02-08-2009
|
|
زبيدة ودحيم الموذي؟!
زبيدة ودحيم الموذي؟! زبيدة ودحيم الموذي؟! زبيدة ودحيم الموذي؟! زبيدة ودحيم الموذي؟! زبيدة ودحيم الموذي؟!
سوانح طبيب
زبيدة ودحيم الموذي؟!
د. سلمان بن محمد بن سعيد
كان لل(الاولين) ثقافة تربوية تهديدية خاطئة لأطفالهم.. وهي تهديدهم للصغار الذين لا يسمعون الكلام بأنهم سيأخذونهم للدكتور (ليدقهم ابرة) فارتبطت الابرة أو الحقنة لدى الأطفال بأعمال الشقاوة لا المرض.. فيستغربون إذا مرضوا لماذا يُعاقبون بوخز الإبر مع انهم (ماسوو شي) وهناك خوف آخر للأطفال وهو تهديد الأهل (الساذج) بعوافي الله.. أو تهديد آخر يدل على (دلاخة) أطفال أيام زمان.. فكانت ترتعد فرائص الطفل عند سماعه للكبير وهو يهدده قائلاً (والله لاخلي اذني واذنيك أربع) أو (اطمر بطنك واتوطى الأرض) وأعود لعنوان سوانح اليوم.. فقد كانت الممرضة زبيدة تُرعب وتُخيف الأطفال في مستوصف الفوطة.. والممرض الألوسي متعهد (دق الابر) يأتي إلى مستوصف الفوطه راكباً دباب وحاملاً شنطة تحوي أدوات (دق الابرة) وأطفال العطايف والظهيرة والغراوية آنذاك يعرفون الممرضة زبيدة جيدا.. ويخافون منها أكثر من خوفهم من دحيم الموذي.. فقد كانت مربوعة أقرب للقصر وتميل إلى السمنة التي تخفيها تحت بالطو أبيض فضفاض لا تستبين منه خصر ولا قوام.. تنزع للشر بعكس مهنتها الانسانية (التمريض) وقد يكون سبب نزعتها العدوانية تلك شقاوة الأطفال أيام زمان وبالذات دحيم الموذي الذي كان (آفة منزلة) في إيذاء الآخرين أو نزغة شيطان كما يسميه الكبار.. ولم يكن دحيم الموذي يخشى أحداً كخشيته من الممرضة زبيدة.. فكم شهد مستوصف الفوطة منظر دحيم الموذي يجري هرباً والممرضة زبيدة تلحق به وتحاول إمساكه.. لدرجة ان الأطفال عندما يتشجعون ويحاولون مقاومة ضرب وإيذاء دحيم الموذي.. كانوا يقولون له (تقيوى علينا.. رح لزبيدة عرانك توريك) وعلاقة دحيم الموذي بمستوصف الفوطة والممرضة زبيدة كانت تتغير من آن لآخر.. ففي إحدى المراحل كانا (قطبا الشر والقوة.. دحيم الموذي وزبيدة) يعيشان فترة سلام ووئام.. لدرجة كانت (الميانة) تجعل دحيم الموذي يجمع بقية الأطفال والصبية للعب الكرة في ساحة المستوصف.. إلا ان هذا لم يستمر طويلاً.. فعادت زبيدة لطرد ومطاردة دحيم الموذي وبقية الأطفال من مستوصف الفوطة.. وكان السبب وراء ذلك قيام دحيم الموذي بخرق (لي) كبير كان يزود المستوصف وبيوت أُخرى بالماء.. ولم يكن أحد يستطيع عقاب وإيقاف دحيم الموذي عند حده إلا الممرضة زبيده في مستوصف الفوطة.. وإلى سوانح قادمة بإذن الله.
|