ماذا بعد التلفزيونات الرقمية؟

[عثمان الثمالي]

ماذا بعد التلفزيونات الرقمية؟ ماذا بعد التلفزيونات الرقمية؟ ماذا بعد التلفزيونات الرقمية؟ ماذا بعد التلفزيونات الرقمية؟ ماذا بعد التلفزيونات الرقمية؟

تطويرات هائلة في تصميمها والهدف يظل تنزيل عروض الإنترنت

اكبر شاشة بلازما تلفزيونية عالية الوضوح عرضتها «باناسونيك» اخيرا بمقاس 150 بوصة («الشرق الاوسط»)

لاس فيغاس: روب بيغورارو*
حققت الصناعات الالكترونية اخيرا اكبر انتصاراتها خلال عقود بعد حصولها على قدرة وحقوق تصنيع التلفزيونات الرقمية، ولكنها لا تعرف بالضبط ماذا ستكون الخطوة المقبلة.
وبعد عشر سنوات فقط من تقديم اول تلفزيون رقمي في المعرض الدولي للاجهزة الالكترونية CES هنا في لاس فيغاس، بات هذا الجهاز هو المعتمد للجميع هنا، فبعدما كان يباع بسعر بين 7000 و 10 آلاف دولار لتسلية الاغنياء فقط، بات سعره اقل من ألف دولار، ومتوفرا في جميع المحلات والمخازن.
واستنادا الى الاحصاءات التي قامت بجمعها جمعية الالكترونيات الاستهلاكية (جمعية ارلينغتون التجارية التي أدارت المعرض الضخم الاخير لهذا العام)، فان نصف منازل الاميركيين تملك اليوم جهازا رقميا، كما ان العديد منها يملك اكثر من واحد.
وحدث مثل هذا التحول في الوقت الذي بات فيه المستهلك يتطلع الى ما هو ابعد. فبعدما كان الجهاز الرقمي كافياً بحد ذاته، يبدو ان التحديد والوضوح العاليين هو الهدف التالي لاغلبية الناس، بعدما كسبت الصورة المتفوقة وجودة الصوت، اللتان هما الصفتان المميزتان للتلفزيونات العالية الوضوح، قلوب الجميع.
وكانت الشاشة التلفزيونية قد باتت مسطحة مثلما هو الحال الان مع التلفزيونات العالية الوضوح. اما التلفزيونات التي تعمل بانابيب اشعة الكاثود، وتسليط الصورة على الجدران، فقد باتت تبدو ضخمة كبيرة انقضى عهدها امام الشاشات البلازما والبلور السائل «إل سي دي».
غير ان الجانب الاخر السلبي لهذه الطفرة في تطور التلفزيون هو انها ستشرع منذ الان فصاعدا بالتباطؤ. وينبغي ألا نبالي بالشاشات المسطحة الاختبارية التي عرضت هنا، التي تعرض الصور بأربعة اضعاف وضوح شاشات التلفزيونات العالية الوضوح التي كان الغرض منها فقط اظهار براعة مهندسي كل شركة تملك ميزانية كبيرة. كما انه لا يوجد اي اختراق تقني آخر جاهز لتغيير شكل او حجم الجهاز التلفزيوني، كما فعلت الاجهزة ذات الشاشات المسطحة.
* الخطوة المقبلة اذن ما هي الخطوة الكبيرة المقبلة للصناعة؟ لا احد يعرف؟ فمعرض CES لهذا العام يظهر ان ارباب الصناعة غير متأكدين مما يرغبه المستهلكون. وقد تكون الافلام السينمائية العالية التحديد هي المرشح المناسب لعرضها على التلفزيونات العالية الوضوح، لكن الشركات الصانعة الالكترونيات واستوديوهات السينما اضاعت الكثير من الوقت في هذا العقد في حربها ضد الصيغ والانماط الشقيقة المنافسة. وكان بعضها قد دعم صيغة القرص السينمائي الذي يدعى «قرص ال دي في دي العالي الوضوح» HD DVD، في حين قام البعض الاخر من هذه الصناعة بدعم النوع الاخر المنافس الذي يدعى «بلو راي» Blu-ray. وقبل انعقاد معرض CES هذا اعلنت «ورنر هوم فيديو» انها ستوقف اطلاق الافلام العالية الوضوح في كلا طرازي الاقراص، وانها ستقوم بدلا من ذلك بشحنها حسب تقنية «بلو ـ راي» فقط، ابتداء من شهر مايو المقبل. (في تحولها هذا غير المتوقع فانها قد تخلت في الواقع عن مشاهدي اقراص «دي في دي العالية الوضوح» الذين قاموا بشرائها لدعم هذه الصيغة في وقت مبكر).
لكن آلات تشغيل «بلو ـ راي» في اي حال تكلف اكثر من مشغلات «اقراص دي في دي العالية الوضوح»، والتي بدورها تكلف اكثر من مشغلات اقراص «دي في دي» التي لا يزال الكثير من مشاهدي الافلام يعتبرونها وسيطا جيدا.
