جبل رباح ( معدن البرام )

[الحارث بن همام]

جبل رباح ( معدن البرام ) جبل رباح ( معدن البرام ) جبل رباح ( معدن البرام ) جبل رباح ( معدن البرام ) جبل رباح ( معدن البرام )

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
حدثتني نفسي ثاني أيام العيد أن أزور جبل رباح ، جبل المعدن الشهير باسم ( معدن البرام ) وقد حدثني عنه كثيرا والدي رحمه الله ، لكن لم يسبق لي زيارته ، بالرغم من قربه مني . وقد عجبت حين زرت هذا الموقع ثم عرفت قيمته الأثرية لأول مرة ، فهو يحوي قرية أثرية كبيرة في قمة الجبل ، ومسجدا كبيرا ، وكتابات على الصخور ، وعددا كبيرا جدا من قطع البرم المتناثرة في كامل الجبل ، بل وفي الأودية المجاورة ، وقطع الخزف ، والزجاج الملون ، وقطع الحديد ... ثم عجبت حين قرأت الكثير من كتب الآثار والبلدان ، واستعرضت الكثير من المواقع المهتمة على الشبكة العنكبوتية ، ثم لم أجد صورة واحدة لهذا الجبل أو لآثاره ، ولم أجد تقريرا وافيا سوى بعض الأسطر في كتب البلدان ، وأوفى من كتب عنه هو البلادي رحمه الله في معجمه .
وقد يسر الله لي زيارة هذا المعدن ، ورزقني بمرافقة أحد أبناء القرية المجاورة للمعدن ( قرية غرابة ) وهو : علي بن خلف الثبيتي ، الذي صعد معي الجبل وبقي معي قرابة ثلاث ساعات ، أرشدني لكثير من الأشياء ماكنت لأعرفها لولا دلالته ، فجزاه الله ألف خير .
فما هو معدن البرام ؟ وأين يقع ؟ وماهي آثاره ؟
تمهيد لغوي :
البرام والبرم : جمع برمة ، جاء في اللسان :
والبُرْمَةُ قِدْر من حجارة والجمع بَرَمٌ وبِرامٌ وبُرْمٌ قال طرَفة :جاؤوا إليك بكل أَرْمَلَةٍ
شَعْثاءَ تَحْمِل مِنْقَعَ البُرم
وفي حديث بَرِيرَةَ : رَأَى بُرْمةً تَفُورُ ... قال : البُرْمة : القِدْرُ مطلقاً ، وهي في الأصل المُتَّخَذَة من الحَجر المعروف بالحجاز واليَمن . والمُبْرِمُ الذي يَقْتَلِعُ حِجارةَ البِرامِ من الجبل ويقطَعُها ويُسَوِّيها ويَنْحَتها .
وإطلاق البرمة على قدر الحجر هو من حيث الغالب ، وإلا فإن حجر البرم يصنع منه الكثير من الأواني المختلفة من حيث الشكل والحجم ، مابين منقع البرم الوارد في بيت طرفة السابق والسرج ونحوها ، إلى المهراس الضخم الكبير .
وحجر البرم ليس أي حجر بل هو حجر معين له مواصفات ، وهو المسمى عند المختصين المعاصرين باسم ( الحجر الصابوني ) الذي يمتاز أولا بقابليته للنحت ، وبعدم امتصاصه للسوائل ، ومقاومته للحرارة .. ومعادن البرم في جزيرة العرب معروفة ، وهذا من أشهرها .
أين يقع معدن البرام هذا ؟
يقع هذا المعدن جنوب الطائف ، على طريق الطائف الباحة السياحي ، غرب قرية غرابة ، في أول ديار بني سعد . في حدود ثلاثين كيلا تقريبا من الطائف . ويحده من الشرق وادي سلّامة لقبيلة الثبتة ، الذي يقع بينه وبين غرابة ، ومن الغرب وادي الحليف ، وقرية ذوي صالح من بني زائد . وقد أخذت المنطقة اسمها من هذا المعدن ، فيقال للمنطقة الآن : المعدن ، بدون إضافة كلمة برام أو برم التي نسيت الآن ، ويقال للجبل : جبل رباح اسم شخص مقبورا فيه ، وجبل الطحل ؛ للون الجبل . ففي اللغة : الطُّحْلة لون بين الغُبْرة والبياض بسواد قليل كَلَوْن الرَّماد . وقرأت عند البلادي أن اسمه الجبل الأخضر ، ولم يعرفه دليلي . ويقال للقرية التي في الجبل : قرية المعدن . كما يطلق على المنطقة وأوديتها : المعادن بالجمع ، وهو إطلاق قديم ، فقد نقل الهمداني عن أبي الجياش الحجري الأزدي قوله :

