الانتقال للخلف   منتديات بلاد ثمالة > الأدب والشعر > الديوان الأدبي

 
الديوان الأدبي للمواضيع الأدبية المتنوعة المختارة والمنقولة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 07-17-2006
 
الخنساء
عضو

  الخنساء غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 513
تـاريخ التسجيـل : 02-07-2006
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 40
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : الخنساء يستحق التميز
افتراضي قصة قصيرة ومثيرة

قصة قصيرة ومثيرة قصة قصيرة ومثيرة قصة قصيرة ومثيرة قصة قصيرة ومثيرة قصة قصيرة ومثيرة

هذه القصة منقولة لكنها تشبه ولحد كبير جدا ما اعني الوصول اليه
آمل ذلك .


هذه القصة مهداة إلى إنسان أحببته كثيرا ً... والحب مؤلم أحيانا ً.



ورقة طلبات




خيار
طماطم ( صندوق)
ليمون
برتقال ( كيلو)
تفاح ( كيلو)
2 جبن سائل ( كرافت)
كاتشاب ( ليبز)
توست ( لوزين)

* * *

في الصباح وجدت الورقة الصغيرة على المقعد المجاور في سيارتي، قطعة صغيرة اجتزت بعناية من دفتر مذكرات أو من دفتر توقيعات شخصي ( أوتوجراف)، زرقاء اللون، ذلك اللون الأزرق الشاحب، تنتظمها سطور أفقية خفيفة وتحوطها زخرفة جميلة على شكل شرائط وزهور متداخلة.

جذبني الخط الجميل المنمنم، الخط الذي يجعل كلمة ( طماطم) شهية وحرف الطاء كمقدمة سفينة تخترق الموج الأزرق، سفينة ذات صار ٍ يطول السماء، وحرف الكاف في ( كاتشاب) كطائر يحط يكاد يلامس الأرض بأحد جناحيه، أما كلمة ( لوزين)... الكلمة الأخيرة... فقد بدا حرف النون فيها ممتدا ً كبئر تتراءى قاعه كنقطة صغيرة.

من أين أتت هذه الورقة؟

من كتبها يا ترى؟

عبدالله !!! نعم... عبدالله... هذه الورقة تخصه، أتذكر أننا مررنا على محل بالأمس قبل أن أودعه بيته وأظن أني لمحت في الأكياس التي عاد بها ( توستا ً) وسمعت صوت اصطكاك زجاجات الجبن، ولكن هذا لا يمكن أن يكون خطه، فخط ( عبدالله) أعرفه جيدا ً منذ أيام المدرسة والواجبات التي كنت أنقلها منه، ذلك الخط الذي يذكرني بآثار نمل حائر.

قادني عقلي إليها، بما أن أمه عجوز وشبه أمية، وبما أن أخوته وأخواته الباقين صغار، فلا يوجد غيرها، أخته ( وجدان).

طويت الورقة ودسستها بين الأوراق الأخرى التي تعمر جيبي، وانطلقت إلى عملي وعقلي ملفوف بورقة صغيرة ذات زرقة شاحبة.

* * *

أخرجتها في المساء، جذبتها من بين فوضى الأوراق التي تثقلني ( فواتير، إيصالات بنوك، بطاقات عمل، أوراق دونت فيها أرقام أو أسماء ما)، فردتها أمامي على تلك الطاولة المنعزلة في المقهى، وجعلت أتأملها وأنا أرتشف رشفات حذرة من القهوة الساخنة التي تحوطها كفي.

يقال أننا يمكن أن نعرف الإنسان من خطه، فما الذي يخبرني به خطك يا ( وجدان)؟ كم هي الأشياء المخزونة في داخلك التي تتسرب على شكل خط أنيق؟

أخبرتني الورقة الصغيرة عن روح شفافة بشفافية الورقة وزرقتها الخفيفة، وأخبرتني عن رقة تجلت في طريقة نزع الورقة، ذلك الرفق الشديد الذي منح الجهة المنزوعة حدا ً ناعما ً شبه صقيل.

الكتابة على السطور كشفت لي روحا ً مرتبة ومنظمة، خفة تلك اليد ومرورها على السطر بلا اهتزاز كشفت لي قلبا ً هادئا ً يخفق بانتظام، بهرني الترتيب الشديد، مستحيل أن يكون هذا مصادفة !!! لا... هذا الترتيب يكشف لي عقلا ً كاملا ً منتظما ً يجيد ترتيب الأشياء ويعشق وضعها في مواضعها.

