|
|||||||||||
|
|||||||||||
|
منتدى التاريخ و التراث والموروثات الشعبية يختص بالمواضيع التراثية والموروثات القديمة ـ بشكل عام ـ يمنع طرح المواضيع المنقولة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
رحــــلة الى حيث الجبـــل ..
رحــــلة الى حيث الجبـــل .. رحــــلة الى حيث الجبـــل .. رحــــلة الى حيث الجبـــل .. رحــــلة الى حيث الجبـــل .. رحــــلة الى حيث الجبـــل ..رحلـــة الى حيث الجبل !
قبيل آذان المغرب لا يزال ذلك المسن قابع في ركن بيته الطني يتأمل متحسراً مافعلته تلك الآفة في خصيلات العنب الخاص ببخشته ؟ كأن ملامحه لا توحي بالسعادة أبداً فما تم فتكه من حبيبات العنب ليس سهلاً في ذلك الوقت ! أمعن النظر كثيراً متدبراً كيف له أن يعالج هذه المشكلة التي وقعت على بخشته ؟ لم يمكث كثيراً حتى خرج بفكرة دله عليها أحد المزارعين ؟ فقام بإحاطة خصيلات العنب بلفافة حمراء مصنوعة من أكياس البصل !! ظناً منه أنه الحل الأمثل الذي سيحافظ على ثماره !! مر يومين أو ثلاثة وإذا بالأمر يزداد تعقيداً فالضرر الناجم لم يقتصر على ثمار العنب وحسب ؟ بل تعدى لأبعد من ذلك بكثير ! فالآفة بدأت تفتك بخلايا النحل وتخليه .. أصبح المقداد الأكبر في حالة سيئة يضرب كف بأخرى مردداً هذه الجملة ((حيل الله أقوى ..حيل الله أقوى)) . في نفس ذلك اليوم خرّت إحدى الرخال صريعة بين يدي متعهدها إثر لسعة من نفس تلك الآفة !! وهذا ما حدى بالمقداد الأكبر أن يتخذ موقفاً بعد أن خرج عن طوره عازماً مصمماً على الثأر منها والإنتقام .. صاح في تلك العشية بصوت جش تملؤه القوة والصلابة يريدني لأمر هااااااااام جداً ؟ لم يخيب ظنه وحضرت إليه في عجل وجرى هذا الحديث : المقداد الكبير : هل رأيت البـــاطل . بعد أن أبديت إستعدادي على مضض وتحفظ شديدين خشيت لسعاته الموجعة وآثاره أومأت برأسي ونهضت من مجلسه .أنــــــا : أي باطل وعساه خيراً ! المقداد الكبير : الدبر الأصفر أفسد بخشتي وأكل نحلتي وصرع رخلتي .. أنــــــا : لا بأس لا بأس سنتدبر أمره إن شاء اللــــــه . المقداد الكبير : إسمع أذن لقد بعثت بأحد إخوتك في إثر واحد منها ليكشف لنا عن مكامن دخلتها في الجبل المنيف على المزرعة , وأجدك مناسب لمقاومتها وحرقها !! .. وفي ليلة غدراء حملت ذلك المصباح الحديدي وبجيبي أعواد الثقاب وأمسكت بمقبض تلك الدبة المملؤة بالوقود متلفحاً بمصدع سميك ؟؟ على بصيص ضوء ذلك المصباح صعدت الجبل والى حيث بيت هذا الدبر ! لم يمضي وقت طويل حتى أدركت الدخلة, أقتربت من فوهتها متوجساً أستطلع الأمر ؟؟ كنت أسمع جلبة كبيرة بالداخل وكأن الدبر ورفاقه قد ثملوا من عنب المقداد الأكبر ولم يتمالكوا قواهم وفقدوا ألبابهم , لازال ذلك الحنين والدوي يلف المكان ! أحسست بالخوف من هذا العدو ومن المكان ومن الظلام أيضاً .. كان همي الأوحد أن أنجز هذه المهمة التي أوكلت الىّ وأنصرف مسرعاً . نعم توالت الأحداث غير بعيد وقمت بسكب سائل الوقود النفاذ برائحته الى داخل مملكة هذا الدبر الأصفر ! ولكنها عندما إستشعرت بوجود جسم غريب يدخل بيتها جن جنونها وفاقت من سكرتها وخرج أغلبها يستطلع الأمر ؟؟ لم أتمكن من إشعال النار بعد أن هوجمت بشراسة اذ كادت أن تفتك بي !! أطلقت ساقيّ للريح منزلقاً على الأحجار فاراً أنشد النجاة .. النجاة وحسب .. لازلت أتذكر أن عدد لابأس به فوق رأسي يلاحقني يريد أن يقضي علىّ, لكن العناية الآلهية أنقذتني من الهلاك إلا من واحد قد لسعني في جبيني أشعر بحرارته الآن !! عدت للبيت باكياً متأثراً جداً من تلك اللسعة ! لم أنم ليلتها جيداً وأنا أتحسس بأطراف أناملي حجم ذلك الورم الذي تركته تلك اللسعة في مقدمة رأسي, كنت أحمل هماً كبيراً كيف سأذهب في الغد الى المدرسة بهذا المنظر المفجع ؟؟ بعد أن عرف المقداد الأكبر فصول الحكاية وحجم الفشل الذريع الذي لحق بي واساني وكفف لي البأس وأوكل غيري بالمهمة .. عفى الله عنا وعن المسلمين .. دعاني لهذه القصة ما شاهدته يوم أمس لدى بعض الاصدقاء الذي كنت في زيارته, فبعد أن صلينا المغرب وجدته قد أرسل أحدهم بدبة بنزين للجبل !! ولنفس الأمر الذي ذاق منه المقداد الأمرين .. فعادت بي الذكريات الى حيث الامس البعيد .. المقداد |
01-04-2012 | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||
مشرف واحة التعليم الابتدائي
|
رد: رحــــلة الى حيث الجبـــل ..
ذكريات مؤلمة أيها المقداد ..ملؤها الدروس و العبر ..لكل مُعتبر ..
وبين سطورها :عبق التاريخ ، والماضي المُنصرم بكل مآسيه وأحزانه .. تلامس الوجدان ..وتحرض على التفاعل .. شكرا لك ..ولما تسطره من إبداع ..سواء في طرق المواضيع المتميزة .. أو في ردودك الرائعة .......... |
||
01-05-2012 | رقم المشاركة : ( 3 ) | |
كاتب مبدع
|
رد: رحــــلة الى حيث الجبـــل ..
سلمت يمينك يا مقداد .
ذكريات اليمة ولكن الله حماك من اذى الدبابير وحماك من مخالفة شرعية وهي حرق هذه الآفة فهي وان كانت ضارة يجوز قتلها الا ان القتل بالحرق مكروه شرعا . بقي لي القول ان لسعة الدبور الاصفر لها فوائد جمة فهي تشحذ الذاكرة وترفع مستوى التذكر ، ورب ضارة نافعة . وقد استخدمت كلمة بخشة واظنها تركية عُرٍبت ومعناها الحديقة ، وهذا يدل على انك عاصرت فترة زمنية كان فيها الاتراك في الحجاز ، وتعلم منهم الناس الكثير من الكلمات وعربوها . |
|
01-05-2012 | رقم المشاركة : ( 4 ) | |||
كاتب مبدع
|
رد: رحــــلة الى حيث الجبـــل ..
اقتباس:
الكريم سهيل أشكر تواصلك ووممتن لذلك, والحقيقة أني أتمنى أن تكتب في هذا القسم شيئاًَ عن الماضي ولعلمي بقدرتك على ذلك وجهت لك الدعوة, فلا تحرمنا أن نقرأ لك شيئاً تتحدث فيه عن الماضي وعن الاباء والاجداد ولا مانع كذلك بأن تقف على الأطلال والدمن, مثل ما وقف المقداد على دخلة الدبر الاصفر في أحد الجبال الشاهقة ..
المقداد |
|||
01-05-2012 | رقم المشاركة : ( 5 ) | |||
كاتب مبدع
|
رد: رحــــلة الى حيث الجبـــل ..
اقتباس:
مرحباً بك يا شيخ سلام , ويمينك سالمة معافاه, وبما أن القرصة هذه مفيدة فاسمح لي أن أقوم بتهيئة الشيخ منقاش لأحد هذه الدبابير ليلسعه في أرنبة أنفه !! فأنا لا أحب أن تقتصر الفائدة على المقداد ومن منطلق الحديث النبوي ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) فأنني سأقوم بحبس إحدى هذه الدبابير الصفر في علبة كبريت وسأقوم بزيارة للشيخ في أقرب فرصة ..
