبوس العلاجي في قُبُل أو دُبر لأنه ليس طعاماً ولا شراباً ولا ما في معناهما. 14-استعمال بخاخ ضيق التنفس (بخاخ الربو) لأنه غاز ويتبخر ولا يصل إلى المعدة[3] 15-عمل الحجامة – عند جمهور الفقهاء- لأن العبرة مما دخل لا مما خرج. 16-الفحص الشرجي والفحص المهبلي لأنهما ليسا جماع ولا معناه وقاله المالكية. 17-ذوق الطعام لحاجة كأم وطابخة بطرف اللسان دون بلع. 18-عمل أشعة على الصدر والقلب والقولون والرحم أثناء الصوم لأنها ظاهرية خارجية ولو وضع كريمات ومواد طبية على الجلد الخارجي فلا تفطر. 19-عمل رسم قلب ولو صاحبه وضع مواد طبية على ظاهر الجلد. 20-يباح للصائم أن يصبح جُنُباً – أي يؤذن للصبح وهو جنب فيغتسل ليصلى الفجر- لحديث السيدة عائشة وأم سلمة أن النبي { كَان يُصْبِحُ جُنُبًا فِي رَمَضَانَ مِنْ جِمَاعٍ غَيْرِ احْتِلامٍ ثُمَّ يَصُومُ }[4] 21-الاحتلام ولا شيء على المحتلم الصائم. 22-الأكل أو الشرب خطأ أو نسياناً لحديث{ مَنْ أَفْطَرَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ نَاسِيًا فَلا قَضَاءَ عَلَيْهِ وَلا كَفَّارَةَ }[5] 23-مضغ الطعام لطفل صغير لا يجد من يمضغ له طعامه المحتاج إليه بحيث لا يصل منه شيء إلى جوف الصائم. 24-الأقراص التي توضع تحت اللسان لعلاج بعض الأزمات القلبية وهي تُمتص مباشرة بعد وضعها بوقت قصير فيحملها الدم إلى القلب فتمنع الأزمة المفاجئة ولا يدخل الجوف منها شيء فلا تفطر لأنها للعلاج وليست للغذاء ثم إنها لا تُعد أكلاً ولا شرباً كما أنها ليست في معنى الأكل أو الشرب ولا يدخل منها شيء إلى الجوف بل هي تذوب تحت اللسان وإن دخل منها شيء يعفي عنه قياساً على المتبقي من المضمضة والاستنشاق والسواك[6] 25-استعمال غاز الأوكسجين في الأغراض العلاجية غير مفطر لأنه في حكم التنفس الطبيعي باعتباره البديل الطبي له ولأنه هواء ولا يحتوي على مواد عالقة أو مغذية ويذهب معظمه إلى الجهاز التنفسي[7] 26-يشبه بخاخ الأنف بخاخ الربو من حيث كونه دواء يحتوي على ثلاث عناصر وهي: الماء والأوكسجين والمستحضرات الطبية واستعماله يكون عن طريق أخذ شهيق عميق مع الضغط على البخاخ وعندئذ يتطاير الرذاذ ويدخل عن طريق الأنف إلى البلعوم ومنه إلى القصبة الهوائية وتناوله في نهار رمضان لمرضى الصدر جائز مع صحة الصوم، قياساً على بخاخ الربو[8]ومما قرره مجلس مجمع الفقه الإسلامي المنعقد في دورة مؤتمره العاشر بجدة صفر 1418هـ يونيو ويوليو 1997م بعد اطلاعه على بحوث وتوصيات الندوة الفقهية الطبية التاسعة التي عقدتها المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية في الدار البيضاء بالمغرب صفر1418هـ يونيو1997م والنظر في الأدلة من الكتاب والسُنَّة قرَّر أن كلاً من: قطرة العين ,قطرة الأذن وكذلك غسول الأذن وأيضاً قطرة الأنف وبخاخ الأنف لا تعتبر كلها من المفطرات إذا اجتنب ابتلاع ما نفذ إلى الحلق[9] 27-إدخال القسطرة في الشرايين ليست أكلاً ولا شرباً ولا في معناهما وإذاً فهي لا تُفطر وهذا ما أخذ به المجمع الفقهي في مكة المكرمة[10]وننبه على الأخذ برخصة الإفطار في مثل هذه الأحوال 28-غسيل الكلى: إذا صاحبه تزويد للجسم بمواد مغذية سكرية أو غيرها فإنه يُعد من المفطرات لأن هذه المواد بمعنى الأكل والشرب والجسم يتغذى بها ويتقوى أما إذا لم يكن معه مواد مغذية فإنه لا يعتبر من المفطرات لأنه مجرد تنقية للدم من المواد الضارة ولا يوجب الفطر. 