الانتقال للخلف   منتديات بلاد ثمالة > البيت الكبير > الــبـيـت الــكـبيــر

 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 01-30-2006
 
المستعين بالله ابوعبدالله
كاتب مبدع

  المستعين بالله ابوعبدالله غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 197
تـاريخ التسجيـل : 24-11-2005
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 820
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : المستعين بالله ابوعبدالله
افتراضي قبيلة ثمالة/الحلقة الثانية عشر

قبيلة ثمالة/الحلقة الثانية عشر قبيلة ثمالة/الحلقة الثانية عشر قبيلة ثمالة/الحلقة الثانية عشر قبيلة ثمالة/الحلقة الثانية عشر قبيلة ثمالة/الحلقة الثانية عشر



بسم الله ألرحمن الرحيم , والحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه , وبعد :

في الحلقة ألحادية عشر طلبت منكم تجاهل المقولات التي تخرج يمنة ويسرة دون قصد وتضلل سامعيها عن بناة ألسد ألحقيقيين , وبينت لكم تهافتها وعدم أهميتها...

أما هذه ألحلقة <ألثانية عشر> فسوف أحاول ألأقتراب بكم من الزمن الذي بنت فيه ثمالة منظومة ألري بما فيها سد وادي جفن <السملقي> ,

وهو تاريخ موغل في ألقدم قبل ثمانية وعشرين قرنا تقريبا , وهذا ألأستنتاج توصلت أليه بعد ألتأمل في آيات من محكم ألتنزيل , وأحداث وتحليلات وآثار ذكرها مؤرخون , ومشاهدات على ألطبيعة بموقع ألسد ,,,, و تلك ألتأملات أنبنى عليها معطيات عند ربطها ببعضها نخرج منها بقراءة توصلنا الى هكذا استنتاج ,,,,
ولبيان ذلك سأتنقل بكم بين عدد من ألمحطات , عن أمم وأعيان , وأماكن وأزمان , وأحداث موغلة في أعماق ألتاريخ , وذلك على ألنحو ألتالي :

ألمحطة ألأولى : من كتاب ألله ألذي لا يأتيه ألباطل من بين يديه ولا من خلفه , سورة سبأ , من ألآية <10الى21> ,,, فعند استعراضنا لها نستطيع أن نفهم من تفسيرها مايلي : 1ـ تطرقت ألأيات لنبي الله داود وبعده مباشرة لخلفه نبي الله سليمان بن داود عليهما السلام , وفيض أنعم ألله عليهما , وأمر ألله لهما < أعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور> . 2ـ , بعد نبي ألله سليمان تطرقت ألأيات مباشرة للحديث عن سبأ والجنتين والبلدة ألطبية والرزق والأمر بالشكر ونعمة فتح باب ألمغفرة للتائبين , ومقابلة سبأ لكل تلك النعم بالبطر وألأعراض عن الشكر أو التوبة وألأستغفار فكانت ألنقمة بنزع النعمة ,,, وتطرقت ألأيات أيضا لنعمة ألأمن في الموطن وطريق التجارة الى ألشام التي قابلوها بالتصلف بسؤالهم ألله أن يباعد بين أسفارهم فحلت العقوبة بالتمزيق الشديد ألذي أصبح حديث جيلهم والأجيال من بعدهم ,,, 3ـ , ألأشارة ألى المتسبب في ألغواية التي أتت بالعقوبة أبليس الذي صدق عليهم ظنه بأتباعهم أياه باستثناء فريق من ألمؤمنين .....
فهل يوجد أشارة الى أن ألتسلسل ألقصصي بالأيات يقابله تسلسل زمني للأحداث ؟؟ .,,, نعم نبي الله داود ألشاكر لأنعم ألله خلفه ابنه الشاكر لله نبي الله سليمان ألذي هدى الله على يديه سبأ للأسلام وأصبحوا جزءا من مملكته خلال فترة حكمه ألتي يجمع المؤرخون على أنها كانت خلال القرن ألعاشر قبل ألميلاد ,أي خلال ألقرن ألثلاثين قبل يومنا هذا ,,,,, ألا أننا لا ندري عن تاريخ كفرهم بالنعمة ونزول ألعقوبة ,, أكان ذلك بعد عهد سليمان مباشرة أم بآماد طويلة ؟, لكن كون المعصية كانت كفرا بالنعمة , يفهم منها أن اقترافهم لها وهم لازالوا مسلمين باستثناء طائفة منهم <الا فريقا من المؤمنين> , ألأمر ألذي يعطي ألأنطباع بألقرب لا ألبعد عن عهد سليمان ,,,, هذا ألفهم ألذي له ما يدعمه من أدلة واستنتاجات لاحقة قادني الى أن التاريخ الذي حلت بهم فيه ألعقوبة كان ضمن ألفترة من <922ق,م> الى <820ق,م> , وفي زمن لم يطل بعد موت سليمان عليه السلام وهم لازالوا موحدين بدليل أنهم سألوا ألله أن يباعد بين أسفارهم ولم يسألوا أحدا سواه , وأن منهم فريقا ناجيا لم يستزلهم ألشيطان<الا فريقا من ألمؤمنين> ..

