رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||
|
|||||||
سامحني يا أبي
سامحني يا أبي سامحني يا أبي سامحني يا أبي سامحني يا أبي سامحني يا أبيبسم الله الرحمن الرحيم تدمع عيناي عندما أرى شيخا كبيرا،عركته الأيام،ومضت به السنون،يجر رجليه جرا،وترتجف يداه0أتأمل تقاسيم وجهه،وأتساءل هل عانى مثل أبي؟هل هو سعيد؟هل لديه أبناء؟هل هم بارين به؟ أتذكر أبي ،وكم عانى في هذه الحياة،من يتم في صغره،وعمل وتعب في شبابه،كان همه الأول والأخير سعادة أولاده،كان يقدمهم على نفسه في كل شيء ،يحضر لهم طلباتهم التي لاتنتهي،رغم ضآلة الراتب الذي يحصل عليه ،لاأتذكر يوما أنه خص نفسه برحلة،أو بوجبة في مطعم0 شتان ياأبي بينك وبين بعض آباء هذا الزمن،همهم الأول والأخير راحتهم،المسؤولية عندهم تقتصر على إحضار الطعام والشراب واللباس، الأب هذا الزمن ياأبي همه الأول والأخير متعته الشخصية،يسافر بالأيام والأسابيع مع رفاقه تاركا أولاده مع الأم في البيت يعانون الأمرين ،إلى أين يذهب مع من؟لايتجرأ أحد على سؤاله، لايتحاور مع أبنائه ،لايضمهم ،لا يلعب معهم ،مع أن قدوتنا ورسولنا الكريم كان يمزح مع الصغار بل يحمل حفيدته في الصلاة وهو إمام بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما أحلمك ،هل لاحظت ياأبي كان يحمل بنتا وآباء هذا الزمن يأنفون من ذكر اسم المرأة ويهددون زوجاتهم بالطلاق إذا كن لاينجبن إلابنات 0 يخرج الواحد منهم ليلا ليسهر مع رفاقه في استراحات تضم القنوات الخليعة والدخان ولا يعود إلا بعد أن يتأكد أن أبناءه ناموا ،ولا تستطيع الزوجة سؤاله،لأنه سينكد عليها ليلتها 0 أين المسؤولية ياأبي أين الرعية التي استرعاه الله عليها وسيسأله حفظ أم ضيع هل تصدق ياأبي أن زميلة لي تذهب بأبنائها مع السائق إلى حدائق عامة؟سألتها متعجبة حتى النزهة مع السائق أجابتي وهي دامعة زوجي لايحب الخروج معنا يفضل أصدقاءه علينا وعندما أكثر عليه الأبناء الطلب بالخروج للنزهة جلب لنا السائق وقال:اذهبوا إلى أي مكان شئتم قلت لها هل أنت سعيدة؟قالت لا جلوس زوجي معنا حتى لو كان في البيت أحب إلينا لكن لا مجيب ،استدرت عنها لأخفي دموعي حتى النزهة أيها الأب العزيز مع السائق ألا يكفي أن الأم تذهب بأبنائها إلى المستشفى لعلاجهم، وإلى السوق لشراء متطلباتهم ،لم يبق على نساء هذا الزمن غير الذهاب لحلقة الأغنام ومساومتها الرجال لشراء الذبائح 0 ستسأل أيها الأب الغائب عن هذه الرعية التي ضيعتها،ستسأل يوم لاينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم وصدق أبو العتاهية عندما قال : إلى ديان يوم الدين نمضي وعند الله تجتمع الخصوم
فعلا ياأبي سيجتمع الخصوم عند ملك عادل يقتص من هذا الأب الظالم الذي ضيع رعيته0 وأعتذر لك يا أبي لم نوفيك حقك من البر على الرغم مما بذلته من أجلنا فقد عوضتنا عن فقد الأم،وحرصت على أن ننال أفضل الشهادات على الرغم من تعليمك البسيط،لكنك كنت كبيرا في نظرنا ولو قبلنا الأرض التي تمشي عليها فلن نوفيك ما بذلته فسامحني ياأبي،وادع الله لي ولذريتي بالصلاح ولقاؤنا في جنة الخلد0 |
03-12-2007 | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||
ذهبي مشارك
|
رد : سامحني يا أبي
مشكــــــــــــــــــــــورة أم البراء
موضوع مميز وهام جدا لكل اب فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته |
||
03-12-2007 | رقم المشاركة : ( 3 ) | |
مساعد المدير
|
رد : سامحني يا أبي
بارك الله فيكم أم البراء وجعل ماتكتبون وتقدمون في موازين أعمالكم {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً }الإسراء23
|
|
03-13-2007 | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||
المشرف العام
|
رد : سامحني يا أبي
خاطرة أدبية رائعة..
