فتح مكـــة>>في ذاكرة الأُمّــة >>حدث في مثل هذا اليوم

[أبو خولة]

فتح مكـــة>>في ذاكرة الأُمّــة >>حدث في مثل هذا اليوم فتح مكـــة>>في ذاكرة الأُمّــة >>حدث في مثل هذا اليوم فتح مكـــة>>في ذاكرة الأُمّــة >>حدث في مثل هذا اليوم فتح مكـــة>>في ذاكرة الأُمّــة >>حدث في مثل هذا اليوم فتح مكـــة>>في ذاكرة الأُمّــة >>حدث في مثل هذا اليوم

فتــــح مكــــة
السبت 20 اغسطس 2011






20 رمضان 8هـ ـ 12 يناير 630هـ

مفكرة الاسلام:إنه الفتح الأعظم لهذا الدين، واليوم الأغر في تاريخ المسلمين، إنه يوم ظهور الحق وزهوق الباطل، إنه يوم سقوط دولة الشرك والكفر والصد عن سبيل الله، إنه يوم فتح مكة على يد الرسول صلى الله عليه وسلم وعصبة المهاجرين والأنصار.
وتبدأ فصول هذا الفتح الأعظم منذ هدنة الحديبية والتي سماها الله عز وجل في محكم تنزيله بالفتح المبين، ذلك أن من شروط هذه الهدنة أن من شاء أن يدخل في عقد الرسول صلى الله عليه وسلم وعهده دخل، ومن شاء أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل، فتواثبت بطون خزاعة وقالوا: نحن ندخل في عقد الرسول، وتواثبت بطون بني بكر وقالوا: نحن ندخل في عقد قريش، وكان ذلك عجيبًا من بني بكر لأنهم كانوا في حالة عداء تاريخي كبير مع قريش، وكان من الطبيعي أن يدخلوا في حلف الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكنهم دخلوا في حلف قريش لحاجة في أنفسهم قد بيتوها، وأيضًا دخلوا في حلف قريش معاندة لبطون خزاعة وكان بين الحيين ثارات كثيرة وقديمة، أما خزاعة فقد دخلت في حلف الرسول بسبب القرابة وأيضًا بسبب وجود عدد كبير من المسلمين بينهم.
مر أقل من عامين على توقيع الهدنة، ثم حدث أن قام بعض بطون بني بكر وهم بنو الدئل بقيادة نوفل بن معاوية الدئلي بالهجوم ليلاً على خزاعة وهم على الوتير ـ نبع ماء لهم ـ وكان عامة من عند الوتير من النساء والعيال وضعفة الرجال، ففرت خزاعة من القتال حتى دخلوا الحرم، قال الناس لنوفل بن معاوية: الحرم الحرم، أي تذكر حرمة الحرم، ولكنه أصر على القتال وانتهك حرمة البلد الحرام، وخلال هذا القتال الغادر قامت قريش بإمداد بني بكر بالسلاح والخيل والرجال، ليس حبًا لبني بكر، بل بغضًا وكرهًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
بعد هذا الغدر الفظيع من جانب قريش وبني بكر، غدر نقض العهود، وغدر الهجوم ليلاً على النساء والأطفال، وغدر انتهاك حرمة البلد الحرام، انطلق عمرو بن سالم الخزاعي إلى المدينة ليخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بما وقع، وكان الوحي قد أخبر رسول الله ليلتها بما جرى، وقد أمر الرسول عائشة بتحضير عدة الغزو وذلك قبل مجيء عمرو بن سالم بثلاثة أيام.
أمر الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين بالاستعداد للغزو وكتمهم مخرجه، وسأل الله عز وجل أن يعمي عن قريش خبره حتى يبغتهم في بلادهم، وإمعانًا في التورية أرسل سرية من المسلمين ناحية الشمال ليظن الناس أنه يريد غزو الروم، وفي نفس الوقت شعر أبو سفيان بخطورة ما فعلته قريش فانطلق إلى المدينة ليجد شروط الهدنة ويشد على بنودها، فأعرض عنه الرسول صلى الله عليه وسلم، فطاف أبو سفيان على المهاجرين وكبار صحابة النبي يلتمس عندهم الشفاعة عند النبي ولكنهم أعرضوا عنه جميعًا حتى بلغ اليأس بأبي سفيان بأن يستشفع حتى بالحسن بن علي بن أبي طالب وهو طفل صغير. ولما لم يجد أحدًا يقف بجواره، رجع إلى مكة يجر أذيال الخيبة ويتوجس خيفة ويترقب غزو المسلمين.