ألمحطة ألثانية : من أصدق ألحديث كتاب ألله , سورة ألنمل من ألآية <15الى44> ,,, فعند استعراضنا لها نستطيع أن نجتزء من تفسيرها مايلي : 1ـ تطرقت ألأيات لنبي الله داود ثم سليمان عليهما ألسلام اللذين كانا شاكرين لأنعم ألله عليهما بقولهما <ألحمد لله ألذي فضلنا على كثير من عباده ألمؤمنين> , وشكر سليمان لله على نعمائه عندما تبسم ضاحكا من قول ألنملة قائلا <رب أوزعني أن أشكر نعمتك ألتي أنعمت علي وعلى والدي> , ثم ألحديث عن سبأ وشكر سليمان لله عندما رأى عرش ملكتهم مستقرا عنده قائلا <هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر ومن شكر فانما يشكر لنفسه ومن كفر فأن ربي غني كريم> . 2ـ ألتطرق لعبادة سبأ للشمس من دون ألله والتحدث عن ملكتهم ألتي أوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم ومقابلتها لسليمان عليه السلام وأسلامها قائلة < ربي أني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب ألعالمين> ....
وواضح من قول سليمان عليه ألسلام < أأشكر أم أكفر , وقوله , ومن شكر فأنما يشكر لنفسه ومن كفر>, واضح من ذلك أن ما يناقض ألشكر هو ألكفر <كفر ألنعمة> ,,, ولكن لماذا التاكيد على الشكر أزاء ألنعم؟ ,,, ألذلك علاقة بما سيئول اليه أمر سبأ عند كفرها بالنعم لاحقا ؟؟,,, أعتقد ذلك , وليس لسبأ وحدها بل لكل امة جاءها نذير مثلها , سواءا سبقتها أو أتت من بعدها , ما لم تتداركها رحمة من ربها , لأستغفارها وتوبتها أو لحكمة نحن لا نعلمها ,,, ثم هل تسلسل القصص للأحداث والشخصيات يعني تعاقب الأحداث ؟؟ . الله أعلم ,, ألا انه احتمال أخذت به , وستعرفون لما ؟؟ من محطات لاحقة .....
والخلاصة : عصر سليمان عليه ألسلام هو تاريخ تحولت فيه سبأ من عبادة ألشمس الى عبادة الله , وهذا ما أريد منكم التركيز عليه , ثم ألتركيزعلى التسلسل , داود , سليمان , سبأ ,,, والتركيز على تكرار ألشكر من ألنبيين داود وسليمان على أنعم الله عليهما طاعة لربهما ,وقول سليمان < ليبلوني أأشكر أم أكفر> , ثم قول الله تعالى <وقليل من عبادي ألشكور>,,,, وما يقابل ذلك من سبأ في عدم شكرها على أنعم ألله ألا فريقا من ألمؤمنين ,,, والتركيز على ما تفضل به ألمنعم على سبأ من خلال ألكلمات والعبارات ,جنتان , بلدة طيبه , رب غفور ,قرى ظاهرة , سيروا فيها ليالي وأياما آمنين , أوتيت من كل شيء , لها عرش عظيم .....