فالذرى من سراة غامد فالنمـر
فأجبال دوسها ضحيـــاء

فقرى الدارتين أرض علـــــي
سهلها والجبال منها الماء

فالشـــــــبابات فالمعادن فالطائف
فالويل أرضهن سمــاء
نظرة تاريخية :
أول من اطلعت على كتابته ممن ذكر هذا المعدن هو الهمداني في صفة جزيرة العرب ( 334هـ) ، قال : ومن يماني الطائف واد يقال له جفن لثقيف ، وهو بين الطائف وبين معدن البرام . ويسكن معدن البرام قريش وثقيف .
ولعل قريشا وجدت هنا في ذلك الوقت لاستغلال المعدن هي وثقيف ، فإن الديار ليست ديارها بل الغالب انها كانت من ديار عدوان القريبة منها في بقران والسر وغيرهما . قال ياقوت : والطائف من سراة بني ثقيف وهو أدنى السروات إلى مكة ومعدن البرم هو السراة الثانية وهو في بلاد عدوان. . وقال ابن حزم : وأرض عدوان وفهم على مقطع البرام بقرب مكة، على طريق نجد ( مع التحفظ على قوله : بقرب مكة، على طريق نجد ) .
ولم أعثر على أثر لتاريخ بدء استغلال هذا المعدن ، إلا أن وجود المسجد في هذه القرية يرجح أن الموقع اسلامي ، ووجود الخط العربي غير المنقوط يدل على أن الاستغلال بدأ في القرن الأول أو الثاني من الهجرة النبوية .
والآن مع صور الموقع ، والمعذرة إذا لم تكن الصور واضحة ؛ لأن التصوير كان في وقت الضحى وسطوع الشمس ، ثم تعطلت الكمرة فأكملت الصور بالجوال .
أولا : صور الموقع من قوقل إيرث :
صورة عامة للموقع :

صورة الجبل وهي غير واضحة لوقوع الجبل تحت ظل سحابة ،لكن واضح لون الجبل الرمادي ، وآثار التنقيب :

صورة القرية الكبيرة جدا في قمة الجبل ، ويظهر منفردا في غربها المسجد ، وفي وسطه قبر :

ثانيا : صور حفر التعدين ، وأغلبها طمر أو كاد ، بفعل الأمطار والرياح ... ، مما يدل على أن استغلال المنجم قد توقف منذ زمن بعيد ، وأيضا صور أكوام النثالة الباقية عدا التي عادت لحفر المنجم أو حملتها السيول إلى الأودية المجاورة :

يتبع :

نكمل معكم :

ثالثا : صور لقطع البرم المتناثرة بأعداد كبيرة جدا ، وهي قطع لأواني لم يكتمل نحتها لفسادها في أيدي الصناع فتلقى ، وكذلك صور لقطع الفخار والزجاج الملون ، وهي توجد بكثرة حول القرية :

يتبع :

[الحارث بن همام]

نكمل معكم :

رابعا : صور لقطع الحديد مما يدل على أن الحديد يستخرج أيضا من هذا الموقع :

