التوازن الجنسي بين الشباب

[أبو رامز]

التوازن الجنسي بين الشباب التوازن الجنسي بين الشباب التوازن الجنسي بين الشباب التوازن الجنسي بين الشباب التوازن الجنسي بين الشباب

ـ أكدت دراسة حديثة أن القرآن الكريم والشريعة الإسلامية لم يهملا الجنس من جوانب الحياة الذى قد يحسبه البعض أبعد ما يكون عن الدين واهتماماته, بل توهم البعض أنه ينظر إلى الجنس وما يتصل به على أنه رجس من عمل الشيطان, وأن نظرة الإسلام إلى الجنس كنظرة الرهبانية إليه ، والواقع أن الإسلام قد عني بهذا الجانب الفطرى من حياة الإنسان ووضع فيه من القواعد والاحكام والتوجيهات ما يضمن أداءه الوظيفية في غير غلو هذا ما أوضحه الدكتور بنعيس أحمد بو يوزان أستاذ علم النفس الإسلامى بجامعة محمد بن عبد الله المغربية فى دراسة له بعنوان ( أسس التوازن الجنسى من خلال القرآن الكريم وأثرها فى بناء مستقبل الشباب المسلم ) مشيراً إلى أن العناية الإلهية بهذه الغريزة فى القرآن الكريم جاءت بدقة وبعناية بالغة وفى إطار شرعى محكم تحفظ له كيانه كله سواء فى بدنه او فى أسرته أو فى مجتمعه، وأوضحت الدراسة أن أغلب الآيات القرآنية التى تحدثت عن الشهوة الجنسية خاطب فيها الشباب أكثر من غيرهم إما تصريحاً أو تلميحاً وهو ما يعنى أنهم يمثلون فترة فوران الغريزة لديهم.
ـ وأشارت الدراسة أن القرآن الكريم عالج الفواحش الجنسية وطريقة تهذيب الغريزة الجنسية لدى الشباب حتى لا يندرج تحت مظاهر الشذوذ الجنسى , وجاء التدرج فى تنظيم العلاقات الجنسية الطبيعية بين الذكر والأنثى وقد حسم القرآن الشذوذ الجنسى نهائياً وقطعياً ومن أخطر مظاهر هذا الشذوذ هو اللواط فلا تدرج فيه ولا هواده فى قطع دابر من يعمل به مهما كان لانه خروج عن طبع الإنسان منذ خلقه, فالمسألة لا تقف عند حدود شهوة عابرة سرعان ما تخبو من إتيانها وإنما الأمر أكبر من ذلك فهو تهديد للوجود البشرى كله وإفساد فى الأرض بعد اصلاحها لذلك كان من الطبيعى أن يكون العقاب الإلهى على قدر الجرم المقترف.
(الغريزة الجنسية للمؤمن)
ـ وأكدت الدراسة أن القرآن الكريم قنّن ونظم الشهوة الجنسية لدى المؤمن فلم يبق الأمر مطلقاً لأن الإسلام دين نظام فى كل شئ فمن الطبيعى أن ينظم الغريزة الجنسية وفق نظامه الذى ارتضاه الله عز وجل ليحفظ إنسانية الإنسان ويصون كرامته من سائر المخلوقات ، حيث أن الله هو الذى خلق هذه الشهوة ونظم سبل قضائها وفق مشيئته سبحانه , وليس وفق ما يهواه الإنسان الذى خلق فى الأصل ضعيفاً وهنا تظهر عظمة الإسلام فى إنه لا يحارب دوافع الفطرة ولا يستنفذها وإنما ينظمها ويطهرها ويرفعها على المستوى الحيوانى ويرقيها حتى يصبح المحور الذى يدور عليه الكثير من الاداب النفسية والاجتماعية.
(تزكية النفس)
ـ وحول العنف والتصون البشرى اوضحت الدراسة أن الشباب الذي لا يقدرون على الزواج لسبب أو لأخر فإن الله عز وجل حضهم على التصون والتعفف مصداقاًَ لقوله «وليستعفف الذين لا يجدون نكاحاً حتى يغنيهم الله من فضله» وهذه المرحلة تعد من المراحل المهمة لتزكية النفس من الوقوع فى الزنا وتوابعه وكبح جماح الشهوة عما حرم الله ذلك بغض البصر وحفظ الفرج والزواج فالله عز وجل يتدرج مع المؤمن خطوة خطوة وهو سبحانه يخير الإنسان بين الأقرب إلى نفسه منها وأنسبها بحالة.
ـ وتحذر الدراسة ما إذا اختل ميزان الاخلال فى المجتمع وكثرت معاول الهدم والافساد من كل الاطراف وغاب الوازع الدينى فإنه من الطبيعى أن يصول الشرع الحكيم صولته ويضرب على أيدى السعاة ضد الفطرة السليمة ضربة تقطع دابر الفساد والمفسدين فى الأرض بعد اصلاحها وأن كانت العقوبة صارمة فإنه فى الوقت نفسه عادلة، واختتمت الدراسة برصد الفساد الجنسى فى الأمة اليوم وما بلغته من الفساد وانتشار الزنا واللواط فى المجتمع الإسلامي مطالبة بضرورة تطبيق جميع القوانين بين الإسلاميين من أجل الحد من الفواحش طبقاً للآية القرآنية « ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلاً» صدق الله العظيم, كما دعت الدراسة إلى خطورة هذه الفاحشة على المجتمع الإسلامى وضرورة التعزير والتوضيح من انعكاسها على المجتمع من خلال وسائل الإعلام بشكل عصري.