ألمحطة ألثالثة : بالتوفيق بين ما ثبت لنا من كتاب الله كأساس وحقيقة ومرتكز ننطلق منه, وبين ما ذكر من جهة أخرى في كتب بني أسرائيل ونتائج ألدراسات ألأثرية بما فيها النقوش والكتابات , وأقوال ألمؤرخين ألعرب واليونانيين والرومانيين وغيرهم ,,, بذلك ألتوفيق تفتحت نوافذ جديدة توسعت بها المعرفة مما استدعى أعادة كتابة ألتاريخ , حيث خرج باحثون بتقسيم ألدولة ألسبأية الى ثلاث دول يفصلها عن بعضها فترتان , وذلك كالأتي : 1ـ ألدولة ألسبئية ألأولى اعتبارا من <2500ق,م> الى <922ق,م> حكمها الملوك حتى نهاية حكم بلقيس ألتي أسلمت مع سليمان لله رب العالمين , , أعقبها فترة تزيد على قرن من ألفتن التي عصفت بالدولة وأنهار معها ألحكم وتفككت الدولة وظهرت دول جديدة منافسة مثل معين وقتبان وحضرموت ... 2ـ ألدولة ألسبئية ألثانية , وتنقسم من حيث مسمى ألزعامة ومقر العاصمة الى مرحلتين <حكم في ألأولى مكارب سبأ من ألعاصمة صرواح , وفي ألثانية ملوك سبأ من العاصمة مأرب>, وذلك أعتبارا من<820ق,م> الى <115ق,م> , منها <210> عاما حكم فيها المكارب <لقب مرادف للملك> والبقية حكم فيها الملوك ,وكانت ديانة الدولة منذ البداية عبادة القمر,, وهؤلاء ألمكارب والملوك ينتمون الى قبيلة سبئية قدمت من خارج أو شمال الجزيرة بعد انهيار دولة سبأ ألأولى كما سيظهر لكم من نقش سأذكره لاحقا , ويلاحظ أن بعض ألقابهم واسمائهم ليست عربية مما يعني أنهم كانوا يعيشون في محيط مجتمعات لم تكن عربية ,, أعقبها فترة من الصراع على السلطة حتى قيام ألدولة ألسبئية ألثالثه ... 3ـ ألدولة ألسبئية ألثالثة أو الحميرية ألتي حكمها ألتبابعة <لقب مرادف للملك> أعتبارا من <270م> الى <525م> , حيث انتهت هذه ألدولة باحتلال ألأحباش لليمن ...
وفي ضوء هذا التقسيم لسبأ أريد منكم التركيز على <ألفترة ألفاصله> فترة ألأضطرابات ألتي فصلت بين ألدولتين ألسبأيتين ألأولى والثانية , وفصلت فيها ديانة ألتوحيد بين ألديانتين عبادة ألشمس في ألأولى والقمر في الثانيه.....