خامسا : صور القرية الأثرية وهي في قمة الجبل :
وبالرغم من كبر القرية وكثرة منازلها إلا أن غالبها منازل صغيرة متلاصقة وهي مبنية من الحجر الجاف دون تجصيص او تزيين ، ودون عناية واضحة بتهذيب أحجار البناء ، فهي في حقيقتها قرية بنيت لتكون منازل لعمال المنجم من حفارين وحمالين ونحاتين ونحوهم . مع وجود بعض المنازل الكبيرة والأكثر تنسيقا ، ويظهر أنها منازل الإدارة . وهذه القرية من عجائب هذا الجبل ، فحمل هذا الكم الهائل من الحجارة إلى قمة هذا الجبل ، ليس أمرا ميسورا في ذلك الوقت ، وبعضها حجارة ضخمة ينوء بحملها الجماعة من الرجال ، مع ملاحظة أن جميع بيوتها مهدمة ، ولا يوجد أي أثر لخشب السقوف ونحوه ، ويظهر أنه بعد تعطل المنجم هدمت هذه القرية وأخذت جميع سقفها ، بل وأخذت كمية كبيرة من حجارتها التي نقلت إلى البيوت والمزارع اسفل الجبل ، وأخبرني دليلي أبو خلف أن كبار السن أدركوا بعض البيوت قائمة ، وأدركوا منزلا في شمالها الغربي كانوا يرون أنه السجن :

يتبع :

[الحارث بن همام]

نكمل :

سادسا : صورة المسجد والقبر ، والمسجد بطول عشرين مترا ، وعرض خمسة عشر مترا ، وهو مسجد كبير بالنسبة لذلك الزمن ، وبالنسبة لمسجد خصص لقرية منفردة في رأس جبل لا طريق للآخرين عليه . وهو دليل على كبر هذه القرية ، وكثرة عدد العاملين في هذا المنجم .
صورة المسجد ويظهر بداخله القبر :

صورة المحراب :

صورة ماقيل إنه القبر ، وهو في قلب المسجد ، والشائع في المنطقة ، أنه كان لهذا المسجد إمام صالح اسمه رباح ، فلما توفي دفن داخل المسجد ( وهو خطأ عقائدي كان شائعا ) ومنه أخذ اسم الجبل لاحقا ، وأخبرني دليلي أن كبار السن أدركوا على القبر نصائب مكتوب عليها بحروف غير منقوطة ، جاء الخواجات وحملوها :

سابعا : بقايا عظام أظهرتها السيول في أسفل بعض أكوام النثيلة ، دلني عليها دليلي أبو خلف ، وهو يرى أنها لبشر ، ويتوقع أنها لعمال انهار عليهم المنجم ، وليس عندي ما أقوله هنا ، سوى أن موقع العظام لا يرشح لانهيار ، وان كان هذا الامر يرد بكثرة بالنسبة للمناجم ، وقد صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله : ( ... والمعدن جبار . ) أي هدر . ولا دية للعامل إذا انهدم عليه المنجم :

يقول دليلي هذه أسنان :

ثامنا : صور لبعض الكتابات على بعض الصخور في الموقع ،
وهي تبعد عن الموقع قليلا ، لذا لم أجد من صورها ، ولولا خبرة دليلي الذي يعرف الموقع حجرا حجرا لما اهتديت إليها ، وقد كتبت بحرف عربي قديم غير منقوط :

لا إله إلا الله محمد رسول الله

ابراهيم بن مسلم يشهد ألا إله إلا الله
وحده لا شريك له ، ويسأل الله الجنة ..

الله ولي ادريس ...

وهذا الحجر وجدته في جدر إحدى المزارع المجاورة :

وختاما فإني أرى أمرين :

أحدهما : أن هذا الموقع التاريخي الأثري الاسلامي لم يلق تعريفا كافيا وهو شبه مجهول ، فعلى سبيل المثال ، مسقط رأسي أقل من عشرة كيلو مترات على السمت من هذا الموقع ، ولم أكن أعرف عن هذا الموقع شيئا ذي بال حتى شاهدته .

والثاني : ان هذا الموقع شبه مهمل ، وهو بحاجة ماسة إلى حراسة عاجلة مقيمة من أهل المنطقة . وقد أخبرني دليلي أبو خلف أنه كان يشاهد وهو صغير قوافل الخواجات الذين يخيمون حول الجبل ، ويقضون الأيام صاعدين هابطين ، وبعضهم يأتي بالطائرات الحوامة ، ويحملون معهم حجارة بعد غسلها وتنظيفها ومسحها بفرش دقيقة ثم يغادرون ، قال : وكان كبار السن يأتون إليهم بهدايا الرمان وعنب بني سعد اللذيذ ، ويضحكون ويقولون : أليس في أرض الخواجات حجارة حتى يحملوا الحجارة من هنا ؟
هذا ما لزم بيانه ، والسلام عليكم ورحمة الله .

