المراكز الصيفية.. نقاش« حام » كل صيف

[صقر قريش]

المراكز الصيفية.. نقاش« حام » كل صيف المراكز الصيفية.. نقاش« حام » كل صيف المراكز الصيفية.. نقاش« حام » كل صيف المراكز الصيفية.. نقاش« حام » كل صيف المراكز الصيفية.. نقاش« حام » كل صيف

المراكز الصيفية.. نقاش« حام » كل صيف


الجمعة, 7 أغسطس 2009


تحقيق: خالد السعيد



تثير الأنشطة اللاصفية التي تنظم في مدارس المملكة بشكل دائم وتصل ذروتها خلال فترة الإجازة الصيفية الكثير من الجدل والنقاش بين الأطياف الفكرية المختلفة، ففي حين يناصرها البعض، ويعمل على دعمها واستمراريتها، هناك من يصوّرها باعتبارها (شرا مستطيرا) يهدد المجتمع وتماسكه.. وبين هذه الآراء المتعارضة والمتقابلة، بدأت تظهر للعلن- مع ازدياد حدة النقاش- آراء وسيطة تدعو للنظر للتجربة بعين منصفة، وان تعالج مشكلاتها ومكامن قصورها، وتُدعم أوجه نجاحها وتميّزها. بيد أنه ومع هذا الطرح الوسطي الذي كان بإمكانه ان يقتلع هذا النقاش أو يخفف من حدته، لو وجد له مناصرون أقوياء وشخصيات معتبرة في المجتمع، فان الجدل ما يزال دائرا ويتجدد مع مقدم كل صيف.
عقول الناشئة
والأنشطة اللاصفية التي تقام في المراكز الصيفية هي متعددة، تحاول ان تستهدف عقول الناشئة وأجسامهم بالتقوية والاستقامة، كما يقول منظمو هذه الأنشطة، وهذه الأنشطة بدأت تقام فيما يسمى بالمراكز الصيفية منذ أزمان بعيدة ربما تصل الى أكثر من ثلاثين عاما، وإذا صح هذا التاريخ، فهذا يعني ان مرتادي هذه المراكز في سنواتها الأولى هم الآن في خمسينياتهم أي أنهم آباء وربما أجداد أيضا، وهذه الفترة الزمنية الطويلة كما يرى البعض دليل على ان المراكز قدمت الكثير من الخدمات التي لا يمكن تجاهلها وإلا ما استمرت لطيلة هذه السنوات الطويلة خاصة في ظل ما تتعرض له من استهداف وتقليص ادوار من قبل بعض المناوئين لها.
ومن الصعوبة بمكان أن تنسب فكرة المراكز الصيفية في المملكة لجهة بعينها أو فئة محددة؛ فقد تضاربت المعلومات حول هذا الأمر لكن الأرجح أنها ولدت بمبادرات ذاتية من أناس ذوي هموم تربوية ولقيت ترحيبا وتشجيعا من الدولة، حتى بدأت تنتظم في كل أرجاء المملكة والآن يصل عدد المراكز الصيفية إلى عدة مئات في مختلف المدن، مع أن البعض من قدامى المنتسبين لتلك المراكز يقولون إنها فقدت بعض أوجها وزخمها داخل المجتمع، والذي كان قد وصل قمته في فترة الثمانينيات الميلادية الماضية.
المراحل العمرية
ويقسم منتسبو المراكز الصيفية عند بداية تسجيلهم بحسب المراحل العمرية؛ فهناك طلاب الابتدائي والمتوسط والثانوي وكل مجموعة من هؤلاء تكون لها جهة إدارية مختلفة عن الأخرى، كما تُعد لها برامج ودروسا مختلفة تتناسب ومرحلتها العمرية.
ولتقسيم الطلاب في المراكز الصيفية تقاليد معينة، فمثلاً يجمع كل 15-20 طالبا في مجموعة واحدة يطلق عليها (أسرة) وكل واحدة من هذه الأسر تسمى باسم معيّن، وهذا الاسم قد يكون لأحد القادة في التاريخ الإسلامي أو لصحابي أو اسم يستوحي من المكارم والفضائل في الدين الإسلامي ومثل ذلك أسرة (الأخوة) أو أسرة (الكرم)، ولكل أسرة من هذه الأسرة مشرف يسمى (رائدًا) وعادة ما يكون معه نائب يقوم على شؤون الأسرة في غيابه أو عند تزايد المهام.والبرامج والأنشطة التي تقدم في المراكز تتباين هي الأخرى استناداً لعمْر المنتسب ومستواه التعليمي، إلا أنه يغلب عليها تدريس مواد الثقافة الإسلامية والتربية البدنية وتكريس فضائل الأخلاق في نفوس الطلاب، وفي الآونة الأخيرة دخلت أنشطة الحاسب الآلي والرسم والدورات المهنية.