ألمحطة ألرابعة : ألدولة ألسبئية ألأولى كانت عاصمتها مأرب ألعامرة بالبناء , والمهمة لوقوعها على طريق ألتجارة مباشرة مكونة محطة من أكبر محطاته , ولوقوعها أيضا الى جوار السد والى جانب ألجنتين حيث تقع مبانيها على ألضفة أليسرى وعرش بلقيس على ألضفة أليمنى ,,, والتي وصفها أسترابو اليوناني بأنها مدينة عجيبة سقوف أبنيتها مصفحة بالذهب ومطعمة بالعاج والأحجار ألكريمة وفيها من ألأبنية ألعظيمة ما يبهر ألعقول ,,,,, أما ألدولة ألسبئية ألثانية فقد اتخذت صرواح ألتي لم تكن عامرة عاصمة لها بالرغم من بعدها عن مأرب وألجنتين والسد وطريق ألتجارة <40> أربعين كيلو مترا الى ألغرب , وبقيت كذلك لمدة <210> عاما هي ألفترة ألأولى ألتي حكم فيها ألمكارب ,,,, فهل دعاهم الى ذلك دمار حل بمأرب وما حولها ؟؟ أعتقد ذلك وبفعل سيل العرم ,, بعدها أنتقلوا ألى مأرب عاصمة ألدولة ألسبئية ألأولى وتلقبوا بالملوك بدلا من المكارب وذلك هو بداية استقرارهم بعد صراع طويل ومستمر مع ألدول ألمنشقة <معين وقتبان وحضرموت> , ومن يومها هجرت صرواح وتحولت الى خراب حتى يومنا هذا ألا من ألأثار التي من أهمها معبد ألمقة , ومعناها <القمر> ....

ألمحطة الخامسة : ألديانات ,,, ثابت أن دولة سبأ ألأولى كانت تعبد الشمس من دون الله ثم تحولت الى ألأسلام في عهد بلقيس آخر ملوكها ,,,,, وثبت من ألنقوش أن ألدولة ألسبئية ألثانية منذ بداية عهدها <820ق,م> عبدت ألقمر<ألمقة> من دون الله وبنت له معبدا كبيرا بعاصمتها ألأولى صرواح , وعندما انتقلت الى مأرب بنت له معبدا آخر , ثم أضافوا أليه آلهة أخرى من الكواكب لكنها كانت تأتي في ألمرتبة ألثانية بعد ألقمر, أما ألدولة ألسبئية ألثالثة فقد دخلت بعض أجزائها أليهودية والنصرانية بعد عام <300م> ...

ألمحطة السادسة : عرم مأرب ,أي <سد مأرب> وما لحق به من أضرار,,, ثبت من النقوش الموجودة على بقايا السد أن أربعة من مكارب الدولة ألسبئية ألثانية ألتي حكمت من عام <820ق,م> شاركوا في بناء واصلاح السد , وهم ممن حكم الدولة من ألعاصمة ألجديدة صرواح بعد فترة ألأضطرابات ألتي أعقبت الدولة ألسبئية ألأولى ,,,, ثم جرى له اصلاحات أخرى عام <100م> تقريبا ,, كما جرى للسد أصلاحات في الدولة السبئية الثالثه من اضرار لحقت به عام <350م> تقريبا , وعام <420م> تحديدا , وكذلك عام <450م> ألذي اشتمل فيه ألأصلاح على ترميم ألسد والحوض وكلف مئآت ألألوف من مقادير ألحبوب ألمطحونة والتمر, و<2463> ذبيحة , و<40030> غربا من ألسمن ودبس ألعنب والتمر,,,وآخر ترميم للسد من تصدع ظهر على جدرانه كان في عهد حكم أبرهة ألحبشي عام <542م> , وهذا ألحدث موثق بنص أبرهة ألذي عثر عليه منقوشا على عمود في أنقاض ألسد , وهو نص عجيب لا يتسع ألمقام لعرضه بسبب طوله ,,,, واستغرق ألعمل به <11> شهرا, و<28>يوما ,,, وبالرغم من أن هذا الترميم كان لجزء يقل عن سدس طول السد فقد استهلك العاملون فيه <50806>غرارة من ألدقيق , و<26000> حمل من التمر, و<3000> بعير وثور, و<07200> رأس من ألغنم ,و <300>غربا من السمن ,و <1110> غربا من دبس التمر ,,, وأقام أبرهة حفلا كبيرا بمناسبة انتهاء ألعمل حضره وفد من الحبشة ووفد من فارس ووفد من بيزنطة ووفدان من الحيرة وغسان ,وبقي حتى عام <571م> حيث انهار واستمر أثرا حتى هذا أليوم . ....