تسربت الكلمات المرتبة بعناية إلى قلبي كلحن أخاذ، وتركت أصابعي تتجول على الحروف المنقوشة بحنان بالغ، رباه !!! كيف يمكنني وصف ما اكتشفته الآن وأنا أتأمل الترتيب الأنيق والدقيق للأشياء؟

الخيار والطماطم معا ً كخضار، ثم يجيء الليمون في الوسط بين الخضار والفواكه كتعبير عن حيرة رقيقة... إلى أيهما ينتمي؟ ثم الفاكهة، برتقال ثم تفاح، لم َ البرتقال أولا ً هل هو ترتيب أبجدي؟ كما وضعت الخيار قبل الطماطم، ربما... ثم هذه الدقة الأنيقة، بعد كل صنف وبين قوسين كانت تحدد حاجتها بالضبط، صندوق طماطم ( هل تبقت امرأة في هذا البلد تسميه بهذا الاسم؟ ألم يتفقن جميعا ً على كلمة طماط؟ حقا ً... أنت ِ أخرى يا وجدان) كيلو تفاح وآخر برتقال... ياللروعة !!! ثم الجبن... هذه الدقة التي تمنح الجبن تحديدا ً شديدا ً كعدد ( 2) وحالة فيزيائية ( سائل) ونوع ( كرافت)، ثم بكل سلاسة وعندما تكون قد انتهت من الأشياء التي تصنف كمأكولات فردية يأتي الكاتشاب كإضافة للأكل، توزيع دقيق ومريح، وفي النهاية يأتي الختام بمادة استهلاكية لا ريب أنها تطلب بشكل شبه يومي ولذا تندرج في آخر القائمة كأقل الطلبات أهمية.

ما كنه القلب والعقل اللذان يحولان ورقة لا وزن لها إلى كل هذه الدقة والأناقة والجمال؟ هل يمكننا أن نقلق ولو للحظة على إنسان يستطيع أن يصنع الجمال في أشياء وفي أماكن لا يلتفت لها أحد؟ أي شيء يعبر عنك يا وجدان أكثر من هذه الورقة التي لا قيمة لها في حساب الناس؟ كم هي الأشياء التي زرعها عقلك اللا واعي في هذه الورقة؟

توقفت قليلا ً لألتقط أنفاسا ً لاهثة، ولأرشف قليلا ً من قهوة تهاجمها البرودة والخدر، ما الذي أعرفه عنك ِ الآن يا ( وجدان)؟ روح شفافة، رقيقة، جميلة، عقل منظم ومرتب جدا ً، روحي الآن تفتش عن ملامحك في ملامح أخيك ( عبدالله)، أتخيل تقاطيع وجهه الآن... أحاول منحها رقة أكثر، أمنحه شعرا ً أسودا ً طويلا ً، شفتان ممتلئتان، خدان أنعم وأطرى، قواما ً جميلا ً متماسكا ً، ولكني أحصل في النهاية على... ( صوفي مارسو).

* * *

استقرت تلك الورقة برفق شديد في أنعم وآمن مكان من محفظتي حيث تستقر أوراقي المهمة جدا ً، واستقرت في ذهني صورة غائمة رسمتها ببطء لملامح جميلة جدا ً سرقت أكثرها من وجه ( صوفي) وبعضها الآخر من خيالاتي.

وفي الليل عندما أتهادى بين اليقظة والنوم، وعيناي تتابعان حركة الأشجار التي يعكسها ضوء شارد على سقف غرفتي، لا يحتل عقلي شيء سواها وسوى ورقتها الزرقاء التي أمحت منها الطلبات، ونقش مكانها بذات الخط اللذيذ كلمات حب أبدلها في كل لحظة.

أتخيل نون ( لوزين) مستقرة بكل ثقلها ولكن في ( أحبك بجنون)، وكاف ( كاتشاب) قد فرت إلى ( كلي لك)، والميم والواو في ( ليمون) تثبتان أمام موجة زرقاء كاسحة تمحو الحروف الأخرى وتخلف عندما ترحل ( أموت فيك).

تمنيت وتلك الورقة الصغيرة ترقد بين أصابعي أن لو وجدت دربا ً إلى أوراقها الأخرى، تساءلت عن كم الحروف والكلمات الجميلة الناعمة التي تزين دفتر مذكراتها الرقيق، تخيلته... صغيرا ً بحجم كفي، ذو غلاف سميك، غطته زينة بألوان زرقاء متداخلة، وفي مساحة رحبة في قلبه استقر اسمها... ( وجدان)، حيث الجيم تتكئ على الواو برفق وحيث الألف تكاد تسقط في أحضان الدال... والنون كثمرة ناضجة للقطاف.

تخيلت أوراقه التي ستتبدى لي عندما أدفع الغلاف برفق، أزلق أصبعي تحته وأرفعه كأني ألج عالما ً سحريا ً، الصفحة الأولى والتي تحمل الزهور والشرائط المتداخلة ذاتها، تخيلتها عارية تماما ً إلا من كلمة واحدة استقرت في المنتصف كقلب نابض، كأصبع مشهر في وجهي... ( أنت).