في هذه الأثناء كتب حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه وهو من السابقين المهاجرين ومن أهل بدر والرضوان كتابًا لقريش يخبرهم بقدوم النبي والمسلمين لغزوهم، وقد أرسل هذا الكتاب مع امرأة مشركة اسمها سارة من موالي بني عبد المطلب وكانت قد جاءت المدينة قبل ذلك بقليل تسأل النبي صلى الله عليه وسلم حاجتها، وتصديقًا لدعوة النبي صلى الله عليه وسلم بتعمية الأخبار عن قريش، فلقد أطلع الوحي الرسول على خبر هذا الكتاب، فأرسل الرسول اثنين من الصحابة هما علي بن أبي طالب والزبير بن العوام، فقبضا على المرأة وعادا بالكتاب للنبي الذي علَّم المسلمين درسًا بليغًا في التعامل مع المحسنين الذين وقعوا في الزلات، وقد اعتذر حاطب للنبي بأنه فعل ذلك لحماية أهله وأقربائه بمكة، حيث كان لا عشيرة لهم تحميهم من فتك المشركين بهم، وقد طلب عمر بن الخطاب من النبي أن يأذن له بضرب عنق حاطب، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم عفا عنه ووهب زلته لسالف حسناته وخصوصًا جهاده يوم بدر.
وفي الثلث الأول لشهر رمضان انطلق المسلمون في عشرة آلاف مقاتل من المهاجرين والأنصار وقبائل العرب يقودهم النبي صلى الله عليه وسلم والكل صائم حتى إذا كانوا بالكديد وهو ماء قريب من عسفان، أفطر النبي وأفطر معه المسلمون، وفي الطريق قابل العباس بن عبد المطلب عم النبي وأبو سفيان بن الحارث ابن عمه وعبد الله بن أبي أمية ابن عمته جيش المسلمين وهم مهاجرون بعيالهم وأموالهم، فكانوا آخر من هاجر من المدينة.
ظل الجيش الإسلامي يتقدم في اتجاه مكة وقريش غافلة لا تعلم ما ينتظرها، على الرغم من ضخامة الجيش الإسلامي والذي لا يخفى مكانه، ولكنها دعوة النبي المستجابة التي أخذت العيون وأعمت الأخبار حتى وصل الجيش إلى مر الظهران قريبًا من مكة وهنا عسكر المسلمون، وأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بإيقاد النيران، فأوقد عشرة آلاف نار ملأت ظلمة الليل البهيم نورًا وضياءً.
خرج العباس بن عبد المطلب على بغلة رسول الله يلتمس أحدًا من القريشيين ليخبره بالأمر حتى يأتوا النبي صلى الله عليه وسلم ويطلبوا منه الأمان، فوجد أبا سفيان ومعه حكيم بن حزام وبديل بن ورقاء فأردف العباس أبا سفيان خلفه على البغلة ودخل به على رسول الله ليطلب منه الأمان، وعندما رأى عمر بن الخطاب أبا سفيان أسرع خلفه ليقتله ولكن العباس أمنه عند رسول الله، وبعد محاورات بين العباس والرسول وأبي سفيان أعلن أبو سفيان إسلامه، كما أسلم حكيم بن حزام وبديل بن ورقاء، وليستألف الرسول صلى الله عليه وسلم أبا سفيان قال: «من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن أغلق عليه بابه فهو آمن، ومن دخل المسجد الحرام فهو آمن». فحمل هذه الشهادة أبو سفيان وانطلق بها لأهل مكة ينذرهم ويخوفهم عواقب التصدي للمسلمين، غير أن مجموعة من أوباش قريش وسفهائها تجمعوا عند منطقة الخندمة في أسفل مكة واستعدوا لقتال المسلمين ومعهم عكرمة بن أبي جهل وصفوان بن أمية وسهيل بن عمرو.
قسَّم الرسول صلى الله عليه وسلم الجيش إلى ميمنة وجعل فيها قبائل أسلم وسليم وغفار ومزينة وجهينة وغيرهم من قبائل العرب وجعل على قيادتها خالد بن الوليد، وأمره أن يدخل مكة من أسفلها وأمره أيضًا بالقضاء على أي مقاومة مسلحة، وإلى ميسرة وعلى قيادتها الزبير بن العوام وأمره أن يدخل من أعلى مكة، وكان أبو عبيدة على المشاة، وراية الأنصار مع سعد بن عبادة وكان رجلاً شديدًا فتخوف المهاجرون من أن يثخن في أهل مكة، فاشتكوا ذلك إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فأخذ الراية منه ودفعها إلى ولده قيس، وبالتالي لم تخرج الراية عن سعد ولكن بفطنة الرسول وحكمته أصلح الأمر وأرضى الطرفين.