ألمحطة ألسابعة : سبأ في ألمصادر ألقديمة ,,,,,, 1ـ عن سبأ ألأولى: ورد ذكرها بنص سومري في ألنصف ألثاني من ألألف ألثالثة قبل الميلاد ,,,,وفي ألأصحاح ألأول من سفر أيوب في ألتوراة ورد أن لصوصا سبأيين فتكوا برعاة أيوب , وقال قائلهم , البقر كانت تحرث وألأتن ترعى بجانبها فسقط عليها ألسبأيون وأخذوها وضربوا ألغلمان بحد ألسيف ونجوت أنا وحدي لأخبرك ,,, وفي أسفار بني أسرائيل ألأول والثاني ذكر لهدايا ملكة سبأ لسليمان وأنها كانت من ألذهب والطيب وألأحجار ألكريمة ,,,, 2ـ عن سبأ ألثانية : ورد في نص آشوري أن سبأ كانت تدفع ألجزية لملك آشورألذي حكم في ألفترة <745ـ727ق,م> , ونص آخر يذكر أن أحد مكارب سبأ دفع ألجزية لملك آشور ألذي حكم في ألفترة <722ـ705ق,م> , كما أكتشف نقش في عاصمة سبأ ألثانية صرواح لأول حكامها عام <820ق,م> المكرب <سمهعلي ينوف> يتحدث فيه عن تقديمه ألبخور بأسمه ونيابة عن قبيلته ألتي قادها من ألشمال عبر ألفيافي والقفار ألى ألأرض ألسعيدة... ولاحظوا تشابه ألأسماء السمهعلي , والسملقي الذي يطلق أسمه على السد......