29-التطعيم ضد الجدري والكوليرا والتيفود وغيرها لا يفطر 30-استحمام الصائم في البحر لا يفطره. [1]مسند الإمام أحمد وسنن أبو داود[2] أخرجه البخاري ومسلم[3] مجلة مجمع الفقه الإسلامي مكة المكرمة عدد 10 جـ2 ص287[4] أخرجه أحمد والشيخان عن السيدة عائشة والسيدة أم سلمة [5] الحاكم والبيهقي عن أبي هريرة[6] مجلة مجمع الفقه الإسلامي مكة المكرمة عدد 10 جـ2 ص96[7] مجلة مجمع الفقه الإسلامي مكة المكرمة عدد 10 جـ2 ص385[8] مجلة مجمع الفقه الإسلامي مكة المكرمة عدد 10 جـ2 ص385-399[9] فتاوى واستشارات الإسلام اليوم جـ17 ص212[10] مجلة مجمع الفقه الإسلامي، مكة المكرمة، عدد 10 جـ2 ص329 |
||
07-12-2012 | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||
مشرف الأقسام التعليمية
|
رد: الصوم وأحكامه الشرعية
الهدايا العشر للصائمين من فضائل رمضان وبركاته ان ميزه الله تعالى بهدايا وجوائز للصائمين لاينالها غيرهم وليت المفطرين فى رمضان يعلمون ذلك وليت الصائمين عن الطعام والشراب فقط يعلمونها فيجهدون أنفسهم حتى ينالوها الهدية لأولى : لله وحده : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى : ((كل عمل إبن آدم له إلا الصيام فإنه لى وأنا أجزى به )) متفق عليه الهدية الثانية : باب الريان : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( إن فى الجنة بابا يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لايدخل منه احد غيرهم ,فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد )) متفق عليه الهدية الثالثة : أطيب من ريح المسك : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( والذى نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك )) متفق عليه الهدية الرابعة : فرحتان : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( .. وللصائم فرحتان يفرحهما : إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقى ربه فرح بصومه )) متفق عليه .. الهدية الخامسة : غفران الذنوب : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من صام رمضان إيمانا وإحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه )) رواه البخارى الهدية السادسة : صوم العام كله : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من صام رمضان فشهر بعشرة أشهر, وصيام ستة أيام بعد الفطرفذلك تمام صيام السنة )) رواه احمد الهدية السابعة : سبب دخول الجنة : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( عن أبى امامةرضى الله عنه أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : يارسوالله مرنى بعمل أدخل به الجنة فقال عليه السلام : (( عليك بالصوم فإنه لاعدل له )) رواه بن خزيمة والنسائى . الهدية الثامنة : تكفير الخطايا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فتنة الرجل فى أهله وماله ونفسه وولده وجاره , يكفرها الصيام والصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر )) رواه ابن ماجة . الهدية التاسعة : وقاية من عذاب الله : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( الصوم جنة من عذاب الله )) رواه البيهقى وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( مامن عبد يصوم يوما فى سبيل الله تعالى إلا باعد الله بذلك اليوم وجهة عن النار سبعين خريفا )) رواه النسائى . الهدية العاشرة : شفاعة يوم القيامة : يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة )) منقوله لفائده |
