الملف الصحفي للتربية الارعاء 26/4

[صقر قريش]

الجزيرة:الاربعاء 26 ربيع الثاني 1430هـ العدد:13355
لماذا الحديث عن تطوير المناهج؟
سميح بن هزاع السميح
لا يكاد الحديث في أي محفل من المحافل سواء تربويا أو إعلاميا أو اجتماعيا أو أمنيا أو علميا أو.. الخ؛ لا يكاد الحديث يتجه للتربية والتعليم إلا ويطرق موضوع تطوير المناهج، ولا غرابة في ذلك فالمنهج المدرسي وسيلة لتحقيق أهداف التربية والتعليم ويرتبط بالطالب والبيئة والمجتمع والثقافة والنظريات التربوية، وكل هذه العوامل خاضعة لقوانين التغير المتلاحقة؛ لذا فإن التطوير يصبح أمراً حتمياً لا بد منه، ويجب أن يبذل فيه أقصى ما يمكن من الجهود على أسس علمية بحثية تدرس الواقع وتحدد مشكلاته وتستشرف المستقبل وتحدد متطلباته وتراعي الإمكانات المتاحة ليحقق الأهداف المرجوة منه.ويُقصد بتطوير المنهج هنا إحداث تغييرات في عنصر أو أكثر من عناصر منهج قائم بقصد تحسينه، ومواكبته للمستجدات العلمية والتربوية، والتغيرات في جميع المجالات سياسية واقتصادية واجتماعية، وثقافية بما يلبي حاجات المجتمع وأفراده، مع مراعاة الأسس التي بُني عليها المنهج فلسفية وثقافية ونفسية في ضوء الإمكانات المتاحة من الوقت والجهد والكلفة.لقد تغير مفهوم تطوير المنهج عما كان عليه من قبل؛ ويرجع ذلك إلى ما طرأ على التربية عموماً من تغير في فلسفتها وأهدافها وطرقها، وتأثير ذلك على تطور مفهوم المنهج ذاته.ففي ظل المفهوم التقليدي والنظرة الضيفة للمنهج والتي تجعله مرادفاً للمقرر المدرسي فقط؛ كان التطوير مقصوراً على إجراء تعديلات في المقررات الدراسية بالحذف أو الإضافة.أما في ظل المفهوم الواسع والشامل للمنهج فإن التطوير لا بد وأن يتضمن جميع مكونات المنهج من أهداف ومحتوى وإستراتيجيات التدريس والوسائل التعليمية والأنشطة والتقويم؛ ويتواكب مع العوامل المؤثرة فيه التي باستطاعتها أن تحدث تغيراً في اتجاهه؛ وهذه العوامل تتنوع حسب مصدرها إذ قد تكون هذه العوامل سياسية وقد تكون اقتصادية أو اجتماعية أو بيئية أو نفسية أو.. أو.. الخ، كما أنه قد تكون هذه العوامل خارجية أو داخلية؛ سواء فهم من هذا أنها خارجة عن المجتمع أو من داخله؛ أو خارج الميدان التربوي أو من داخله.إن أهمية تطوير المنهج تشتق من أهمية التربية؛ إذ إنه يجب أن تكون التربية مواكبةً لما يطرأ على الثقافة والبيئة والمجتمع المحلي والعالمي من تغيرات سريعة ومتلاحقة، وحيث إن المنهج المدرسي هو المحور الأساس الذي تقوم عليه التربية ووسيلتها في تحقيق أهدافها؛ فإن تخلفها عن مسايرة هذه التغيرات يجعلها عقبة في سبيل التقدم والتنمية.