[رويعي الغنم]

بارك الله فيك يا ابن همام , وسلمت يمينك ويمين دليلك , وبيض الله وجهك على أهتمامك بمثل هذا ألأثر الجدير بالأهتمام والذي لم نسمع به من ذي قبل , بل أنني كنت جاهلا بسبب تسمية المعدن بهذا ألأسم ..
ويبدو لي أن بدء وصول آنية المعادن الصناعية ألأخرى الى الطائف قد أجهز على منجم هذه القرية الأثرية الكبيرة بدليل كبر مسجدها وكثرة آثار بيوتها ..
أما الخواجات فأنهم قد أجروا المسح تلو المسوحات منذ أمد بعيد على كل مكان من جزيرة العرب , وأحصوا آثارها ونباتاتها وحيواناتها ومعادنها , ولا غرابة أن لا تجد من كتب عن هذه القرية من أهلها أوممن حولها في الوقت الذي ربما تكون قد وثقت معلوماتها في ألمانيا أو أمريكا أو غيرهما .
ويذكرني ما ذكرته عن أهتمام الخواجات بهذا الجبل وجمعهم للمعلومات العلمية عنه موضوعا سبق أن أسترعى أنتباهي قبل ثلاثين عاما تقريبا , فقد كنت يومها مولعا بالديره قبل أن تصلها خطوط ألأسفلت , وكنت ذات ليلة في بيتي بالفرعه وشاهدت في أحدى الليالي نورا خافتا في الجبل المقابل لبيتي وقرية حصن غياظ من جهة الشمال , في مكان يبعد عن طريق السيارات الوعر الذي كان يتعرج ليخفف من ميول طلوع السيارات للجبل بحوالي مائتي متر تقريبا.
وعندما بقي الضوء سارجا ولم يغادر أصحابه مكانهم بعد العشاء بساعة تقريبا , أستغربت ألأمر فلم يكن أحد يومها يغشى المنطقة ويجلس فيها , فتوجهت الى مصدر الضوء فوجدت عنده رجلا في الخمسينيات من عمره ومعه زوجته , وذكرا لي بأنهما من جامعة كنديه , وأنهما جاءا الى هذا المكان وينويان المبيت فيه الى الصباح ليوثقا الحشرات الليلية الموجودة فيه كما وثقا حشرات أمكنة غيره, ووجدت بمعيتهما بعض الحشرات التي أمسكا بها .
بعد ذلك طمأنتهما وعرضت عليهما ألأنتقال معي الى بيتي والعشاء والمبيت عندي , لكنهما أعتذرا فودعتهما حيث هما وأفهمتهما أن بأمكانهما طلب المساعدة مني متى ما شاءا , ولا أدري بعد ذلك عن وقت مغادرتهما صباحا , ألا أنهما باتا في نفس المكان حيث بقي الضوء ينبعث من نفس المكان طيلة الليل...

[الحاج سلام]

