راشد محمد الفوزان
ذكرت بالأمس أهمية دور هيئة السوق المالية في السماح بهذه التقييمات التي تتم للأسهم القيادية، وقد تقول هيئة السوق "لا أعرف" انه هذا لا يدخل في نطاق عملها أو مسؤوليتها وضع الأسعار، وإذا كان هذا توقع الرد، إذاً مَن المسؤول، سنجد مستقبلا تسابق البنوك وشركات الاستثمار بوضع أسعار للشركات القيادية والمؤثرة بالسوق، لاحظنا قبل فترة قليلة تقارب الشهر سرعة ارتفاع سهم اتحاد اتصالات "موبايلي" ليفوق سعر الاتصالات السعودية، وهذا لا يستند على أي تحليل مالي وذكرت ذلك عدة مرات بصحيفتنا "الرياض" أن هذا لا يستوي ماليا، وكان سهم اتحاد اتصالات مدعوما بتقارير تضع سعرا ب " 77ريالا" من قبل شركة "جلف كابيتال في الأول من أكتوبر الماضي، وهي التي أصدرت تقييما آخر مختلفا في الأول من مايو من العام الحالي، هذا مثال، وتسارع السعر ليفوق سهم الاتصالات السعودية الذي يصنف ماليا من أفضل الشركات ربحية وتوزيعا ومركزا ماليا، هذا يطرح سؤالا كبيرا، هل المستثمرون في هذه الشركات لهم نفوذ ودور في هذه التقارير بدفع هذه الشركات؟ هذا سؤال لا أملك إجابة عليه، والسؤال الآخر لماذا إذا تجاوز سعر أي سهم قيمته العادلة بنسبة تفوق 10بالمائة لا تظهر تقارير تقول ان السعر غير عادل وأن السعر العادل أقل؟ لم أقرا أو أسمع مرة واحدة عن سعر سهم قيم بأعلى من قيمته. هذا واقع نشاهده في سوقنا في تقارير بنوك خارجية وشركات استثمار. هذا يحدث والجميع يتفرج، لا يملك المعلومة وأين يتجه السوق أو أي سهم إلا طرف واحد فقط هم" المستثمرون اللاعبون " أي المؤثرون بقيادة السوق، هم من يقود السوق وإلى أي مسار يمكن أن يكون. تأكد عزيزي المواطن وغير المواطن والمتداول، أنك لن تجد نصيحة مسبقة، أو فرصة تقدم لك على طبق من ذهب هذا لا يحدث، وإلا على من يبيعون في القمم؟ وإلا من يدفعونه على البيع في القيعان؟ هذه توجهات تفسرها أحداث السوق.
يجب القناعة أن المستثمر والمضارب الحصيف يعرف متى يشتري ومتى يبيع، ولا يعني أنه لا يخسر، ولكن بأقل الخسائر، أو استطيع تسميتها خسارة "دفع العين" أي عن الحسد، وهذا ما يعزز أي مليارات الريالات ذهبت التي كانت تتداول، وهذه قصة أخرى. حقيقة وضع المتداول غير الخبير والذي لا يضع مقاييس علمية وخبرة وتحليلا وقناعة سيظل في فلك واحد ودائرة لا يخرج منها إلا قلة القلة. ويركز على تفاصيل يومية غير مهمة وينسى الرؤية الكبرى للسوق والاقتصاد وكيف يتجه.
يحزنني استغلال ما يحدث في السوق من قبل بنوك أو بيوت استثمار، تتصور أنها مع الزمن تكسب ثقة المتعاملين وهي بالأساس ترضي كبار مستثمريها وهذا جيد ولكن لا يكون على حساب الصغير البسيط، فالسوق فرص كبيرة وكثيرة، ولازلت أصر على أن السوق السعودي من أسهل الأسواق قراءة وتحليلا وفق المعطيات التي تحدث حتى الآن، أعان الله المتداول البسيط على نفوذ وقيادة بيوت الشركات الاستثمارية للسوق، فهي تعتقد أنها تحلل السوق والحقيقة أنها تستغل غياب وجهل الكثير لا أقل ولا أكثر. ومن يحمي هؤلاء المتعاملين؟.
rmalfowzan@alriyadh.com
12-23-2007
بموضوعية
المواضيع المتشابهه
العرض العادي
