( من قدوتك ؟؟؟ )

[ولد الديرة]

( من قدوتك ؟؟؟ ) ( من قدوتك ؟؟؟ ) ( من قدوتك ؟؟؟ ) ( من قدوتك ؟؟؟ ) ( من قدوتك ؟؟؟ )

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الأمين، محمد خير الخلق أجمعين، بعثه الله هاديا وإلى الحق داعيا، ليخرج بني آدم من الظلمات إلى النور ويجتثهم من براثين الشهوات المحرمات، فكان لهم سراجا يستضؤن به ونور يستنيرون به فصلى الله عليه عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته.
وبعد:
إخواني الكرام متعكم الله بالصحة والعافية، وهداني وإياكم إلى الطريق المنجية. ألح علي سؤال أخال أنه يهمكم فآثرت طرحه عليكم، من قدوتكم؟ وبصيغة أخرى، من أين تستقون أخلاقكم؟
لا شك إخواني الكرام أن الناظر بعين البصيرة في هذا الزمان المتلاطم بأمواج الفتن، والذي كثرت فيه الشهوات،وانغمس الناس فيه في الملذات المحرمات يجد أن الأخلاق استمدادها من الغرب، وأن القدوة المتأسى بها هم دعاة الفتن والشهوات من مغنين والذين يعزفون على وتر الشهوة ،ويزينون المعاصي في أعين الناس، وحسب المرء على ذلك واقع الحال الذي يدل على صدق المقال. ونسينا وتناسينا ذلك النموذج الأخلاقي الرائع الذي عرفه التاريخ، وتلك القدوة التي أمرنا الله تعالى بالتأسي بها والسير على منهجها ولزوم غرزها.
لكأني أنظر إخواني إلى أفواهكم وهي تلفظ اسمه وتعقبه بالصلاة عليه، هو ذاك محمد صلى الله عليه وسلم، الذي مجد القرآن الكريم ذكره، ومدح الكتاب طيب أخلاقه، وحسبنا على الأمر دليلا قول الله تعالى {وإنك لعلى خلق عظيم}القلم4 . وقال عز وجل لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر} الممتحنة6. وسئلت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن خلقه فقالت :"كان خلقه القرآن". فبالله عليكم من كانت أخلاقه مستمدة من القرآن كيف يكون؟
ولم يكن القرآن هو الناطق الوحيد بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم، بل شهد بها العدو وكذلك الصديق .
وسأحاول إخواني في هذا الموضوع أن أسرد بعضا من أخلاقه لعل نفسي بها تصلح وإلى الحق تميل وتجنح.
أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم مع أهله.لقد النبي صلى الله عليه وسلم بأهله رحيما حسن المعاشرة لزوجاته، يكن الحب والمودة لهن، يعطف على أبنائه ويغمرهم بالحنان فهو الأب الحنين ، تجلت فيه غريزة الأبوة بأصدق صفاته، أليس هو القائل: "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي" سنن الترمذي فانظروا إخواني إلى مقياس الخيرة عند النبي صلى الله عليه وسلم ليس المال، وليس الجاه بل حسن الأخلاق وطيب المعشر.
إخواني الكرام أين نحن من هذا الأمر اليوم، فقد غابت أو كادت تغيب الأخلاق داخل البيوت، حتى صارت الأسرة أقطابا وأحزابا، فيخال المرء أن ليس بين أعضائها أنسابا، وغدت العلاقات الأسرية مفككة تنذر بخطر شديد، وهذه والله الحال التي آلت إليها الأسر في الغرب، وأصبتنا عدواهم فصرنا لهم تبعا، حتى كنا لهم شبها، وتحقق فينا قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى قَالَ فَمَنْ" أخرجه البخاري.
كلام النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أفصح الناس وأحلاهم كلاما، وأجملهم لسانا، وكان أبعدهم عن الفاحش من الكلام. قال عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: "لَمْ يَكُنْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا وَكَانَ يَقُولُ إِنَّ مِنْ خِيَارِكُمْ أَحْسَنَكُمْ أَخْلَاقًا" أخرجه البخاري.
فاعقد أخي وكذلك أنت يا أختي بين ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وما نحن عليه اليوم، فلم يعد المرء يسمع من الكلام إلا قبيحه، سوء في الشارع أو المدرسة، بل صار الأمر مألوفا بين الأصدقاء، حديثهم مبناه على الفاحشة، ومداره على الرذيلة، ولا نغفل ذلك الإنتاج الإعلامي الذي يزعم أنه فن غايته علاج الأدواء التي استشرت في المجتمع ، فلا نكاد نجد ما يدل على ذلك، بل كثر فيه الفحش، وقل الطهر، وكل هذا ظهرت آثاره على الأسر، فانعدم الحياء بين الآباء والأبناء، وكسرت الحواجز التي تكفل الاحترام، فصارت الأسر تجتمع على الأفلام الفاضحة، والمسلسلات الداعرة، لا تبالي بما فيها من مشاهد عفنة. لا أقول هذا الكلام رفضا للفن أو كرها لأهله. لكن السؤال الذي يجب أن يطرح هل تمت فن فعلا؟ فإذا كان فكم نسبته؟الجواب عندكم .
تواضع النبي صلى الله عليه وسلم.كان النبي صلى الله عليه وسلم سيد المتواضعين، رغم المكانة العلية، والمنزلة السامية التي حازها فكان لا يتميز عن أصحابه، يختلط بهم كأنه واحد منهم فيأتي الغريب سائلا عنه لا يعرفه حتى يعرف له، وكان من تواضعه صلى الله عليه وسلم أنه لا ينهر الفقير ولا يتأفف من الخادم، ولا يوظف سلطته لإذلال الناس، والحط منهم فانظر رحمك الله إلى قوله عندما أتي برجل فأرعد من هيبته : "هَوِّنْ عَلَيْكَ فَإِنِّي لَسْتُ بِمَلِكٍ إِنَّمَا أَنَا ابْنُ امْرَأَةٍ تَأْكُلُ الْقَدِيدَ" أخرجه ابن ماجة. فهذا القول من النبي صلى الله عليه وسلم يدل على تواضعه ،الذي يدل على رفعته. واسمع إلى قوله الذي يؤكد تواضعه صلى الله عليه وسلم: "بل آكل كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد".
إخواني الكرام هل هذا هو خلقنا اليوم؟ فانظروا إلى بعضنا اليوم إذا ظفر بدرهم أو دينار أو ارتدى جديدا ظن أنه حاز الأمر كله وأتته الدنيا بحذافيرها، وإذا حاز منصبا أو ملك سلطة وإن قلت، وظفها لخدمة نفسه وتحقيق مآربه، وأذل الناس لا يبالي بان الأمر بيد الله إن شاء سلبه وإن شاء أبقاه .
هذه إخوتي بعضا من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم ، التي لا تعد ولا تحصى، وسردها يحوج إلى موضوعات، أوردتها بغية الاستفادة منها والتأسي بها في هذا الزمان الذي علا أهله الظلام، وعابت فيه القيم واحتجبت الأخلاق، وأسفرت عن وجهها الفتن واشرأبت أعناق الشهوات.
أرجو الله أن ينفعني وإياكم بما ذكر وأن يجعلنا على طريق محمد صلى الله عليه وسلم طريق النجاة ومسلك الهداية والرشاد قولوا آمين

منقول

[المستشار]

يعطيك العافية
ولد الديره

[أبو عبيدة]

يعطيك العافية