ألمحطة ألثامنة : من كل ما سبق تكونت لدي ألقناعة بأن ألفترة ألفاصلة , فترة التوحيد <قرن تقريبا> ألتي فصلت بين ألدولة ألسبئية ألأولى والثانية وبين عبادة ألشمس في ألأولى وعبادة ألقمر في الثانية اعتبارا من نهاية حكم بلقيس عام <922ق,م> الى عام <820ق,م> بداية حكم ألمكارب , هي ألفترة ألتي حدث فيها سيل ألعرم وانهدام ألسد وأبدال ألجنتين والتمزق وترك ألديار والهجرة , للأسباب التاليه : 1ـ لكون ألحجة كانت قد قامت على سبأ خلال الفترة الفاصلة بعد نبي الله سليمان لقوله تعالى < وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا > ,,, 2ـ ألأيات ألتي أشرت أليها بالمحطتين ألأولى والثانية أرى أن سياقها حسب فهمي لتفسيرها لا يخلوا من أيحاءات أن لم تعزز ما ذهبت أليه فلا تنفيه ,,, 3ـ أثبتت ألنقوش كما بينت بالمحطة السادسة أن أربعة مكارب من حكام سبأ ألثانية قد رمموا السد , وهذا يثبت أن ألسد قد تضرر كليا أو جزئيا في ألفترة ألسابقة لهم وهي ألفترة ألفاصلة , وان ألضرر كان كبيرا لطول فترة الأطلاحات التي عاصرها أربعة مكارب ,,, 4ـ تغير ألعاصمة بعد ألفترة ألفاصلة كما أشرت اليه بالمحطة الرابعة من ألمدينة ألواقعة على جوانب ألجنتين وألتي كانت عاصمة سبأ التاريخية وألمحطة ألتجارية وهي مأرب الى صرواح البعيدة عنها والقليلة ألأهمية ثم ألعودة بعد أزمان الى مأرب , هذا ألتنقل يعطي مؤشرا الى أن مأرب والجنتين لم تعد صالحة بعد ألفترة ألفاصلة من تدمير حل بها ,,, 5ـ ألحكام <ألمكارب> بعد ألفترة ألفاصلة بالرغم من كونهم سبئيين ألا أن ألقابهم وبعض أسمائهم ليست عربية وينتمون الى قبيلة أتت من خارج ألمنطقة كما أشير الى ذلك في المحطة الثالثة , وفي النقش بالمحطة ألسابعة , وهذا يعطي اشارة للتمزق , حيث أن تلك القبيلة السبئية ربما كانت من ألقرى ألظاهرة ألتي قدر فيها ألسير وكانت تحرس طريق ألتجارة مع غيرها من ألسبئيين مثل اولئك الذين أعتدوا على رعاة أيوب عليه ألسلام ثم عادت بعد سيل ألعرم من خارج أو أطراف ألجزيرة لتحل محل قبيلة أخرى ربما هاجرت وتستولي على ألحكم ,,, 6ـ ألصراع ألذي دخلت فيه ألدولة ألسبئية ألثانية بعد ألفترة ألفاصلة مع ثلاث دول ناشئة <معين وقتبان وحضرموت> والتي كانت يوما ما جزاءا من دولة سبأ , ودفعها ألجزية لدولة آشور دليل آخر على ما حل بسبأ من ألضعف وألتمزق وذهاب ألأمن في الموطن والطريق ألذي أعقب سيل ألعرم ,,, 7ـ ألعودة الى مأرب ومنطقة ألجنتين لاحقا والأصلاحات ألمتكررة للسد , أعتقد أنها محاولات لأستعادة أزدهار قد ولى ولم يجنوا من ورائها سوى جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل ودمار متكرر للسد ,,, وعندما استحكم بهم أليأس لاحقا هم ومن أتى من بعدهم هجروها ولم تسكن من بعدهم الا قليلا وهي أليوم أطلال تفترشها رمال الصحراء ,,, 8ـ سبأ ألأولى تحولت من عبادة الشمس الى عبادة الله في عهد بلقيس ألتي تلتها ألفترة ألفاصلة التي بنهايتها ظهر حكام جدد بدين جديد يعبدون فيه القمر, ومن غير المعقول أن يتوقع الشكر أو يطلب من قوم مشركين , وأنما يطلب ويتوقع ممن أسلموا <الموحدين> وهم أهل الفترة الفاصلة ,,,, 9ـ تغير ألديانة ثلاث مرات خلال قرن تقريبا يشير الى أن فترة ما قبل ألمكارب وهي ألفترة ألفاصلة لم تعرف ألأستقرار وسادتها ألأضطرابات وهذا يعزز ألأعتقاد بأنها فترة حدث فيها سيل العرم وألتمزق والعقاب ,,,, 10ـ كما يقولون ليس من رأى كمن سمع , فها هو أول مكارب سبأ ألثانية كما أشرت اليه بالمحطة السابعة قد تقدم لكم بشهادته منقوشة على الصخر قائلا أنه قدم ألبخور بأسمه ونيابة عن قبيلته التي قادها من ألشمال خلال الفيافي وألقفار في هجرة ألعودة الى اليمن ,وهذه ألشهادة نفهم منها أن ألقرى ألآمنة ألتي قدر فيها السير لم تعد موجودة زمن عودتهم مما اضطره بحثا عن ألأمان لتقديم البخور هدايا لأسترضاء زعماء ألأمم التي مروا بأراضيها , وأنه تجنب الطريق المعتادة لكونها لم تعد آمنة سالكا بقبيلته مناطق غير مأهولة أو معروفة من خلال ألفيافي والقفار ,,,,فهل باعد الله بين أسفارهم كما سألوا ألله من قبل ؟؟,, أقول ,الى مثل هذا تشير ألشهاده ....

