إلى أغلى الناس
آن الأوان لأبوح بحبي.. وأن أخط
بأحرف من نور قصة عشقي...
لأحكي لك .. ولكل الناس كيف
دخلت قلبي فأغلقته للأبد، أنت يا
أغلى الناس.. روحي التي أداريها
بين جوانحي .. كيف أبدأ .. بأغرب
قصة ...
بدأت كما تنتهي القصص.. لم تبدأ بحب .. بل بكره، كرهتك فأحببتك.. تصوّر..!!
لم يكن اختيارك من بين ملايين الشباب بيدي.. بل بيد والدي.. فوالدك طلب.. ووالدي أعطى..
استقبلتك بالدموع يوم عرسي.. لم تحظ مني بنظرة ولا بكلمة.. فكل همي أن أبتعد عنك قدر استطاعتي..
كرهت حتى حديثك.. حركاتك..... سكناتك.. وبالأخصّ... كرهت عكازك البغيض.. وقدمك المعطوبة التي تجرها كلما أردت الخطو..
لم تكن في ظني سوى معاق.. لا فائدة ترجى منك.. ليس معك أنس ولا بمقدمك فرح.. فبالله عليك أيها الغالي.. كيف دخلت قلبي..؟!
أنت أذكى العشاق.. دخلت قلبي بهدوء.. دون ضجيج .. . ولا إشعار ولا بكاء.. عندما جافيتك في البدء.. لم تفرض نفسك عليّ..
حدثتني عن طفولتك.. وعن دراستك وتفوقك.. عن والديك ومواقفك الطريفة.. وحدثتني بكل فخر.. عن قهرك لإعاقتك..
استغربت أسلوبك...
حاولت اجتذابي أكثر..
فكنت في كل عطلة أسبوعية تدعوني للعشاء في أفخم المطاعم...
رأيت معك أجمل الأماكن.. أحضرت لي بذكاء كل ما أريد دون طلبي.. وراعني ذلك التحول المفاجئ في عواطفي نحوك...
كنّا نتعشى على ضوء الشموع ذات ليلة .. وكنت أحرك ملعقتي في الصحن دون أن آكل.. وأنقل بصري بفتور بين صحني.. . والتلفاز. وفجأة.. رأيتك بهدوء.. . تختلس النظر إليّ.. .
كانت نظرتك.. . عميقة.. حنونة.. ونديّة.. .
أما إذا التقت الأعين.. . فإنك تهرب تاركاً الأسئلة تثور في ذهني.....
ماذا يريد.. . .؟!!
لماذا أحببته الآن.....!
أنا أكرهه.. يجب أن لا أنسى ذلك.. كررت تلك النظرة.. وتكررت الأسئلة في ذهني حتى خفّت حدتها.. وحلَّ مكانها.. سكون عجيب.. وراحة.. . وطمأنينة نحوك، أصبح كل أنسي أن أجلس بين يديك....
وكل همي أن أنام وأنت عني راضٍ..
وكل ما يشغلني.. راحتك.. وأنسك..
لا أصبر أن أفارقك.. حتى تعود من عملك.. . كنت كالهم الجاثم على صدري... فأصبحت حباً نابضاً في قلبي...
وها أنا أقول بخجل.. . إنني كرهتك – سابقاً! - لا لشيء... إلاّ لإعاقتك.. . .!
وها أنت ... تثبت لي ..... وللجميع...... أن المعاق.. معاق بذهنه لا بجسده.. . نعم كنت أنا المخطئة إذ ظننتك معاقاً....
لم أستطعم روحك... وجمال سريرتك... إلا عندما اقتربت منك.. . ودخلت أعماقك..
وهناك...
تهت.... حيث أغرقني حبك.. .
وعرفت حينها.... أنك تختلف عن كل الرجال.. . لا لأنك معاق .... بل..
لأنه ...... لا يوجد مثله في هذا الزمان....
زوجتك المخلصة ،،،
ما الحت من حسن ولا من ملاحةٍ
........... ولكنه شيئٌ به الروحُ تكلف
الظاهري
**
سارة بنت محمد الخضير/ الرياض
مجلة حياة
تحرير: حورية الدعوة