||
07-12-2012 | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||
مشرف الأقسام التعليمية
|
رد: الصوم وأحكامه الشرعية
أركان الصيام
1-النيَّـــة: وهي عزم القلب على الصوم انقياداً لأمر الله أو تقرَّباً إليه سبحانه لقول النبي{إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى}[1] وإذا كان الصوم فرضاً كصوم رمضان أو قضاء رمضان أو صوم نذر أو صوم كفارة أو صوم فدية الحج فيُشترط إيقاعها ليلاً قبل الفجر عند الجمهور لقول النبي{مَنْ لَمْ يُبَيِّتِ الصِّيَامَ مِنَ اللَّيْلِ فَلا صِيَامَ لَهُ }[2] لكنها تصحُّ عند الحنفية في الصوم المعين قبل الزوال ومجرد التسحُّر يُعدُّ نيَّـةً مجزَّئـةً لأن السحور في نفسه إنما جُعل للصوم ويكون لكل يوم من رمضان نية مستقلة تسبقه وأجاز الإمام مالك صوم الشهر كله بنية واحدة في أوله أما صوم التطوُّع فتصح نيَّته بالنهار قبل زوال الشمس بشرط ألا يتقدم النيَّة ما ينافي الصوم ( أي يكون حاله كأنه صائم تماما من الفجر إلى حين أنتوى الصيام ). 2-الإمساك عن المفطرات من أكل وشرب وجماع وغيرها من طلوع الفجر إلى غروب الشمس. مبطلات الصيام 1-إدخال طعام وشراب وما في معناهما كالتدخين إلى داخل الجوف من منفذ معتاد مفتوح كالفم والأنف عمداً 2-إيلاج العضو الذكري في فرج (قُبُل أو دُبُر) ولو بدون إنزال 3-إخراج المـَني يقظة بأي سبب كلمس أو قُبْلة ونحو ذلك 4-نزول دمى الحيض والنفاس 5-طروء الجنون المطبق 6-حصول الردِّة أي الرجوع عن الإسلام 7-الاستقاء العمد لقول النبي{ مَنِ اسْتَقَاءَ عَمْدًا فَلْيَقْضِ }[3] فإذا غلبه القيء فقاء بدون اختياره فلا يفسد صومه 8-من أكل أو شرب ظانَّاً بقاء الليل ثم تبيَّن له طلوع الفجر 9-من أكل أو شرب ظاناً دخول الليل ثم تبيَّن له بقاء النهار 10-من أكل أو شرب ناسياً ثم لم يُمسك ظانَّاً أن الإمساك غير واجب عليه ما دام قد أكل وشرب، فواصل الفطر إلى الليل. صوم أصحاب الأعذار يباح الفطر لمن وجب عليه الصوم إذا تحقق فيه أمر مما يلي 1-العجز عن الصيام لكبر سن أو مرض مزمن لا يمكن معه الصيام وحُكمه: إخراج فدية عن كل يوم وقدرها مُدٍّ من طعام لمسكين لقوله سبحانه وتعالى في محكم الكتاب {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} ومقدار المـُدِّ ( 510 جرامات ) عند جمهور الفقهاء 2- المشقة الزائدة غير المعتادة: كأن يشق عليه الصوم لمرض يرجى شفاؤه أو كان في غزو وجهاد أو أصابه جوع أو عطش شديد وخاف على نفسه الضرر أو كان منتظماً في عمل هو مصدر نفقته ولا يمكن تأجيله ولا يمكنه أداؤه مع الصوم وحُكمه: جواز الفطر ووجوب القضاء 3- السفر: إذا كان السفر مباحاً ومسافة السفر الذي يجوز معه الفطر قدَّرها العلماء بنحو ثلاثة وثمانين كيلو متراً فأكثر سواء كان معه مشقة أم لا والواجب عليه حينئذ: قضاء الأيام التي أفطرها لقول الله {فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} 4- الحمل: فإذا خافت الحامل من الصوم على نفسها جاز لها الفطر ووجب عليها القضاء لكونها في معنى المريض أما إذا كانت تخاف على الجنين دون نفسها فإنها تفطر ويجب