ألمحطة ألتاسعة : تأملات أخرى نتائجها تدعم ما توصلت اليه,,,

1ـ ألجبل ألصخري الذي خصصت له ألحلقة ألعاشرة الواقع ببلاد ثمالة الى جوار ألسد تستطيع أن تستنطقه عندما تقف عليه , وتعمل ألعقل متسائلا كم من ألسنين لزمت لتعريتة ليصل به ألحال الى ما وصل اليه ؟؟,ربما تكون ألأجابة بضع الاف من ألأعوام تزيد عما توصلت اليه ,,, نعم أن المسيل الذي اخترق ذلك ألجبل ألذي كان يعتليه ألمغيض تكاد صخوره أن تنبىء بالقرون ألتي لزمت لتعريته بما لن يقل عما ذكرت ,,,,






2ـ ألأزد ألتي تمزقت بما فيهم ألغساسنة والمناذرة والأوس والخزرج وخزاعة وثمالة وغيرهم كثير هجروا اليمن ألسعيد وهاجروا , فمنهم من كونوا دولا كالغساسنة والمناذرة الذين كانت وفودهم مع وفود الدول في حفل أبرهه , ومنهم من كون اقل من ذلك أوطانا وقبائل وأحلافا قبل البعثة بأزمان متطاولة تنسجم مع ما ذهبت اليه ,,,

3ـ حزاعة التي هاجرت مع ثمالة بعد سيل العرم استوطنت بتهامه قريبا من مكة وبقيت بموطنها آمادا ثم طمعت في مكة واستولت عليها وطردت منها جرهم وبني أسماعيل وقامت بخدمة الحجيج آمادا أخرى ثم حرفت ألحنيفية لاحقا وأدخلت عليها ألشرك والضلالات ثم استعادت منها قريش مكة , كل تلك ألأحداث كانت قبل ألبعثه بقرون كثيرة .....

ألمحطة ألعاشرة <للمستقبل< : طبقات ألتربة ألملاصقة للسد ألتي بنتها السيول على مر العصور وكر الدهور , ومعها السد والجراب , تضم في جوفها أدلة يكمل بعضها بعضا بواسطتها تستطيع فرق ألآثار أن تستخرج بطرق علمية ألتاريخ المتوقع لبناء ألمنظومة ,,,, فطبقات ألتربة لها من ألفريق من يترجمها الى عدد من ألسنين , وكسر ألأواني الفخارية لها خبراؤها ,,, ولكن ألأهم من ذلك ما خلفه العاملون زمن ألبناء واستقر في ألتجاويف مهما صغر حجمه مثل كسر مواعين ألخشب كالقداح والأكواب , وعجم التمر,وبقايا عظام الحيوانات ,وبقايا حطب ألطبخ المتفحم وغير ألمتفحم , والحبوب بأنواعها , هذه المخلفات بالأضافة الى بقايا عيدان ألأشجار ألتي لابد أنها قد استخدمت في جدر وسقف الجراب من الداخل يمكن بموجبها تحديد تاريخ البناء بقياس بقايا <الكربون 14 > ألطريقة ألمستخدمة منذ عام <1949م> ,,, أو ألطريقة ألأحدث لقياس الكربون بجهاز قياس تسارع كتلة الطيف الذي بواسطته يمكن تحديد تاريخ ما يعادل في الحجم كسرة حبة من قمح الى ما قبل تسعين ألف عام ,,,,وهناك طرق أخرى يستخدمها العلم اليوم لتقدير تاريخ بقايا العظام مثل قياس تسلسل تناقص أشعة أليورانيوم وقياس تسارع رنين دوران ألألكترون , وطرق اخرى لايتسع المقام لها ولا يهم معرفتها , أنما المهم هو معرفة أهمية هذا ألأثر وما حوى مهما تناهى في الصغر, وأن لا يتولى ألتنقيب فيه يوما ما سوى فريقا متخصصا يمتلك القدرة المعرفية والتقنية مع رصيد من تراكم الخبرات العمليه...

