النفوس ثلاثة النفوس ثلاثة النفوس ثلاثة النفوس ثلاثة النفوس ثلاثة
النفوس ثلاثة
وهذه القسمة الثلاثية كما قيل الأنفس ثلاث أمارة ولوامة ومطمئنة فالأولون هم أهل النفس الأمارة التي تأمر بالسوء والوسط هم أهل النفس المطمئنة التي يقال لها يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي وهؤلاء هم أهل النفس اللوامة التي تفعل الذنب ثم تلوم عليه وتتلون تارة كذا وتارة كذا وتخلط عملا صالحا وآخر سيئا وهؤلاء يرجى أن يتوب الله عليهم إذا اعترفوا بذنوبهم كما قال الله تعالى وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم ولهذا لما كان الناس في زمن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وهما اللذان أمر المسلمون بالاقتداء بهما كما قال النبي صلى الله عليه وسلم اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر لما كان الناس أقرب عهدا بالرسالة وأعظم ايمانا وصلاحا وأئمتهم أقوم بالواجب وأثبت في الطمأنينة لم تقع فتنة إذ كانوا في حكم القسم الوسط ولما كان في آخر خلافة عثمان وفي خلافة علي رضي الله عنهما كثر القسم الثالث فصار فيهم شهوة مع الإيمان والدين قد صار ذلك في بعض الولاة وبعض الرعايا ثم كثر ذلك بعد فنشأت الفتنة التي سببها ما تقدم من عدم تمحيص التقوى والطاعة في الطرفين واختلاطهما بنوع من الهوى والعصبية في الطرفين وكل منهما متأول أنه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وأنه مع الحق والعدل ومع التأويل نوع من الهوى ففيه نوع من الظن وما تهوى الأنفس وإن كانت إحدى الطائفتين أولى بالحق من الأخرى فلهذا يجب على المؤمن أن يستعين بالله ويتوكل عليه في أن يعمر قلبه بالإيمان والتقوى ولا يزيغه ويثبته على الهدى ولا يتبع الهوى كما قال تعالى فلذلك فادع واستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب وأمرت لأعدل بينكم الله ربنا وربكم