مرحبا بك با ابن همام لقد وعدت فاوفيت وقدمت لنا اليوم هذا الكشف الاثري مطعما بهذه الصور البديعة ومدعما بهذا السرد التاريخي فلله درك فانا اعرف هذا الجبل وقد مررت بجواره مرارا وتكرارا ولم تحدثني نفسي يوما من الايام بان اصعد الى اعلاه مع انني كنت اسمع ان به آثار تعدين قديم وربما اعزو عزوفي عن الصعود فيه الى تشاؤمي من اسمه المحلي حيث يطلق عليه الاهالي في المنطقة طيب الاسم .
وبقدر ما اسعدني ما كشفت عنه من اثار وكتابات ومعالم فقد حزنت على ماذكرت من ان لصوص الاثار يغيرون عليه منذ زمن ونحن في غفلة من امرنا .
وقد كنت اليوم بصحبة صحي ومعد برامج تلفزيونية فحدثته عن الاثار وما تحتاج اليه من توعية باهميتها واقترحت عليه طرح الموضوع في احد برامجه التلفزيونية او مقالاته الصحفية .
وكان مما دار في النقاش اقتراح جائزة او مكافأة ولو معنوية لكل من يدل هيئة الاثار على معلم اثري . وتخصيص موقع على النت ورقم تلفون ساخن لاستقبال البلاغات .
وقد رأينا في شهر رمضان الفائت ما قدمته هيئة السياحة والاثار لخادم الحرمين الشريفين حفظه الله من كشف اثري عظيم كان مكتشفه مواطن عادي .
عموما اكرر لكم الشكر ولا شك ان الشيخ منقاش لن يصبح غدا الا بجوار جبل رباح للتأكد من كشفكم وتقييمه حتى يتسنى له البت في قضية العمادة التي ينافسكم عليها المقداد بن الاسود ...

[أبو عبدالرحمن]

ما شاء الله تبارك الله

هذه التقارير ..

امتعتنا وأفدتنا أخي وكاتبنا الهمام ـ الحارث بن همام ـ

وكان حق عليك أن تختار من أعضاء المنتدى كالمقداد والشيخ منقاش ليكونا مرافقيك في هذه الجولة التأريخية الآثرية الفريدة..

ما أجمل أن يكون التميز حليف الشخص منا بكتابة موضوع مثل هذا..فهذا الموضوع يصنف ضمن البحوث الفريدة : تأريخيا وجغرافيا واقتصاديا وحضاريا ـ لتلك المنطقة .

شكر الله لك هذا الجهد ..وهذا العمل المتميز

[المقداد]

الشيخ الحارث لقد أعجبني هذا البحث المفصل وطريقة تناولك له وزاد
من إعجابي إهتمامك بالآثار والتي عنّا ليست ببعيد, ولا شك فهذا هو الوفاء والبر بقرانا وما أقترب منها , وزاد كمدي وحزني مما جار على هذا الجبل من جور وسرقة ونحن لا زلنا في غموض غير مبرر وغير مفهوم وحتماً سيكون الخطأ أكبر أذا ما سرنا على هذا النسق في تهميش العامل الأثري!! والذي أرى من وجهة نظر شخصة أنه لابد يكون بالمرتبة الأولى , وعلى ما يظهر أن نتائج هذا الإهمال بدأت تبدو سيئاتها وتلوح في الأفاق أذا ما نظرنا الي جغرافية المنطقة وحضارة الأمم السابقون وجهدهم وكفاحهم وتعاطيهم مع المكان والزمن بكل فن وإحتراف !! وكيف يؤذى وينهب بكل يسر وسهولة وكأن الأمر لا يعنينا ؟؟

ولا زلت أكرر وأقول أن هذا الخطاب الأثري التاريخي الفريد الذي تسعى من أجله لتقدمه بصورة نقية وواضحة للقارئ وما حمل برفقه من معاني قيمة لا غنى لأي مهتم ومتعطش عنه وحتماً سيعودون لمثل هذا .

وأنا أضم صوتي لصديقنا الحاج وأناشد الى توثيق مثل هذه المعالم الذي يجهلها أكثر الكثير والمحافظة على ما تبقى منها وإستثمارها معرفياً , وربما مادياً و بأفكار كثيرة .

ومتيسر جداً لبعض الجهات المعنية كإمارة المنطقة أن تحافظ على مثل هذه الأثار بوضع لوائح أرشادية ومتابعة مستمرة كي لا يصل إليها أيدي العابثين , أو تشكل أجندة معنية بهذا الشأن وحسب وحسب وحسب ..

وأقسم لكم معاشر السادة لو بقي الحال كما هو وأمد الله في أعمارنا حيناً من الزمن ستهدم كل الأثار المغيبة عن الأنظار وتزول بسهولة على أيدي الطامعين .