والخلاصة : في ضوء ما سبق تبيانه فأن الفترة الفاصلة <922ـ 820ق,م> هي زمن سيل العرم والتمزق وهجرة ألأزد , وأذا توسطنا بتلك ألفترة سيكون ألحدث عام <870ق,م> تقريبا ,,,,ولئن قلتم , دعنا نسلم معك أن في ذلك ألتاريخ هاجرت ثمالة ألأزدية واستوطنت وادي جفن , فأين تاريخ بناء ألسد ,وكيف استنجت ذلك؟؟ , أجيبكم , ليس بعد <800ق,م> لأن ألجيل ألذي كان لديه رصيد من الخبرة في بناء منظومة ألري كان رصيده من بقية العمر ألحافل بالأنتاج والصحة يتراوح من ثلاثين الى خمسين عاما على افتراض انهم اطول منا أعمارا , وبأنقراض جيل ألهجرة لن يتمكن الجيل الذي يخلفه من أنشاء مشروع لا خبرة له ببنائه أو بمعرفته , ولا يتصور مردوده والفائدة منه , لذلك حددت لكم تاريخ بناء منظومة الري قبل ثمانية وعشرين قرنا تقريبا ...

وختاما , السد والجراب هما ألأثران الباقيان من منظومة ألري ,,,, وأكرر قائلا منظومة الري لأن اختزالها في السد منفردا دون بقية المنظومة فيه هضم للآثار ولكم ولحضارة أسلافكم ,,,,, وهذان ألأثران المتبقيان من منظومة الري يحملان كما أسلفت <بالمحطةالعاشره> داخل أحشائهما ما سيحدثكم أو يحدث أجيالا من بعدكم عن تاريخ أنشائهما وأنشاء منظومة الري, وبالتالي أمساك طرف ألخيط المادي الذي سيوصل ألباحثين الى اكتشاف تاريخ استيطان ثمالة لوادي جفن وهجرة ألأزد وسيل العرم ,,, لذا فأن لأهميتهما أبعاد دينية وتاريخية تتخطى ألمنطقة الى مستوى ألأنسانية لأرتباطما في ألنهاية بأحفاد سبأ ألتي جاء ذكرها وذكر نبيها في كتاب الله وكتب أهل ألكتاب ...وبذلك انهي هذه الحلقة مسدلا ألستار على ثمالة الماضية ومنظومة ريها التي توارت من بعدها ,فتلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون ، وسوف أستأنف الحديث في الحلقة القادمه عن ثمالة ألباقيه بعد ثمانية أسابيع بمشيئة الله ,,,,فالى ذلك الحين استودعكم ألله ألذي لا تضيع ودائعه ,,,,,,,,سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا أله الا أنت أستغفرك اللهم واتوب اليك ,,,,,,,,
كتبها : ألمستعين بالله أبو عبد الله محمد بن عبد الله ألساعدي ألثمالي .......


( تم تنسيق الموضوع ووضع الصور المرفقة من المشرف العام)
توقيع » المستعين بالله ابوعبدالله
هدية البيت الكبير للمستعين بالله
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
عرفناهم ثم أفتقدناهم/الحلقة الثانية المستعين بالله ابوعبدالله منتدى التاريخ و التراث والموروثات الشعبية 23 09-15-2010 05:01 PM
من لطائف القرآن الكريم ( الحلقة الثانية) محمود شمس الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي 5 05-21-2006 11:45 PM
الحلقة الثانية أركان الحج أبوجنى منتدى مواسم الخير 4 12-30-2005 11:53 PM
قبيلة ثماله/الحلقة السابعه المستعين بالله ابوعبدالله الــبـيـت الــكـبيــر 9 12-21-2005 03:48 PM
قبيلة ثماله/الحلقة السادسه المستعين بالله ابوعبدالله الــبـيـت الــكـبيــر 5 12-19-2005 01:19 PM


الساعة الآن 05:24 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by