أما كلمة البخشة فقد أضفت لمعلوماتي شيء أجهله فبارك الله فيك وفي تواصلك .. المقداد |
|||
01-05-2012 | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||
المشرف العام
|
رد: رحــــلة الى حيث الجبـــل ..
الحمد لله على سلامتك يا عم مقداد
وأشكرك على هذا الإبداع المتواصل المعطاء والشيخ منقاش الأن في ارض الحمام أصبح شهبندر كبير ولا يتنازل يكلمنا ومبارك عليك الوسام الجديد |
||
01-05-2012 | رقم المشاركة : ( 7 ) | |||
ذهبي مشارك
|
رد: رحــــلة الى حيث الجبـــل ..
الله الله الله
شممت رائحة هذا العبق من خارج منتدى التراث فاتيت استطلع الامر لله درك على هذه الدرر والحمد لله على سلامتك ومع مطالبتي بالمزيد والتي لا انقطع ارددها بكل مشاركه باحدى مواضيعك فانا ارغب بتعريف بعض ماورد خلال هذا الدر المنثور والعبق المنتشر في الارجاء اقتباس:
|
|||
01-05-2012 | رقم المشاركة : ( 8 ) | |||
كاتب مبدع
|
رد: رحــــلة الى حيث الجبـــل ..
اقتباس:
مديرنا الكريم تواصلك كسبائك الذهب الذي قلدته المقداد هذا اليوم , فشكراً لك يابن الكرام على وسام الذهب وعلى جهدك وشكراً على تعاملك وحسن قيادتك للموقع ..
أما الشيخ فأنا أرقبه عن كثب آخذاً بتوصية الحاج سلام في الإستطباب بقرصة الدبر الاصفر !! والويل له إلم يفي بوعده ؟؟ المقداد |
|||
01-05-2012 | رقم المشاركة : ( 9 ) | |||
كاتب مبدع
|
رد: رحــــلة الى حيث الجبـــل ..
اقتباس:
الأخ الكريم أبو فهد أخجلتني يارجل بإطرائك ولكن لا بأس فالإنسان أذا حب إنسان بالغ في المدح, وإنا نحبك لمحبتنا وندعو لك كما دعوت لنا , فاللهم بارك بفهد وإخوته وإحفظهم أناء الليل وأطراف النهار ,, اللهم آمين .
وثق بأنني سأتواصل في هذا القسم لأنشر ذكريات عفى عليها الزمن ولن أكتفى حتى تكتفون !! أما إستفسارك عن الغدراء : فهي الليلة الحالكة الظلمة وهي مفردة مستخدمة في الفصحى وفي لهجة العوام . ومتلفحاً : كنت أقصد أغطي الرأس وعموم الوجه ما عدا العينان وربما أحرقني التلفح بهذا المصدع وكتم أنفاسي . أما المصدع فهو ذاك الشال المصنوع من الدوت والذي كان يستخدم قديماً عمامة للرأس ومحزماً للظهر ووشاحاً بعض أحيان .. شكراً لك يابو فهد وممتن لتواصلك ايها الكريم . المقداد |
|||
01-06-2012 | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||
كاتب مبدع
|
رد: رحــــلة الى حيث الجبـــل ..
الله يبارك فيك أخي المقداد على هذا السرد التاريخي الذي تتحفنا به بين فترة وأخرى، وقد تقلّبت مواجعي الليلة عند قرائتي لموضوعك فقد شربت من نفس الإناء الذي شربت منه عندما ذهبت لمملكة الدبور ونكشت عشّها، فقد ذهبت في ذلك الزمان وأذكر التوقيت تماما قبيل عيد الفطر المبارك بثلاثة أيام مع بعض الإخوان وقد لسعني أحد الدبابير على خدّي ولك أن تتخيل منظري وأنا أعيّد مع الأهل والجماعة وفي مصلى العيد وخدي منفوخ، ذكريات مؤلمة عفا الله عنا وعنكم أجمعين،،
|
||
مواقع النشر |
|
|