|
|||||||||||
|
|||||||||||
|
الديوان الأدبي للمواضيع الأدبية المتنوعة المختارة والمنقولة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
( ندامة الكسعي )
( ندامة الكسعي ) ( ندامة الكسعي ) ( ندامة الكسعي ) ( ندامة الكسعي ) ( ندامة الكسعي )يحكى أن أعرابيا يدعى " الكُسَعي " كان يهوى صيد الظباء ، وإذ رغب في التفوق على منافسيه في الصيد ، فقد خطط لاقتناء قوس ما عرفت العرب مثل قوته ومرونته . وكان أن حمل ذلك الأعرابي فسيلة فتية من نبتة نفيسة ونادرة سيكون للعود المستخرج من ساقها بعد حين شأن عظيم في صنع أقوى قوس وأمضى سهم سيعرفه العربان . ومضى الأعرابي في الصحراء حتى عثر على شق عميق في صخرة صماء قاسية ، فغمر ذلك الشق بالتراب وزرع فيه تلك الفسيلة وأخذ ينقل لها الماء براحتيه كل يوم ليرويها ويمضي ساعات النهار بجانبها لحراستها من الحيوانات السائبة أو عبث العابرين . وبعد شهور من الحراسة والرعاية والاهتمام المتواصل ، فقد شبّ العود وبات جاهزا للقطع والتحضير ليصبح اسمه بعد اليوم " قوس الكُسَعي " وما إن تم تجهيز القوس وسهامه من ذلك العود النادر حتى تنفس الكُسَعي الصعداء ومضى يحث الخطو في أول رحلة للصيد برفقة قوسه الجديد وسهامه الحادة . غربت الشمس وحل الظلام والأعرابي يختبئ خلف جذع نخلة باسقة بانتظار الصيد الموعود ، وما خذله أمله إذ سمع وقع حوافر الظباء تعدو بالقرب منه وها هي أشباحها تتراقص أمام ناظريه بين الأفق الفضي وظلام الصحراء ، هتف الأعرابي فرحا : هذا يومك يا كُسَعي ، وأطلق سهمه الأول نحو واحد من الظباء ، يا إلهي !! صاح الكُسَعي ، لقد اصطدم السهم بالصخر وتطاير الشرر الناري أمام عينيه ، عليك بالثانية يا كُسَعي ، وأطلقها ، ربّاه !! حتى الثانية ما أصابت فريستها !! فقد ارتطم السهم الثاني بالصخر وتطاير منه الشرر أيضا !! وحاول بالثالثة والنتيجة كانت هي ذاتها . أدار الكُسَعي ظهره بتثاقل اليائس الحزين وأسند ظهره المتعَب إلى جذع النخلة وألم الخذلان يمزقه . نظر إلى قوسه نظرة الحاقد وقال : لماذا خيّبت أملي أيها القوس ، لقد أتيت ببذرتك من أقاصي البلاد وزرعتك في شق صخرة صماء وأرضعتك زلال الماء بكفيّ هاتين وسهرت على حمايتك ورعايتك حتى تنمو وأجني ثمرة جهودي معك ، فما كنتَ إلا خائن العهد عديم الوفاء ، فإلى الجحيم أيها الغادر اللئيم , قالها الكُسَعي وهو يحطِّم قوسه ويكسِّر سهامه ، واستسلم للنوم من شدة الحسرة والألم . ومع إشراقة الشمس وإطلالة خيوطها الذهبية .. استيقظ الأعرابي يفرك عينيه .. ثم حانت منه التفاتة نحو الجهة الخلفية للنخلة .. ربّاه !! ما هذا ؟؟ واحد .. اثنان .. ثلاثة .. !! ثلاثة ظباء صرعى على الأرض !! اقترب منها وأخذ يفرك عينيه بشدة لعله يستوضح الأمر ، ثم صرخ بأعلى صوته : إلهي !! كم كنتُ عَجولا أعمى البصر والبصيرة !! لقد اخترقت السهام الحادة بطون الظباء الثلاثة من جهة لتخرج من الجهة الثانية وترتطم بالصخر الأصم قادحة شررا تطاير في كل جهة بما أوحت للكُسَعي بأن السهام أخطأت الظباء وأصابت الصخر . .. وتداعى جسد الأعرابي وسقط أرضا فما عادت ساقاه تطيقان حمله ، ثم أخذ ينوح ويبكي لاعنا حظه العاثر ، ومن شدة ندمه على تحطيم قوسه أخذ يعض أصابعه ندما معاقبا إياها على سرعة حكمها على القوس دون تبصر وحكمة وروية ، حتى سالت منها الدماء وجُبلت