عليها القضاء والفدية وعند الحنفية أنه لا يجب عليها إلا القضاء 5- الرضاعة: وهي مثل الحمل وتأخذ نفس الحكم 6- إنقاذ محترم: وهو ما له حرمة في الشرع كمشرف على الهلاك فإنه إذا توقف إنقاذ هذه النفس أو جزء منه على إفطار المنقذ جاز له الفطر دفعاً لأشد المفسدتين وأكبر الضررين بل قد يكون واجباً كما إذا تعيَّن عليه إنقاذ نفس إنسان لا منقذ له غيره ويجب عليه القضاء بعد ذلك. الإفطار لغير عذر شرعي أما الذي يفطر لغير عذر شرعي من الأعذار المذكورة فيجب عليه: أولاً: التوبة: لأن الإفطار في نهار رمضان بلا عذر كبيرة من الكبائر لا كفارة لها إلا التوبة الصادقة لقول النبي{مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ رُخْصَةٍ وَلَا مَرَضٍ لَمْ يَقْضِ عَنْهُ صَوْمُ الدَّهْرِ كُلِّهِ وَإِنْ صَامَهُ }[4] ثانياً : الكفَّارة: وقد شرع الله الكفارة لذنوب شاءت إرادته أن تكون الكفارة سبباً في محوها رحمة بعباده والله تعالى يريد التخفيف بالمغفرة والقبول فمن قام بالكفارة كان أكثر رجاءاً في العفو لأداء ما عليه من كفارة رتبها الشرع في الدنيا والإفطار قد يكون موجباً للقضاء والكفارة أو أحدهما على ما يلي: 1- يكون الفطر موجباً للقضاء والكفارة وإمساك بقية اليوم وهو عند الشافعية والحنابلة في تعمد قطع الصوم بالإيلاج في فرج (الجماع) 2- ويكون موجباً للقضاء وإمساك بقية اليوم بلا كفارة وموجبه ارتكاب ما عدا الجماع من المفطرات السابق ذكرها وأوجب الحنفية والمالكية الكفارة في الأكل والشرب عمداً أيضاً والكفارة ثلاث خصال: الأولى: عتق رقبة عن كل يوم أفطره بالجماع وقد سقط هذا الحكم الآن لسقوط محله حيث صدرت معاهدات دولية شارك فيها المسلمون بمنع الرق وإلغاءه فينتقل المـُكَفِّر إلى الخصلة التالية مباشرة وهي صيام شهرين متتابعين فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً فإن عجز عن كل هذه الأمور سقطت عنه الكفارة حتى يقدر على فعل شيء منها وخصال الكفارة على التخيير عند المالكية فإذا فعل المـُكَفر أي خصلة منها أجزأته وتتعدد الكفارة بتعدد المخالفة فمن كرر المخالفة في يومين وجب عليه كفارتان مكروهات الصوم وهي الأمور التي يثاب المرء على تركها ولكنه إذا فعلها لا يبطل صومه منها 1- المبالغة في المضمضة والاستنشاق لقول النبي {بَالِغْ فِي الإسْتِنْشَاقِ إِلا أَنْ تَكُونَ صَائِمًا }[5] 2- تذوُّق الطعام لغير ضرورة 3- أن يجمع الصائم ريقه ويبتلعه 4- القبلة لمن تحرِّك شهوته وكذا المباشرة ودواعي الوطء 5- الحجامة وهي إخراج الدم من الرأس أو الفصد وهو إخراج الدم من الجسم خشية الضعف المؤدي إلى الإفطار 6- شمُّ الروائح العطرية التي تجذبها أنفاسه إلى حلقه كمسحوق المسك والبخور وما شابه 7- الفكر في شأن الجماع 8- إدامة النظر بشهوة إلى الزوجة 9- تأخير الفطور إذا تعمَّد ذلك بدون سبب 9- استعمال السواك بعد الزوال إلى الغروب 10- الانشغال باللهو واللعب لما فيه من التَرَفُّه الذي لا يناسب الصوم ومعانيه الروحية 1] أخرجه البخاري وأبو داود[2] رواه أبو داود والترمذي[3] سنن الترمذي[4] سنن الترمذي وأبي داود[5] أخرجه أبو دا |
||
07-12-2012 | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||
مشرف الأقسام التعليمية
|
رد: الصوم وأحكامه الشرعية
أركان الصيام
