رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
يا زلّـة القَـدمِ
يا زلّـة القَـدمِ يا زلّـة القَـدمِ يا زلّـة القَـدمِ يا زلّـة القَـدمِ يا زلّـة القَـدمِبسم الله الرحمن الرحيميا زلّـة القَـدمِ .. ما أن تزلّ بنا القدم حتى يُسارع " إبليس " ليُرابي بالخطأ والزلل ! ويوحي - بمكر وكيد - إلى صاحب الزلّـة أن لا مكان لك فارجع وراءك ! ويُشعره أن عليه أن يتخلّص من زلّته قبل أن يصطف في صفوف المصلّين أو يؤاخي الصالحين ثم يُلقي في روعه أن العمل للدّين من مسؤولية الصالحين أما أنت – الخطّاء – فليس لك في هذا ناقة ولا جمل ! ويظفر " إبليس " بقعود هذا عن نُصرة دينه ويفوز بتخلِّيه عن الثغر الذي كان يُرابط عليه قيل للحسن البصري : ألا يستحيي أحدنا من ربه يستغفر من ذنوبه ، ثم يعود ، ثم يستغفر ، ثم يعود ؟ فقال : ودّ الشيطان لو ظفر منكم بهذا ، فلا تملوا من الاستغفار . هذا رجل من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يقع في زلّـة فما يترك الشيطان يُرابي في زلّته لم تُقعده معصيته عن الجهاد في سبيل الله ! بل تحسّر لما مُنِع من خدمة دينه بسبب معصيته فأحسّ بذلّ المعصية فحلف أن لا يرتكبها ! هذا هو أبو محجن الثقفي رضي الله عنه كان يشرب الخمر ولم يبحث عن عذر ليقعد عن خدمة دينه ، كما أنه لم يُجيّر ذنبه ليكون عُذراً له روى سعيد بن منصور في سننه عن إبراهيم بن محمد بن سعد عن أبيه قال : أُتيَ سعد بأبي محجن يوم القادسية وقد شرب الخمر ، فأمر به إلى القيد ، وكانت بسعد جراحه فلم يخرج يومئذ إلى الناس . قال : وصعدوا به فوق العذيب لينظر إلى الناس ، واستعمل على الخيل خالد بن عرفطة ، فلما التقى الناس قال أبو محجن : كفى حزنا أن تطرد الخيل بالقنا = وأترك مشدوداً على وثاقبا فقال لامرأة سعد : أطلقيني ولك الله عليّ إن سلمني الله أن أرجع حتى أضع رجلي في القيد ، وإن قتلت استرحتم مِنِّي . قال : فحلّته حين التقى الناس ، فوثب على فرس لسعد يُقال لها : البلقاء ، ثم أخذ رمحا ، ثم خرج فجعل لا يحمل على ناحية من العدو إلا هزمهم ، وجعل الناس يقولون : هذا مَلَك ! لما يرونه يصنع ، وجعل سعد يقول : الضبر ضبر البلقاء ، والطعن طعن أبى محجن ! وأبو محجن فى القيد ، فلما هزم العدو رجع أبو محجن حتى وضع رجله في القيد ، وأخبرت امرأة سعد سعداً بما كان من أمْرِه ، فقال سعد : لا والله لا أضرب بعد اليوم رجلا أبلى الله المسلمين على يديه ما أبلاهم ، فخلى سبيله ، فقال أبو محجن : قد كنت أشربها إذ يُقام على الحد وأُطهّر منها ، فأما إذ بهرجتني فلا والله لا أشربها أبدا . وقال الحافظ ابن حجر في الإصابة : وأخرج عبد الرزاق بسند صحيح عن بن سيرين قال : كان أبو محجن الثقفي لا يزال يجلد في الخمر ، فلما أكثر عليهم سجنوه وأوثقوه ، فلما كان يوم القادسية رآهم يقتتلون - فذكر القصة - وفيه : أن سعدا قال : لولا أني تركت أبا محجن في القيد لظننتها بعض شمائله ، وقال في آخر القصة : فقال : لا أجلدك في الخمر أبدا ، فقال أبو محجن : وأنا والله لا أشربها أبدا ، قد كنت آنف أن أدعها من أجل جلدكم ! فلم يشربها بعد . ( والضبر هو عدْو الفرس ، ومعنى " بهرجتني " : أي أهدرتني بإسقاط الحد عني ) كما في كُتب اللغة والغريب . أرأيتم كيف كان يستحسر أن يُحرم من خدمة دينه ، ومن الوقوف في مواقف يُحبها الله ورسوله ؟؟ وكان ذلك أشد ما كان عليه رضي الله عنه أن يُحرم من شهود تلك المشاهد ! وهذا رجل آخر من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم تغلبه نفسه فيقع في الزلل ، فيأتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله عما وقع منه . فقد أخرج البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إني عالجت امرأة في أقصى المدينة ، وإني أصبت منها ما دون أن أمسها ، فأنا هذا فاقض فيَّ ما شئت ، فقال له عمر : لقد سترك الله لو سترت نفسك . قال فلم يرد النبي صلى الله عليه وسلم شيئا ، فقام الرجل فانطلق ، فأتبعه النبي صلى الله عليه وسلم رجلا دعاه وتلا عليه هذه الآية : ( وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ ) فقال رجل من القوم : يا نبي الله ! هذا له خاصة ؟ قال : بل للناس كافة . وفي رواية : أن رجلا أصاب من امرأة قبلة فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ ذلك له . قال : فنزلت : ( وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ ) قال : فقال الرجل : ألي هذه يا رسول الله ؟ قال : لمن عمل بها من أمتي . إن القعود عن العمل ، وترك نُصرة دين الله ، والتعذّر بالمعصية ، هذه خطايا تُضاف للمعصية الأولى ، وزلاّت تُضاف للزلّة الأولى ! فحذار من التعامل مع بنك الشيطان في تعظيم خطيئة الإنسان ! حتى يرى أن له مندوحة في التّواري خلف معصيته ، والاستتار وراء خطيئته ! فيحمله ذلك على التّنصّل من المسؤولية وتوزيع المهام على غيره والانزواء في ركن " العُصاة الخاملين " لو لم يَعِظ في الناس من هو مُذنب = فمن يَعِظ العاصين بعد محمد ؟! كتبه عبد الرحمن بن عبد الله السحيم |
08-30-2007 | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||
المشرف العام
|
رد : يا زلّـة القَـدمِ
ما اجملها من موعظة!
جميل منك هذا الاختيار أخي الحبيب..وفقنا الله وإياك.. |
||
08-30-2007 | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||
شاعر
|
رد : يا زلّـة القَـدمِ
جزاك الله خيرا على هذا الاختيار الجميل
|
||
08-30-2007 | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||
ثمالي نشيط
|
رد : يا زلّـة القَـدمِ
جزاك الله كل الخير
|
||
08-30-2007 | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||
أبو ماجد
|
رد : يا زلّـة القَـدمِ
أخي الحبيب أبو عبدالرحمن
كان لردك العاطر أثرا في نفسي رفع الله بها درجاتك في عليين وجزاك خير الجزاء وبارك فيك وأحسن اليك |
||
08-30-2007 | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||
أبو ماجد
|
رد : يا زلّـة القَـدمِ
الأخ الحبيب حسن عابد
فرحت كثيرا حينما رأيت اسمك يلمع اشراقا ويزداد لمعانا فلقد انار مرورك الكريم ورصعت كلماتك الجميلة سماء المنتدى بارك الله فيك وحياك وشكر الله لك |
||
08-30-2007 | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||
أبو ماجد
|
رد : يا زلّـة القَـدمِ
الأخ الحبيب أبو رامز
دعائك ووجودك الكريمين انارا هذا الموضوع جزاك الله خير الجزاء وبارك فيك وجمعنا جميعا في الفردوس الأعلى |
||
08-30-2007 | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||
مشرفة
|
رد : يا زلّـة القَـدمِ
مشكور على النقل الجميل والمشاركة الرائعة
|
||
08-30-2007 | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||
أبو ماجد
|
رد : يا زلّـة القَـدمِ
دفء الحنين
بارك الله فيك ورفع قدرك وجزاك الجنة شكر الله مرورك العاطر |
||
08-30-2007 | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||
ثمالي نشيط
|
رد : يا زلّـة القَـدمِ
جزاك الله خيرا
|
||
مواقع النشر |
|
|