مراكز متعددة
ولا تقتصر الأنشطة التي تقام في المراكز الصيفية على فئة الذكور فقط؛ إنما هناك مراكز متعددة للفتيات تمارس فيها أدوار شبيهة بمراكز الفتيان، وإن كان عددها أقل بالمقارنة مع العدد الكبير الذي تقيمه وزارة التربية للطلاب، وتخضع مراكز الفتيات لضوابط أكثر صرامة لطبيعة المجتمع السعودي المحافظ.
والمراكز في عرف مناصريها هي حماية للشباب من التفكير في السفر في الخارج ومحضنا تربويا آمنا، يقدم زادا فكريا مهمًا للناشئة في أطوار عمرهم الباكر، بما سيعود عليهم بايجابيات كبيرة في المستقبل، وهذه العوامل هي ذاتها التي جعلت الآباء والأمهات في المملكة متحمسين لانضمام أبنائهم لهذه المراكز فهي لا تكلف شيئاً يُذكر، وتحفظ أوقات فراغهم، وربما يشارك هذا الأب أو هذه الأم في أحد نشاطات المراكز التي ينتمي إليها أبناؤهم في دلالة على مدى ما تتمتع به هذه المراكز والأنشطة التي تُقام فيها من سمعة ومكانة حسنة.
ادوار كبيرة
وفي اتصالات مع عدد من الباحثين والعلماء الذين اهتموا بالأنشطة اللاصفية ودورها في التنشئة، رأى أكثرهم ان المراكز الصيفية التي تحتضن هذه الأنشطة، قامت بأدوار كبيرة ومشهودة في السنوات الطويلة الماضية، وهو ذات الأمر الذي جعل منها موضوعا وملفا صحفيا ساخنا في الساحة المحلية، بيد ان هؤلاء وحتى الذين دافعوا بشكل لافت عن هذه المراكز، لم يقللوا من احتمالية ان تجربة بعض المراكز التي تقام في بعض المناطق البعيدة وربما داخل العاصمة، ربما شابتها بعض الأخطاء العديدة التي ساهمت في تعميم نظرة معينة عن هذه المراكز في أذهان بعض فئات المجتمع، لكنهم ذهبوا في رأيهم هذا الى انه يجب وضع الأمور في نصابها وأن التعميم، ربما لا يكون مفيدا إزاء تجربة قدمت الكثير من الايجابيات على مدى سنوات طويلة، مشيرين الى انه من السهولة بمكان تصويب الأخطاء وإرجاع التجربة الى أهدافها المثالية. مؤكدين في هذا الصدد أنها تبقى تجربة يقوم بها أناس عاديون يحتمل فيهم الخطأ كما يرجح الصواب.
نفع كبير
الشيخ محمد الهبدان المشرف على موقع (نور الإسلام) يرى في تجربة المراكز الصيفية نفعا كبيرا للمجتمع من خلال الاستفادة التي يجدها الشباب المنضوون في هذه المراكز، قائلا : إنها تحفظ أوقاتهم وعقولهم وأجسادهم، وتقدم زادا مهما يساعدهم في مقبل أيامهم ويجعلهم قادرين على تحمّل المسؤوليات والقيام بواجباتهم على أحسن حال. كما أشار الى ان المراكز تقدم خدمة هامة أيضا بالنسبة للشباب إذ تقوي فيهم الحس الاجتماعي، وتجعل الشباب مرنين في إقامة العلاقات الاجتماعية والتواصل مع الناس، فالمراكز – يقول الهبدان - ينضم فيها مئات من الشباب في أعمار متفاوتة في الغالب، وبقاء هذا العدد الكبير ومشاركتهم مع بعضهم البعض في أنشطة مختلفة، يسهل لهم اكتساب علاقات واسعة للغاية، كما يعلمهم كيفية التعامل اللائق مع الناس من حولهم، مما يجعلهم يكتسبون مهارات اجتماعية مهمة هم في حاجة إليها، وذكر في تصريحاته ان محاورة شاب خاض تجربة المراكز الصيفية وتفاعل معها، تختلف كثيرا عن محاورة شاب آخر لم يخض هذه التجربة، حيث يكون الأول أكثر قدرة على الحوار وأكثر فهما وثقة بنفسه، فيما يكون الثاني أقل منه بشكل واضح في هذه المهارات.
