الانتقال للخلف   منتديات بلاد ثمالة > الأدب والشعر > الديوان الأدبي

 
الديوان الأدبي للمواضيع الأدبية المتنوعة المختارة والمنقولة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 03-19-2008
 
المبرِّد
عابر سبيل

  المبرِّد غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 17
تـاريخ التسجيـل : 07-08-2005
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 1,939
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 20
قوة التـرشيــــح : المبرِّد مبدع
افتراضي الصغير الكبير

الصغير الكبير الصغير الكبير الصغير الكبير الصغير الكبير الصغير الكبير

ترقرت عيناي وأنا أقرأ صباح هذا اليوم هذه القصة ـ عبر صفحات مجلة البيان ، العدد الأخير ربيع الأول 1429 هـ للكاتب : أحمد بن سعد الزهراني.
وحدثت نفسي بعد نهاية القصة.قصة من نسج خيال كاتبها .لكن ما أجملها! تستحق أن أقوم بكتابتها ونسخها كلمة كلمة!!!
وإليكم هذه القصة:

حسنا يا أولادي ! يتبقى على نهاية الحصة خمس دقائق ونريد أن نقضيها في لعبة بسيطة وسيكون الجائزة هذه الكعكة
(يخرج الأستاذ إبراهيم الكعكة من الكرتون )
-(رامي) ما شاء الله ! هذه أجمل كعكة رأيتها .
-(مشعل ) أتمنى أن تكون من نصيبي فقد سال لها لعابي.
-(الأستاذ) سنقسم الفصل إلى قسمين : ثمانية طلاب في جهة اليمنى . والباقي في الجهة اليسرى . وهنا تقوم المجموعة الأولى بذكر دولة أو مدينة معينة، وعلى المجموعة الثانية أن تأتي بدولة أو مدينة يبدأ حرفها الأول بالحرف الأخير من الاسم الذي ذكرته المجموعة الأولى فمثلا :
المجموعة الأولى تقول : السعودية فالمجموعة الثانية تقول : هولندا . والأولى تقول أمريكا وهكذا ... هل فهمتم اللعبة؟
(الطلاب) نعم فهمنا يا أستاذ !
-(الأستاذ ) إذن فلنبدأ يـا أولاد! والوقت المتاح للتفكير خمس ثواني فقط .
-(المجموعة الأولى ) : طبعا نبدأ بأرضنا الحبيبة فلسطين .
-(المجموعة الثانية ) : ن ن ن ن ن نيروبي .
-(المجموعة الأولى ) :ونحن نقول : اليابان.
-(المجموعة الثانية ) :ونحن أيضا نقول : نواكشوط .
-(المجموعة الأولى ) :يبدو أنكم مصرون على الفوز ،لكن الكعكة لنا .فماذا ستقولون حين نقول :طرابلس .
-(المجموعة الثانية ) :السودان .
-(المجموعة الأولى ) :نيجيريا .
-(المجموعة الثانية ): لبنان .لبنان (يستدرك عمر قائلا ) لا،لا نريد كلمة بحرف ألألف وليس اللام يا سامي !(تقول المجموعة الثانية بالعد التنازلي ) خمسة ، أربعة ، ثلاثة ، .(يشجع عمر أصحابة ) هيا بسرعة يا شباب بسرعة اثنين .
وا....(فلا يكاد ينهي العد حتى يسمع صوت إسماعيل يملأ القاعة ): إسرائيل إسرائيل وجدتها يا شباب وجدتها (يمسكه عمر من رقبته بفرح ويجذبها نحو صدره والابتسامات ترسم على الشفاه فلا يكاد يلصقه بصدره حتى تأتي صرخة
ـ أحمد الصغير ـ تفزعه كعصفور تبلل رأسه بالماء فليقي بنظره نحو أحمد الذي احمًّر وجهه احمراراً شديداً ثم صاح ) : لا لا أنا أعترض ( إسرائيل ) ليست دولة
، هؤلاء معتدون أوغاد ...
قتلوا أخي و سجنوا أبي هؤلاء معتدون مغتصبون محتلون ....
ـ ( عمر ) : اهدأ يا أحمد اهدأ ! فهذه لعبة و ليست حقيقة و نحن نذكرها حتى نفوز بالكعكة فقط فما يضر ؟ ( أحمد الصغير ) لا لا من يعترف الآن بالسلم سيعترف تحت الضغط و التهديد .