ختاماً :
لا يسعني الا شكرك وشد آزرك فيما قدمته من عمل وجهد نافع مفيد كان محاطاً بالجهل من قبل صديقك المقداد والذي شعر بالخجل وهو يقرأ وينظر وكأن الموقع لا يبتعد عنه عدة كيلو مترات قليلة ..

أنا متنازل عن العمادة والشرافة تقييماً لهذا البحث الشافي الوافي والمفيد والذي لا أظن أحد سيتحمل مشاقه ومتاعبه الا من أتاه الله القدرة عليه , وهذا التهامي الجميل قد أوتي ذلك .

ووفقت لغيره إن شاء الله

ملاحظة /
هناك شخص عزيز في غرابة سأبحث معه عن بعض أسرار الجبل فإن وجدت ما يثري الموضوع لن أتأخر ودمتم جميعاً .


المقداد

[دفء الحنين]

تقصي تاريخي فريد
من باحث مبدع
موضوع شيق
أضاف الكثير لرصيدنا
جهد يستحق الإشادة
واكتشاف يستحق الاهتمام

[رفيق دربه]

لايسعني إلا أن أقول بارك الله فيك وكثر من أمثالك وجزاك الله خير جزاء
تقرير يستحق الإشادة به
دمتم بخير ؛؛؛

[سنا الهجرة]

وأنا أتصفح هذا البحث الرائع من هذا الباحث الأكثر من رائع الحارث ابن همام حفظه الله ورعاه وزادة من العلم والحلم والحكمة وجعل كل ما يقدم في موازين حسناته

أقول وأنا أتصفح هذا البحث تذكرت ثلاثة أمور قد لا تهم القاريئ كثيراً .. ولكنها طرت ببالي واحببت أن أطلعكم عليها.

أولها .. عندما تأملت فعل السنين في هذه القرى والبيوت المهدمة والأواني المكسرة والمتناثر في كل مكان من هذه المنطقة وتخيلت أهلها وأين هم الأن من عملوا عليها وعمروها من بعد ما كات جبال وأحجار متناثر .. ثم عادت متناثرة بل وأصبحت خراب في خراب
تذكرت قول الشاعر سعد بن جدلان في بيته الجميل

الله على الايام وشلون سوت ..... الين خلتني .. مثل منت شايف

وثانيا .. تذكرت مقوله لأحد الاخوة اليمنيين ولم أدرك معناها بوضوح الا من خلال تقريرك هذا أخي الحارث لأني لم أكن أعلم بمعنى البرمه الا الآن
كان يقول اليماني ( كسر البرمه مال الجني ) هههههه
أثر البرمه قدر من الحجارة

اما ثالهما فـ هو قول الله سبحانه وتعالى
(وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا ۖ فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا ۖ وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ) (58)

وان لم يكن سبب نزول هذه الآيه في هذا الموقع لكنني تذكرتها لما رأيت هذا الخراب في هذه القرية والله تعالى أعلى وأعلم

وهذا تفسير ابن كثير لهذه الآية
قال تعالى معرضا بأهل مكة في قوله تعالى :" وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها " أي طغت وأشرت وكفرت نعمة الله فيما أنعم به عليهم من الأرزاق كما قال في الآية الأخرى " وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان - إلى قوله - فأخذهم العذاب وهم ظالمون" ولهذا قال تعالى : " فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلا قليلا " أي دثرت ديارهم فلا ترى إلا مساكنهم وقوله تعالى : " وكنا نحن الوارثين " أي رجعت خرابا ليس فيها أحد وقد ذكر ابن أبي حاتم ههنا عن ابن مسعود أنه سمع كعبا يقول لعمر : إن سليمان عليه السلام قال للهامة - يعني البومة - ما لك لا تأكلين الزرع ؟ قالت : لأنه أخرج آدم من الجنة بسببه قال فما لك لا تشربين الماء ؟ قالت لأن الله تعالى أغرق قوم نوح به قال فما لك لا تأوين إلا إلى الخراب ؟ قالت لأنه ميراث الله تعالى ثم تلا " وكنا نحن الوارثين" ثم قال تعالى مخبرا عن عدله وأنه لا يهلك أحدا ظالما له وإنما يهلك من أهلك بعد قيام الحجة عليهم .