شركات التأمين : كلنا بيشة!! شركات التأمين : كلنا بيشة!! شركات التأمين : كلنا بيشة!! شركات التأمين : كلنا بيشة!! شركات التأمين : كلنا بيشة!!
عبدالرحمن ناصر الخريف
هل من الصعب في سوق الأسهم أن يعيد التاريخ نفسه ونشاهد مرة أخرى أحداث فبراير 2006م وبنفس الأسباب والتبريرات والتحليلات للمسؤولين والمحللين ؟ هذا هو السؤال المخيف الذي يدور في الأذهان ولا يرغب احد في البوح به ! ولكن إذا كنا نأمل ألا نشاهد ذلك على جميع قطاعات السوق، فان التساؤل الكبير هو هل من الممكن أن يعيد التاريخ نفسه بهذه السرعة وانه من الممكن أن نتنبه مبكرا لذلك وننجو بأنفسنا؟ هنا الإجابة المؤكدة ستكون بلا ! لأن براعة الصناع في إنتاج فبراير2006م مكنتهم من البدء في إنتاج الجديد منه وبدون أن يتنبه احد إلى أن الفكرة مكررة ! ويدل على ذلك الاستفسارات العديدة من هيئة السوق المالية عن أسباب ارتفاع أسهم شركات التامين الى مستويات خطيرة وسعيها للتدقيق في الصفقات وكأن ذلك أمر جديد على السوق على الرغم من أن الجميع يعلم بان سبب ذلك هو طرح عدد قليل من أسهم تلك الشركات للاكتتاب والتداول وسيطرة مضارب او (قروب) عليها ! كما إننا نجد ايضا استغراب عدد من مقدمي البرامج الفضائية ومحلليها مما يحدث بشركات التامين الصغيرة وتساؤلهم الماكر والمتكرر عن أسباب ذلك ! وتلك التساؤلات تطرح وكأنهم لم يعاصروا الانهيار السابق ولم يشاهدوا ارتفاعات بيشة وأخواتها التي اعتبروها بأنها سبب سقوط السوق ! إذا نحن أمام توجه متعمد - اكرر متعمد - نحو نسيان العوامل السابقة التي تسببت في انهيار فبراير2006م وعدم الربط بين أسباب ما حدث سابقا وبين أسباب ما قد يحدث لاحقا وكأن هناك تهربا من المسؤولية تجاه تكرار ظهور ذات الأسباب وإمكانية تسببها في انهيار جديد سواء لكامل السوق ام لقطاعات معينة بعد الوعود بمعالجة المشكلة وضمان عدم تكرارها ! ولكن الذي شاهدناه حتى الآن هو انه بدلا من وجود بيشة واحدة بالسوق عانى منها الجميع، فقد برزت لنا عشر شركات من فئة بيشة والقادم أكثر! وأصبح سوقاً كبيراً كسوقنا يعيش تحت تأثير شركات صغيرة لا تستحق الإدراج بالسوق، ولكنها تسببت في إفساد روعة التداول والاستثمار والتسبب في إفلاس معظم المتداولين به بسبب تلك الشركات والمضاربات عليها! فأصبح من يملك سابك يراقب ما سيفعله سهم ثمار بالسوق!!
إننا جميعا نتذكر قبيل انهيار السوق ارتفاع أسعار أسهم الشركات الصغيرة والخاسرة الى مستويات عالية وخطيرة، وكانت شركة بيشة على راس تلك القائمة والتي وصل سعر سهمها الى (4) آلاف ريال قبل تجزئة السهم، وشركات اخرى مثل المصافي اعلى من (7) آلاف ريال والمتطورة وثمار وغيرها..، وجميع المسؤولين بهيئة السوق والمتخصصين والمحللين كانوا متفقين على أن معظم المتداولين بالسوق كانوا يجهلون تجارة الأسهم ومخاطرها وان هناك ضرورة لطرح شركات جديدة كبرى لامتصاص السيولة وعدم توفير مقومات المضاربة وأهمها الحد من الشركات ذات العدد القليل من الأسهم، فماذا حققنا في هذا الاتجاه؟ بالتأكيد لا جديد ! فشركات التامين الجديدة تقوم حاليا بنفس الدور الذي قامت به بيشة وغيرها في ذلك الوقت! فعلى سبيل المثال نجد شركة ساب تكافل تقفز الى (195) ريال او الى (975) قبل التجزئة - لتسهيل المقارنة مع بيشة وأخواتها كما لو كانت قبل الانهيار- وكذلك شركة التامين الفرنسية تقفز الى (177) ريال أي (885) ريال قبل التجزئة وباقي الشركات تسير على نفس الاتجاه ويرتفع السعر كلما قل عدد الأسهم للشركة وهناك شركة تامين بعد تداول أسهمها ستبهر المتداولين ! وهنا هل نكتفي بإلقاء اللوم على المتداولين الذين يضاربون في تلك الأسهم ونحن نعلم - كجهات مختصة -بإنهم يجهلون أسس تجارة الأسهم ؟ أم إن اللوم يقع على من زرع تلك المصائد بالسوق وطلب من المكفوفين الانتباه لعدم الوقوع فيها!
انه مع العلم بان هدف هيئة السوق الماليه هو استقرار السوق ومحاولة إشعارنا بأنها ستراقب الصفقات والتأكد منها إلا أن جميع المتداولين يعلمون بان تلك الصفقات هي للمضاربة البحتة وخطيرة ومن محافظ وجدت في قلة عدد أسهم تلك الشركات فرصة للاستحواذ عليها والتحكم بأسعارها للتجميع ومن ثم التصريف وهكذا.. أي لايوجد جديد عن عام 2005م ولا ننتظر أي إفادة جديدة من هيئة السوق في شان تلك الصفقات إلا إذا كان هناك كبش فداء ! ولكن أليس من المتوقع أن يتم ضرب تلك الشركات بنفس الطريقة التي ضربت بها شركات السوق في فبراير2006م ! فقد يحدث ذلك بعد نسيان المتداولين لتلك الاستفسارات والتخويف من تلك الارتفاعات وبعد تسريب أخبار ايجابية مثل اسلمة تعاملات شركات التامين او تطبيق التامين على نشاطات جديدة وقد يدعم هذا الأمر قرارات قد تكون قاتلة لنبدأ بعدها بجولة جديدة من المضاربات! فالمستثمرون احتاروا في هذا السوق بين طرح شركات جديدة صغيرة للمضاربة ومابين قيام كبار المستثمرين بتسخير المؤشر لخدمة المضاربات بتلك الشركات الصغيرة ولذلك لا يستبعد أن يتكرر المشهد مرة أخرى فنحن لا نريد الخروج عن النص الذي كتبة المؤلف! akhoraif@alriyadh.com