مختارات " المقداد من قصص الاعراب ..

[ابوسيفين]

عمت مساءً أيها الأديب الألمعي
مُختارات تدل على ذائقه راقيه أمتعتنا بجمعها ، لكن لاأدري لماذا تبادر الى ذهني صورة أحد أصحاب الشّيخ عندما قرأت المقطع الثالث من تلك المختارات الذي جاء فيه خبر ذلك الطُّفيلي

وقف أعرابيّ على أبي الأسود الدؤلي وهو يتغدى فسلم فرد عليه ثم أقبل
على الأكل ، ولم يعزم عليه . فقال له الأعرابيّ : أما اني قد مررت بأهلك
. قال كذلك كان طريقك . قال وإمرأتك حبلى . قال كذلك كان عهدي بها
. قال قد ولدت . قال كان لا بد لها أن تلد . قال ولدت غلامين
. قال كذلك كانت أمها . قال مات أحدهما . قال ما كانت تقوى على إرضاع أثنين
. قال ثم مات الآخر . قال ما كان ليبقى بعد موت أخيه .
قال وماتت الأُم : قال حزناً على ولديها . قال ما أطيب طعامك .
قال لأجل ذلك أكلته وحدي والله لا ذقته يا أعرابيّ .

والطُّفيليون يتطوّرون بتطور الأزمان وما طُفيلي قصور الأفراح هذه الأيّام ببعيد عن نصيحة
(( طفيلي ))العرائس الذي ينسبون إليه والذي روي عنه أنه كان يوصي أصحابه فيقول لأحدهم: إذا دخلت عرساً فلا تتلّفت تلّفت المريب، وتخّير المجالس، وأجد ثيابك000 وإن كان العرس كثير الزحام فمر ولا تنظر في عيون أهل المرأة ولا عيون أهل الرجل، فيظن هؤلاء أنك من أولئك ،ويظن أولئك أنك من هؤلاء. وإن كان البوّاب غليظاً وقحاً فأبدأ به ومره وانهه من غير أن تعنّف عليه، وعليك بكلام بين النصيحة والإدلال.

أكرر شكري لكم وتقديري لذائقتكم ولعلّي أعود إن مرّ ذلك الطفيلي 0