1-النيَّـــة: وهي عزم القلب على الصوم انقياداً لأمر الله أو تقرَّباً إليه سبحانه لقول النبي{إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى}[1] وإذا كان الصوم فرضاً كصوم رمضان أو قضاء رمضان أو صوم نذر أو صوم كفارة أو صوم فدية الحج فيُشترط إيقاعها ليلاً قبل الفجر عند الجمهور لقول النبي{مَنْ لَمْ يُبَيِّتِ الصِّيَامَ مِنَ اللَّيْلِ فَلا صِيَامَ لَهُ }[2] لكنها تصحُّ عند الحنفية في الصوم المعين قبل الزوال ومجرد التسحُّر يُعدُّ نيَّـةً مجزَّئـةً لأن السحور في نفسه إنما جُعل للصوم ويكون لكل يوم من رمضان نية مستقلة تسبقه وأجاز الإمام مالك صوم الشهر كله بنية واحدة في أوله أما صوم التطوُّع فتصح نيَّته بالنهار قبل زوال الشمس بشرط ألا يتقدم النيَّة ما ينافي الصوم ( أي يكون حاله كأنه صائم تماما من الفجر إلى حين أنتوى الصيام ). 2-الإمساك عن المفطرات من أكل وشرب وجماع وغيرها من طلوع الفجر إلى غروب الشمس. مبطلات الصيام 1-إدخال طعام وشراب وما في معناهما كالتدخين إلى داخل الجوف من منفذ معتاد مفتوح كالفم والأنف عمداً 2-إيلاج العضو الذكري في فرج (قُبُل أو دُبُر) ولو بدون إنزال 3-إخراج المـَني يقظة بأي سبب كلمس أو قُبْلة ونحو ذلك 4-نزول دمى الحيض والنفاس 5-طروء الجنون المطبق 6-حصول الردِّة أي الرجوع عن الإسلام 7-الاستقاء العمد لقول النبي{ مَنِ اسْتَقَاءَ عَمْدًا فَلْيَقْضِ }[3] فإذا غلبه القيء فقاء بدون اختياره فلا يفسد صومه 8-من أكل أو شرب ظانَّاً بقاء الليل ثم تبيَّن له طلوع الفجر 9-من أكل أو شرب ظاناً دخول الليل ثم تبيَّن له بقاء النهار 10-من أكل أو شرب ناسياً ثم لم يُمسك ظانَّاً أن الإمساك غير واجب عليه ما دام قد أكل وشرب، فواصل الفطر إلى الليل. صوم أصحاب الأعذار يباح الفطر لمن وجب عليه الصوم إذا تحقق فيه أمر مما يلي 1-العجز عن الصيام لكبر سن أو مرض مزمن لا يمكن معه الصيام وحُكمه: إخراج فدية عن كل يوم وقدرها مُدٍّ من طعام لمسكين لقوله سبحانه وتعالى في محكم الكتاب {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} ومقدار المـُدِّ ( 510 جرامات ) عند جمهور الفقهاء 2- المشقة الزائدة غير المعتادة: كأن يشق عليه الصوم لمرض يرجى شفاؤه أو كان في غزو وجهاد أو أصابه جوع أو عطش شديد وخاف على نفسه الضرر أو كان منتظماً في عمل هو مصدر نفقته ولا يمكن تأجيله ولا يمكنه أداؤه مع الصوم وحُكمه: جواز الفطر ووجوب القضاء 3- السفر: إذا كان السفر مباحاً ومسافة السفر الذي يجوز معه الفطر قدَّرها العلماء بنحو ثلاثة وثمانين كيلو متراً فأكثر سواء كان معه مشقة أم لا والواجب عليه حينئذ: قضاء الأيام التي أفطرها لقول الله {فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} 4- الحمل: فإذا خافت الحامل من الصوم على نفسها جاز لها الفطر ووجب عليها القضاء لكونها في معنى المريض أما إذا كانت تخاف على الجنين دون نفسها فإنها تفطر ويجب عليها القضاء والفدية وعند الحنفية أنه لا يجب عليها إلا القضاء 5- الرضاعة: وهي مثل الحمل وتأخذ نفس الحكم 6- إنقاذ محترم: وهو ما له حرمة في الشرع كمشرف على الهلاك فإنه إذا توقف إنقاذ هذه النفس أو جزء منه على إفطار المنقذ جاز له الفطر دفعاً لأشد المفسدتين وأكبر الضررين بل قد يكون واجباً كما إذا تعيَّن عليه إنقاذ نفس إنسان لا منقذ له غيره ويجب عليه القضاء بعد ذلك. الإفطار لغير عذر