برمال الصحراء , وأنشد: [POEM="font="Simplified Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]نَدِمْتُ ندامة ً لو أنّ نفسي = تُطاوعني إذاً لقطعتُ خَمْسي تبيَّنَ لي سَفَاهُ الرأيِ مني= لَعَمْرُ أبيك حينَ كسرتُ قوسي [/POEM] ومنذ ذلك الحين ، يقول الأعراب : لقد ندم فلان ، ولكن ليس كندامة الكُسَعي وأصبحت مثلاً يضرب فيمن يندم ندماً شديدا. وقد تمثل الشاعر الأموي الفرزدق بهذا عندما قال : [POEM="font="Simplified Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]ندمت ندامة الـــكـُسَعيِّ لمَّــا = غدت مني مطلقـةً نوارُ[/POEM] وذلك عندما طلق زوجته وهي ابنة عمه ( النوار ) . و قال ابن الجوزي : من لم يحفظ القرآن في الصغر ندم ندامة الكسعي . |
04-18-2008 | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||
المشرف العام
|
رد : ( ندامة الكسعي )
يعطيك العافية على الموضوع الظريف المفيد...
ولا تندم على مامضى |
||
04-19-2008 | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||
ذهبي مشارك
|
رد : ( ندامة الكسعي )
جزاك الله خير الجزاء
|
||
04-19-2008 | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||
المشرف العام
|
رد : ( ندامة الكسعي )
كنت البارح أقرأ في كتاب الكامل ـ للمبرِّد ـ ودائمًا أقرأه!
فقرأت قصة للفرزدق عندما قرر أن يطلق زوجته النوار...ولطول القصة..تذكرت أن كتاب الكامل موجود على الشبكة..فها أنا أنقل لكم قصة الفرزدق.. للفرزدق حين طلق النوار يقول : محمد بن يزيد الثمالي (المبرِّد) وحدثني بعض أصحابنا عن الأصمعي عن المعتمر بن سليمان عن أبي مخزوم عن أبي شفقلٍ راوية الفرزدق، قال: قال لي الفرزدق يوماً: امض بنا إلى حلقة الحسن، فإني أريد أن أطلق النوار، فقلت: إني أخاف عليك أن تتبعها نفسك، ويشهد عليك الحسن وأصحابه، فقال: امض بنا فجئنا حتى وقفنا على الحسن، فقال: كيف أصبحت يا أبا سعيد? فقال: بخير، كيف أصبحت يا أبا فراس? قال: تعلمن أن النوار مني طالق ثلاثاً، فقال الحسن وأصحابه: قد سمعنا، قال: فانطلقنا، قال: فقال لي الفرزدق: يا هذا، إن في قلبي من النوار شيئاً، فقلت: قد حذرتك، فقال: [POEM="font="Simplified Arabic,5,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="images/backgrounds/19.gif" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""] ندمت ندامة الكسعي لمـا=غدت مني مطلقةٌ نـوار وكانت جنتي فخرجت منها=كآدم حين أخرجه الضرار ولو أني ملكت يدي ونفسي=لكان علي للقدر الخـيار [/POEM] قال الأصمعي: ما روى المعتمر هذا الشعر إلا من أجل هذا البيت. |
||
04-20-2008 | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||
ذهبي مشارك
|
رد : ( ندامة الكسعي )
جزاك الله خيرا ’ أشكر لك تلك الإضافة التي أثرت الموضوع . و من الأبيات التي نُسبت إلى الفرزدق في المناسبة ذاتها قوله : [POEM="font="Simplified Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]وَكُنْتُ كَفاقىءٍ عَيْنَيْهِ عَمْداً = فَأصْبَحَ مَا يُضِيءُ لَهُ النّهَارُ [/POEM] |
||
مواقع النشر |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
وجاءت سكرة الموت بالحق | أبو عبيدة | الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي | 2 | 02-14-2006 07:29 PM |