مجرد ظنون
وتحدث الشيخ محمد الهبدان عن الاتهامات التي تكال الى المشرفين على المراكز الصيفية وأكد أنها مجرد ظنون وان المراكز الصيفية لا تعمل في الظلام وما تدرّسه أو تلقيه كله يكون تحت إشراف الجهات المسؤولة ولذلك فليس هناك مجال لاتهامات ضد هؤلاء المشرفين. مؤكدا أنهم يجب ان يشكروا على جهودهم وتوفيرهم للبديل الآمن للشباب. ورأى ان تجربة المراكز في السعودية لم تنصف بعد وطالب بدارستها من قبل المختصين الاجتماعيين والتربويين ومن ثم يقيّم أداؤها أما الحديث عن الإغلاق فهو حديث مجحف ولا يفيد المجتمع في شيء، مؤكدا ان المراكز أوعية للاستثمار الناجح لأوقات فراغ الشباب وأن أي بديل عنها سيكون هو الشارع والتسكع وما يجرّ ذلك من مشكلات للأسرة والمجتمع.
تجربة رائدة
من ناحيته قال المفكر عبد العزيز الوهيبي : إن المراكز تمثل تجربة رائدة في المملكة ولم تجد في أكثر الدول التي طبقت فيها، ما وجدته من عناية واهتمام ونقاش في المملكة، ودعا في حديثه الى نظرة منصفة لهذه المراكز وابعادها من خلافات التيارات الفكرية المختلفة، مذكّرا في هذا الصدد الى ان الدولة تهتم بهذه الأنشطة اللاصفية وترعاها، وهو ما جعلها بعيدة عن التصنيف، حتى وان حرص البعض على تصنيفها، وأكد في تصريحات له ان تيار الإسلاميين اهتم بهذه المراكز وشجعها لأنها تماشت مع أفكاره في حفظ أوقات الشباب وتربيتهم على الشدة وتنمية قدراتهم الفكرية والجسدية، وذهب الى ان أهداف المراكز كان يمكن ان تكون محل اتفاق من الجميع، بيد ان «البعض» نظر إليها بريبة، فيما هي أهداف مثالية تسعى إليها كل أسرة حريصة على تربية أبنائها بشكل سوي ومتزن.
احتمال الخطأ
الدكتور عبد الإله العرفج رئيس قسم تقنية التعليم في جامعة الملك فيصل وأحد كبار المتخصصين في الفقه الشافعي، نظر الى المراكز الصيفية من جانب وسطي، وأكد أنها تجربة يحتمل فيها الخطأ كما يحتمل الصواب، وان الموقف الصحيح الذي ينبغي اتخاذه في هذا الخصوص هو البحث عن الأخطاء ومحاولة معالجتها، ومعرفة النجاحات والعمل على دعمها وتشجيعها، مؤكدا ان النقاش الدائر حول المراكز والذي ينقسم الى مؤيد يدعو لإبقائها بأي طريقة، وآخر مناوئ لها يعمل على هدمها وإلغائها.
الابتعاد عن التصنيف
ورأى ان الأوفق هو محاولة إيجاد مراكز مثالية تحقق الأهداف التي رسمت لها في البداية, وان يبتعد الموضوع عن التصنيف، بحيث لا تحسب ضمن أي جهة أو تيار، وإنما تكون النظرة إليها باعتبارها مراكز عامة تعمل على فائدة الشباب لصالح الوطن والأمة. مؤكدا انه لا خلاف في فكرة المراكز كجهة ترعى الشباب وتنمي مواهبهم وتصقلها، غير ان هذه الفكرة وفي وقت معين يصعب تحديده دخلت في إطار صراعات بين تيارات بعينها في المجتمع.

[أبو فيصل]

بارك الله فيك ،،،،

[ثماليه والعز ليه]

يعطيك العاااااااااااااااافيه

[انصاف قلم]

بعض المقالات تجعل القارئ يمل من قرائتها


بارك الله فيك

دمت لنا معطائا