* عروض الإنترنت في هذا الوقت فإن تنزيل الفيديو من الانترنت بكل ما يصاحب ذلك من ازعاج، قد قطع شوطا بعيدا بالنسبة الى العديد من المستهلكين ليعتبروه المصدر الجيد المقبل للحصول على الفيديو.
ونتيجة لذلك فان العديد من الشركات التي عرضت منتجاتها في المعرض قد ركزت على فكرة الستيريوهات والاجهزة التلفزيونية التي تتصل بالشبكة بشكل او بآخر. فقد عرضت «باناسونيك» جهازا تلفزيونيا بشاشة بلازما الذي يعمل ايضا كمتصفح لموقع «يو تيوب». وعرضت «سوني» وحدة يمكن اضافتها التي تتيح لجهازها من طراز «برافيا» ذي الشاشة العاملة بالبلور السائل (إل سي دي) عرض مقتطفات من تشكيلة مختلفة من مواقع الفيديو على الانترنت. اما «سامسونغ» فقد تبنت استراتيجية مختلفة بعرضها العلبة التي توصل جهازها التلفزيوني الى الكومبيوترات التي تشغل برنامج «مايكروسوفت ميديا سينتر». وكان هذا واحدا من عدد صغير من المنتجات الجديدة التي شيدت حول مقاييس «مايكروسوفت»، الشركة التي كرست في وقت من الاوقات نهج العمليات الكومبيوترية المنزلية، ولكنها وجدت ان برنامجها للوسائط الرقمية ليس من السهل تسويقه وبيعه.
وبدلا من كل ذلك، فان الكثير من الشركات البائعة اختارت «أبل». وظهرت اماكن لوضع اجهزة "آي بود" في العديد من التلفزيونات واجهزة الستيريو من انتاج العديد من الشركات، حتى تلك التي تبيع مشغلات الوسائط المتعددة التي تنافس منتجات «أبل».
ولعل الاجهزة المحمولة والنقالة بصورة عامة قد تكون اكثر الامور اثارة في معرض هذا العام. فالكاميرات الرقمية ومسجلات الفيديو شرعت تنصهر في جهاز واحد، لكون النمط الفيديوي في الكاميرات الرقمية بات اكثر تحديا ووضوحا (بعضها بات الان قادرا على التقاط فيديوهات عالية الوضوح)، ونمط الصور الساكنة في مسجلات الفيديو بات بوضوح الفيديو.
وبالاسلوب ذاته باتت اجهزة تحديد المواقع «جي بي إس» اكثر مرونة مع اضافة وظائف ومعدات جديدة عليها، مثل المشغلات الرقمية للوسائط المتعددة التي كانت في يوم من الايام محصورة في اجهزة «آي بود»، او في الهواتف الذكية الاكثر ذكاء.
وتبقى كل هذه الاجهزة المختلفة لكي تلعب مع بعضها البعض بشكل جيد أمراً قيد التجربة. وتفاخر كل من شركة «إل جي» و«باناسونيك» و«سامسونغ» و«سوني» بأن منتجاتها الاخيرة من اجهزة الفيديو يمكن التحكم بها من اداة ضبط واحدة. لكن هذه اخبار مخيفة بعض الشيء بالنسبة الى اي شخص يتوق الى البساطة، خاصة بالنسبة الى الاشخاص غير الراغبين في شراء جميع الكترونياتهم من شركة واحدة. وهنالك بعض الفوضى التي افرزتها انماط وصيغ ملفات الوسائط المختلفة، وادارة الحقوق الرقمية المختلفة، والقيود الخاصة بالاستخدام، والحاجة المتزايدة الى قراءة كتب وارشادات الاستخدام، او ضرورة الاتصال بارقام خاصة للحصول على الدعم والمساعدة الفنية.
ومثل هذه المشاكل لا تبدو انها تتحسن مع استمرار قيام الشركات المنافسة بتخفيض الاسعار. وفي الوقت الذي تكبر خلاله الشركات وتتوسع، يصبح من الصعب اقناع الشركات المتنافسة بالاتفاق على مستويات ومقاييس تتيح لجميع هذه الادوات العمل معاً. من هنا فان جهازك المقبل سيكلف بالتأكيد اقل، وينجز اكثر من الطراز الحالي الذي بين يديك الان، لكنك لن تستطيع الاعتماد عليه كثيرا في مسألة وصله بجهاز التلفزيون، او جعله متزامنا مع جهاز الكومبيوتر. * «خدمة واشنطن بوست» _ خاص بـ «الشرق الأوسط»

[أبو عبدالرحمن]

مشكور أبو سعود على المتابعة

[Naif]

الف شكر اخوي ابو سعوود على متابعتكم وتواصلكم المستمر