دهش الأستاذ من كلام الصبي الصغير فأخذ يضم أحمد و يقول اهدؤوا يا أولاد ! ليس فيكم خاسر اليوم سنقسم الكعكة بينكم ( وسط هتافات الفرحة والسرور ، يستدرك الأستاذ ) : بقي أن أذكركم بموعد الاختبار غداً حتى لا تنسوا ( ثم يقرع الجرس ) .
حدَّث ( أحمد ) معلمه عن والده الذي ما فتئ يغرس في أولاده الشجاعة و العزة و عدم الخنوع ( مهما غلا الثمن ) فسأله المعلم :
و ماذا كان يعمل والداك ؟
ـ كان طبيباً ( ثم أخذت العبرة تترقرق على خديه ) أخذه اليهود منذ سنتين و لا ندري عنه شياً حتى اللحظة .
ـ فرج الله قريب يا ولدي ! فلا تيأس و عليك أن تجتهد حتى تصير طبيباً كوالدك
لا لا لا أريد أن يذلوني بأموالهم ، أنا أريد أن أكون تاجراً حراً لا أحد يتحكم في تصرفاتي .
وفقك الله يا ولدي ! و الآن اذهب إلى البيت حتى تستعد للاختبار غداً ، و حتى لا تقلق عليك أمك ، فالدوام قد انتهى منذ فترة .
حاضر يا أستاذ !
ـ ( يتمتم المعلم ) : حفظك الله من كيد الأشرار و فجور الفجار .
في اليوم التالي يدخل المعلم إلى الفصل كعادته ...
ـ السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، صباح الخير يا أولاد !
( بابتسامة ) : ما لكم يا أولاد ؟ هل كل هذه رهبة من الاختبار ؟
ـ ( يتقدم عمر بخطوات ثقيلة ) : أحمد أحمد يا أستاذ إبراهيم !
ـ ما به أحمد ؟ ما ذا جرى له ؟ هيا قل قل !
ـ قتل برصاص اليهود في مظاهرات البارحة .
ـ ( يسقط الأستاذ إبراهيم على الكرسي ، ممسكاً برأسه فتنحدر دمعتان من عينيه تنبئ عن حزن عميق ، فقد كان الخبر كالصاعقة ) : إنا لله و إنا إليه راجعون...
ـ ( يتقدم عمر ليخفف عن أستاذه ) : لا تحزن على أحمد يا أستاذ ! فهو شهيد بإذن الله .
ـ ( بنبرة مخنوقة ) : لست حزيناً على أحمد ، بل على نفسي فهذا تلميذي بُشر بالجنة قبلي و الله المستعان ( ثم يجهش بالبكاء ) .
وبعد صلاة العشاء يتبادل الناس التهاني والزغاريد حينما تناقلت وسائل الإعلام خبر شاب في الثلاثين من عمرة فجر نفسه في إحدى أسواق اليهود فأثخن فيهم.
وفي صباح اليوم التالي ينتظر الطلاب قدوم الأستاذ إبراهيم بتلهف فكل يريد أن يكون له السبق في تهنئة الأستاذ إبراهيم وأعلى أثر صوت أقدام من خارج القاعة ينتفض الطلاب مسرعين إلى الباب لتذهلهم الصدمة حينما اكتشفوا أن قادم هو الأستاذ صابر (مدير المدرسة ) إلا أن تلك الصدمة لم تكن كالصدمة الصاعقة حينما أخبرهم أن الذي قام العملية الاستشهادية مساء البارحة هو الأستاذ إبراهيم الذي أراد أن يلحق بتلميذه . نحسبه شهيدا والله حسيبه .ولا نزكي على الله أحدا.

توقيع » المبرِّد
عابر سبيل ومسكين

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
قصة العابد الصغير alsewaidi الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي 3 09-05-2007 05:12 AM
الأرعن الصغير !!! فاعل خير منتدى الاستراحـة 1 06-05-2007 08:42 AM
(تناتيف)؛؛؛ للرداعي الصغير ماجد الرداعي واحة شعراء المنتدى 11 03-04-2007 10:56 PM
العملاق الصغير alfras منتدى الكمبيوتر والأنترنت 14 01-15-2007 08:27 AM
لا يخدعنك الكبير و لا تغفل عن الصغير albrens99 الــمـنـتـدى الـعـام 1 05-26-2006 12:09 AM


الساعة الآن 03:04 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by