تخيلت كم المشاعر التي أودعتها في بقية الصفحات، أبيات الشعر التي أعجبتها فزينتها بخطها اللذيذ، تخيلت شعرة طويلة فرت من رأسها وضاعت بين الصفحات حتى أعثر عليها وألفها حول أصبعي.

تخيلت كم الأحضان التي نالها هذا الكتاب المحظوظ، رقدته الهانئة على صدرها عندما تسرح عينها في السماء تفتش عن نجم أو وجه تعرفه... وتحبه،
أنفاسها وهي تداعب أوراقه، ربما دمعة صغيرة تسللت ذات مساء وغابت في البحر الأزرق... الصغير.

* * *

صرت أهتم بلقاء ( عبدالله)، تطيب لي ثرثرته، بل أتابعها باهتمام، وأحاول أن أصطاد فيها أي إشارة ولو كانت بسيطة إليها، أحدق فيه بقوة، أفتش في ثيابه وملامحه عن أثر أي أثر يغذي شوقي إليها.

كان الألم يمزقني عندما أجالسه ولا فكرة تتسلط على ذهني إلا هي، كنت أذوب خجلا ً عندما أضبط عيني وهما تخترقانه، تمزقانه، تفتشان بكل قوة عن آخر صورة لها اختزنتها قرنيته.

هل هو الحب؟ هذه العاطفة الغبية، هذا الشوق الأحمق، هل هو الحب؟ هل سلبتني عقلي وراحتي ورقة صغيرة؟ هذا التشتت والضياع، هذه الأحلام والهواجس الآثمة، هذه الموجة الكاسحة التي تجذبني كلما فردت ورقتها الشاحبة، هذه اللهفة التي تحرقني... أين الخلاص؟

حدثتني نفسي بأن أتخلص منها، أن أمزق بيدي القيود التي شدتني إليها، الأغلال التي استعبدتني، أن أفر، أن أفتح قلبي للهواء والحياة مرة أخرى، أن أطرد كل هذه الخيالات التي خلقتها... فخنقتني.

ودعت ورقتها كما يجب أن يكون الوداع... أخرجتها ذات مساء عندما دهمني المطر وأنا عائد للمنزل، قبلتها مودعا ً، ثم فردتها على زجاج سيارتي المبتل، ووقفت هناك تحت أضواء الشارع الباهتة أتأمل كلماتها وهي تذوب وتختلط ثم ترحل مخلفة عجينة رقيقة... دفنتها أصابعي في الرمل الرطب لأرض مجاورة.

* * *

شفيت أخيرا ً وبدأت أتنفس بعمق، تبقى فقط حنين جارف يعاودني كلما زارني خيال صنعته في تلك الأيام، حنين ذو مذاق غريب... وشيء من كمد قليل.

أما ( عبدالله) فبدأت أستعيد أنفاسي أمامه مرة أخرى، وعدت أصافحه فلا تنازعني يدي، تبقت فقط تلك النظرة المخبولة التي تتفحص يديه في كل مرة يخرج فيها من المنزل
[/blink][/center][/glint]
توقيع » الخنساء
صاحبي بانشدك عن سر الهوى
رد مع اقتباس
قديم 07-19-2006   رقم المشاركة : ( 2 )
الحجاج بن يوسف الثقفي
ذهبي

الصورة الرمزية الحجاج بن يوسف الثقفي

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 276
تـاريخ التسجيـل : 15-02-2006
الـــــدولـــــــــــة : بلادالحرمين
المشاركـــــــات : 1,028
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : الحجاج بن يوسف الثقفي يستحق التميز


الحجاج بن يوسف الثقفي غير متواجد حالياً

افتراضي

شوفي القصه حلوه
بس لاعاد تطولين القصص عشان مانصرف فواتير وكمان نطفش
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 07-23-2006   رقم المشاركة : ( 3 )
مصرقع
مشارك


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 468
تـاريخ التسجيـل : 30-05-2006
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 138
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : مصرقع يستحق التميز


مصرقع غير متواجد حالياً

افتراضي

القصة شكلها حلوة
بس اني ما فهمت حاجة ( لا تقولون غبي أزعل )
وبعدين هذا فاضي سوى من الحبة قبة ورقة طلع منها كل هذا
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
عندما تغني العروس ( نـــار ..ياحبيبي ..نااار !!؟) قصة قصيرة ابووسام الــمـنـتـدى الـعـام 6 04-21-2007 01:29 PM
قصة قصيرة ..... لا تقرأها الا ومعك فنجال قهوة العميد15 الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي 3 09-04-2006 01:28 PM
قصة قصيرة نجم سهيل الديوان الأدبي 0 04-22-2006 02:47 PM
مواعظ قصيرة لابن الجوزي .. أبو عبيدة الــمـنـتـدى الـعـام 1 02-21-2006 11:29 PM
قصة قصيرة وفائدتها كبيرة ابو بدر الساعدي منتدى الاستراحـة 1 09-15-2005 06:07 PM


الساعة الآن 03:20 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by