من لطائف القرآن(تابع للحلقة الأولى)

[محمود شمس]

من لطائف القرآن(تابع للحلقة الأولى) من لطائف القرآن(تابع للحلقة الأولى) من لطائف القرآن(تابع للحلقة الأولى) من لطائف القرآن(تابع للحلقة الأولى) من لطائف القرآن(تابع للحلقة الأولى)

الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين وبعد :

فإنني لأشكر الله تعالى أن يسر لي اللقاء بإخوة لي عبر هذا الموقع الذي أسأل الله أن يجزي القائمين عليه خير الجزاء .

ثم أشكر الأخ الفاضل أبا عبدالرحمن الذي كان سبباً في لقائي بإخواني .
وأشكر جميع الأخوة الذين أرسلوا لي دعائهم وثنائهم الذي لا أستحقه , وأسأل الله أن يجزيكم عني خير الجزاء وأن يجعلني أهلاً لما تظنون , وأن يوفقني وإياكم إلى مايحبه ويرضاه وأن يجعل أقوالنا خالصة لوجهه الكريم .

ورداً على سؤال أخي الكريم وهو : لماذا وردت اللام في قوله تعالى في سورة الواقعة ( )
ولم ترد في قوله تعالى ( ) .
أقول وبالله التوفيـــق .

الآية الأولى في شأن إنبات النبات وللإنسان عمل في شأن النبات , حيث إنه حارث أي يضع البذر في الأرض ويتابعها ويبذل الجهد , فأكد الحق الجملة بلام التوكيد حتى لا يظن الإنسان أن إنبات النبات ونضج الثمرة كان بجهده ورعايته فأكد الله الفعل ههنا _ ليشير إلى أن الله جلت قدرته هو الزارع ولو شاء لجعله حطاما . ولذا قال بعدها فظلتم تفكهون _ أي تندمون على اجتهادكم وتعبكم فيه .

أما في الآية الثانية فهي في شأن إنزال الماء المزن وليس لأحد من البشر تدخل في ذلك فلا يحتاج الأمر إلى توكيد حيث لا جهد للبشر في ذلك , والله أعلـــم .

ولي وقفة تأملية أخرى في هذا الموضوع حيث ذكر الحق أربعة أمور استدلالاً على قدرته على البعث .
وهي : 1) _
2/

3/
4) _
وذكر بعد كل أمر ما يؤكد هلاكه , فقال في الأولى _ وقال في الثانية _ لونشاء لجعلناه حطاماً , وقال في الثالثة _ . لكن النار لم يذكر فيها ما يهلكها , بل قال جلت قدرته _ نحن جعلناها تذكرة ومتاعاً للمقوين , والسر في ذلك والله أعلم لأن النار جعلها الحق تذكرة وأنموذجاً من جهنم لما ورد في الصحيحين وغيرهما , ناركم هذه التي توقدون جزء من سبعين جزءاً من نار جهنم وهي التي سيعذب بها كل مكذب فما أراد الله أن لا يذكر هلاكها .
وتأمل أخي كيف استدل الحق على البعث بخلق النسل أولاً ثم الزرع ثم الماء ثم النار . وأعتقد أنك تستطيع إدراك ذلك بمشيئة الله تعالى , والله أعلـــم .

أما سؤال أخي الكريم عن _ طه , يس
فإن هذه من الحروف المقطعة التي لا يعلم المراد منها إلا الله سبحانه وتعالى وكل ما قيل إنما هو محاولة للفهم بقدر الطاقة البشرية , ولا بد من التسليم بأن الله هو الذي يعلم مراده منها وليس طه , يـس
أسمان للنبي صلى الله عليه وسلم كما يعتقد البعض .
والله أعلـــم .

وإلى لقاء قريب جداً لنستأنف اللطائف القرآنية والتأملات في جمال التعبير القرآني ,
أسأل الله تعالى لي ولكم التوفيق والسداد وصلى الله وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين .


محمود سعد شمس