بصل الغراب ( العنصل ، بصل البر ، بصل الفأر ....)

[الحارث بن همام]

بصل الغراب ( العنصل ، بصل البر ، بصل الفأر ....) بصل الغراب ( العنصل ، بصل البر ، بصل الفأر ....) بصل الغراب ( العنصل ، بصل البر ، بصل الفأر ....) بصل الغراب ( العنصل ، بصل البر ، بصل الفأر ....) بصل الغراب ( العنصل ، بصل البر ، بصل الفأر ....)

بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وكل عام وأعضاء المنتدى بخير وصحة وسلام .

لقد غبت كثيرا عن منتدى الحياة الفطرية ؛ لأسباب خارجة عن السيطرة ،والآن أحببت أن أعود _ ولو ببصلة _ من باب إثبات الوجود .

ومشاركتي هي عن نبتة صغيرة ربيعية تنبت في جبال ثمالة وبين هضابها وقريبا من الصخور ، ولم يسبق لي مشاهدتها في الأودية ، لها عدة ورقات أشبه بأوراق البصل ، بعض النبات يذهب ورقه صاعدا ، وبعضها يفترش ورقه الأرض . وله تحت الأرض ، وعلى بعد أقل من عشرة سنتمتر ، بصلة بيضاء تكبر أو تصغر _ كما لاحظت _ حسب أتجاه ورق النبات ، فالنبات الذي يذهب ورقه في السماء بصلته أصغر من الذي تفترش أوراقه الأرض .

وهذا النبات يسمى في بلاد ثمالة بصل الغراب ، و له أسماء أخرى كثيرة ،بحسب اختلاف أنواعه وتعددها ، وبحسب الأماكن والمواضع ، فالنبات الواحد قد يكون له أكثر من اسم في أكثر من موضع . إلا أني لا أعرف من يسمي هذا النبات باسم بصل الغراب سوى ما حفظته في صغري عن اسم هذه النبتة في بلاد ثمالة ، وقد يكون هو اسمها في المواضع المجاورة لثمالة . و قد يكون له في ثمالة اسم آخر .

وهذا النبات من الفصيلة الزنبقية ، وهو نبات حولي ربيعي ينبت عند توفر الأمطار في الربيع ، ويزول في الصيف . وقد وصلت لهذا النبات قبل فترة الإزهار ، وسأعود له ثانية إن شاء الله لملاحظة الزهر والثمر إن وجد . وقد وجدت له عدة أسماء علمية لكني لم أطمئن إلى أن واحدا منها يمثل هذا النوع بالتأكيد .

وهذه بعض الصور لنبات بصل الغراب :

وكما تلاحظون أن بعض النبات تفترش أوراقه الأرض وبعضها ترتفع أوراقه صاعدة ، كما في هذه الصورة :






فالنبتتان في اليمين أوراقها منفردة ومفترشة للأرض ، وهي تختلف عن النبتة التي في اليسار ذات الأوراق الملمومة الصاعدة ، ولا أعرف تفسيرا لهذا ،وهل هما نوعان ؟ ولاحظت أن بصلة النوع المفترش أكبر من بصلة النوع الصاعد ،كما في هذه الصور :











وقد صادفت بعد نزولي من جبل البصل الذي التقطت فيه هذه الصور ، وكان معي بعض البصلات ،صادفت رجلا يمنيا كبيرا في السن ، فسألته عن النبتة فقال : نحن نسميها في ريمة في اليمن : ثوم رباح . قلت : ما الفرق بين النوعين ؟ قال على الفور وبطريقة المتيقن من قوله : هما ذكر وأنثى . فالذي يذهب صاعدا ذو البصلة الصغيرة الذكر . والذي يفترش الأرض ذو البصلة الكبيرة الأنثى . ووجدت في كلامه معقولية .

وبصل الغراب هو نبات : العنصل أو بصل البر ، أو كراث البر ، في كتب اللغة .
جاء في اللسان:
والعُنْصُلُ والعُنْصَلُ والعُنْصُلاء والعُنْصَلاء، ممدودان: البَصَلُ البرِّيُّ، والجمع العَناصِل، وهو الذي تسميه الأَطباء: الإِسْقال . . وقال ابن الأَعرابي: هو نبت في البرارِيِّ، وزعموا أَن الوَحَامى تَشْتهيه وتأْكله؛ قال: وزعموا أَنه البَصل البرِّي.
قال الأَزهري: العُنْصُل نبات أَصله شبه البَصَل ووَرَقه كورق الكُرَّاث وأَعْرَضُ منه، ونَوْره أَصفر تتخذه صبيان الأَعراب أَكالِيل؛ وأَنشد:
والضَّرْبُ في جَأْواءَ مَلْمومةٍ كأَنَّما هامَتُها عُنْصُل
وقال أَبو حنيفة: هو وَرَق مثل الكُرَّاث يظهر منبسطاً سَبْطاً.
قال امرؤ القيس:
كأَن سِباعاً فيه غَرْقى غُدَيّةً بأَرْجائِه القُصْوى، أَنابِيشُ عُنْصُلِ
وأنابيش العنصل هي أصوله في الأرض ، يقول: كأن السباع حين غرقت في سيول هذا المطر عشيًّا أصول البصل البري؛ شبه تلطخها بالطين والماء الكدر بأصول البصل البري؛ لأنها متلطخة بالطين والتراب:

وقد قيل إنه يُعْمَل من العنصل خَلٌّ يقال له: الخَلُّ العُنْصُلانيّ، وهو أَشدُّ الخَلِّ حُموضةً.

قال الأَصمعي: ورأَيته فلم أَقدر على أَكله. وفي كتاب القانون في الطب لابن سينا أن من العلاج المفيد لبعض تقرحات اللثة : المضمضة بخلّ العنصل، والمضمضة بألبان الأتن!!
ويظهر أن العنصل أو البصل البري جنس يشمل أنواعا كثيرة ، بعضها سام ، أما هذا النوع الذي أحدثكم عنه ذو البصلة البيضاء فلا أعرف عنه أنه سام ، ويوجد منه نوع ذو بصلة حمراء ويسمى بصل الفأر وهو سام .
وقد وجدت في الموضع الذي التقطت فيه صور بصل الغراب عدة مواضع محفورة على مستوى محدد حيث ينتشر نبات البصل بكثرة ، فتوقعت أن حيوانا فعل هذا لاستخراج البصل ، وظننت أنه الوبر لأن الموقع قابل لوجوده .

وسلامتكم .