ورحم الله هذا الجيل ...وغفر لهم.. خاطرة تستحق أن تنسخ لمنتدى الشعر والأدباء... |
||
03-13-2007 | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||
مراقب
|
رد : سامحني يا أبي
وفقك الله ام البراء
|
||
03-13-2007 | رقم المشاركة : ( 6 ) | |
مثالي
|
رد : سامحني يا أبي
تشكرين أختي أم البراء على هذا الموضوع الذي يحرك المشاعر
أتمنى أن يهز مشاعر الآباء الذين نسوا أو تناسوا واجباتهم |
|
03-16-2007 | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||
مشارك
|
رد : سامحني يا أبي
ام البراء
والله لقد دغدغ هذا المقال مشاعري واصابني في مقتل ولا اخفيك اني تمنيت اني كاتبه ويؤسفني تأخري في الرد فلم اكن من اوائل المشاركين وذلك لعدم التزامي الدائم بالمتابعة والحظور بالمنتدى ولكن كما يقول مثلنا الشعبي (( من جاء ما ابطى )) نعم كم هي مسؤوليتنا تجاه ابنائنا في زمن ازدحم بالفتن والمغويات المغريات وكم من الآباء الى الآن لم يدركوا قيمة الأبوة وكذلك نعمة الأبناء . والعكس كذلك فكم من اب اليوم يشكو العقوق فكم من اب وام قلوبهم مكلومة من ابنائهم وهم احياء فياليتهم ماتوا ولم يفعلوا بوالديهم مافعلوا ياليتهم استرجعوا من ذاكرتهم شيئا من الحنان والعطف الذي كان يدفق به قلب الوالدين عندالذهاب وعند الإياب هنا قصيدة اعجبتني من بين المئات من القصائد لكن هذه القصيدة كنت ارى ان قائلها كتبها لي انا فقط وما كل مايعرف يقال والقائل هو عمر بهاء الدين الأميري عندما سافر أولاده وتركوه : [POEM="font="Simplified Arabic,4,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=1 align=center use=sp num="0,black""]اين الضجيج العذب والشغب = أين التدارس شابه اللعب أين الطفولة في توقّدها = اين الدمى في الأرض والكتب اين التسابق في مجاورتي= شغفا إذا أكلوا وإن شربوا يتزاحمون على مجالستي = والقرب مني حيثما انقلبوا يتوجّهون بشوق فطرتهم = نحوي إذا رغبوا وإن رهبوا ونشيدهم بابا إذا فرحوا = ونشيدهم بابا إذا غضبوا إني أراهم أينما التفتت = نفسي وقد سكنوا وقد وثبوا واحسّ في خلدي تلاعبهم = في الدار ليس ينالهم تعب وبريق أعينهم إذا ظفروا = ودموع حرقتهم إذا غلبوا في كل ركن منهم أثر = وبكلّ زاوية لهم صخب في النافذات زجاجها حطموا = في الحائط المدهون قد ثقبوا في الباب قد كسروا مزالجه = وعليه قد رسموا وقد كتبوا في الصحن فيه بعض ماأكلوا = في علبة الحلوى التي نهبوا في الشطر من تفاحة قضموا = في فضلة الماء التي سكبوا دمعي الذي كتّمته جلدا = لمّا تباكوا عندما ركبوا حتى إذا ساروا وقد نزعوا = من أضلعي قلبا بهم يجب ألفيتني كالطفل عاطفة = فإذا به كالغيث ينسكب قد يعجب العذّال من رجل = يبكي لو لم أبك فالعجب هيهات ماكلّ البكا خور = إني وبي عزم الرجال أب[/POEM] والقصيدة لديه صوتية ولكن لم استطع تحميلها هنا لقلة خبرتي في هذا المجال ودمتم بكل خير بلا حدود |
||
مواقع النشر |
|
|