شرعي أما الذي يفطر لغير عذر شرعي من الأعذار المذكورة فيجب عليه: أولاً: التوبة: لأن الإفطار في نهار رمضان بلا عذر كبيرة من الكبائر لا كفارة لها إلا التوبة الصادقة لقول النبي{مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ رُخْصَةٍ وَلَا مَرَضٍ لَمْ يَقْضِ عَنْهُ صَوْمُ الدَّهْرِ كُلِّهِ وَإِنْ صَامَهُ }[4] ثانياً : الكفَّارة: وقد شرع الله الكفارة لذنوب شاءت إرادته أن تكون الكفارة سبباً في محوها رحمة بعباده والله تعالى يريد التخفيف بالمغفرة والقبول فمن قام بالكفارة كان أكثر رجاءاً في العفو لأداء ما عليه من كفارة رتبها الشرع في الدنيا والإفطار قد يكون موجباً للقضاء والكفارة أو أحدهما على ما يلي: 1- يكون الفطر موجباً للقضاء والكفارة وإمساك بقية اليوم وهو عند الشافعية والحنابلة في تعمد قطع الصوم بالإيلاج في فرج (الجماع) 2- ويكون موجباً للقضاء وإمساك بقية اليوم بلا كفارة وموجبه ارتكاب ما عدا الجماع من المفطرات السابق ذكرها وأوجب الحنفية والمالكية الكفارة في الأكل والشرب عمداً أيضاً والكفارة ثلاث خصال: الأولى: عتق رقبة عن كل يوم أفطره بالجماع وقد سقط هذا الحكم الآن لسقوط محله حيث صدرت معاهدات دولية شارك فيها المسلمون بمنع الرق وإلغاءه فينتقل المـُكَفِّر إلى الخصلة التالية مباشرة وهي صيام شهرين متتابعين فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً فإن عجز عن كل هذه الأمور سقطت عنه الكفارة حتى يقدر على فعل شيء منها وخصال الكفارة على التخيير عند المالكية فإذا فعل المـُكَفر أي خصلة منها أجزأته وتتعدد الكفارة بتعدد المخالفة فمن كرر المخالفة في يومين وجب عليه كفارتان مكروهات الصوم وهي الأمور التي يثاب المرء على تركها ولكنه إذا فعلها لا يبطل صومه منها 1- المبالغة في المضمضة والاستنشاق لقول النبي {بَالِغْ فِي الإسْتِنْشَاقِ إِلا أَنْ تَكُونَ صَائِمًا }[5] 2- تذوُّق الطعام لغير ضرورة 3- أن يجمع الصائم ريقه ويبتلعه 4- القبلة لمن تحرِّك شهوته وكذا المباشرة ودواعي الوطء 5- الحجامة وهي إخراج الدم من الرأس أو الفصد وهو إخراج الدم من الجسم خشية الضعف المؤدي إلى الإفطار 6- شمُّ الروائح العطرية التي تجذبها أنفاسه إلى حلقه كمسحوق المسك والبخور وما شابه 7- الفكر في شأن الجماع 8- إدامة النظر بشهوة إلى الزوجة 9- تأخير الفطور إذا تعمَّد ذلك بدون سبب 9- استعمال السواك بعد الزوال إلى الغروب 10- الانشغال باللهو واللعب لما فيه من التَرَفُّه الذي لا يناسب الصوم ومعانيه الروحية 1] أخرجه البخاري وأبو داود[2] رواه أبو داود والترمذي[3] سنن الترمذي[4] سنن الترمذي وأبي داود[5] أخرجه أبو دا |
||
مواقع النشر |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
صفة العباءة الشرعية | الدانه | كافية بنات | 7 | 09-28-2011 11:28 PM |
فقه الصوم | صقر قريش | منتدى مواسم الخير | 1 | 08-21-2009 03:51 PM |
كتاب من للرقية الشرعية .. | ثمالية مغتربة | الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي | 4 | 08-01-2008 08:17 PM |
كيف تكون الرؤية الشرعية ! | ورد الجوري | الأسرة و الـتربـيـة | 6 | 05-08-2008 02:15 PM |
الرقية الشرعية على ملف PowerPoint | alsewaidi | الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي | 3 | 08-07-2007 12:08 AM |