رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
إليك أيها الأب
إليك أيها الأب إليك أيها الأب إليك أيها الأب إليك أيها الأب إليك أيها الأبحديثي إليك أيها الأب الغيور عن نعمة قد تنقلب نقمة ، وعن منحة قد تنقلب محنة، وعن عطاء قد يكون شقاء! إنهم الأبناء!! هذه البراعم الناعمة، والأكباد التي تمشي على الأرض، التي إن لم نحسن رعايتها فلربما تمنى الأب أنه لم يرزق بهم وأنه كان عقيماً -نسأل الله السلامة والعافية... أكتب ذلك ليس من باب التشاؤم ولكنه من باب الواقع المشاهد، فكم من أبٍ لم يكن يعرف طريق الشرطة، لم يدخله مراكزها إلا فلذات كبده. وكم من أبٍ لم تخرج دمعته ذلاً وهواناً أمام الرجال قط، لم يخرجها إلاّ أبناؤه، بل كم من والد أدخله أبناؤه زنزانات السجون -نعوذ بالله من عقوقهم-! أيها الأب المشفق، إذا أردت أن تدرك بر الأبناء وتذوق حلاوة نفعهم فاربطهم بالحياة الباقية لا الفانية، ليكن همك أن تجتمع بهم في قصور الجنة وخيامها وعلى أرائكها، لا أن يكون همك تسمين أبدانهم وكسوتهم، وتذكر أن أسراً كثيرة ستتمزق عداً على الصراط إذا ضُرب على متن جهنم... تلك الأسر التي كان همّ راعيها الدنيا فحسب! همه حضور ابنه للمدرسة ولو غاب عن المسجد، همه ارتفاع معدله ودرجاته ولو انخفض مستوى إيمانه وأخلاقه، همه أن يتملك في الدنيا بيتاً ليجمع أبناءه فيه ولو كان أبناؤه يسيرون في حياتهم إلى أودية النار تركاً للفرائض وانتهاكاً للحرمات، همه أن يخلف لأبنائه ثروة ومالاً ولو كان يعلم أنهم لربما استعانوا بها على معصية الله. إن هذه التربية المهترئة المنحلة لا تبلغك أيها الأب برهم ولا نفعهم لا في الحياة الدنيا، ولا في الآخرة... لذا أوصيك أيها الأب المشفق بعدة وصايا عسى إن عملت بها ألاّ تحرم السعادة بهم فوق الأرض، والفرح بهم يوم العرض، والاجتماع بهم على الأرائك متكئين في جنات النعيم. الوصية الأولى: أكثرْ من الدعاء لهم بالصلاح و الهداية، واحذر من الدعاء عليهم، لا تعن شياطين الجن والإنس على أبنائك، ولا تيأس من هدايتهم. "فإن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء" فقلب ابنك لن يكون أقسى من قلب عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- الذي خرج يوم إسلامه يريد قتل محمد -صلوات الله وسلامه عليه- فما غربت شمس ذاك اليوم إلاّ ومحمد- عليه الصلاة والسلام -أحب الناس إليه ببركة دعائه- عليه الصلاة والسلام. الوصية الثانية: برّك أنت أيها الأب بأبيك وأمك، فإن البر دين، فإن أقرضته والديك استوفيته من أبنائك أضعافاً مضاعفة، وإلاّ فستشرب كؤوساً من العقوق مترعة "برّوا آباءكم تبركم أبناؤكم". فاعمل مع والديك ما تحب أن يعمله أبناؤك معك غداً ، وابذر تحت أقدامهما ما شئت أن تحصده من أبنائك غداً. الوصية الثالثة: احذر أن يشاركك في تربيتهم قناة فضائية أو جليس سوء، فإن ما زرعته وسقيته في أعوام قد تحرقه لقطة في مسلسل أو مشهد من فيلم أو صورة فاجرة يعرضها زميل، فاحفظ جوارحهم وخاصة -العين والأذن- فإنهما نافذتان إلى القلب، إن أطلقتا في الحرام فلن تستقيم لك تربية، ولن تدرك براً، وسينهار كل بناء للفضيلة تريد أن تعليه في نفوسهم، وذلك أن العين أو الأذن إن هي زنت، فلا بد أن يبحث الفرج عما يطفئ لهيب تلك النظرات الفاجرة وتلك النغمات المحرمة. الوصية الرابعة : أطعمهم الحلال فـ :"أيما جسد نبت من سُحت فالنار أولى به" فما نزعت بركة كثير من الأبناء إلا بسبب لقمة الحرام، فكم من أبٍ أعجبه قوام أبنائه وقد غذاهم الحرام، وما علم أن هؤلاء الأبناء قد يكونون غداً شوكة في خاصرته، وغصة في حلقه، وسبب شقائه في دنياه وأخراه، بسبب شؤم ذاك المال الحرام، فاتق الله أيها الأب في كسبك، واعلم أن أبواب الكسب الحرام قد تنوعت وكثرت، فالربا، والرشوة، والسرقة من وقت الدوام، وقبض قيمة الانتداب وأنت جالس في بيتك... كلها أبواب كسب محرم، فأطبْ مطعمك. الوصية الخامسة : كن قدوة صالحة لأبنائك فلا تنه عن خلق وتأتي مثله، افعل أمامهم ما تحب أن تراه منهم، وان ابتليت بمعصية فاستتر ولا تجاهر بها، فإن الابن قد جُبل على حب محاكاة والده. فاحذر أن تغرس فيه خلقاً يجني عليك الندامة غداً. فكم من ابن كان سبب انحرافه معصية حاكى فيها والده فأوردته المهالك. الوصية السادسة: لا تنشغل عنهم فهم رأس مالك الحقيقي، ليكونوا معك أو كن معهم، أشغلهم بالخير وإلاّ أشغلوك هم بالشر، ألحقهم برياض الجنة "حلقات تحفيظ القرآن"، اصحبهم إلى بيوت الله وإلى صلة أرحامك، أبعدهم عن حياة اللين والترف، عليك بالتربية الجادة التي تخرّج رجالاً لا شباباً هم للأنوثة أقرب منهم للرجولة. فإذا بذلت أسباب الصلاح، ولم يكتب الله لهم الهداية فلا يضرك ضلالهم لأن عليك الدلالة والإرشاد وليس عليك التوفيق والهداية. أسال المولى أن يصلح لنا و لك النية والذرية "ربنا هب لنا من أزواجنا و ذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً". الشيخ : سعد العتيق ( الشبكة الإسلامية ) |
05-17-2008 | رقم المشاركة : ( 2 ) | |
عابر سبيل
|
رد : إليك أيها الأب
فالكم التوفيق
وجزاكم الله خيرا |
|
05-20-2008 | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||
ذهبي مشارك
|
رد : إليك أيها الأب
جزاك الله خيرا
|
||
05-22-2008 | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||
مشرفة القسم الاجتماعي
|
رد: إليك أيها الأب
كن قدوة صالحة لأبنائك فلا تنه عن خلق وتأتي مثله
وصايا قيمة . بارك الله فيك . |
||
05-22-2008 | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||
ذهبي نشيط
|
رد: إليك أيها الأب
جزاكم الله خيرا
|
||
05-22-2008 | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||
شاعر
|
رد: إليك أيها الأب
نصائح بالغة الاهمية
أسأل الله لنا ولكم العون وحسن المقصد |
||
05-22-2008 | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
ذهبي مشارك
|
رد : إليك أيها الأب
اقتباس:
اقتباس:
جزاكم الله خير الجزاء . |
||||
مواقع النشر |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
اللة اللة بالترحيب | شبية الريح | أهــــــلا بــــــــــكـــــــم | 5 | 04-23-2008 07:53 PM |
مهلا أيها الأب العاق ! | الدانه | الأسرة و الـتربـيـة | 3 | 01-03-2008 08:59 PM |
رسالتي إليك أيها الحاج... | رعد ون | منتدى مواسم الخير | 3 | 12-05-2006 10:00 PM |
إليك هذه الثمرات العظيمة | بَنتْ الأصَآيلْ | الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي | 3 | 09-07-2006 01:25 AM |
كيف تجذب الناس إليك &*** | بَنتْ الأصَآيلْ | الــمـنـتـدى الـعـام | 5 | 07-05-2006 12:28 AM |