وفي يوم 20 رمضان سنة 8 هـ (وقيل: 13 أو 17، أو 18، وقيل غير ذلك)، دخل الرسول والمسلمون مكة والرسول صلى الله عليه وسلم واضعًا رأسه تواضعًا لله عز وجل الذي أكرمه بالفتح والنصرة، حتى أن شعر لحيته ليكاد يضرب واسطة الرحل، ومعه المهاجرون الذي سبق وأن خرجوا من مكة فارين بدينهم وقد تركوا وراءهم ديارهم وعيالهم وأهليهم ومواطن الصبا والشباب، دخلوا مكة بعد أقل من عشر سنوات فاتحين مكبرين مهللين وآمنين، واستقبل الرسول الحجر الأسود وطاف حول البيت وهو يطعن الأوثان الموجودة في صحن الكعبة بمحجن في يده وهي تسقط على وجوهها متحطمة، ثم دخل الكعبة فطاف بجنباتها وطهرها من الصور والشركيات ثم صلى فيها، ثم وقف على باب الكعبة وخطب الناس خطبة بليغة، وأمر بلالاً أن يصعد فيؤذن على ظهر الكعبة ليعلن عن ظفر الإسلام وعلو الدين وهزيمة الشرك والمشركين.
وقد أصدر النبي صلى الله عليه وسلم قرارًا بإهدار دم عدة رجال ونساء من أكابر المجرمين وأنه لا أمان لهم، وقد اختلف العلماء في عدد الرجال والنساء المهدرة دماؤهم، وبعد النظر في الأحاديث والروايات هم كما يلي:
1ـ عبد العزى بن خطل أو عبد الله بن خطل، وكان قد أسلم ثم قتل أحد الصحابة ثم ارتد. قُتل بالكعبة.
2ـ عبد الله بن سعد بن أبي سرح، وكان قد أسلم ثم ارتد. شفع فيه عثمان بن عفان فعفا عنه النبي.
3ـ عكرمة بن أبي جهل، هرب من مكة ثم استأمنت له زوجته المسلمة فعاد وأسلم وعفا النبي عنه.
4ـ الحويرث بن نُقيدر؛ قُتل.
5ـ مقيس بن صبانة: تظاهر بالإسلام وأخذ دية أخيه المسلم الذي قتل بالخطأ في غزوة ذي قرد، ثم قتل الأنصاري الذي أصاب أخاه بالخطأ ثم ارتد. قُتل.
6ـ هبَّار بن الأسود: نخس البعير الذي كان يحمل زينب وهي مهاجرة وكانت حاملاً فسقطت ومرضت حتى ماتت. أعلن إسلامه وعفا عنه النبي.
7ـ الحويرث بن الطلاطل الخزاعي. قُتل.
8ـ كعب بن زهير الشاعر؛ أسلم وعفا النبي عنه.
9ـ وحشي قاتل حمزة؛ فر إلى الطائف ثم عاد فأسلم وعفا النبي عنه.
أما النساء فقد اختلف فيهن أكثر من الرجال، وهن كما يلي:
1ـ سارة مولاة بني عبد المطلب، التي حملت كتاب حاطب، وكانت تهجو النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت مغنية نواحة. أسلمت وعفا عنها النبي.
2ـ هند بنت عتبة، آكلة كبد حمزة بن عبد المطلب. أسلمت وبايعت النبي.
3ـ أرنب مولاة ابن أخطل، وكنيتها أم سعد، قتلت.
4ـ فرنتى وقريبة، مغنيتان لابن خطل كانتا تغنيان بهجاء النبي صلى الله عليه وسلم فأسلمت فرنتي وقتلت قريبة، وقيل: إن العكس هو الذي وقع.
أما المسلمون فلم يخسروا في هذا الفتح الأعظم سوى رجلين وهما كرز بن جابر الفهري وحبيش بن الأشعر.
وقد أقام رسول الله والمسلمون في مكة تسعة عشر يومًا يجدد معالم الإسلام ويعلم حديثي الإسلام شعائر الدين وأصول الشريعة وإقامة منار الإسلام، وبفتح مكة انقطعت الهجرة، وسقطت آخر معاقل الشرك والكفر ودخل الناس في دين الله أفواجًا.

[الشرمااااااااني]

يعطيك الف عافيه

[سفيان]

عظيمة انتصارات المسلمين و فتوحات النبي صلى الله عليه وسلم
بارك الله فيك

[وآثقة الخطى]

موضوع جداَ ممتع .. الله يعطيك العــآفيه ابو خوله .. شكـراَ لك