حديث السوق حديث السوق حديث السوق حديث السوق حديث السوق
أسباب ارتفاع مؤشر السوق 2- 2
د . عبدالله بن عبدالمحسن الفرج
مثلما رأينا فإن تنبؤات المحللين الاقتصاديين بانخفاض سعر صرف الدولار عام 2006قد تحققت. وأن المستثمرين الذين تفاعلوا مع تلك التقارير وحولوا أموالهم أو بعض منها إلى عملات أخرى ومناطق أخرى آمنة غير مناطق الدولار كانوا على حق. الأمر الذي يؤكد مرة أخرى أهمية الحصول على المعلومات في الوقت المناسب.
أما وقد وصل سعر صرف الدولار إلى أدنى مستوياته مقابل العملات الأخرى فإن الذعر بدأ ينتاب كافة بلدان العالم- فهذه العملة وإلى الأمس القريب كانت الاحتياط المغطي لعملات تلك البلدان. وعليه فقد رأينا العالم صوتاً واحداً ينادي الولايات المتحدة باتخاذ الإجراءات الكفيلة لوقف انخفاض سعر صرف عملتها.
ولكن الدولار هذه المرة يبدو أنه أصم لا يسمع أحدا - بما فيه صوت إدارته الأمريكية. فهيمنة الدولار التي حصل عليها بعد اتفاقية بريتون وود Bretton Woods agreement عام 1944، والتي كان بموجبها كل 35دولاراً يساوي أوقية من الذهب قد ولى عهدها، على ما يبدو، وذلك على الرغم من تغطية الدولار بلحاف الذهب الأسود بدلاً من الأصفر منذ النصف الأول من سبعينات القرن المنصرم.
إن محاولة دعم العملة الخضراء اللون ولكن الصفراء الجافة التي تعيش خريف عمرها، من قبل العديد من بلدان العالم المرتبطة عملاتها بها كالصين والاتحاد الأوروبي واليابان، خلال الفترة الماضية لم تسفر حتى الآن عن نتائج تذكر. فالدولار يعيش نفس المرحلة التي شهدها الجنيه الإسترليني بعد الحرب العالمية الثانية. فالأول، نتيجة لضعف أداء الاقتصاد الأمريكي، لم يعد يصلح ليكون الاحتياطي الوحيد للعالم من العملة الصعبة. فالحساب الجاري للولايات المتحدة يوضح ان هذه العملة لم تعد مغطاة لا بالذهب ولا بالسلع الكافية. والأوراق المالية إذا لم تكن مغطاة بلحاف سلعي تفقد قيمتها بمقدار ما يقل ذلك الغطاء. و إلا فما الفرق بينها وبين أي ورقة عادية. فالدولار ممكن أن يغالط اليوان، الروبل، الدينار، الدرهم أو أية عملة أخرى. لكنه لا يستطيع أن يغالط الذهب. فسعر أوقية الذهب هي المرآة التي تعكس سعر الدولار الحقيقي. ومثلما نرى فإن سعر أوقية الذهب يحوم حول ال 800دولار - بعد أن كان في الماضي 35دولاراً فقط. ولذلك فلا غرابة أن نلاحظ عودة بعض المحللين الاقتصاديين إلى مناقشة موضوع الرجوع إلى احتياط العالم من الذهب بدلاً من الدولار. ولكن ربة ضارة نافعة مثلما يقول المثل. فهذا الوضع غير المستقر للعملة الأمريكية قد انعكس على سوق أسهمنا بشكل ايجابي. فالعديد من الذين يملكون استثمارات في الخارج أصبحوا قلقين من انخفاض قيمة تلك الاستثمارات بالريال في حالة رفع سعر صرف الريال أو ربطه بسلة من العملات. ولذا فلا غرابة أن يشهد مؤشر سوق الأسهم كل ذلك الصعود الذي نراه جراء العودة التدريجية لتلك الأموال المهاجرة إلى ديارها بالسلامة.